د.طلعت الخضيري
ألحرب ألعالميه ألأولى/ألحلقه الرابعة
حصار ألكوت
إنسحب ألجيش ألبريطاني بقياده ميجر جنرال تونساند بعدانتهاء معركه ألمدائن نحو الجنوب، مع جيش يقدر ب 11000 واستقر في مدينه الكوت ألتي تقع بنحو180 كيلومتر جنوب بغداد و يحيط معظم أقسامها نهر دجله ، وقد سبقه ألجيش ألعثماني بتشييد تحصيناته في ألجهه ألمقابله تحت قياده خليل باشا ألقائد العام ونور الدين باشا قائد ألمعركه وتخطيط قائدألماني.
ودام ألحصار مابين 7 كانون الثاني( ديسمبر) 1915 و 29 نيسان1916 . أي حوالي ألأربعه أشهر.
ألحصار
وصل خليل باشاوجيشه ألعثماني وبدأ في حصارألمدينه في 7 ديسمبر 1915، وكان ألقائد ألبريطاني أمر قوه ألخياله بالإنسحاب إلى ألجنوب بقياده لجمان ، وبدأ ألجيش ألعثماني يزداد عددا بقدوم ألقوات ألعثمانيه من ألشمال بصوره متواصله ، و مخطط ألمعركه للجيش ألعثماني هو ألقائد ألألماني ألبارون فون غولز ، وكان هدفه تحرير ألبصره.
كانت هناك عده محاولات لفك ألحصار من قبل ألقوات ألبريطانيه في ألجنوب ، ومنها معركه شيخ سعد والتي فشلت جميعها.
وأخبر تاونسند ألسلطات ألبريطانيه أن لديه من ألمؤن ما يكفي لشهرين ، وحاولت ألقوه ألجويه إمداده من الجو بالمواد ألغذائيه و العسكريه ولكن تلك المحاوله بائت بالفشل حيث تساقطت ألإمدادات ألجويه في نهر دجله أو في ألمواقع ألعثمانيه.
لقد فرض ألقائد ألبريطاني تحديد ما يوزع من الغذاء إلى قواته وبتقنين دقيق وبذا استطاع ألصمود أربعه أشهر وليس شهرين.
الجنرال البريطاني طاونسند بعد استسلامه للاتراك
وأخيرا أضطر إلى ألإستسلام في 29 نيسان1916 وعومل باحترام من قبل خليل باشا حيث تركه يحتفظ بسيفه خلافا للقاعده ألتي تقضي بتسليم سيفه للقائد ألمنتصر ،وتم تسفيره على ظهر باخره هو وألضباط إلى بغداد ومنها عاش بقيه أيام الحرب في قصر يقع على جزيره في بحر مرمره في تركيا ، بينما سيق بقيه أفراد ألجيش ألبريطاني والهندي مشيا على الأقدام إلى بغداد ، وقد أعاب ألبعض على ألقائد البريطاني قبوله هذا ألتمييز.
معلومات شخصيه
سكان مدينه ألكوت
عانى سكان ألمدينه من ألقحط والجوع أسوه بأفراد ألجيش ألبريطاني ، ومن ألحوادث ألمؤسفه ألتي رواها لي بعض من كان هناك من سكان ألكوت،أن البعض من سكانها إستفادوا من ذلك ببيع
ألحبوب والغذاء في ألسوق ألسوداء باسعار باهضه ،وكانت هناك سيده كان زوجها قدخزن كميات كافيه من ألحبوب في بيته ، كانت تبيع وبدون علم زوجها ألحبوب ، للجياع من النساء ، مقابل مصوغاتهن ، وقد عاقبها ألله سبحانه وتعالى أن ماتت بعد سنين قليله وهي شابه بمرض ألسل ،ولم تتهنى بما كسبته من المال الحرام.
حدثني أحد وجهاء ألكوت ممن أثق بروايته أنه كان يقيم في الكوت خلال مده ألحصار، وكان تاجرا يحضى باحترام ألبريطانيون والعثمانيون على السواء وتعاطف خلال ألحصار مع ألدوله ألعثمانيه ، وشاءألقدر أنه في ليله ألإستسلام دعاه ألقائد ألبريطاني تاونسند وسلمه رزمه قال له أنها تحتوي على وثائق تأريخيه من حياته ألعسكريه وصور مهمه لتلك ألحقبه ، وعن ألمعارك ألتي خاضها وبالأخص حصار الكوت، وأخبره أنه وجيشه سيستسلم في اليوم التالي ولا يريد أن تفقد تلك ألمعلومات ألتأريخيه ،أو يتلفها ألجيش ألعثماني ،ورجاه توصيلها إلى ألقياده ألعسكريه في ألبصره ، ولم يكن بوسع ذلك ألشخص أن يرفض طلب ألقائد تونسند، ولم يشأ أن يخون ألأمانه ألتي عهدت إليه ، فأوصلها بعد استسلام ألبريطانيون وعلى مضض إلى القوات ألبريطانيه في ألبصره ،وبدون مقابل مادي أو منفعه شخصيه.ولم يذكر ألجنرال تونسند ذلك في كتاب مذكراته.
ألقائد ألعثماني خليل باشا ضيف ألمحاربين ألقدماء في بريطانيا
روى لي ألأخ ألعزيز ألدكتور طارق وداد ألكاتب مايلي:
عندما كان في بريطانيا ، في منتصف ألقرن الماضي ، زار إحدى منتجعات ألساحل ألبريطاني قرب لندن، وتوجه مساء أحد ألأيام إلى كشك يبيع ألوجبات ألسريعه من الطعام،ولاحظ أن هناك شيخ حائر يقف مترددا أمام ألكشك ،ويحمل على صدره شاره رسم عليها ألعلم ألعثماني, وكان ألدكتور طارق يتكلم ألتركيه فتوجه نحوالشيخ وعرض عليه مساعدته فأجابه(إني خليل باشا قائد حصار الكوت وهذه ألشاره ألتي أحملها هي وسام- بطل ألكوت- ممنوحه لي من الحكومه ألتركيه ،وأنا مريض وقد دعيت من قبل ألمحاربين ألقدماء ألبريطانيين من كانوا في معركه الكوت ، للعلاج في بريطانيا على حسابهم ،تقديرا لحسن معاملتي لهم عند استسلامهم في الكوت،واليوم أخجل أن أتناول غذائي على قارعه الطريق)،وذكره ألدكتور طارق ببعض الشخصيات ألعراقيه والعثمانيه فتعرف على بعضها واعتذر أنه نسى أسماء ألكثيرين منهم .
أليس ذلك فصل من فصول مسرحيه ألحياه؟ ويذكرني بالمثل( ولو دامت إلى غيرك لما وصلت إليك).
ألمرجع : ألموسوعه الحره ومعلومات شخصيه.
787 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع