عباس العلوي
أحزاب العار : ماذا بعد داعش ؟ الحلقة السادسة
قانون الأحوال الشخصيّة !
[ حسون افندي ] ابن الجيران صاحب الأفكار الجهنميّة / وجدوه بعد غيبة طويلة منطوي
على نفسه < صامت > لا يكلم احداً من أبناء الحارة / سألوه : حسون شبيك ــ شو مو على بعضك هذي الأيام ــ تحتاج شي .. تريد شي إحنا حاضرين / كَال لا كلشي ما أريد إتركوني وحدي / وبعد إلحاح الجيران عليه بشكل ثقيل / كشف حسون افندي عن سرّ صمته / كَال :
دولة السودان من بتسقيفآني الآن مشغول بفكرة جهنميّة / كَالوله شنو هيّ / كَال : افكر الشمال الى الجنوب ! كَالوله : ليش ؟ أجاب : حتى لا تضربهم الشمس ويتخلصون من البشرة السوداء وبعدين يطلع أولادهم بيض حلوين / ضحك الجميع / وبسخرية سألوه : يا حسون هيّ كل مشاكلنه خلصت وما بقى غير إسكَفلنه السودان !
ـــ أوردت هذه المقدمة لأدخل في موضوع قانون الأحوال الشخصيّة الذي تحمّست له أحزاب العار بعد افلاسها اخلاقياً لتحصل على اكبر عدد من أصوات الأميين في الانتخابات المقبلة / الحمد لله كل مشاكل العراق انتهت / لا يوجد عندنا إرهاب او اختطاف او مهجرين او فساد / مدننا المنكوبة أصبحت جميلة عامرة بناطحات السحاب / والخدمات في كل محافظاتنا آخر حلاوة / وبغداد العاصمة اليوم اجمل من دبي وباريس ونيويورك / ولم يتبق لنا غير قانون الأحوال الشخصيّة !
ـــ وعندما نتحدث عن تشريع القوانين في زمن الانحطاط / وجب علينا التعرف على نوعية الخرفان الواقفين خلفها / ففي الوقت الذي يشهد فيه القاصي والداني ان عباقرة القانون هم من رجال العراق بدءاً من زمن حمورابي وغاية يومنا هذا / تجد في المقابل من يرأس اللجنة القانونيّة في برلمان العار < فروخ الأحزاب > لا همّ لهم غير المصالح النفعيّة حتى وان جاءت على حساب تدمير نسيج المجتمع العراقي بأكمله / خذ نموذجاً لرؤساء هذه اللجنة تباعاً :
< الحرامي > بهاء الأعرجي و < الديّوث > محمود الحسن و < المشبوه > محسن السعدون / أما والله لو قام حمورابي من قبره الآن لبصق على هذا البرلمان وعلى رؤساء لجانه !
* المتاجرة بالدين بطرق خبيثة / وراء تشريع القانون الجديد للأحوال الشخصية / ولإيضاح هذه الحقيقة أورد هنا مقطعاً من مقال جميل للدكتور عبد الخالق حسين :
ولكن تم دس مخاطره اصرات، لم يأتِ في تعديل القانون على ذكر الإجبار، أو فرض تزويج الق [، وذلك بإخراج ملف الأحوال الشخصية من القضاء في المشروع بطريقة خبيثة وغير مباشرةالعراقي المدني، و تسليمه لحكم فقهاء الدين، سنة وشيعة، والذين بدورهم يجيزون الزواج بالقاصرات وحتى بالأطفال الرضع، وما تقره الشريعة الإسلامية حسب أتباع المذاهب المختلفة. ونحن نعرف أن الشريعة الإسلامية تبيح الزواج بالقاصرات، وإن لم تفرضه فرضاً. وهذا يعني أن التعديل يبيح الزواج بالقاصرات وحتى لو كانت في التاسعة. وبما إن غالبية فقهاء الدين الإسلامي، سنة وشيعة يجيزون زواج القاصرات ، وحتى في التاسعة أو دونها ، فهذا يعني أن تعديل القانون قد أباح الزواج من القاصرات أيضاً.
أما القول بأن التعديل أجاز الزواج من القاصرات، ولم يفرضه فرضاً فهو الآخر خطأ ، لأن الزواج من القاصرات في المجتمعات المتحضرة جريمة يجب إدانتها، وليس الافتاء بجوازها. ففي بعض الحالات تضطر العائلات الفقيرة بتزويج بناتها القاصرات بدافع الفقر، والأب هو الذي يتحكم بأمر التزويج ، وليست الطفلة القاصرة التي لا حول لها ولا قوة. فيمكن استغلال جواز القاصرة دينياً، وتزويجها بموافقة ولي الأمر بدافع الفقر والجهل ، وهذا استغلال بشع من قبل الأثرياء للفقراء ، تكون الطفلة البريئة هي الضحية ، وبمباركة رجل الدين الذي صار يحكم في هذا الشأن ] انتهى .
ـــ تزويج القاصرة وإن كانت في التاسعة من العمر وتفويض الأمر لرجال الدين بدلاً من القضاء العراقي / كارثة أخلاقية وانسانيّة ترجع بهذا البلد الى القرون الوسطى / أي دين هذا ؟ وأي شريعة هذه ؟ تابع تعليق حسن حاتم المذكور على هذا التصرف المشين :
[ سرقتم رغيف خبز الناس وها أنتم تسرقون طفولة قاصراتهم / تمرّد الشك فينا يا أعداء من تؤمنون به وباسمه تشرعنون المخجلات / ماذا استبقيتم من إسلامكم يا سليلي الفتنةِ والكراهيةِ وعبثيةِ الثارات الغبيه ؟ أنتم والله بقايا جاهليةٍ في زمنٍ مختلف / وبقية همجيةٍ من القرون الوسطى تنبعث من مؤخرة القرن الواحد والعشرين ] انتهى .
ـــ وهنا اسأل : هل يقبل < الديّوث > محمود الحسن ــ رافع هذا اللواء ــ ان يزوج [ سلوى ] بنته القاصرة الى من يتقدم لها ؟ وهل يقبل زعماء أحزاب العار تزويج بناتهم القاصرات بهذه الطريقة التي يريدون تسويقها في هذا القانون الداعشي ؟
وثمّة علامات استفهام أخرى تدور على لسان كل عراقي : لماذا لا نرى منكم إلا كل فعل فيه خسّة وعار ؟ / لماذا تبحثون دائماً عن مشاكل جديدة ؟ / لماذا كل واحدٍ منكم تقمّص شخصيّة
< حسون افندي > ؟ هل هذا هو ما ينتظره العراقيون منكم ما بعد داعش ؟
لا أقول غير :
طيّح الله حظ أمريكا اللي جابت النا هذي الخرفان !
عباس العلوي
السويد في : 23 / 11/ 2017
984 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع