موفق نيسكو
بالوثائق، تزوير الأسقف النسطوري المتأشور عمانوئيل يوسف
إن الأشوريين والكلدان الحاليين هم من الأسباط العشرة من اليهود الذين سباهم الآشوريون والكلدان القدماء، وليسوا سكان العراق الأصليين، وأن الغرب سمَّاهم كلداناً وآشوريين لأغراض سياسية عبرية، فروما سمت القسم الذي تكثلك منهم كلداناً، وثبت اسمهم رسمياً في 5 تموز 1830م، والانكليز سَمَّى الذين بقي منهم نساطرة، آشوريين سنة 1876م، وسمَّوا كنيستهم آشورية في 17 تشرين أول سنة 1976م، بصيغة عبرية، لا عربية ولا سريانية، وكلمة آشور تأتي في الأدب السرياني بمعنى أعداء الإنسانية. ومنذ أن قام الانكليز بتسميتهم آشوريين تركوا كل شي ديني واتجهوا للسياسية باسم الكنيسة، وحولوا إلى الكنيسة إلى حزب سياسي بثوب ديني، وبدوا بتزوير كل التاريخ وبطرق مختلفة، فقد قام الأسقف النسطوري المتـأشور عمانوئيل يوسف بتأليف كتاب: (آشوريون أم كلدان؟ الهوية القومية لأبناء كنيسة المشرق المعاصرون في بلاد بين النهرين).
واسم الكتاب بوضوح هو سياسي، لا ديني، فمهمة الأسقف هو تاريخ كنسي، لا قومي وكنيسة وطنية وأحزاب وديمقراطية ومعاهدات دولية وأمم متحدة التي يحويها الكتب، ناهيك عن الأخطاء التاريخية والتزوير المتعمد وخداع القارئ، ولو أردنا التعليق على كل شيء لاحتجنا كتاب كامل، ولكن نكتفي بثلاث أمثلة صارخة لهذا الأسقف المزوِّر.
1: إن هذا الأسقف حصل على شهادة الماجستير في اللغة الآرامية-السريانية، وقد ذكر ذلك في سيرته في كتابه ص343، بعدها أنهي الدكتوراه في نفس الاختصاص، ولان اللغة هي القومية بعينها، ومع أن الآشوريين الحاليين سريان مشارقة من أصول يهودية ليس لهم علاقة بالآشوريين القدماء، لكن هذا الأسقف يعترف أن اللغة الآشورية القديمة هي الأكدية، ومع ذلك يخالف نفسه وشهادته العلمية ويُسمِّي لغته السريانية- الآشورية في كتابه، وهذا تزوير واضح وضحك على النفس لأغراض سياسية.
http://www.baretly.org/uploads/14954439971.png
2: وحتى الكتاب المقدس لم يسلم من تزوير هؤلاء الأساقفة، فبحجة تقارب الاسمين الآشوري والسرياني، يقول الأسقف في صفحة 152 من كتابه عن لغة إبراهيم في العهد القديم إن كلمة سوريا والسريان مشتقة أو تعريب لكلمة آشور اليونانية (Ασσυρίων)، وها أنا أضع أمام القارئ الترجمة السبعينية اليونانية من العبرية للعهد القديم التي تمت سنة 280 قبل الميلاد، وكيف أن كلمة سوريا والسريانية والسريان (Συρία، Συριστί، Σύρου) تختلف صيغتها عن كلمة أشور باليونانية، (كتابةً ولفظاً) ((،Ασσυρίων). وأن كلمة آرامي فقط تُرجمت من العبرية إلى، سرياني، ومنها الملوك الآراميون مثل، ابن هدد +865 ق.م تقريباً، وحزائيل +805 ق.م، ورصين +732 ق. م ، وغيرهم، فتُسمَّيهم السبعينية اليونانية، ملك سوريا، والساكن في دمشق، وتسمي بتؤئيل ولابان ونعمان الآرامي وغيرهم في العبرية، بالسرياني، واللغة الآرامية هي السريانية في السبعينية..وهكذا، ولأن اللغة الآرامية كانت منتشرة في كل الشرق آنذاك وأقصت لغات عديدة، وأصبحت لغة دولية لم تضاهيها لغة في التاريخ إلاَّ الانكليزية في الوقت الحاضر، لذلك فالترجمة السبعينية مع ربشاقي قاد جيش آشور تحديداً، يطالبه اليهود بالتحدث (باللغة السريانية) (طبعاً حسب النص العبري، اللغة الآرامية)، بل أن السريان الآراميون هم أعداء الآشوريون في الكتاب المقدس، وملوك السريان يحاربون الآشوريين في نفس هذه الآيات.
https://d.top4top.net/p_9559iv141.png
وهنا أحب أن أُذكِّر الأسقف وغيره أنه ليس التقارب والاشتقاق بين الأسماء فحسب، بل حتى تطابق اسمان مئة بالمئة، فذاك لا يعني أن الاسمان يعنيان نفس الشعب والثقافة، أو أن الشعب ينحدر ممن سَمَّاه أو احتله أو اشُق اسمه منه، فاسمي العراق وإيران هما من نفس الكلمة ايرك، وفي مفاتيح العلوم للخوارزمي وحمزة الأصبهاني إن التسميتين "إيران" و" عراق" هي خطأ، والصحيح "ايراك"، بالكاف، لأن أصل الكلمة واحد، ويقول العالم هرتسفيلد أن كلمة عيراق مُعربة من إيراك الفارسية، (طه باقر، من تراثنا اللغوي القديم ص192 -196، ومقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، ص 7-12)، لكن العراقيين عرب، والإيرانيين فرس، واسم دولة ولغة الروم البيزنطية مطابق ومأخوذ من روما عندما نقل الإمبراطور قسطنطنين +337م كرسيه من روما إلى القسطنطينية التي سُميت روما الجديدة، لكن روم القسطنطينية يونان شعباً ولغةً، وروم روما لاتين شعباً ولغةً، واسم أرمينيا من الملك آرام بن هارمايوس (حارموس) من نسل يافث، وورد اسمهم في التاريخ آراميين أيضاً، لكن الأرمن ليسوا آراميين، (انطوان خانجي، مختصر تاريخ الأرمن 1868م، ص10)، ودولة رومانيا اسمها مطابق لروما ومأخوذ منها، لكن الرومان ليسو ايطاليين بل شعب داجيا، واسم الحبشة من قبيلة حبشت العربية، لكن الأحباش ليسوا عرباً، والكنديين والأمريكيين من أصل فرنسي في مقاطعتي نوفا سكوتيا الكندية ولويزيانا الأمريكية اسمهم الأكديين، لكنهم ليسوا أكدي العراق، وسكان إسكندرية العراق ومصر وساليق (المدائن، سلمان باك) المقر الأول لكرسي كنيسة الأسقف عمانوئيل، ليسوا يوناناً. وهكذا.
3: إن هذا الأسقف يُحال إيهام وخداع القارئ أنه يستشهد بمخطوطات، والحقيقة إن الكلام كله الذي يستشهد به هو لمجهولين وغير موجود في المخطوطات التي يشير إليها، وانقل صفحة 131 من كتابه:
http://www.baretly.org/uploads/14954461791.png
ا- يذكر انه في القرن السادس بعلامة استفهام، أي ليس متأكد في زمن بالضبط.
ب- لم يذكر الأسقف النسطوري المتأشور عمانوئيل اسم الأستاذ صاحب مقولة الاحتفال بعيد العذراء.
ج- يحاول الأسقف عمانوئيل الاستشهاد زوراً وبخدعة لإثبات أن هناك آشوريين في التاريخ، والملاحظ أن صاحب المقولة يذكر الآراميين والسريان كشعب وقوم، ويسمي شعبه بالفارسي، أمَّا الآشوريون والعيلاميون والميسانيون، فهي واضحة أنها أسماء جغرافية لسكان أبرشية أي منطقة عيلام وميسان (البصرة)، والموصل التي تُسمَّى آشور في المصادر السريانية (راجع مقالنا: أسماء مدينة الموصل التاريخية واسم آشور العبري).
د- الأسقف يزوِّر ويخدع ويموه القارئ أن كلامه مستند إلى مخطوطات، فيستشهد بكلام ينسبه في الهامش برقم 283، ويقول أنه مخطوط للعلامة الفونس منكانا الكلداني ج1، 1933م، برقم 195.
وأرفق للقارئ المخطوط 195 لمنكانا، حيث لا يوجد فيه هذا الكلام النص إطلاقاً، بل يتحدث عن ثلاثة عشر مقالة لثلاثة أشخاص هم توما الرهاوي، قيورا الرهاوي، وحنانا الحديابي (الأربيلي)، ، وأرجو ملاحظة أن مخطوط منكانا هو بالاسم السرياني (syriac)، ومنكانا يُسمِّي الكلدان (السريان الشرقيين)، ومنكانا نفسه طُرد من الكنيسة الكلدانية لأنه قال إن كنيستنا (الكلدانية) أنطاكية سريانية، وكل مؤلفات ومخطوطات منكانا هي بالاسم السرياني. (أرجو تكبير حجم الوثيقة في حال كونها صغيرة).
http://www.baretly.org/uploads/14954466681.png
وشكراً/ موفق نيسكو
2118 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع