أوسكار.....

                                                 

                         أمير الحلو


جعلني فوز فيلم (أرغو) بجائزة الاوسكار كأفضل فيلم، افكّر في موضوع آخر، وهو ان بعض الاحداث التي تمتد بالشعوب قد يحاول البعض طمسها عبر الزمن واعتبارها حدثاً طارئاً ..ومضى !

ولكن هذا الفيلم (أرّخ) لحادثة معروفة وهي قيام مجموعة من (الكوماندوز) الاميركان اطلاق سراح الاسرى لدى الايرانيين، ولكن محاولتهم فشلت في صحراء (طاباس) وتراجع الرئيس كارتر عن مشاريعه . وهنا تساءلت كم من الحوادث وقعت وطواها الزمن، ولكن الامور الكبيرة والطويلة كالحرب الفيتنامية جعلت السينما الاميركية تتناولها من جميع جوانبها السياسية والعسكرية خصوصاً في الفشل الاميركي بإستمرا فرض الهيمنة، وهزمها (هو شي منه) واعاد توحيد فيتنام، وقد رأيت العديد من الافلام التي تناولت هذه الحرب ولكن اكثر ما اعجبني ان جندياً اميركياً واجه الموت والعذاب الشديد خلال وجوده في فيتنام وباعتقاده انه يدافع عن وطنه والقيم الانسانية، ولكن بعد انتهاء الحرب وعودته الى مدينته الصغيرة ومحاولته العيش بشكل طبيعي، رغم كوابيس الحرب واهوالها، واجه موقفاً مع رجل المرور الذي احتقره واهانه لمخالفة بسيطة، فعاد الى بيته غاضباً واستذكر كل ما مر به من اهوال، فخرج الى الشارع وحرق العديد مما صادفه في الطريق، صارخاً بانه وزملاءه سبب عيش هذه القرية بهدوء ورفاهية .
وهناك الكثير من الافلام عن فيتنام، ولكن فوز فيلم (أرغو) أكّد ان الحروب والمغامرات لا تنسى، وان تصويرها سينمائياً هو تخليد لحوادث وحالات انسانية ينبغي تسليط الاضواء عليها لتكون عبرة لكل من يعتقد ان الحروب هي الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات والصراعات، ولعل مصير هتلر وسوسولينيوغيرهما دليل عملي على ذلك، فلماذا الحرب والله وهبنا العقل واللسان لنحل المشاكل مهما وصلت من التعقيد عن طريقهما .
تذكرت وانا ارى الفيلم بان الرئيس كارتر وبعد ان فشل في الانتخابات الرئاسية الثانية، انقلب الى داعية سلام، ورغم كبر سنه فانه يتابع كل الصراعات والمشاكل في العالم ويزورها ميدانياً ويحاول حلها سلمياً وله علاقات جيدة مع جميع الاطراف، وقد لايكون سعيداً بتذكير العالم بمغامرته الفاشلة، وهذا درس لمن يستمرون في منهج الحروب واثارة الصراعات بمختلف الالوسائل ولابسط الاسباب .
ان الحروب معاناة للشعوب، ونحن شعب عرف معنى الحرب وويلاتها والاجدر بنا ونحن في اول تجربة من دون حرب خارجية ان نحرص على عدم عكس الاتجاهات وجعل الحرب داخلية، فذلك (جريمة) جديدة ترتكب بحق هذا الشعب الذي يستحق كل الخير والسلام والتقدم .   

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1551 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع