الدكتور مهند العزاوي*
منظور استراتيجي في إدارة الازمات والطوارئ
تهتم الدول بشكل كبير في علم إدارة الازمات والكوارث , هو علم مبني على مجموعة من الأسس والمبادئ العلمية والمفاهيم الخاصة به المستقاة من التجارب والمفاعيل التطبيقية التي جرى اعتمادها في مواجهة الازمات والكوارث ، فإن إدارة الأزمات والكوارث تهدف إلى التحكم في مسار الكوارث والأزمات من منظور استراتيجي يعني بالوقاية والاستشراف فضلا عن المنظور التكتيكي الذي يتعلق بالقاعدة المادية والبنى التحية ووظائف القائد والافراد والفرق الميدانية وأيضا المنظور التقني الذي اصبح يلعب دورا مهما في إدارة الازمات والكوارث , لاسيما المعدات والتجهيزات ونظم المعلومات والاتصال والمواصلات والاعلام وتعمل إدارة الأزمة على التحكم بما يلي :-
1. الاحداث التفاعلية ضمن سياق الازمة والتعامل الفوري مع الأحداث لوقف تصاعدها، والسيطرة عليها وتحجيمها وحرمانها من مقومات تعاظمها ومن أي روافد جديدة قد تكتسبها أثناء قوة اندفاعها.
2. الصدمة او المفاجأة والتحول من الصدمة الى إدارة الازمة او الكارثة
3. تصنيف مستوى الازمة ومواجهة اثارها ونتائجها
4. سياقات اتخاذ القرار تحت الضغط
5. استعادة المبادأة وضبط إيقاع التعامل
6. حصر الاضرار وإيقافها
7. تشخيص المسببات ودراسة نشوئها وتفكيكها
8. إدارة استمرارية الحياة BCM
9. اعلام الكوارث والأزمات
مفاهيم مختلفة
تختلف المفاهيم والتطبيقات لكل دولة بحسب نظرتها للأزمة أو الكارثة , نظرا لاختلاف البيئة والمناخ السائد والمؤثرات والدوافع , وشكل التهديدات والمخاطر ، حيث أرى من وجهة نظري أن سبب حدوث الأزمة وجود مشكلة ما لم يتم معالجتها بالشكل الصحيح وتفاقمت حتى بلغت الازمة وهو امر واقع الحصول في الكثير من الازمات , وهناك من يري أن الأزمة حدث مفاجئ يسبب ضغطاً لصانع القرار يستلزم مواجهة هذا الحدث بوسائل وأساليب علمية تساعد على القضاء عليه قبل استفحاله وهو امر منطقي بل وضروري في معالجة الازمات ،, وهناك من يرى عدم توقعها رغم ظهور علامات وإشارات لحدوثها أو الفهم الخاطئ أو التعامل الخاطئ مع أحداثها, ومهما تعددت الآراء فان الازمة تحدث بشكل متكرر وفي نواحي متعددة وتكسب المؤسسات خبرة ودروس مهمة من جراء حصولها بالرغم من الضرر الحاصل من جرائها وتبرز في الازمة المقدرة على إدارة الازمة وتحويلها من المسار الصادم المؤثر الى المسار المسيطر عليه وافراغها من المحتوى او انهاء الازمة بشكل إيجابي .
أما الكارثة فيختلف تعريفها بحسب حجمها وإضراراها المادية والمعنوية، حيث أرى من وجهة نظري ان تطور الازمة يقود الى ظاهرة مستفحلة قد تقود لكارثة اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار القيم التي تداولها الخبراء في وصف الكارثة واثارها الارتدادية , وهناك من يري أن حدوث واقعة مادية ينتج عنها وفيات وإصابات وخسائر مادية تعتبر كارثة، وهناك من يري أن انتشار وباء أو مرض معدي يسبب حالات وفيات يعتبر كارثة، وهناك من يري أن حدوث خسائر مادية نتيجة إعصار مدمر أو حدوث حرائق، يعتبر كارثة، تستوجب تدخل الدولة أو المجتمع الدولي لتقديم المساعدة والتقليل من الأضرار,
تأسيس إدارة الازمات
تعتمد إدارة الازمات على ثلاث مراحل استراتيجية وتكتيكية وتقنية ويراعى فيها المعلومات والدراسة والبحث وفق سياق معرفي بالتعاطي مع التجارب السابقة والدروس المستنبطة منها، وكذلك التخطيط السليم وتوظيف المعلومات والبيانات كأساس للقرار السليم، ويبرز دور وأهمية وسائل الإعلام المختلفة عند إدارة ومواجهة الأزمات والكوارث المختلفة، سواء قبل وقوعها أو أثناء حدوثها أو بعد الانتهاء منها، مما يستوجب إبراز المنظور الاستراتيجي والتكتيكي والتقني الذي يؤسس الى سياق إدارة الازمات بشكل ناجح
المنظور الاستراتيجي
تعد المؤسسات في الدولة عدد من الاستراتيجيات الفاعلة في مجال إدارة الازمات والكوارث وفق منظور استراتيجي استشرافي وبمخرجات تطبيقية تنتج خطط واليات التعامل مع الازمات والكوارث المتوقعة والغير متوقعة ويعتمد على:-
1. دراسة البيئة الاستراتيجية وتحليلها
2. التركيز على مبدا الاستشراف والوقاية الاستراتيجية
3. تصميم خطة التعامل مع الكوارث والأزمات وإدارة الاستجابة
4. اعداد خطط إدارة استمرارية الحياة BCM
5. خطط جاهزية منظومة الاستجابة للكوارث والأزمات
6. بناء كوادر إدارة الأزمات الفعال داخل المؤسسة ومن الموارد الذاتية
7. نظام المعلومات وسياق التداول في خضم الازمة
8. التهيؤ التكتيكي والتقني لمجابهة الازمات والكوارث
9. انشاء خلية الازمة – مجموعة الازمة – فريق الازمة وفرق ولجان معالجة الازمات والكوارث في المؤسسات ومراكز صنع واتخاذ القرار
10. استراتيجيات التحول من الصدمة الى إدارة الازمة او الكارثة
11. التدريب على السيناريوهات واتخاذ القرار تحت الضغط وتفقد وإدارة الموارد الذاتية والمستحصلة
12. الخطط الإعلامية والحملات في حالة الأزمات والطوارئ
المنظور التكتيكي
يتسق المنظور التكتيكي بالمخرجات الاستراتيجية التي سبق ذكرها أعلاه ويعتمد نجاح الاستراتيجيات الفاعلة المتعلقة بإدارة الازمات والكوارث على الفاعلية التكتيكية وسياق العمل في ضغط الازمة , ويبرز بشكل فاعل دور القائد المدير او المدير القائد ومقدرته على اتخاذ القرار المناسب والتعامل مع المعلومات السيالة الواردة فضلا عن فرق العمل الميدانية لاسيما سياق التعامل المؤسسي الذي جرى التدريب عليه ومن الضروري الاخذ بنظر الاعتبار دور التفاعل المجتمعي والوعي وسياق التداول الإعلامي عبر وسائل الاعلام وسائل التواصل الاجتماعي الذي من الممكن ان يشكل عامل إيجابي في إدارة الازمة ولعل من ابرز المخرجات التكتيكية في دارة الازمة هي :-
1. تنفيذ خطة التعامل مع الكوارث والأزمات وإدارة الاستجابة
2. ادامة القاعدة المادية والبنى التحتية
3. تنظيم هيكل الاستجابة للكوارث والأزمات
4. سياق تداول المعلومات والاستقبال والتوقيت
5. دور القائد والمدراء الميدانيين وفرق الحوادث
6. دعم إدارة المراكز التخصصية بادراه الازمة
7. تنفيذ مخرجات التخطيط والاستعداد المسبق للازمات والكوارث
8. اشعار الأجهزة الأمنية والشرطة والقوات المسلحة في حالة الاستعداد
9. تقديم الخدمات المجتمعية والاسناد الإنساني
10. تهياة المستشفيات والردهات والكادر الطبي المدرب على التعامل مع الازمات
11. الوعي وإدارة الاعلام والتواصل المجتمعي
12. التقييم والاعتبارات التي تحدد دقة الاستجابة
13. استخلاص المعلومات قبل وبعد الاستجابة
14. التقييم والتقويم وارشفة الاحداث والمعالجات
المنظور التقني
يبرز العامل التقني بشكل حيوي في إدارة الازمات والكوارث ولعل من الضروري تهياة التجهيزات والمعدات الضرورية في غرف العمليات والمؤسسات المعنية
غرف العمليات الكبرى والمتوسطة والصغرى لإدارة الازمات والكوارث
نظم المعلومات - تكنولوجيا المعلومات
الاتصالات والمواصلات
الاسناد الجوي
المعدات الالكترونية
المجسات الأرضية
اجهرة انذار الشرطة والطوارئ والقوات المسلحة والتنسيق المشترك
تهياة اجهزة ومعدات فرق الإسعاف والاطفاء والإنقاذ والسلامة والوقاية
تهياة اجهزة ومعدات المستشفيات والردهات والفرق الطبية الميدانية
المعدات الإضافية الضرورية
المكتب الإعلامي وتسهيلات الاعلام والتحرير المباشر
تعد الكوارث والأزمات المتوقع حصولها عامل إيجابي يمكن معالجته لكن تبرز كوارث طبيعية او بفعل فاعل غير متوقعة تجعل من سياق المعالجة صعب ويحتاج الى حنكة وإدارة جيدة.
*خبير استراتيجي
الأربعاء، 05 كانون الأول، 2018
979 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع