د علوان العبوسي
استفتاء كردستان العراق
تحية طيبة وبعد
في 5 /11/ 2008 كتبت مقال تحت عنوان ( الفدرالية تعني الاتحاد وليس الانفصال سيادة الرئيس ) وجهته للسيد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود مصطفى البرزاني عند زيارته للولايات المتحدة الامريكية عبر احد مواقع البريد الالكتروني ، ناصحاً له وجهة نظري المتواضعة، بان الفدرالية نظام حكم نص عليه دستور 2005 ، موضحاً بانه لايعني الخروج عن نهج الدولة كيفما كان من قبل رئيس الاقليم وفق مفهوم الشراكة التي اتفقوا عليها في مؤتمرات المعارضة ومع المحتل قبل وبعد بعد احتلال العراق 2003 .
وبمناسبة الفوضى والاوضاع المتازمة التي يمر بها العراق اليوم اهمها تعنت قادة البيشمركة ضمن العراق الفدرالي باجراء استفتاء غايته الرئيسة الانفصال عن العراق وتشكيل دولة كردية مقتطعاً اكثر من ثلث مساحة العراق بتشجيع من حكومة الكيان الصهيوني حصراً وفق مفهوم الامن القومي لهذا الكيان والذي جاء باحد بنوده (أن ذروة اهداف اسرائيل هو دعم الاكراد بالسلاح والتدريب والشراكة الامنية من اجل تاسيس دولة كردية مستقلة فى شمال العراق تسيطر على نفط كركوك وكردستان ) (1) ، كل هذه الفوضى والتصريحات واجتماعات برلمان كردستان من اجل تحقيق الاستفناء المزعوم هو خارج نطاق الدستور والشراكة المبدئية التي اشرت لها آنفاً .
وددت اعادة نشر هذا المقال كنوع من التنويه لموضوع الانفصال الجاهز للتطبيق منذ بداية الاحتلال ولم يكن بغريب اليوم نسمع به لاسباب وحجج غير مقبولة غلّبت المصالح الفئوية الحزبية على مصالح شعبنا المتعايش والمحب لشعبنا الكردي ، بدايات الشراكة كانت جيدة مع الحكومة الاتحادية رغم انها غلبت المصالح الكردية على المصلحة العامة الوطنية ، وكانت حكومة كردستان تستغل اية فرصة تتازم فيها الاوضاع السياسية للحكومة المركزية للحصول على دعم مادي لها دون المساعدة في حلها .
وبهذه المناسبة لماذا يطالب قادة بيشمركة العراق الانفصال دون غيرهم من اكراد تركيا او ايران وحتى سوريا ، السبب لان فيها انظمة ترفض اقتلاع اجزاء من بلادها فالسيادة لايساوم عليها أحد من يملك ذرة من الغيرة والوطنية والشرف ، على العموم الانفصال هو عبارة عن رصاصة الرحمة التي تطلق على الشعب الكردي المسالم الوفي لعراقيته منذ وجوده شريكا اساسيا بهذا البلد ونتائجه ستجلب الويلات ليس على كردستان العراق حسب ولكن على العراق وكل العالم الاقليمي والدولي وبالتالي سيخلق سبل جديدة للاحتلال الصهيوني في منطقتنا العربية ومؤكد نتائجه النهائية ستفشل لعدم توفر مسوغاته الدستورية والقانونية والعرفية بالاضافة الى معارضتها من قبل شعبنا العراقي ، الا يكفينا داعش واعوانه الذين بانت نواياهم القذرة ضد شعبنا وبلدنا وكرامتنا ولا تزال آثاره شاخصة امامنا بتدمير مدننا العراقية العزيزة ...اليكم اعزائي مقالي الذي اشرت اليه مع تحياتي للجميع .
المقال دون اجراء تعديل او شطب
الفدرالية تعني الاتحاد وليس الانفصال سيادة الرئيس
علوان العبوسي
5 /11/2008
على ضوء زيارة رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني الى الولايات المتحدة الامريكية في الايام القليلة الماضية وتصريحاته هناك بصدد موافقته على الاتفاقية الامنية بينها وبين العراق من قبله كرئيس اقليم قبل ان توافق عليها الحكومة المركزية والسماح للولايات المتحدة الامريكية انشاء قواعد عسكرية في كردستان وامور اخرى تمس الدفاع الوطني للدولة العراقية .
في مثل هذه المشاهد والتصريحات الغير مسؤولة الصادرة من قبل قيادي مهم مثل السيد مسعود البرزاني الذي يمثل ثلاث ابعاد سياسية مهمة (حزبية ، رئاسة اقليم كردستان ، احد اطراف العملية السياسية العراقية بعد الاحتلال )، والذي يضرب لاقليمه المثل في تطبيق النظام الفدرالي المؤمل تطبيقه في العراق يجب الوقوف عندها وتحليلها والتعرف على نواياها المستقبلية في عراق مخاضه لايزال صعبا ومن خلالها يمكن استنتاج الدوافع والنوايا الخطيرة لبعض القادة السياسيين وانعكاسها على الوضع السياسي في البلد .
فالذي يُسهل امر بيع بلده للاجنبي بثمن بخس لايمكن له ان يحرص يوما على بنائه والدفاع عنه والذود عن كرامته ، قبله كان النائب مثال الالوسي زار الكيان الصهيوني دون تفويض رسمي واخرون واخرون والقائمه تطول ، كلا منهم يذهب ويصرح دون مسؤولية اخلاقية او وطنية اما ايران فالزيارات باتت بدون طعم وسمجة وكانها المرجع السياسي للقادة السياسيين ، انها كارثه ان صح التعبير عنها في العراق الديمقراطي الاتحادي الجديد كما يطلق عليه الاميركان وصدقوهم قادتنا السياسيين الحاليين وبنوا افتراضاتهم على هذا الاساس ولازالوا ينتظرون منهم رصاصة الرحمه لينتهي كل شيىء قبل ان يظهر بصيص من الامل يصب في عراق الاباء والاجداد العظام .
على ضوء تصريحات رئيس الاقليم انا ادعوه لدراسة تفاصيل نظام الحكم الفدرالي ( الاتحادي ) المعمول به بمعظم دول العالم المتحضر بصورة جيدة والتعرف لما له وما عليه من هذا النظام سيجد ليس من حقه التصريح نيابة عن الحكومة المركزية بمثل هكذا تصريحات خطيرة تمس الامن القومي والدفاع الوطني للبلد وفي هذا السياق نحن نعتب على وزير الخارجية هوشيار زيباري الذي يفترض به تمثيل العراق ككل لماذا لم يتابع وينتقد مثل هذه التصريحات الخطيرة بحق العراق والعراقيين عربا واكرادا كون الذي ينطق بها ليس شخصا عاديا وانما رئيس اقليم يمثل جزء مهم من العراق ، ام ان وزير الخارجية يؤيد كلامه تبعا للمحاصصة الحزبية والعرقية او انه يتوقع ان يكون السيد مسعود يوما رئيسا للعراق بدلا من جلال طلباني الرجل المريض وافكار الاثنين منسجمة في الراي وتصب في خدمة الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل.
ليس غريبا على احد ان كلا من الرئيس جلال والرئيس مسعود ومعهم مليشيا البيشمركة تجري في عروقهم دماء التقسيم والانفصال عن العراق منذ امد بعيد تنفيذا لغايات صهيونية قديمة لتقسيم الوطن العربي الى اجزاء ضعيفة يسهل التهامه قطعة فقطعة باسناد مباشر من هكذا عناصر غريبة لاتربطهم بالوطن سوى رابطة الجنسية وهكذا كان توجه الملا مصطفى البارزاني واخوه احمد البارزاني الذين ظلوا يتامرون على العراق عبر كافة الحكومات التي خدمة العراق منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة بعد الحكم العثماني في 1921 ولم تكن لديهم قناعة بكل الحلول التي كانت تقدمها لهم هذه الحكومات التي تخدم الشعبين الكردي والعربي في العراق ليتعايشوا بسلام وتاخي ، بضمنها ماتم الاتفاق عليه معهم في عهد حكومة الرئيس احمد حسن البكر بمنح الشعب الكردي الحكم الذاتي ولاول مرة بشراكة الحكومة العراقية في 11اذار 1970 والذي لم يحضى بموافقة الملا مصطفى البارزاني بعد حين لمطالبته بولاية كردية تامه تضم كركوك واربيل والسليمانية وزاخو ودهوك وخانقين ومندلي واجزاء من الموصل وفضل الاستمرار باستعمال العنف والتامر ضد ابناء بلده في ظل تحالف ايراني/ صهيوني بدلا من الحكم الذاتي الممنوح للشعب الكردي بهدف ابعاد العراق عن اهدافه القومية مع اخوته العرب ضد الكيان الصهيوني وضد التوسع الايراني على حساب العراق ، وقد سعت هاتين الدولتين الى تسليح (البيشمركة )باحدث الاسلحة الثقيلة منها اسلحة ضد الجو مما تسبب ايقاع افدح الخسائر بقواتنا المسلحة شمال الوطن ، نتيجة لذلك اتخذت الحكومة العراقية قرارها بفرض الحكم الذاتي من طرف واحد في اذار 1974 وامهلت الملا مصطفى وقتا للموافقة عليه لكنه رفض التعاون معها وقرر الاستمرار بنهجه العدواني دون امتثال للشرعية .
في ايار 1974 بدأت قواتنا المسلحة هجومها الكاسح لطرد المتمردين البيشمركة من جبال كردستان العراق وفي بحر سنه تقريبا تم تطهيرها منهم وبذلك انهت صفحة مهمة من العنف الغير مبرر تجاه شعبنا الكردي وقواتنا المسلحة .
في ايار/ مايو 1975 وبعد توقيع معاهدة الجزائر التي انهت الدعم الايراني ومن خلاله الصهيوني للمتمردين استقرت الاوضاع العامة في كردستان وبدأت اعمال العمران بعد تشكيل حكومة الحكم الذاتي الكردية وتم تنظيم نهج الدولة على ضوء ذلك حتى اندلاع الحرب العراقية الايرانية والغاء اتفاقية الجزائرفي 17 ايلول 1980 حيث حشدت ايران مرة اخرى جهودها بدعم المتمردين المتواجدين على اراضيها ودفعتهم الى الاراضي العراقية لاشغال الجيش العراقي عبر الحدود المتاخمة لاراضيها في مناطق حلبجة وبيارة وطويلة وسيد صادق وبنجوين ومعظم الحدود مع ايران فبدلا ان ينظموا للقتال مع الجيش العراقي قاتلو ضده في كافة العمليات الحربية ، المهم بعد انسحاب العراق من الكويت استمر دعم حكومته لمشروع الحكم الذاتي المشار اليه انفا سياسيا واقتصاديا حتى احتلاله في 9/4/2003 من قبل الولايات المتحدة الامريكي .
.من خلال هذا العرض الموجز مع قيادات البيشمركة اثناء تواجدها في كردستان العراق نستنتج انها (ولا اقول الشعب الكردي المحب لعراقيته ) ناصبت العداء لكافة الحكومات التي حكمت العراق مطالبين بضم اراضي من بلدهم العراق اليهم وكانهم غرباء عن هذا البلد او انهم اعداء له وليس لديهم قناعة بواقع الشراكة مع كل اطيافه رغم رفض هذا المبدء من قبل الشعب الكردي شكلا وموضوعا ، كذلك بعد الاحتلال الغاشم لبلدنا نجد هذه القيادات بتصرفها ونهجها الغير متعاون لايصب حتى مع الحكومات الحالية بل حتى مع الائتلاف الموحد الذي تحالفت معه من خلال معارضتهم لمعظم القرارات التي تصب في الوحدة العراقية والدفاع الوطني ، كما نجدهم يلحون ويروجون للنظام الفدرالي وحث الائتلاف الموحد بشده بالضغط على الحكومة لتشكيل اقليم الجنوب الشيعي (كما يطلقون عليه )والذي هو الاخر يهدف الى تقسيم العراق واضعافه خدمة للمشاريع الامريكية والايرانية (ايران حاليا مهيئه لهذا التقسيم بعد ان فتحت قنصلياتها العديده في معظم محافظات العراق ونشرت اجهزة مخابراتها فيها بعلم الحكومة الحالية ) ناهيك عن ابرام اتفاقيات اقتصادية مهمة خارج مجال الحكومة المركزية كاتفاقيات النفط الذي يعتبر عصب الاقتصاد العراقي ، ثم ابتعادها عن كافة المشاكل التي يعيشها العراق ولا تصب في مصلحتهم بل اثقاله في امور تثقل العمل السياسي الغير مبرر في هذا الوقت مثل اصرارها على ضم كركوك وخانقين واجزاء من الموصل وديالى وتتعجل في مثل هذه الامور الحساسة التي يرفضها الشعبين الكردي قبل العربي في العراق لكونها تشق الصف الوطني وتضعفه .
موضوع رفض تسليح الجيش العراقي الحالي لتحسين ادائه في الذود عن حياض الوطن وقناعتها بمستواه المتدني ليبقى دون مستوى جيش كردستان (الذي يعتبر حاليا اقوى من الجيش النظامي وهذه مهزله اخرى لاتتفق مع اسس وضوابط النظام الفدرالي ...) وفق حساباتهم وتصريحاتهم ان العراق الفدرالي التعددي لايحتاج الى جيش قوي طالما سوف لايعتدي على جيرانه كما كان في السابق حيث يعتبرون ماجرى من تهديدات ايران للجيش والشعب العراقي اعتداء من قبل العراق ويفترض عدم الرد عليها وكانهم ضمنوا عدم حدوث تهديدات خارجية (بهذا هم ياملون صلح دائم مع اسرائيل وايران كهدف استراتيجي يسعون له بحرارة ) يالبؤسكم كيف تفكرون الا تعلمون ان القوة العسكرية هي ضمان للسيادة الوطنية وهيبة للدولة ، وعليه اعترضتم عند تحرك احد الوية الجيش الحالي الذي يفترض هو جيشكم الوطني الى خانقين لتامين الامن فيها ومنع المتسللين من ايران ولكن كان سيحدث صدام مسلح بين مليشيات البيشمركة والجيش النظامي لولا تدخل وزير الدفاع عبد القادر العبيدي وهادي العامري رئيس فيلق بدر لفض هذا الصدام ثم انسحاب اللواء المذكور من الجيش النظامي والاصرار على رفع علم كردستان على القائمقامية في خانقين بعدها جاء تصريح رئيس الجمهورية جلال الطلباني ان خانقين كردية !!!!شيئ عجيب والله ، وهو الذي يفترض به ان يكون على الحياد على الاقل !!!!، والادهى والامر رفضهم اي تواجد للجيش الحالي في كردستان ، تشكيلهم وزارة للدفاع والبيشمركة خلافا لنهج واصول النظام الفدرالي ، فتح معاهد وكليات عسكرية خلافا للنهج الفدرالي ايضا مما يربك المفاهيم والسياقات العسكرية المفروض ان تكون موحدة في الوطن الواحد و اصرارهم على تغيير علم العراق بحجج واهية لكونه يمثل الوحدة الوطنية ، تهجيرهم المسيحيين من اماكن سكناهم في محافظة الموصل والتي تقع في الاراضي التي يطالبون الحكومة ضمها الى كردستان ....الخ.
من اجمالي ماتقدم يمكن التوصل الى استنتاج مهم ان القيادات الكردية الحالية تسعى بكل جهدها الاستحواذ على ماتستطيع اخذه لضمان مستقبلها القاتم بدون العراق بدعم امريكي صهيوني في اعلان انفصالها عنه لتشكيل كردستان الكبرى التي تضم اكراد سوريا وتركيا وايران ، لست انا من يقول ذلك ولكن تصرفات الحكومة الكردية وبمعزل عن المركز احيانا وبغزل مع الائتلاف الموحد احيان اخرى دون اكتراث لما يجري للشعب العراقي وضد ارادت الشعب الكردي الاصيل وقياداته السياسية السابقة التي امنت ووافقت بمشروع الحكم الذاتي الذين يقفون معه في السراء والضراء ، لقد بات واضحا لمن يمتلك مبادىء بسيطة في علم السياسة والاداره ان هذه القيادات باتت تسعى لتقويض اي عمل يهدف ويصب في صالح وقوى الدفاع الوطني العراقي سياسيا واقتصاديا وعسكريا واجتماعيا ومعنويا خدمة لمصالحهم ومصالح احزابهم بعد ان بانوا على حقيقتهم دون ان يمكنهم حقدهم على اخفاء ذلك وان غد لناظره قريب ..
علوان العبوسي
5/ 11 / 2008
1579 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع