المهندس الاستشاري
فارس الجواري
باحث واستشاري طيران
رسالة نداء ودعم الى مديرالخطوط الجوية العراقية الجديد
بعد التحية والاحترام
انها المرة الاولى التي اوجه طرحي الى شخص بعينه من المسؤولين في الطيران العراقي والسبب اني وجدت فيكم مواصفات المسؤول الذي أطمح له في كتاباتي ومنذ فترة ليست بالقليلة ليتحمل مسؤولية رحلة العمل الشاق لانقاذ مايمكن أنقاذه من الوضع المزري للناقل الوطني الوحيد في العراق .
صحيح أني لااعرفك شخصيا ولكن كل اللي عرفك نقل عنك تاريخك المهني الناجح في هذه الشركة التي نعتبرها جميعا الواجهة الحضارية الاولى في بلدنا , وبعيدا عن اي مصلحة شخصية اومطلب أوجه لك رسالة مراقب ينقل لكم بعض الرؤى والافكار التي تعلمها في مسيرة حياته المهنية ويراها قد ! تسهم في ايجاد الحلول للأزمة التي تعيشها الشركة حاليا .
لقد تعرضت صناعة النقل الجوي في العراق خلال العقود الماضية ولحد الان إلى تراجع وتدهور واضحين للعيان منذ إيقافها عن الطيران فوق أوربا والتداعيات التي تلت ذلك نتيجة الإهمال والتقصير الذي تسببه من كان في المراكزها الادارية العليا والتي كانت تخفي وراءها صراعا بين كبار المتنفذين في هذا القطاع للاستحواذ على المناصب فقط مما أدى الى تراجع في الأداء والمتطلبات والخدمات , هذا الخلل الاداري المتعمد بدا واضحا من خلال الأجراءت التنظيمية والترقيعية التي في ظاهرها حل للمشاكل وحقيقة الامر هي أجراءات تهديمية لتاريخ الشركة , ولعل أبرزها كان تمرير الصفقات المشبوهة مع شركات نقل اجنبية لنقل المسافرين العراقيين بواسطة طائرات شركة الخطوط الجوية العراقية الى اوربا لقاء مبالغ وعمولات اهلكت كاهل الشركة وهذا ماحصل عند تعاقدهم مع شركة اطلس جت التركية بأجور عالية جدا عند مقارنته باي عرض من شركة اخرى وهو ما يشير الى شبهة فساد واضحة , كما قامت نفس الجهة بالاتفاق مع الشركة التركية ذاتها في أنشاء مركز صيانة للطائرات اثيرت حولها علامات استفهام كثيرة على نوع التعاقد مع الشركة التركية هل هو عقد خدمة أم من العقود ذات الصيغة التشاركية ؟ وهو أمر خطير أمنيا وتقنيا في ادارة الشركات الحكومية كون ان الشركة التركية ستستولي على مفاصل الخطوط الجوية العراقية برمتها , وغيرها من مشاكل المكاتب الخارجية للشركة وأبخاس حق الكفاءات العراقية من كوادر الشركة .... والقائمة تطول ؟
أذن هي حقيقة مؤلمة لكن حاضرة في مشهد انتكاسات الخطوط الجوية العراقية فساد ينخر في مفاصل الشركة من حيث تغلغله الى كل مفردات عملها أدى الى انهاكها وجعلها قاب قوسين او أدنى من انهيارها .
لذا يستلزم من الجميع وخصوصا منكم كونكم أصبحتم من اصحاب القرار أن تعدو خارطة طريق جديدة أساسها التخطيط المركزي لتطبيق عدد من الخطط والبرامج لتكوين استراتيجية طويلة المدى هدفها اعادة بناء وتطوير الشركة لعدد من السنوات القادمة بالتنسيق مع أستراتيجية الدولة , وهذه الخارطة حسب رؤيتنا يجب ان تكون متكاملة من حيث معالجتها كافة السلبيات التي تواجها الشركة من خلال مايلي :
- العمل والالتزام بشكل جدي للنظام الداخلي لشركة للخطوط الجوية العراقية المثبت في قانونها المرقم (108) لسنة 1988 (واللي حضرتك تعلمه جيدا من خلال عملكم السابق) وينص في المادتين 6 و 7 منها على مايلي :
• تتولى إدارة الشركة (مجلس إدارة ) وهي الجهة العليا فيها وتتولى رسم ووضع السياسات والخطط الإدارية والمالية والتنظيمية والفنية اللازمة لتسيير نشاطها وتحقيق أهدافها والإشراف عليها وتنفيذها وتمارس جميع الحقوق والصلاحيات المتعلقة بذلك .
• يتكون المجلس من مدير عام الشركة رئيسا وثمانية أعضاء يتم تسميتهم وإنتخاب البعض منهم وفقا لما يأتي:
أ. أربعة أعضاء يختارهم وزير النقل من بين رؤساء التشكيلات في الشركة من ذوي الخبرة والإختصاص في الأمور المتعلقة بالأنشطة التي تمارسها .
ب. عضوان ينتخبان من منتسبي الشركة .
ت. عضوان من ذوي الخبرة والإختصاص يختارهما الوزير مع المدير العام من خارج الشركة .
ث. يكون للمجلس ثلاثة أعضاء إحتياط ينتخب الموظفون أحدهم ويعين الوزير العضوين الآخرين .
- اجراء تقييم لحالة الشركة وتشخيص مكامن الخلل في عدم تطبيقها معايير الاياتا مع وضع تصور للحلول (( وهنا أشيركم الى الدراسة المقدمة من استشاريي الاياتا عام 2016)) والتي كان من المفروض ان تنفذ الحلول المطروحة بالدراسة من قبل اختصاصي الشركة كلا حسب اختصاصه وهي تشمل خطوات تطبيقية ضمن معايير برنامج تدقيق الأياتا IOSA والذي يشمل خطوات اصلاحية للشركة في النقاط التالية ( التنظيم المؤسسي , ونظم الإدارة والعمليات الجوية , وعمليات التحكم بالتشغيل والتجهيز للاقلاع , وإدارة الهندسة والصيانة , وإدارة خدمات الترحيل الجوي , وإدارة الخدمات الأرضية , وعمليات الشحن , والعمليات المتعلقة بالأمن).
- اتخاذ الاجراءات اللازمة من قبلكم باعطاء الدور الحقيقي للمخلصين الكفؤوين من الكوادر الوطنية المؤهلة في التخصصات الادارية والفنية في الشركة وايضا من هم خارج المنظومة الحكومية (( وفق القانون ومواده المنوه عنها أعلاه )) بأخذ زمام الامور والبدء في تطبيق نتائج الدراسة السابقة وخطوات تنفيذها التي تعتبرواضحة جدا بالنسبة لهكذا كفاءات مشهود لهم بالأمكانيات التقنية لاجراء الاصلاحات والنهوض بهذا القطاع من جديد على ماكان عليه سابقا وايقاف الهدر الاقتصادي للشركة.
- العمل على أعادة هيكلة الشركة في الوحدات الإدارية لها لرفع كفاءة الأداء وإزالة معوقات التي تحد من الإنتاجية بإحداث تغييرات فاعلة في الأساليب والمفاهيم الإدارية السائدة في إدارة استخدام الموارد المتاحة من خلال المواءمة والتوفيق بين ما تحتاج إليه الإدارة الحالية للشركة وبين ما هو متاح لها من قدرات وما يحتمل أن يتوافر لها من إمكانات, لإحداث نقلة تطويرية نوعية في تنظيم الفروع الإدارية والفنية في الشركة وتحقيق الكفاءة القصوى في الأداء وصولا الى عودة الناقل الوطني الى صورته الحقيقية في تقديم خدمات جوية متطورة وانتظام وانضباط في المواعيد مع التركيز على الخدمات الربحية كمراكز الصيانة والشحن والتموين التي يصب عائدها في التطوير والتحديث.
- العمل في مرحلة متقدمة على وضع خطة فصل شركة الخطوط الجوية العراقية عن وزارة النقل لجعل العمل اكثر انسيابية و سهولة اتخاذ القرارات التي من شانها رفع مستوى الشركة .
- إيـــلاء التدريـــب والتأهيـــل كامـــل العنايــة والاهتمــام لمسايرة ومواكبة التطــورات التـــي تشهدها صناعـــة النقل الجوي من خلال بناء مراكز تدريبية متطورة تستخدم فيها التقنيات الخاصة بأجهزة الطيران التشبيهي «سميوليتر» داخل العراق , وخصوصا لوعلمنا ان مكان هذه المؤسسة التدريبية جاهز في مطار بغداد الدولي واسعار هذه الاجهزة هي ضمن امكانية الشركة المالية .
أختم وأقول وأكررها ... عندما كانت الوطنية هي معيار عملنا كان الإبداع يميز مانعمله .... وكل المنظمات المعنية ذات العلاقة تترقب نجاحاتنا ولم نطلب منهم في يوم ان ينجزوا لنا اعمالنا بل كنا نواكب التطورات ونتعلم ... الاهم الايفاء بمتطلبات منظمات الطيران الدولية المعنية وأستعادة حضور الطائر الاخضر الى سماء العالم .
المهندس الاستشاري
فارس الجواري
باحث واستشاري طيران
976 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع