الكابتن / قيس السعدي
جمعية الطيران العراقية ـــــ الجزء ٢٩
ماهو المطب الهوائي
إنّ المطبات هي حركة يتسبب فيها الضغط الجوي المتغير وما تنفثه الطائرة والهواء المحيط بالجبال وجبهات الهواء البارده والحاره أو العواصف وفي بعض الأحيان تحدث بكيفية مفاجئة وحتى أثناء الأجواء الصافية وتقوم إدارات مراقبة حركات الطيران بإبلاغ قائدي الطائرات بأي مطبات متوقعة .
رغم التقارير التي تتحدث في بعض الأحيان عن إصابات بسبب المطبات، إلا أنّ معدل الإصابات بسببها يعدّ ضئيلا جدا. وفي الولايات المتحدة مثلا ومن ضمن 731 مليون شخص سافروا على متن الرحلات الداخلية لم يصب سوى 33 شخص بسبب المطبات الهوائية، 28 منهم من أعضاء الطواقم العاملين على متن الطائرات.
من الممكن أن يكتشف كابتن الطائرة مسارا هوائيا هادئا لكن أثناء حدوث المطب لن يلجأ إلى التحايل على المطب الهوائي للإبقاء على الطائرة في وضع هادي وجيد. وتحتوي الطائرات على أنواع من الطيار الآلي للسيطرة على أنظمة التعامل مع المطبات الهوائية تمنع الطائرة من محاولة تصحيح رحلتها أو تصليح وضعها خلال المطب. سترون أن الجناح يتحرك علوا وهبوطا وهذا أمر طبيعي جدا تشعر بكونها أسوأ مما عليه في الواقع من شأنها أن تشعرك لثواني أو ربما في بعض الاحيان لدقائق التي تمر فيها الطائرة بمطبّ بالخوف أو حتى الرعب بل إن بعض المسافرين يتوقعون أن الطائرة ستسقط من علو آلاف الأقدام. لكن إن ذلك غير صحيح بالمرة وحتى أثناء المطبات القوية، غالبا تتحرك الطائرة أبعد من 20 إلى 40 قدما علوا وهبوطا وهذا ضمن محدوديات هيكل الطائرة.
المطار هو طريق السعادة هذا ما يصفه الكثيرين شعورهم إتجاه المطار والرحلات ، حيث تغمرهم سعادة بالغة في طريقهم إلى المطار، لأنه بالنسبة لهم الوسيلة التي ستنقلهم إلى مكان بعيد للإستجمام والراحة في حين يتوتر البعض الاخر فور سماعه باسم الطائرة وأول فكرة تدور برأسه هي كيف من الممكن أن أقوم بتأجيل السفر وهؤلاء من يعانون من الخوف من الطيران- فوبيا الطيران.
وتكاثرت أعداد أولئك الذين يخشون السفر، بالأخص بعد سماع الاخبار المفزعة عن فقدان اثر الطائرة الماليزية أو تحطم الطائرة الالمانية فوق الاجواء الفرنسية والعديد من الحوادث المتتالية والمأساوية. مما يزيد من هلع اولئك الاشخاص الى غاية التفكير بتأجيل سفرهم او الغاءه مهما كانت أهميته.
فوبيا الطيران أمراً مكتسباً لا يولد الإنسان وهو يعاني من فوبيا الطيران بل يكتسب هذا الخوف مع تجاربه أو تجارب الاخرين، فمن المحتمل أن يكون هذا الشخص قد واجه خوفا من الطيران بعد أن كان على متن طائرة تأرجحت كثيرا بسبب الطقس أو بعد أن قراء وشاهد طائرة تتحطم بالتالي يسيطر عقله على الخوف عارضا العديد من الأسئلة عليه مثل ماذا يساعد الطائرة على البقاء في السماء دون وقوعها وهل قبطان الطائر مدرب تدريبا جيدا. ماذا إذا واجهتنا عاصفة وأمطار كما بإمكان المخيلة ان تستعيد جميع ما سمعته او شاهدته من قصص مخيفة حول الطيران كل هذه الاسئلة والافكار تزيد من حدة التوتر والخوف قبل وخلال السفر في الطائرة وهذه ليست الاعراض الوحيدة التي تميز حالة فوبيا الطيران بل هناك أعراض أخرى يتم ترجمتها جسديا أيضاً، وتشمل هذه الأعراض اولا- عرق كفوف اليدين ثانيا- جفاف الفم ثالثا- تسارع نبضات القلب رابعا - اللهاث خامسا- القيء سادسا-الهلعPanic ..
وشهدت بعض الرحلات الجوية على مر تاريخها العديد من الرحلات التي ارجئت او غيرت مسارها وأجبرت قبطانها على الهبوط الاضطراري نظراً لاصابة احد الركاب بالهلع مما اثار الاضطراب لدى باقي ركاب الطائرة مغيراً مسار الرحلة لا تقتصر أسباب فوبيا الطيران على الخوف من تحطم الطائرة فقط أو مجرد وجودها معلقة في السماء بل فقد تعود الاسباب لخوف اولئك الاشخاص من الاماكن المغلقة أو ما يسمى برهاب الاماكن المغلقة Claustrophobia. أو اولئك الذين يخافون من المرتفعات.
وتعد قصص الطائرات المحطمة أو حتى المفقودة من أكثر الأمور التي تغذي ظاهرة فوبيا الطيران بين الأشخاص وتزيدها ونظراً لتزايد تحطم الطائرات في الاونة الأخيرة، أو فقدان اثارها امتنع العديد من الناس ركوب الطائرات، واستعانوا بوسائل أخرى للسفر قدر الإمكان إلا أن هذا ليس الخيار الأمثل، فكيف يمكن السيطرة على مشاعر الخوف هذه؟
يلجأ العديد لتلقي العلاج من أجل التغلب على هذه التخوفات. حيث يستعين الطب النفسي بتقنيات كالتأمل والاسترخاء والخيال الموجه، للتغلب على حالة التوتر والمقصود بالخيال الموجه مواجهة سبب الخوف وتحويله إلى سيناريو طريف يمكن العبث فيه والسيطرة عليه، حيث يجعل المريض بطل هذا السيناريو، مثلاً إن كان هذا الشخص يخاف من تحطم الطائرة فوفقاً للتخيل الموجه، يقوده الطبيب بتخيل سيناريو فكاهي ويحول الخوف المرعب الذي يشعر به إلى نكتة طريفة لا أكثر، وبذلك بإمكانه التغلب على مشاعر التوتر.
السيطرات الجوية واهميتها
لم تكن الطلعات الجوية الأولى في بداية الطيران كثيرة ولا حتى شائعة الصيت لذا كان الطيارين والمتنبئون الجويين هم من يقرر خط السير والإقلاع والهبوط . لكن مع تطور السفر جوا بداية العشرينات برزت الحاجة إلى تنظيم تلك الحركة الجوية ومن هنا ظهرت خدمات المراقبة الجوية ATC ومع ظهور الرادارت بعيدة المدى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945-1946 تطورت أنظمة تنظيم حركة الطائرات في الجو وأصبحت المراقبة الجوية و تخطيط الأجواء من أهم العناصر عند التفكير في إنشاء أي مطار وظهر كادر لا يقل عمله بالاهمية من الطيارين وهم المسيطرين الجويون الذين يقع على عاتقهم تنظيم حركة الطائرات في الجو ومنع حدوث أي تصادم جوي قد تنجم عنه كارثة لا تحمد عقباها ولاهمية الموضوع قد تم تحديد يوم 20 أكتوبر من كل عام هو اليوم العالمي للمسيطر الجوي
وأهم الأهداف الرئيسية للسيطرة الجوية
منع الحوادث بين الطائرات في الجو وعلى أرض المطار.
• تنظيم السيطرة الجوية على مسارات الطائرات .
• تحقيق عامل السلامة الجوية والفصل الجوي الامين بين الطائرات افقي -عمودي
• إعطاء أي معلومات تحذيرية عن أخطار قد تتعرض لها الطائرات في الجو.
• السيطرة على حركة الطائرات في الجو بشكل سريع ومنتظم وآمين.
• توفير المعلومات الأساسية للطائرات على الأرض وفي الجو لتوفير رحلة جويه آمنة وذات كفاءة عالية.
• إبلاغ مركز العمليات في المطار في حالة وقوع الطائرة في موقف اضطراري و احتياجها إلى خدمات اللازمة للأنقاذ .
تنقسم السيطرة الجوية إلى خمسة أقسام وهي:-
1. مراقب الإنطلاق Delivery control (DEL).
2. مراقب الأرضية Ground control (GND)
3.برج المراقبة Aerodrome control tower
4. مراقبة الاقتراب Approach control
5. مراقبة المنطقة Area control center
ادارة الحركة الجوية و تنقسم خدمات الحركة إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي :
• خدمة مراقبة الحركة الجويةATS
• خدمة معلومات الطيران FIS
• خدمة التنبيه أو البحث والانقاذALR.S
لكي يتمكن المسيطر الجوي من القيام بوظيفته بشكل متكامل لا بد من الاستعانة بأحدى مدخلي معلومات الطيران Flight Data - وهم القائمون على إدخال بيانات الطائرة اسم الطائرة ونوعها وموعد الطيران المتوقع ومطار الإقلاع و مطارالهبوط والطريق الجوي الذي ستتخذه الطائرة وعدد الركاب وكمية الوقود وغير ذلك عن طريق التنسيق مع شركة الطيران والمرحلين الجويين عن طريق شبكة موجودة في المطار تسمىAFTN - Automatic fixed telecommunication network فهذه الوظيفة ليست وظيفة سهلة حيث إنها تتطلب الدقة والمراجعة قبل إرسال أي معلومة لأنها لا تحتمل الخطأ مطلقا ..
الرادارات تحتاج أيضاَ إلى تطويرات كبيرة حتى تواكب التطور الرهيب الذى حدث للطائرات على كافة أنواعها لذلك مع هذا التطور ومع تغير بيئة التهديدات الجوية الحالية فإنه من الممكن أن يصبع نظام الرادارTPS-77 غير قادر على الكشف عن بعض التهديدات الجوية الحديثة الحالية .
Three-Dimensional Expeditionary Long-Range Radar - 3DELRR
لذلك دخلت القوات الجوية فى منظومة رادارية جديدة ثلاثية الأبعاد تسمى (DELRR-3) وتخطط القوات الجوية لإستبدل منظومة الرادارتTPS-77 ببرنامج المنظومة الجديدة بنهاية العقد الثانى من القرن الـ 21 يعنى سنة 2020 القادمة .
وللعمل في مجال الطيران والمناطق البالغة الحساسية والتي لا بد من العمل فيها بشكل جدي أخواني الالتزام بالقوانين واللغة الخاصة بالطيران بحيث لا يكون هناك مجال للخطأ أو سوء الفهم بين الطيار والمسيطر الجوي لتوفير مجال جوي أمن وخال من المشاكل والحوادث إن شاءالرحمن وبالسلامة وطيران وسفر أمن للجميع أن شاء الله مع ارق تحياتي .
قيس السعدي
للراغبين الأطلاع على الجزء السابق:
https://algardenia.com/2014-04-04-19-52-20/menouats/34371-2018-03-01-18-55-27.html
470 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع