رائعة البروفيسور شمؤيل (سامي) موريه قصيدة ( لست انسى)

                                   

                   ا.د جبار جمال الدين

رائعة البروفيسور شمؤيل (سامي) موريه  قصيدة ( لست انسى) .

    

الشاعر الكبير البروفيسور شمؤيل سامي موريه قامة عاليه من قامات الادب والشعرالمعاصر  وقد كتب القصيدة العمودية وقصيدة النثر فكان شاعرا مبدعا يشار له بالبنان وقد نشر العديد من قصائده في صحف عراقية ذات مستوى رفيع كالكرخ والنبأ والعراق وذلك في اربعينيات القرن الماضي وقبل رحيله القسري من العراق موطن صباه وواحة احلامه وذكرياته وكانت القصيدة لا تفارقه في حله وترحاله سواء كتبها في القدس او  نيويورك او بغداد فشاعريته خصبة وموهبته متفتحة الى اقصى حدودها وقد قرأت قبل أيام وعن طريق الصدفة قصيدة من روائع قصائده بعنوان (لست انسى) ضمن ديوانه (تلك أيام الصبا )والصادر عام 1976 فوجدتها قصيدة طافحة بالصور الشعرية والتي هي من أهم وسائل التشكيل الجمالي عند الشاعر الحديث إن لم تكن من أهمها ويرى الدكتور صالح فضل ان الصورة الشعرية هي جوهر فن الشعر فهي التي تحرر الطاقة  الشعرية الكامنة في العالم والتي يحتفظ بها النثر اسيرة لديه وبالتالي فإن شاعرية  النص تعتمد على الصورة الشعرية قبل كل شيء بل هي التي تميزه من النثرية كما نفهم من قول صلاح فضل.
وفيما أزعم فاننا لا نستطيع ان نتخيل شيئا يسمى شعرا او قصيدة لا يستند الى التصوير بوصفه مكونا أساسيا .

 وقد كان لاحتفاء البروفيسور موريه بالصورة الشعرية تشكيلا ورؤية دور مهم في الكثير من قصائده وبالتحديد في هذه القصيدة التي يهيم فيها مع اللحن التائه ومع ذكرياته الجميلة والعزيزة على قلبه مع اغاني الحب التي كان يشدوها لحبيبته كما يقول الاديب والشاعر الراحل ابراهيم عوبديا حيث ينقل لنا قصة هذه القصيدة في كتابه (في ميدان الادب العربي أدباء وشعراء) فيذكرلنا ان هذه القصيدة كتبها الشاعر موريه يوم التقى بحبيبته وهو في ريعان الشباب وباحت له بحبها له فتفجر ينبوع شعره بالاحاسيس الفياضه والمشاعرالجياشة والفتوة المتوقده  على قيثارته تهزه هزا وهو يكتب قصيدته (لست أنسى) التي تعد واحدة من أجمل وأعذب قصائده
لست انسى كيف باحت بالهوى أول مره
كنت إذ ذاك فتا ضيع بالغربة عمره
فتصورت بأن الدهر قد اوقف سيره
آه ما أسعدني من عاشق يعلن سره
قبلتني قبلة الناسك إذ قبل سفره
انا سكران ولكن دون أن أشرب خمره
اسكرتني شفتاها سكرة في إثر سكره
قد حباها الله دوما نضرة الورد وعطره
فكأني عندما عانقتها عانقت زهرة
واذا بي شاعرا يملي عليه الحب شعره
وحياتي أصبحت حبا وشعرا ومسره
ان من يسمع هذه القصيدة او يطالعها لا يسعه الا أن يشهق اعجابا بشاعرية موريه وهو يشعر بشيء من اللذة الفنية التي اضفتها هذه الصور الجميلة على القصيدة والجدير بالاشارة ان هذه القصيدة كتبها الشاعرالكبير في لندن عام 1970 وقد لاقت صدى واسعا في الاوساط الادبية والشعرية في حينها اطال الله في عمر شاعرنا البروفيسور موريه ومتعه بالصحة والعافية والعمر المديد .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1973 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع