د.طلعت الخضيري
مرآه ألماضي ألتأريخ مرآه ألماضي ومنظار ألمستقبل /ألحلقه ٣١
ألشاعرألمتمرد معروف ألرصافي
ألمقدمه
في ساحه من ساحات شارع ألرشيد في بغداد ، وكانت تسمى سابقا ساحه (حافظ ألقاضي) ، يجد الماره تمثالا لرجل يقف منتصبا وهو يلقي شعرا ، وكتب في أسفله إسمه ،أنه معروف ألرصافي ألذي عاصرناه في شبابنا ، أسوه بشاعر آخر وهو ألزهاوي ، وحتى اليوم كنت أجهل تماما سيره حياته ، وحتى أشعاره ، بينما كنا في ألمدارس نقرأ نشيدا في تحيه ألعلم.
( قف هكذا في علو أيها العلم فإننا بك بعد الله نعتصم)
نعم كان هناك تعتيم من قبل الحكومه بخصوص ألرصافي ، ولا عجب في ذلك ، فقد قيل أنه سب ألملك فيصل ألأول في قصيده تداولها ألناس ،ولم تنشر أبدا ، مطلعها كما نسب إليه ( أبلاط) وأجهل حتى اليوم صحه ذلك ، ووجدت أليوم من الإنصاف أن أقدم أليوم سيره ذلك ألشاعر ألفذ بعد نصف قرن من وفاته.
ولد في بغداد سنه1875 وتوفي بها سنه 1945،عن أب كردي،من عشيره ألبرزنج ، ألتي يقال أنها من أصل عربي أي من عشيره ألنعيمي ، وأم تركمانيه.
نشأته
إسمه معروف عبد الغني ألجباري ، درس في ألكتاتيب(ألمله) ، ثم دخل ألمدرسه ألعسكريه ألإبتدائيه فتركها و إنتقل إلى ألمدارس ألدينيه ، فدرس على أياد ألعديد من مشايخها ألأعلام، وأنهاها في ألدراسه على يد ألعلامه محمود شكري ألألوسي ،بمده إثنى عشر سنه ، وتخرج على يديه ،فكان يرتدي ألعمامه وزي ألعلماء ، وسماه ألشيخ ألألوسي (معروف ألرصافي) ليكون في الصلاح والشهره والسمعه ألحسنه مقابلا للعلامه معروف ألكرخي.
مراحل حياته
- معلما في مدرسه ألراشديه في بغداد.
- مدرسا للأدب ألعربي في ألإعداديه في بغداد سنه1902-1908 مدرسا لماده أللغه ألعربيه في ألكليه ألسلطانيه ومحررا لجريده سبيل ألرشاد في إسطمبول سنه 1909م
- عضوا في مجلس ألمبعوثان عام 1912 ، نائبا عن لواءألمنتفك ، وأعيدانتخابه سنه 1914م.
- مدرس في دار المعلمين في ألقدس سنه 1920.
- عوده إلى بغداد سنه 1921 ثم ألسفر إلى أسطموبل سنه 1922 والعوده إلى بغداد سنه1923 فأصدر بها جريده ألأمل .
- أنتخب عضوا في مجمع أللغه ألعربيه في دمشق سنه1923
- مفتشا في مديريه ألمعارف في بغداد سنه 1924
-أستاذا في دار المعلمين ألعاليه في بغداد سنه 1927
نشاطه ألفكري والسياسي
لم يتقبل ألرصافي ألحكم ألملكي في ألعراق ،فانتقد ألملك فيصل ألأول بقصيده ضمنها ( يعد أياما ويقبض راتبا) ووصف ألبلاط ألملكي بأشنع ألأوصاف ،ومدح إنقلاب بكرصدقي ، لذلك عاش منبوذا من قبل ألحكومات ألملكيه ألمتعاقبه ،ورفض إلإغرائات ألتي كانت تعرض عليه لاستمالته ،وأقام في فتره من ي حياته في مدينه ألفلوجه، وهناك روايات مختلفه في عيشه نهايه حياته منها ألفقر والحاجه ومنها أنه لم يعرف ألفقر والحاجه لأن ألسياسي حكمت سليمان كان قد شمله بحمايته ومساعدته ماليا حتى وفاته في محله
ألسفينه في حي ألأعظميه في بغداد في 16 آذار( مارس) سنه
1945 ودفن في مقبره ألخيزران. في بغداد.
نماذج من شعره
قال في وصفه عظمه ألله سبحانه وتعالى
أنظر لتلك الشجره ذات الغصون ألنظره
كيف نمت من حبه وكيف صارت شجره
وفي وصفه للفقر
لقيتها ليتني ما كنت القاها تمشي وقدأثقل الإملاق ممشاها
أثوابها رثه والرجل حافيه والدمع تذرفه في ألخد عيناها
وفي ألفلسفه
متى تطلق ألأيام حريه الفكر فينشط فيها العقل من عقله ألأسر
ويصدع كل بالحقيقه ناطقا ويترك مالم يدر منها لمن يدري
وفي ألسياسه
إبنوا ألمدارس واستقصوا به ألأملا حتى تطاول في بنيانها زحلا
جودوا عليها بما درت مكاسبكم وقابلوا باحتقار كل من بخلا
وفي ألإحتلال
علم ودستور ومجلس أمه كل من المعنى ألصحيح محرف
اسماء ليس لنا سوى ألفاظها أما معانيها فليست تعرف
من يعلم يقرا ألدستور يعلم أنه وفقا لصك ألإنتداب مصنف
وأضاف
ياقوم لا تتكلموا إن الكلام محرم
ناموا ولا تستيقظوا مافاز إلا النوم
وتأخروا عن كل ما يقظي بأن تتقدموا
ودعوا التفهم جانبا فالخير أن لا تفهموا
ألمرجع : ألموسوعه ألحره ،ألموسوعه ألعربيه
745 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع