عبدالله عباس
ونحن نقترب من ذكرى احتلال العراق المـعارضة التي أشــتركت في تحطيم الوطن وإذلال الشعب..
تصف الموسعة الحرة تهمة الخيانة العظمى :
‘بانها تهمة توجه إلى من يتصل بدولة خارجية بهدف تقويض الأمن والاستقرار في بلاده ، يقاتل مع طرف آخر ضد بلاده ، يخطط لقتل رأس الدولة ، يتخابر مع دول أخرى عدوَّه مُـسَـرِّبَــاً لها أسرار الدولة , هي بضعة أمثلة شائعة لما يمكن إعتباره خيانة عظمى. وتكون العقوبة العادية على هذه الخيانة هي الإعدام أو السجن المؤبد. ويُسمَّى الشخصُ المتهمُ بالخيانة العظمى في العادة خائناً ‘ وتضيف هذه الموسعة بتذكير مثال عالمي لذلك الوصف في التأريخ قائلا :
من الخائنين الذين أُنْزل بهم حكم الإعدام في إنجلترا في نهاية الحرب العالمية الثانية ، وليم جويس ، الذي كان يُعرف باللورد هاو هاو. ومع أنه ولد في الولايات المتحدة ، فقد ادعى أنه بريطاني ، وحمل جواز سفر بريطانيًا وكان يقوم خلال الحرب ببث إذاعي من ألمانيا ، قاصداً بذلك الحط من معنويات الشعب البريطاني . وتمَّ اعتقالُه عام 1945 م ، وأُدين بتهمة الخيانة العظمى ، وأُعْدِمَ شَنْقًا.
لمن يريد البحث عن احداث مشمولة بهذا الحدث في التأريخ سيرى امثلة كثير مسجلة بأسم اشخاص كـ ( لورد هاوهاو ..! ) يمكن يصل رقم عشرات من أمثاله ‘ولكن نادرا نقراء بأن مجاميع حامل عنوان ( الوطنية ) ويدعي النضال من اجل الحرية والحياة الكريمة لشعبه وتمسك بسيادة الارض يتجهون مع سبق الاصرار الى القوة وأن تأريخ العصر سجل تلك القوة بالعدوانية ويبلغوا بأنهم يساندونها لاسقاط دولتهم بحجة ان النظام الحكم ديكتاتوري ويضطهد الشعب ‘ ويعرفون ان قوة خارج سيادة الارض والشعب ‘ لها سمعة سيئة جدا في نهجها العدواني على مستوى العالم ‘ وان هذا القوه تحارب وبشراسه دين هؤلاء المعارضة والطامع في ارضهم و هي القوة التي تساند اعتى قوة عدوانية تاسست على اشلاء جزء مهم من شعبهم بدون وجه حق وهي الكيان العبري الصهويني ‘ وهم يعرفون حق المعرفة أيضاَ ‘ أن تلك ألادارة كانت تخطط لاحتلال دولتهم لمجرد ان شعرت ان حكومة العراق ( رغم سيئاتها داخل البلد ) كانت لها مواقف استقلالية في تعاملها مع احداث المنطقة والعالم وترفض ان تكون ضمن ( توابع ) لاي ارادات خارج ارادة العراق الوطنية عموما والامريكية على وجه الخصوص ‘ وما كانت ضمن مخطط امريكا اي حساب لما تفعلها حكومة العراق تجاه الامور الداخلية ‘ والعالم كله على علم أن الادارة الامريكية ماكانت يوما من الايام يحسب الحساب للموقف الداخلي لاي حكومة في العالم والشرق الاوسط خصوصا بقدر حسابها لمصالح الهيمنة الامريكية بل كانت وللان داعم قوي لانظمة كريهة من شعوبهم ‘ وأن الادارة الامريكية قررت اسقاط العراق واحتلاله حتى قبل أن يتعرف على حقيقة الكثير من مما يسمى بـ ( القوى المعارضة للحكومة العراق ) ‘ في يوم 4 سبتمبر/أيلول 2002؛ قالت شبكة تلفزيون "سي بي أس" (CBS) الإخبارية الأميركية إنها حصلت على وثائق تظهر فيها أن قرار غزو العراق اتخذه وزير الدفاع الأميركي آنذاك دونالد رمسفيلد بعد ساعة من وقوع هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على واشنطن ونيويورك وأضافت الشبكة أن الوثائق تفيد بأن رمسفيلد خاطب معاونيه العسكريين قائلا: "فكروا فيما إذا كان مناسبا ضرب العراق في الوقت نفسه وليس فقط حكومة الطالبيان في افغانستان "، رغم أن كل التقارير الأميركية ألقت باللوم في تلك الهجمات على تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن عارض الكثيرون حملة غزو العراق 2003 لكونها وبرايهم تخالف القوانين الدولية. قبيل بدأ الحملة العسكرية حاولت الولايات المتحدة و المملكة المتحدة الحصول على تشريع دولي للحملة العسكرية من خلال الأمم المتحدة ولكن هذه المحاولات فشلت. نظمت الولايات المتحدة تقريرا لمجلس الأمن واستندت في هذا التقرير على معلومات قدمت من قبل وكالة المخابرات الأمريكية و المخابرات البريطانية ( وبعضها تم اعداده من قبل قوى المعارضة العراقية وقدم الى المخابرات الامريكية والبريطانية ) تزعم امتلاك العراق لأسلحة دمار شاملة وقد نفت الحكومة العراقية هذه المزاعم بصورة متكررة وفي 12 يناير 2005 حلت الولايات المتحدة فرقها للتفتيش لعدم عثورها على اي اثر على اسلحة الدمار الشامل .
بهذا الاسلوب أن هذه ( القوى الوطنية المعارضة ) ليس فقط عاهدوا بمساندة الادارة الامريكية لتفعل ماتفعل بارضهم وشعبهم ودولتهم ‘ بل قدموا لها معلومات ( أكثرها ملفقة ) يساعد تلك الادارة ليكسب من خلالة مساندة واسعة ليكون تنفيذ جريمتهم تاخذ صيغة الشرعية الدولية ‘ وتم لهم ذلك
بغض النظر عن ان (الولايات المتحدة الامريكية ) اكبر و اقوى دولة في العالم وعندما تتوجة الى اشهر ولاياتها وهي نيويورك ‘ يستقبلك عن طرق البحر تمثال ( الحرية ) و ان اهم مدينة فيها ( نيويورك ) أختيرت مقرا للامم المتحدة ( بعض الوثائق كشفت مؤخرا ‘ أن الفندق الذي أختير للاجتماع وللراحة واستجمام المشاركين لمناقشة تاسيس الامم المتحدة كان يدار من قبل سيدة خبيرة في ادارة الدعارة المنظمة اسمها سالي ستانفورد ) ‘ وبغض النظر عن أنه وللتعريف بالولايات المتحدة يتحدثون لنا لحد تخديرنا عن ( الحرية وحقوق الانسان و ضرورة احترام حرية الرأي والرأي الاخر) ولكن الواقع الملموس لمن يملك قليلاً من الوعي يعرف ( بمن منا نعترف ومن منا نستحي من الاعتراف ) يقول ان ارذل فئة بشرية على وجه الارض له صلاحية ادارة امور ( الحكم ) على وجه الارض هم من يمسكون بادارة الولايات المتحدة و اكثر منهم انحطاطاً هم بعض حكام منطقة الشرق الاوسط ويعتبرون انفسهم انهم اعضاء عاملين في الامم المتحدة .
اذن تلك الادارة هي التي قامت باحتلال العراق من خلال هجمة عسكرية مدمرة ما بين 20 مارس/آذار 2003 و18 ديسمبر/كانون الأول 2011 بذريعة امتلاكه أسلحة الدمار الشامل، مما أدى ليس الى اسقاط حكومة بل الى هدم كل ركائز دولة العراق وادى الى خسائر بشرية قُدرت بمليون قتيل ومصاب وملايين المشردين، وخسائر مادية للطرفين تقدر بتريليونات الدولارات، وانزلاق البلاد في عنف طائفي لايزال مستمر رغم ادعاء من يحكم العراق عكس ذلك ‘ وسمى تلك الجريمة بـ ( عملية تحرير العراق ) ,ارتضت كل قوى ( المعارضة الوطنية ومن ضمنهم الحزب الشيوعي العراقي بهذه التسمية .....!!!!) ووقعوا ( بكل أصابعهم ......إن صح التعبير ) على وثيقة تنفيذ حكم المحاصصة التى تؤدي يوم بعد يوم الى محو روح الانتماء الوطني الموحد وهم يعرفون أنه هذا هو المطلوب من قبل مصدر القرار الامريكي وبمباركة قوة واحده فقط على الارض وهي ( الكيان العبري الاستيطاني المسخ ) فقط .
ونحن ندخل العام السادس عشر للاحتلال ( 2003 – 2018 ) وتدمير دولة العراق التي كانت عمرها قد اقتربت من مئة عام ‘ كان ولايزال هناك الكثير من العراقيين ممن يعتقدون : ( كان يهون لو كانت العملية تؤدي الى انقاذ مايمكن انقاذه واستطعنا ضمان الوضع الامن للعراق والعراقيين لايدفعنا الى الندم ..) ولكن ونحن نرى مايحصل في طول و عرض البلد نشعر بالالم والحسرة ومجبرين ان نكون بعيدين عن التفاؤل مع الاسف ‘ وهذا ليس تصور من لم يكون في الاساس من مؤيدي ( عملية التحرير ) بل اقرار من شارك فعليا في تجسيد حكم المحاصصة ويعترف بوضوح قائلا َ: ( ( لا توجد دولة عراقية الآن ، توجد مكاسب يتقاسمونها ، توجد سلطة إتفقوا على أن يتقاسمونها .. لا توجد دولة إتفقت الأطراف السياسية على إدارتها ، توجد سلطة إتفقت الأطراف السياسية على تقاسمها والسلطة هي المال والمنفعة والنفوذ لا أستثني منهم احداً .) . ... فكان هذا هو هدف عملية اسقاط الدولة العراقية من هجمة احتلال بغداد يوم 9 نيسان 2003 ونجح مصدر القرار الامريكي القبيح ‘ ليس فقط في العراق بل في اسقاط امل الاستقرار لاهل المنطقة لعشرات الاعوام الاتية ‘ فقط من أجل ضمان الامان ( للكيان الاستيطاني ) في المنطقة ...
• وختاماَ ‘ صدق من قال :( تمر العواصف بسلام على الاشجار التي تلين ‘ وتقلع الاشجار التي تعاند ) ....!!!!
1016 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع