د. محمود الحاج قاسم
الطفل قليل الانتباه كثير الحركة
Disorder ( AD ) Attention Deficit Hyperactivity
الجزء الأول :
يطلق البعض على هذا الاضطراب السلوكي لدى قسم من الأطفال أيضاً ( فرط النشاط ضعف التركيز أو تشتت الانتباه ) ، وهو مشكلة سلوكية عند الطفل ، حيث يكون هؤلاء الأطفال مفرطي النشاط ، غير قادرين على السيطرة على تصرفاتهم , ولا يستطيعون التركيز على أمر ما لأكثر من دقائق معدودة .
و أخطر ما في الموضوع هو تدهور الأداء المدرسي لدى هؤلاء الأطفال بسبب عدم قدرتهم على التركيز وليس لأنهم غير أذكياء.
ونسبة الإصابة بهذا الاضطراب حسب تقديرات الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية الأمريكي في طبعته الرابعة هو(3 – 6 % ) من طلاب المدارس و الذكور أكثر إصابة من الإناث ، وتؤكد أبحاث حديثة على أن نسبة البالغين المصابين به لا تقل عن 3% . و يشكل وجود طفل مصاب بهذه الحالة مشكلة حقيقية أحيانا للأهل و حتى الطفل المصاب يدرك أحيانا مشكلته ولكنه لا يستطيع السيطرة على تصرفاته.
أعراض المرض:
-عدم إتمام نشاط، والانتقال من نشاط إلى آخر دون إتمام الأول، حيث إن درجة الإحباط عند هذا الطفل منخفضة؛ ولذا فإنه مع فشله السريع في عمل شيء ما، فإنه يتركه ولا يحاول إكماله أو التفكير في إنهائه.
- عدم القدرة على متابعة معلومة سماعية أو بصرية للنهاية، مثل: برنامج تلفزيوني أو لعبة معينة، فهو لا يستطيع أن يحدد هدفًا لحركته.. ففي طريقه لعمل شيء ما يجذبه شيء آخر.
- نسيان الأشياء الشخصية، بل تكرار النسيان. -عدم الترتيب والفوضى.
-الحركة الزائدة المثيرة للانتباه -عدم الثبات بالمكان لفترة مناسبة، حيث يكون هذا الطفل دائم التململ مندفعًا-. -فرط أو قلة النشاط.
-عدم الالتزام بالأوامر اللفظية، فهو يفشل في اتباع الأوامر مع عدم تأثير العقاب والتهديد فيه. وهذه بعض الأمثلة فقط.
-وطبعًا يشكّل الصف المدرسي بما يتطلبه من انضباط ونظام وواجبات مهما كانت بسيطة عبئًا على هؤلاء الأطفال، ليس لأنهم لا يفهمون المطلوب، بل لأنهم لا يستطيعون التركيز والثبات في مكان والانتباه لفترة مناسبة "لتدخل" هذه المعلومة أو تلك إلى أذهانهم، وبالتالي تحليلها والاستفادة منها بشكل مناسب (وهو ما نسميه التعلم)، طبعًا مع مراعاة ما يناسب كل سن على حدة.
نذكر فيما يلي قائمة بأعراض يتحدد بها معرفة إصابة الطفل بهذه الحالة من عدمه ففي حالة وجود عدد كبير من هذه الأعراض في الطفل ، عندها يستوجب استشارة طبيب الأطفال أو الطبيب النفسي ، وهذه الأعراض هي :
الأطفال ما بين سن الثلاث الى خمس سنوات :
الطفل في حالة حركة مستمرة ولا يهدأ أبدا
يجد صعوبة بالغة في البقاء جالسا حتى انتهاء وقت تناول الطعام
يلعب لفترة قصيرة بلعبه و ينتقل بسرعة من عمل الى آخر
يجد صعوبة في الاستجابة للطلبات البسيطة
يلعب بطريقة مزعجة اكثر من بقية الاطفال
لا يتوقف عن الكلام و يقاطع الآخرين
يجد صعوبة كبيرة في انتظار دوره في امر ما
يأخذ الاشياء من بقية الاطفال دون الاكتراث لمشاعرهم
يسيء التصرف دائما
يجد صعوبة في الحفاظ على اصدقائه
يصفه المدرسون بأنه صعب التعامل
الأطفال ما بين ستة الى اثني عشر سنة :
يتورط هؤلاء الأطفال عادة بأعمال خطرة دون ان يحسبوا حساب النتائج
يكون الطفل في هذا العمر متململا كثير التلوي والحركة ولا يستطيع البقاء في مقعده
ويمكن ان يخرج من مقعده اثناء الدرس ويتجول في الصف
من السهل شد انتباهه لاشياء اخرى غير التي يقوم بها
لا ينجز ما يطلب منه بشكل كامل
يجد صعوبة في اتباع التعليمات المعطاة له
يلعب بطريقة عدوانية فظة
يتكلم في اوقات غير ملائمة ويجيب على الاسئلة بسرعة دون تفكير
يجد صعوبة في الانتظار في الدور
مشوش دائما ويضيع اشياءه الشخصية
يتردى أدائه الدراسي
يكون الطفل غير ناضج اجتماعيا واصدقاءه قلائل و سمعته سيئة
يصفه مدرسه بأنه غير متكيف او غارق بأحلام اليقظة
الجزء الثاني : اسباب المرض :
ليس هناك سبب واضح ومحدد لحدوث هذه الحالات ، فليس هنك عيوب واضحة في الجهاز العصبي ، ولكن هناك إتفتق بين العلماء أن الحالة تحدث لأسباب عضوية نمائية للجهاز العصبي لم يتوصل لها لتحديدها ، فاختلاف كيماويات المخ تؤدي إلى تأثيرات على المزاج والسلوك .
وقد ثبت أنه إذا كان احد الوالدين مصابا بهذا المرض فقد يصاب الابناء . وقد ينجم المرض عن التسممات المزمنة ،وقد تترافق الحالة مع مشاكل سلوكية اخرى . قد ينجم المرض عن أذية دماغية قديمة حصلت خلال نمو الجنين أو خلال فترة الحمل وقبل الولادة أو أثنائه .
بعض الدراسات الحديثة تشير إلى أن قلة النوم عند الطفل على المدى الطويل قد تكون سببا في هذه الحالة . وككل هذه الأسباب يعوزها التقصي العلمي الدقيق لإثبات مسؤوليته .
الأمراض التي تتشابه مع إضطرابات نقص الإنتباه وكثرة الحركة:يفضل عمل جميع الفحوصات المطلوبة للتأكد من أن هذه الأعراض ليست مظهرًا مصاحبًا لمشكلة أخرى، "فقد بينت الدراسات أن اضطراب نقص الانتباه أو فرط النشاط يترافق مع عدد من الاضطرابات النفسية الأخرى، والاضطرابات العضوية واستعمال بعض الأدوية"، وهذه الفحوصات تشمل الفحوصات الطبية، واختبار الذكاء، واختبارات صعوبات التعلم؛ وذلك لتحديد إن كان هذا عرض لمشكلة أخرى أم أنه ما يعرف بمتلازمة فرط النشاط وضعف التركيز فقط.
العلاج :علاج هذا المرض يتكون من شقين :
الشق الأول : العلاج السلوكي : يعتمد العلاج السلوكي بالأساس على لفت نظر الطفل بشيء يحبه ويغريه على الصبر لتعديل سلوكه، وذلك بشكل تدريجي بحيث يتدرب الطفل على التركيز أولاً لمدة 10 دقائق، ثم بعد نجاحنا في جعله يركِّز لمدة 10 دقائق ننتقل إلى زيادتها إلى 15 دقيقة، وهكذا... لكن يشترط لنجاح هذا الأسلوب في التعديل أمران:
- الأول: الصبر عليه واحتماله إلى أقصى درجة، فلا للعنف معه؛ لأن استخدام العنف معه ممكن أن يتحول إلى عناد، ثم إلى عدوان مضاعف؛ ولهذا يجب أن يكون القائم بهذا التدريب مع الطفل على علاقة جيدة به، ويتصف بدرجة عالية من الصبر، والتحمل، والتفهم لحالته، فإذا لم يجد الأبوين ذلك في نفسيهما ، فيمكن الاستعانة بمدرس لذوي الاحتياجات الخاصة ليقوم بذلك.
-الثاني: يجب أن يعلم الطفل بالحافز (الجائزة)، وأن توضع أمامه لتذكِّره كلما نسي، وأن يعطى الجائزة فور تمكنه من أداء العمل ولا يقبل منه أي تقصير في الأداء، بمعنى يكون هناك ارتباط شرطي بين الجائزة والأداء على الوجه المتفق عليه (التركيز مثلاً حسب المدة المحددة...)، وإلا فلا جائزة ويخبر صراحة بذلك.
و فيما يلي بعض الأساليب التي يمكن أن تتبعيها في تعديل سلوك الطفل ، والتي كانت واردة بأحد الأبحاث العربية المنشورة على الإنترنت:
1- التدعيم الإيجابي اللفظي للسلوك المناسب، وكذلك المادي، وذلك بمنح الطفل مجموعة من النقاط عند التزامه بالتعليمات، تكون محصلتها النهائية الوصول إلى عدد من النقاط تؤهله للحصول على مكافأة، أو هدية، أو مشاركة في رحلة، أو غيرها ، إلا أنه يجب التعامل مع الطفل بجدية ووضوح حتى لا تفقد هذه الطريقة معناها وقيمتها لديه ، مع الأخذ في الاعتبار طبيعة الطفل، وأنه لا يمكنه الاستقرار والهدوء لفترة طويلة.
2-جدولة المهام، والأعمال، والواجبات المطلوبة، والاهتمام بالإنجاز على مراحل مجزأة مع التدعيم والمكافأة.و ذلك بشرح المطلوب من الطفل له بشكل بسيط ومناسب لسنه واستيعابه، والاستعانة بوسائل شرح مساعدة لفظية وبصرية مثل الصور والرسومات التوضيحية والكتابة لمن يستطيعون القراءة. وعمل خطوات معينة يجب عملها تبعًا لجدول معين وفي وقت معين)، ويتم تطبيق هذا البرنامج بواسطة اختصاصي نفسي واختصاصي تربية خاصة، بالتضافر مع الأهل، والمعلم، والطبيب (إذا كان هناك حاجة مرضية مثل نقص مواد معينة بالجسم أو وجود ضرورة التحكم في فرط النشاط عن طريق أدوية معينة).
3-والتدريب المتكرر على القيام بنشاطات تزيد من التركيز والمثابرة، مثل تجميع الصور، وتصنيف الأشياء (حسب الشكل/ الحجم/ اللون/..)، والكتابة المتكررة، وألعاب الفك والتركيب، وغيرها.
4- العقود: و يعني بذلك عقد اتفاق واضح مع الطفل على أساس قيامه بسلوكيات معينة، ويقابلها جوائز معينة، والهدف هنا تعزيز السلوك الإيجابي وتدريب الطفل عليه، ويمكننا إطالة مدة العقد مع الوقت، ويجب هنا أن تكون الجوائز المقدمة صغيرة ومباشرة، وتقدم على أساس عمل حقيقي متوافق مع الشرط والعقد المتفق عليه .
ويوقع على هذا العقد الأب والابن، ويلتزم الطرفان بما فيه، ويمكن للأب أن يقدم للطفل أو المراهق بعض المفاجآت الأخرى في نهاية الأسبوع، كاصطحابه في نزهة أو رحلة، أو أي عمل آخر محبب للابن إذا التزم ببنود العقد بشكل كامل، وتكون هذه المفاجآت معززًا آخر يضاف لما اتفق عليه في العقد.
5- نظام النقطة: -ويعني به أن يضع الأب أو المعلم جدولاً يوميًّا مقسمًا إلى خانات مربعة صغيرة أمام كل يوم، ويوضع في هذه المربعات إشارة أو نقطة عن كل عمل إيجابي يقوم به الابن سواء إكماله لعمله أو جلوسه بشكل هادئ أو مشاركته لأقرانه في اللعب بلا مشاكل، ثم تحتسب له النقاط في نهاية الأسبوع، فإذا وصلت إلى عدد معين متفق عليه مع الطفل فإنه يكافأ على ذلك مكافأة رمزية.
-ويمكننا إضافة النقطة السلبية التي تسجل في نفس الجدول عن أي سلوك سلبي يقوم به، وكل نقطة سلبية تزيل واحدة إيجابية، وبالتالي تجمع النقاط الإيجابية المتبقية ويحاسب عليها..!!!
-ومن المهم جدًّا أن تكون هذه اللوحة في مكان واضح ومشاهد للطفل حتى يراها في كل وقت، ونظام النقط ذلك مفيد للأطفال الذين لا يستجيبون للمديح أو الإطراء..!! وهي مفيدة لأنها تتتبع للسلوك بشكل مباشر، ولكن يجب فيها المبادرة بتقديم الجوائز المتفق عليها على ألا تكون مكلفة للأسرة، وأن تقدم بشكل واضح ودقيق حسب الاتفاق حتى لا تفقد معناها.
6- وضوح اللغة وإيصال الرسالة: و المعنى هنا أن يعرف الطفل ما هو متوقع منه بوضوح وبدون غضب، وعلى والده أن يذكر له السلوك اللائق في ذلك الوقت، فيقول الأب مثلاً: "إن القفز من مكان إلى آخر يمنعك من إتمام رسمك لهذه اللوحة الجميلة"، أو "إن استكمالك لهذه الواجبات سيكون أمراً رائعًا".
أما إذا فشلت كل هذه الطرق في تحقيق النتيجة المأمولة، فيمكن إعطاء الأطفال بعض الأدوية والأطعمة الخاصة المناسبة، من أجل حدوث الاسترخاء العضلي عندهم، وتدريبهم على التنفس العميق وممارسة بعض التدريبات العضلية التي لها تأثير إيجابي على الأطفال ذوي النشاط الحركي الزائد"(1).. ويتم ذلك عن طريق مراجعة إحدى العيادات النفسية المتخصصة..".
إلى هنا تنتهي الأساليب المقترحة ليبقى تذكرينا لك بإرسال النتائج التي طلبناها، وبضرورة التواصل مع مدرِّسيه بالمدرسة؛ ليتم التعاون فيما بينكما، نحو تحفيز الطفل على أن يخرج أحسن ما عنده بإذن الله تعالى، بالإضافة إلى ضرورة عرضه على اختصاصي تخاطب وتنمية قدراته ليسير العلاج جنبًا إلى جنب نحو الأفضل بالنسبة له.
الشق الثاني :العلاج الدوائي: أما إذا فشلت كل الطرق المذكورة سابقاً في العلاج السلوكي في تحقيق النتيجة المأمولة، فيمكن إعطاء الأطفال بعض الأدوية والأطعمة الخاصة المناسبة، من أجل حدوث الاسترخاء العضلي عندهم، وتدريبهم على التنفس العميق وممارسة بعض التدريبات العضلية التي لها تأثير إيجابي على الأطفال ذوي النشاط الحركي الزائد".. ويتم ذلك عن طريق مراجعة إحدى العيادات النفسية المتخصصة..".
تفيد المنبهات العصبية وعلى عكس المتوقع كثيرا في علاج فرط النشاط الحركي عند الطفل فهي تؤدي الى هدوء الطفل وزيادة فترة التركيز عنده ولا تعطى هذه الادوية الا للأطفال ممن هم في سن المدرسة و اهمها ( الريتالين و الدكسيدرين ) و هي لا تعطى ولا تصرف الا تحت اشراف طبيب الاطفال واهم التاثيرات الجانبية لهذه الادوية هو الصداع والارق وقلة الشهية ويجب ان لايكون العلاج دوائيا لوحده وانما مع العلاج السلوكي السابق . وهنا يمكن الإشارة إلى أن العقاقير الطبية تحقق نجاحاً في حوالي 70% من الحالات
المراجع :1 - فوزي أبو صهيب موقع إسلام اونلين الإلكتروني . 2 – شبكة باطيبة الإلكترونية .3 – كتيب من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية .4 – موقع أطفال الخليج ذوي الاحتياجات الخاصة الإلكترونية .
657 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع