د.طلعت الخضيري
جلسات تحضير ألأرواح -ألحلقه ألرابعه
ألملكه زنوبيا ملكه تدمر
ألمقدمه : أود أن أذكر ألقارء ألكريم إنني أقدم له هذه ألمجموعه من ألسير ألذاتيه لشخصيات تأريخيه قد لعبت دورها على مسرح ألحياه ، أختصرها لأوفر عن ألقارء مشقه ألبحث ألمطول في ألمراجع ، ونحن في عصر صرفتنا به ألمرئيات عن ألمطالعه ، أتمنى أن أتوفق في ما أقصده.
ألجلسه ألرابعه
ألوسيط - لدينا ضيف من ألعراق ،يرغب أن أخاطبك أيتها ألروح ، أنت من كنت ألملكه زنوبيا ألعظيمه ، ملكه تدمر، شمال ألجزيره ألعربيه وما بين سوريا وأرض ألرافدين.
ج- ها أنذاأخاطبك يا عبد ألله.
س-أهلا وسهلا بك ، هل تفضلت بتعريف مقامك ألكريم إلى ضيفنا ألعزيز، ألقادم من بغداد ، دار ألسلام كما كان يطلق عليها ، والتي تبحث هي عن ألسلام أليوم.
ج- أهلا بضيفك ألعزيز ، إن بلادي كانت مجاوره لبلادكم ، لازالت وكان لدي مينائين ، بنيتهماعلى نهرالفرات و آثارهما موجوده هناك حتى ألآن.
س- شكرا على تلك ألمعلومات ألتي تفضلت بشرحها لنا ،ونخبرك أن بعد غيابك عن هذه ألدنيا ألفانيه ، تداولت ألحكم على أرض الرافدين دول وأمبراطوريات ولكن بغداد صمدت ، ولا تزال ، وتمر ألآن بمحنه ندعوا من الله لها بالزوال ، وأن تسترجع كما كانت في عصورها السابقه عزها ومجدها.
ج- هاذا صحيح ، وكنت أتمنى أن تدوم أيضا مملكتي من بعدي ، ولكن لم يتبقى منها ألآن ، حسب ماسمعت، إلا أطلال ، ستكون ذكرى لعصري وجهودي في بنائها.
س- لقد أسرع بنا ألوقت ولم نبدأ بمناقشتنا ، فتفضلي بتعريف نفسك.
ج- إن ذالك من دواعي سروري ، أن تكون حياتي ألسابقه عبره لأحياء أليوم ،أنا أسمي بالأراميه ، ألتي كانت لغتنا ،( بات زيباي )أي أبنه زيباي ، وفي أللاتينيه ، سموني ( يوليا أوريليا زنوبيا) ، وباليونانيه ( سبتيما زنوبيا )، وسموني ألعرب( زينب) .
ولدت سنه 240 بعدألميلاد وتركت ألدنيا سنه 274 ، أي عن عمر(34 سنه). وولدت في تدمر، أما النهايه فكانت في روما ، عاصمه ألإمبراطوريه ألرومانيه . زوجي هو ألملك أذينه ، وكان لدي ثلاثه ابناء هم( وهب اللات وتيم الله وحيران).
س- ماهي لغه شعبك آنذاك وهل كنت تتكلمين لغات أخرى؟
ج- كانت لغه البلاد هي ألأراميه ألتي كانت منتشره في ألمنطقه ، وهي لغه ألسيد ألمسيح كما تعلم ، أما أنا فكنت أتكلم ألأراميه و اليونانيه واللاتينيه والمصريه وبطلاقه.
س- وديانتكم ؟
ج- كنا نعبد ألهه متعدده،ونعمل لهم ألتماثيل ألتي تسموها أنتم ألأصنام، وكانت ألمسيحيه قد بدأت تنتشر وكانت ألدوله ألرومانيه تحاربها بقسوه.
س-أين ولدت؟ وماهو نسبك ؟وكيف نشأت؟
ج- أنا ولدت في تدمر ، ويعود نسب أمي إلى قرابه مع ملكه مصر كليوبترا ، وتأدبت في ألإسكندريه ،فدرست تاريخ ألإغريق والرومان ، وتخلقت بأخلاق كليوبترا وطموحها ، فكان طموحي أن أصل مثلها إلى ألمجد والسلطان ، وتعرفت إلى زوج ألمستقبل أذينه ، وهو من أعالي قوم بلادي ، فكنا نشاهد معا مجالس ألقوم وجلسات مجلس ألشيوخ ، وكان لكلينا أهداف واحده ، تحققت عندما تزوجته وأنا في سن ألرابعه عشىره ، وصار ملكا على تدمر.
س- وهل أستمر زوجك في ألحكم مده طويله؟
ج- كلا مع الأسف ، فقد أغتيل من قبل عدو له ، وكان ولدي وهب أللات قاصرا ، فتوليت أنا ألوصايه عليه كملكه ..
س- هل كنت وأنت ملكه تعيشين عيشه ألترف ، محاطه بحاشيه تدللك ، ووزراء منافقون ، وشعراء يتلون أمامك قصائد ألمدح والتعظيم ، وحولك المنشدون والعازفون ،أم كانت عيشتك تختلف عن ذالك؟
ج- لقد أخطأت في كلما ذكرته ، فأنا بدأت حكمي بالثأر لمقتل زوجي ، وقتلت من اغتاله غدرا. وكنت فارسه أسير وأنا على فرسي أمام جنودي ، أو أركب ألعربه ألحربيه ألمذهبه وأحارب معهم ، وكانت لي طموحات عظيمه ، إذ كانت ألإمبراطوريه ألرومانيه، ألتي كنت تابعه لها ، في حاله سيئه ، وكان زعمائها يتقاتلون فيما بينهم لنيل ألسلطه ، فكانت أحلامي هي أن أستغل ذالك ، وأصل إلى الإستحواذ على عرش روما ، فاستوليت على مصر وسوريا ثم توجهت إلى آسيا ألصغرى ،ألتي تسمى ألآن تركيا ، فوصلت بجيوشي إلى بيزنطه وقتلت هيراكليون قائدألقصر.
س- إذا كنت في قمه ألمجد ، فماذا حدث بعد ذالك؟
ج- لقد أعتلى على عرش روما ألأمبراطور( أورليان) سنه 270 بعدألميلاد، أي ما قبل أربع سنوات من نهايتي ، وكان قاسيا وقوي ألإراده ، حاول معي أولا سياسه أللين ، فاعترف لي بالنفوذ على ألإسكندريه ، ثم نقض اتفاقه ، واسترجع ألإسكندريه بعد سنه واحده ، وقد كنت متعبه نفسيا بسبب وفاه أبني وهب أللات ، وأخذ ألإمبراطور أورليان يهاجم جيوشي في اسيا ألصغرى ( تركيا) ويدحرها حتى وصل إلى أنطاكيا أولا ، ثم توجه نحو بلادي ، وكانت ألحرب سجالا لولا أن خذلتني جيوشي في حمص ، وأخيرا تراجع جيشي إلى تدمر ، وتم حصارها من قبل ألإمبراطورألروماني ، وكانت ألمدينه محاطه بأسوارمنيعه ، وضعت على أبراجها مناجيق ، تقذف أعدائنا بالحجاره وقذائف ألنفط ألملتهبه ، بما كان يسمى بالنار ألأغريقيه ، ولكنني إضطررت بعد ذالك إلى مغادره ألمدينه ، والإنسحاب إلى ضفاف نهرالفرات ، ودارت بين جيشينا معارك ضاريه إنتهت باستسلامي ، والتقيت بالإمبراطورأورليان في ميدان ألقتال ، فأحسن معاملتي ، وكان ذالك سنه272 بعد ألميلاد وقد قتل ألأمبراطورألمنتصربعض قوادي ومستشاريي ، بعد محاكمه أجريت لهم في حمص ، بينما أحسن معاملتي ، وسار بي أسيره إلى روما وأنا مقيده بسلاسل من ذهب، وأودعت هناك في دار حتى وفاتي سنه274 بعد ألميلاد أي بعد سنتين من أسري.
س- نشكرك أنا وضيفي وندعو لك برحمه ألله وغفرانه،وسيذكرك ألتأريخ دوما بكل خير.
1178 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع