بقلم: سالم ايليا
كنتُ قد قرأت في أحد مواقعنا العراقية الألكترونية قصة لأحد المهندسين الأجلاء والمنحدر من عائلة عراقية أصيلة شرب وترعرع في بيئة من الصفات الإنسانية الراقية من خلال تربيته البيتية وتعليمه بأرقى المدارس العراقية، وقد بدأ بتدوين تجربته الحياتية هذه عندما كان طالباً في إنكلترا ونَشْرَها في أجزاء على الموقع المذكور،
ومما جعلني أندفع لأخصها بمقالة منفردة هو خسارته لسنة دراسية ثمينة في الغربة نتيجة طيبته وشهامته وغيرته لتقديم يد العون لمواطن عربي فأقرضه كل ما يملك على أمل أن يسترجع أمواله من صكّي المسافرين اللذين لا يمكن تحويلهما الى نقد إلا بعد مرور ثلاثة أيام على إيداعها في المصرف واللذين دفع بهما المواطن العربي له كضمان مؤيد من المصرف لإسترجاع ماله، وحيثُ تبين فيما بعد مغادرة المواطن العربي عائداً الى بلده في اليوم التالي من أن الصكّين كانا مسروقين!!، ويوضح العراقي الشهم ملابسات ما حصل له وبشكلٍ جلي على الرابط أدناه:
http://algardenia.com/maqalat/27841-2017-01-09-12-46-48.html
وسوف لا أتخذ من موقف العراقي الشهم سبباً لسرد المئات لا بل الآلاف من القصص المشابهة التي حدثت للعراقيين خارج العراق لا بل حتى بداخله ممن عاملناهم كإخوة لنا، خاصة وإن الطالب العراقي المذكور تصرف وحسب عمره الصغير حينذاك تصرف الفرسان بموقفه النبيل.
وحيثُ لا يعني هذا الأمر عدم وجود من هم بمستوى الشعور القومي الحقيقي من إخواننا العرب والذين يتواصلون معنا بنفس مستوى شعورنا القومي تجاههم.
لكنني سأركز على ظاهرة أكثر شمولاً من خسارة عدة مئات أو الآلاف من الدولارات أو حتى سنة دراسية لطالب مجتهد أرسلته عائلته العراقية الى المملكة المتحدة وكانت بإنتظاره بفارغ الصبر ليعود مكللاً بالنجاح، وسأعرض خسارة بلد بأرضه ومياهه وسمائه ومواطنيه نتيجة هذه الشهامة والطيبة التي ليس في محلها في أغلب الأوقات، والتي قد تصل الى إعتقاد المستفيدين منها من إنها سذاجة مفرطة من قبل المتبرع أو المانح مُرَسّخة في أذهانهم مقولة "شيّم العْرُبي وأخذْ عبائتهُ".
ومن كثرة طيبتنا وسذاجتنا تبرع رؤسائنا وقادتنا حتى بثرواتنا القومية للدول العربية ودول أفريقية وأخرى لا نعلم أين موقعها على الخارطة ووهبوا (المال والحلال) ولا يزالوا لحد الآن مبسوطي اليد لهذا وذاك وبطيب خاطر دون مسائلة من المواطن عن أموال بلده التي تهدر هنا وهناك وهو جائع.
وبغض النظر عن الدافع السياسي للرابط أدناه، إلاّ إنه يُعطي الأدلة على تبذير الحكومة للثروة القومية وإدخالها في لعبة السياسية:
http://algardenia.com/2014-04-04-19-52-20/qosqsah/27874-2017-01-11-10-11-42.html
وريادية العراق بتبديد الثروات الوطنية بدأت بعد سنوات من إنقلاب 14 تموز/1958م عندما بدأ العراق بمنح تخفيضات كبيرة جداً لأسعار النفط المصدرة الى إحدى الدول العربية في الشمال الأفريقي مقارنة بأسعار السوق العالمية، ثم توالت (مكرمات) العراقيين لكافة الدول والرؤساء ما بين هبات من الثروات الوطنية وعلى رأسها ما يُطلق عليه الذهب الأسود (النفط) الى أموال نقدية وبالعملة الصعبة حتى وصلت ذروتها في زمن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وشعب العراق كان في أمس الحاجة لتلك الأموال.
فتكلفة الطريق الدولي السريع من الحدود العراقية الى ميناء بلد عربي مجاور والبالغة تكاليفه أكثر من ستين مليون دولار قد دفعها له العراق ثلاث مرّات ولم ينفذ المشروع حسب ما صرّح به الرئيس العراقي الأسبق بنفسه بعد تدهور العلاقات مع ذلك البلد بعد حرب الخليج الأولى/1991م!!!، إضافة لما كان يمنحه العراق سنوياً لذلك البلد كدولة من دول المواجهة حسب مقررات قمة بغداد/1978م.
وبلد عربي مجاور آخر كان العراق يمنحه سنوياً (66) مليون دولار سنوياً منذ عام 1978م كدعم لدول المواجهة وحسب قرارات مؤتمر القمة العربي في بغداد أيضاً وكان يقف ضد العراق في حربه مع إيران!!.
وربما من سذاجة سياسيينا إنهم أقحموا المساعدات الإقتصادية والمالية للدول العربية والإقليمية والدول الأفريقية التي في غالبيتها فقيرة مع السياسة وفنّها وربطوها في الغالب مع حروب العراق وذلك لكسب أصواتها في المحافل الإقليمية والدولية ولحشد التأييد الشعبي والرسمي للدول المعنية للوقوف مع العراق، لكن من إتخذ هذا القرار لم يأخذ في الحسبان من أنه شجع هذه الدول دون أن يدري على تغذية عدم إستقرار العراق لفائدتها في إستمرارها للحصول على المكاسب المالية من العراق.
وفي هذا السياق كلنا نتذكر كيف أن بلد عربي مجاور أعلن عن خلو ميزانيته وعدم قدرته على دفع رواتب موظفيه بعد أشهر قليلة من توقف الحرب العراقية ـ الإيرانية/1988م نتيجة لإيقاف العراق لمساعدته المالية والإمتيازات الإستثنائية التي كان يحصل عليها ذلك البلد وحيثُ إنتفت المبررات لتلك الإمتيازات بعد توقف الحرب، وكان الجزء المهم من ميزانية ذلك البلد تُمنح من العراق بتغطية إحتياجاته النفطية في معظمها مجاناً أو بأسعار منخفضة جداً (لايزال هذا البلد يتمتع بنفس الإمتيازات من قبل الحكومة العراقية الحالية لإحتضانه معظم المعارضة العراقية وإستخدامهم كورقة ضغط لديمومة الفائدة المتحققة وتزويد الحكومة العراقية بتحركاتهم وفعالياتهم كجزء من إزدواجية التعامل لمصلحته)!!، كذلك حصل هذا البلد على مئات الملايين من العملة الصعبة من خلال الرسوم الكمركية ونقل البضائع العراقية وشحنات الأسلحة والعتاد التي كانت تأتي الى العراق عبر الطريق البري من أحد موانئه وذلك لتوقف الرحلات التجارية الجوية العراقية وشلل كامل للنقل البحري العراقي خلال الحرب مع إيران، بالإضافة الى مردوداته المتحققة من دفع العراق الرسوم الإضافية لشركات التأمين على تلك الشحنات والمملوكة في معظمها لذلك البلد والتي تُعد بمئات الملايين من الدولارات سنوياً، يضاف الى أن ذلك البلد ومعه دولتين عربيتين أخريتين وضعوا قسم من الوية قواتهم كإحتياط وظهير للقوات العراقية (مشكورين) لسنوات عديدة في حال الحاجة لها عندما بدأ الجيش الإيراني بتحقيق التقدم داخل الأراضي العراقية ما بعد سنة 1982م وحيثُ لم يحتاج اليها العراق مطلقاً، مما فرض على الميزانية العراقية أعباء إضافية في دفع رواتبهم بالكامل وهم في بلدانهم ودفع جميع تجهيزاتهم العسكرية السوقية لكل السنوات التي وضِعَت فيها تلك الألوية كإحتياط للقوات العراقية، أي أن المساعدة أو (النخوة) لم تكن مجاناً.
كنتُ في زيارة قصيرة لنفس البلد العربي المذكور أعلاه بعد حرب الخليج الأولى/1991م، وقد ذهلتُ لرؤيتي التوسع الذي حصل لعاصمة ذلك البلد والعمران والشوارع المبلطة النظيفة، إذ كنتُ أحمل في ذهني فكرة مختلفة عنها من بعض أفراد عائلتي الذين زاروها قبل ذلك بسنوات، وعندما أبديتُ إعجابي لمرافقي الذي كان قد أصبح تاجراً معروفاً وغنياً من مآسينا وحسب ما صرح لي بذلك، التفتَ لي قبل أن يرفع سماعة الهاتف اللاسلكي في السيارة للتحدث في الوقت الذي كنّا نحن العراقيين نتمنى أن نجده في سياراتنا وقال: "يا زلمي ما هو من خيبتكو إحنا وسعنا عاصمتنا وإغتنينا ـ ـ كل اللي بتشوفو من مصاريكم (أي من أموالكم)، والشوارع اللي عاجبتك بنكسيها بالأسفلت اللي من عندكم ببلاش"!!.
وبعد سنوات قليلة قررتُ مغادرة العراق وبقيتُ حوالي السنتين في نفس البلد وقد إستأجرتُ إحدى الشقق المفروشة في مبنى كان صاحبه يعمل مهندساً في إحدى الدول العربية وعند تقاعده بنى هذا المبنى المتكون من سبعة وحدات سكنية متباينة السعة، فسكن هو وأولاده المتزوجون في ثلاث منها وأجَرَ الشقق المتبقية للعوائل العراقية، كانوا يحبون العراقيين ويتفاعلون مع مآسيهم، وكنّا كعوائل نتبادل معهم الزيارات ونجلس ونتحادث، وفي أحد الأيام من أواخر سنة 1995م سمعنا خبراً عبر التلفاز من أن الأمم المتحدة على وشك توقيع الإتفاق مع العراق لرفع الحصار عن العراقيين وأطفالهم، وتبادلنا نحن العراقيين التهاني، لا بل بدأ الكلام عن العودة الى الوطن في نفس اللحظة، وبعد ساعة من الزمن التقيت بصاحب المبنى وكان حزيناً جداً فأستغربت وسألته عن سبب حزنه فأجابني قائلاً: "كيف ما أكون حزين وبيقولو الحصار راح ينفتح عنكو وإنتو بدكو بترجعو على بلادكم وإحنا منين نعيش"!!، حقيقة إستغربتُ لكلامه وصدمني وحيثُ جعلني أرد عليه بأدب حفاظاً على العلاقة الطيبة بيننا، لكنني أعطيته العذر بعد أن فكرت بأنه سيخسر مردوده المادي من الشقق الأربعة التي كان قد إستأجرها للعراقيين والتي كانت تدر عليه المال الذي لم يكن يحصل على مثيله حتى من عمله في البلد العربي!!، وحيث ينطبق القول علينا: "مصائب قومٍ عند قوم فوائد".
طرحتُ هذه الحادثة لبيان مقدار المنفعة المادية لمعظم الدول المستفيدة من الوضع العراقي الغير مستقر حتى على مستوى الشارع والإنسان العادي الذي ذكر بعفوية صادقة عدم رغبته بفتح الحصار وإنهاء الحالة الشاذة التي يعيشونها العراقيين لأنها وببساطة ستفقدهم للكثير من المردودات المادية والإمتيازات الأخرى وعلى جميع المستويات.
أي حتى على مستوى الشارع والإنسان البسيط لم يكونوا يرغبوا في معظمهم بإستقرار العراق لأنهم سيخسرون إمتيازاتهم، وأنا لا الومهم فهم يتصرفون من منطلق المثل القائل: "عُگبْ روحي لا حِلا"، وعملياً كانوا سياسيينا لا يزالون يمنحون تلك الدول التسهيلات والمساعدات الإقتصادية والنفط (مجاناً على الأغلب أو بتخفيضات كبيرة) ليس لكسبهم سياسياً كما يتصور واهمون قادة العراق، وإنما واقع الحال يقول: إن المستفيدين مستمرين في لعبتهم لتأليب الفرقاء العراقيين فيما بينهم أو تشجيعهم لمخططات الدول الكبرى على إستمرار عدم إستقرار العراق لكي تستمر إمتيازاتهم التي يحصلون عليها من العراق.
وفي هذا السياق أذكر بأن أحد المسؤولين في الدولة العراقية ذكر لي خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية من أن معظم دول العالم كانت تستفيد من الحرب بين الطرفين حتى الهند والباكستان، فإستغربت لكلامه وسألته ما نوع إستفادة هذان البلدان؟!!، قال: أن معاملهم تعمل ليل نهار لتجهيز الطرفين بالخيام وأكياس الرمل (الكواني) لعمل التحصينات والملاجئ في جبهات القتال!!!.
وقد إعتقدنا خطئاً بعد التغيير الذي حصل في 2003م من أنّ القادة السياسيين العراقيين قد إستوعبوا الدرس، لكن يبدو من أن مسلسل الطيبة الممزوجة بالسذاجة المبررة بفن السياسة وألاعيبها والتي لا يجيدها سياسيونا وحيثُ لم نرى من فوائدها غير خسارة العراقيين لكل شيء وحصول الأطراف الأخرى المستفيدة على كل شيء.
والرابط أدناه يعطي الدليل على تبديد الثروة الوطنية وربطها باللعبة السياسية بين الدول التي لا شأن للعراقيين بها، فما دخل العراقيين لكسب ود مصر ضد السعودية أو العكس لكي يغدق قادته على مصر مليون برميل نفط شهرياً بتسهيلات كبيرة قابلة للزيادة وشعب العراق جائع وأسعار النفط متدنية، والأتعس من ذلك مديونيتنا للبنك الدولي بالقروض الكبيرة التي كبلت العراق وثروته الوطنية، ووزير خارجية العراق وبقية المسؤولين يسافرون الى جهات العالم الأربع وأياديهم مفتوحة لطلب المساعدات المالية!!، فهل هنالك مصلحة وطنية عراقية لهذا الإتفاق أم هي مصلحة لإيديولوجية دينية طائفية، وإذا كان لا بد من هذا الإتفاق لأغراض سياسية فالمفروض أن تسارع اليه إيران لتزويد مصر بالنفط لأنها هي صاحبة المصلحة الكبيرة في عزل مصر عن السعودية، وهل أن هذا الإتفاق يتضمن صفقة إستجابة السلطات المصرية في تحجيم بعض وسائل لإعلام العراقية العاملة في مصر والتي كشفت الكثير من صفقات الفساد وأبطالها إذ تم غلق مكاتبها وإستوديوهاتها بطلب من الحكومة العراقية مثل قناة "البغدادية" الفضائية؟؟؟، فأي سياسة لعينة وحمقاء يسير عليها القادة السياسيين منذ عهود مضت ولحد الآن، ولماذا كل قادة الدول وسياسييهم يتعلمون من أخطائهم إلا من إبتلى بهم العراق:
http://www.bbc.com/arabic/middleeast-38585115
وهل تناسى الشعب العراقي بكم (باعه) الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الذي ترأس مؤتمر القمة العربي بعد دخول الجيش العراقي للكويت وشحذه للدول العربية لإعطاء الضوء الأخضر لقرارات الأمم المتحدة ضد العراقيين وأطفالهم وتمخضها عن عقوبات إقتصادية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، وأعقبها بفتح قناة السويس أمام حاملات الطائرات والبارجات الحاملة لصواريخ "كروز" المدمرة للعبور من خلاله الى الخليج العربي لضرب العراق وتدميره، متحججاً بكون قناة السويس ممر دولي لا يمكن إغلاقه بوجه الملاحة الدولية، وقد تجاهل من إنّ مصر أغلقته لصالحها في حرب 1956م أبان العدوان الثلاثي الذي خرج فيه العراقيون بمئات الآلاف الى الشارع رغم بطش السلطة حينذاك إحتجاجاً على ذلك العدوان وفعلوها ثانية وثالثة في حربي 1967م و1973م إضافة لإشتراك أسراب الطائرات الحربية العراقية بالضربات الجوية الأولى في العمق الإسرائيلي وإعطاء سبعة طيارين وفنيين عراقيين كشهداء لضرب الأهداف الإسرائيلية في حرب 1967م، وحيثُ كرر الرئيس المصري المخلوع فعله المشين في الحرب الأخيرة 2003م التي لم يكن لها أي مبرر سياسي أو عسكري لعدم وجود تهديد حقيقي من الرئيس العراقي الأسبق غير بعض الإدعاءات المفبركة التي أثبتت الوقائع بطلانها، وقد تشجع على فعلها ثانية الرئيس المصري لأنه لم يجابه بسخط جماهيري وشعبي واسع في المرة الأولى من داخل بلده، وقد كان الشعب العراقي يعوّل ويراهن على وقوف الشارع المصري العربي مع إخوانهم العراقيين لرد جزء من الدين الذي عليهم في كلا الحربين، لكنه تفاجئ بل صُدمَ لخروج عدة مئات من الطلبة الجامعيين بمسيرة إحتجاج خجولة داخل الحرم الجامعي فقط وليس خارجه وتصريحات إدانة لا تغني من هنا وهناك من مجموع شعبه الذي تجاوز الثمانين مليون نسمة.
وفي مجمل الحربين بقيت عشرات الملايين (لإخواننا) في مصر والدول العربية الأخرى متحلّقة حول التلفاز تشاهد جحيم القنابل المتطورة من كل نوع تنهال على رؤوس (إخوانهم) العراقيين، فيحزن قسم منهم دون حتى أن يكلفوا أنفسهم عناء الخروج الى الشارع الفرعي الذي يسكنون فيه ليصرخوا صرخة إحتجاج واحدة فقط!!، والبعض الآخر كان (يصلّي) لنا والدموع تنهمر من مآقيهم لكن رب العباد لم يكن ليستجب لصلواتهم وحيثُ لا يكفي أضعف الإيمان!!، والآخرين كانوا (مبهورين) بالتطور التكنولوجي لأمريكا ومتعجبين جداً لا بل متفاخرين لِما وصلت اليه التكنولوجيا الأمريكية وآلتها المدمرة ودقتها في ضرب "ملجأ العامرية" الذي كانت تحتمي بداخله ليست قوات الحرس الجمهوري وقوات الطوارئ بل مئات النساء والأطفال ممن تحولت أجسادهم الى أشلاء وكتل متفحمة بعد ضربها بصاروخين متطورين (عاليي الدقة) جُرِبا لأول مرة فأثبتا نجاحهما في إصابة الهدف (الإستراتيجي) وتمزيق لحوم من كانوا بداخله ونثرها على جدرانه!!!!، والبعض الآخر كانوا يلومون العراقيين على عدوانيتهم وشغفهم بالحروب ويصيحون (بالزايد بيهم) ويكيلون التُهم جزافاً لشعب تكالبت عليه قوى الشر كونه قومي وليس قطري ـ ـ وكونه لا يستطيع الوقوف متفرجاً على مآسي إخوانه من الدول العربية الأخرى دون التدخل الفعلي وليس الإعلامي، والشواهد كثيرة يعلمها (الإخوة) أكثر منّا، وقد التقيتُ هنا في المهجر بالعديد من مواطني تلك البلدان الذين كانوا يترحمون على الرئيس العراقي الأسبق الذي كان يمدهم بالمؤون والمساعدات المالية والغذائية في عزّ حصار شعبه الذي كان يتضور جوعاً!!.
وحيثُ يبقى الشعب العراقي "كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماءُ فوق ظهورها محمول".
1166 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع