د.طلعت الخضيري
جلسه تحضير ألأرواح - ألدوتشي بنيتو موسيليني
ألمقدمه
أود أن أذكر ألقارء ألكريم إنني أستقيت ما أقدمه له ، من مصادر موثوقه ,وليس لي رأي شخصي بذالك وصغت تلك ألأحداث ألتاريخيه كروايه لأدفع ألملل عن ألقارء . , .
كما أسلفت،زرت مره أخرى مسكن ذالك الشخص ألذي يدعي، تحضير ألأرواح ، وسأكتب ما جرى كما حدث.
ألجلسه الثانيه
بعد سكون وصمت ، همس ألوسيط( أريد أن أتكلم مع زعيم إيطاليا ألسابق بنيتو موسليني ، إحضري أيتها الروح لنتحدث معك بصدق تام)
وهمس صوت خافت
- بونجورنو سينيور ، أيو بنيتو موسليني.
س -أنا لا أفهم أللغه ألأيطاليه هل تستطيع ألتكلم بالعربيه.
ج - نعم تعلمتها خلال ألسبعين سنه ألتي قضيتها هنا.
س- لدينا ضيف من وادي ألرافدين يود أن يفهم منك ماحدث عندما كنت من أهالي ألأرض.
ج- أهلا به حفيد ألسومريون والبابليون ومن بعدهم وإن كان قد أتعبوا أجدادنا أبناء روما.
س- لتدير بال كما يقولون ، ولنتكتم عن حياتك ، وما حصل خلال مرورك بيننا.
ج- سأجيب بوضوح على أسئلتك لأننا هنا لانستطيع أن نكذب كما كان يحدث أحيانا مع الأسف سابقا.
س- إذا حياك الله , ولنبدأ كالعاده بتعريف نفسك.
ج-أنا عشت بين ألأحياء مابين29 يوليو سنه 1883 و و28ىنيسان سنه 1945 أي عشت بينكم 61سنه.
ولدت في قريه بريدأبيو في شمال أيطاليا ودفنت فيها أيضا.
, وزوجتي ألوحيده هي راشيل موسوليني ولي خمسه أولاد وبنات , ورفيقتي ألعاطفيه هي كلاارا بياجي ألتي شاركتني وبرغبتها إعدامي.
سموني بنيتو وهو أسم رئيس مكسيكي أصلاحي ولقبت فيما بعد بالدوتشي أي ألقائد.
والدي كان يزاول مهنه ألحداده في القريه، أشتراكي الفكر، فقير الحال كبقيه سكان القريه ، والدتي كانت معلمه في مدرسه كاثوليكيه.
س- وكيف كانت نشأتك ؟ هل تأثرت بتدين وورع والدتك؟
ج- على عكس ما تظن ، كنت صبيا همجيا ومتهورا،ومنعت من دخول كنيسه والدتي لسوء سلوكي، فكنت أرمي رواد كنيسه والدتي بالحجاره ، مما دعى والدتي أن تضعني في مدرسه داخليه ، يديرها رهبان ، وكانت ألنتيجه مرضيه وحصلت على درجات جيده في ألأمتحانات , وفي عام 1901أصبحت مؤهلا لأكون مديرا لمدرسه أبتدائيه.
س- وضح لنا ما كان رأيك في ألدين.
ج-كتبت في مذكراتي رأي بوضوح وهو ما يلي(إنه يضيق صدري من سماع ألتراتيل ألإنجيليه كما كنت أتقيأ إذا ماشممت رائحه بخور ألكنيسه عندما كانت تصطحبني والدتي إلى ألكنيسه لإداء صلاه ألأحد وكنت لا أطيق رؤيه رجال ألكنيسه بملابسهم ألسوداء) وكتبت أيضا ( ورثت من أبي ألإلحاد في حين لم تتمكن شفافيه أمي ألمتدينه من ألنفاذ إلى سريرتي).
س- تفضل واسرد لنا ألمراحل ألتي مررت بها في حياتك.
ج- قررت ألهجره إلى سويسرا.
س- وماأسباب تلك الهجره؟
ج- سببها إني هربت سنه 1902 من الخدمه ألعسكريه .
س- هل تحسنت أمورك في سويسرا؟
ج- إنك متفائل ياسيدي ،فلم أحصل على عمل دائم هناك ،وتم ألقبض علي بتهمه ألتشرد ، وتم سجني لليله واحده ،وقد عثروا علي عندما كنت أقضي ليلتي تحت جسر هناك ، ولم يكن بحوزتي سوى15 سنتيما.
وابتسم لي الحظ بعد ذالك، واشتغلت مدرسا موقتا للصف ألإبتدائي في مدينه في ألقسم ألإيطالي من سويسرا ، ولم يجدد ألعقد معي بسبب علاقه غراميه كانت مع إمرأه متزوجه.
س- نحن نعلم أن ألقانون ألسويسري متشدد في مثل تلك ألحالات مع ألأجانب ، وكان من الممكن أن تطرد من البلد لو كانت قدأقيمت شكوى ضدك.
ج- هاذا صحيح , ولذا تركت ألقسم ألإيطالي من سويسرا إلى جنيف ، في ألقسم الفرنسي ،وقضيت ألأشهر ألأولى من عام 1904 متنقلامابين جنيف في سويسرا وأنماس في فرنسا ألمجاوره ، في عقد إجتماعات وإلقاء محاضرات ذات طابع سياسي ونقابي ، إضافه إلى مراسلات صحفيه مع مجلات إشتراكيه وفوضويه ، وكان ذالك بدء نشاطي في هاذا ألمجال.
س- وهل طالت إقامتك في سويسرا؟
ج- كلا، فقد عدت إلى مدينه تورينو في شمال أيطاليا لأعمل في ألصحافه، وعمل آخر في ألفرع ألمحلي للحزب ألأشتراكي ، ولاكني عدت إلى سويسرا لفترات متقطعه ما بين سنه 1908 و 1910 لأعمل في شركه ألمقاولات ألبريه في مدينه لوغانو في ألقسم ألأيطالي من سويسرا, وما قبل ألحرب ألعالميه ألأولى نشرت مقالات ضد دخول أيطاليا الحرب مع ألحلفاء ثم تراجعت و طلبت بعدذالك إنظمام بلدي مع الحلفاء في الحرب ، واتهمني ألبعض أن سبب تغير رأيي هو إستلامي مبلغ من ألمال من ألحكومه ألفرنسيه.
س- هل لك أن تحدثنا ، وبصراحتك ألمعهوده ،عن ما حصل لك خلال ألحرب ألعالميه ألأولى؟
ج- إنني قضيت مده سنتين خدمه في الجيش خلال ألحرب ألعالميه ألأولى ، وسرحت من ألجيش بعد إنتهائها.
س- هل حصلت لبلادك مشاكل إجتماعيه بعدإنتهاء تلك ألحرب كما يحصل عاده بعد ألحروب؟
ج- نعم لم يكن ألعمل متوفرا للجنودألعائدون من الحرب. والأسعار عاليه ، ولم يكن باستطاعه ألفقراء شراء حوائجهم ،وكانت هناك ألإضرابات في ألمدن ، وتشكلت ألعصابات من ألفقراء وأخذت بحرق بيوت ألأغنياء ، وقد أستشعرت مزاج ألشعب ، وحالته ألنفسيه ، وغضب ألجنود ،فآمنت أن العنف هوألسبيل ألوحيد للتغيير، ولم أكن راض عن حياه ألفقراءوصممت أن أحسن أحوالهم.
س- أستسمحك ألمعذره أن نؤجل هاذه ألمحادثه إلى يوم غد لأنني لاحظت تعب ألضيف ألعراقي وانفعاله بماسمع من جنابكم إذا لم يكن لديكم مانع ؟
ج- بكل سرور لأنني سأرجع إلى صلواتي وطلب ألمغفره من خالقي.
ودعاني مضيفي إلى عشاء تمن برياني به ألكثير من الكاري والفلفل
وتواعدنا على اللقاء في أليوم ألتالي.
وفي ظهريه أليوم ألتالي فكرت بعدم ألذهاب إلى موعدنا لأنني شككت في مصداقيه ألوسيط وتصفحت برامج ألأفلام ألسينمائيه فلم أجد إلا أفلام هنديه عاطفيه وأفلام كارتييه صينيه ، لذالم يكن لي بد من ألرجوع إلى صاحبنا ،ومما شجعني على ذالك أنه وعدني بغداء روبيان برياني ، وبما أإنني من أهالي البصره ونحن من عشاق أكل ألأسماك ألبحريه لذا لم أجد بديلا إلا التوجه إلى دار ألوسيط ، بعربه صغيره تسحبها دراجه هوائيه ، صاحبها هزيل الجسم يثير الشفقه ،ولا تكلف أإلا بضعه ربيات.
أستقبلني صاحبي بوجه بشوش وابتسامه عريضه ، وكان ملم بالعربيه واللهجه ألعراقيه، وقال( حضرت لك أكله تاكل أصبعك من وراها ، بس خلي نستعجل بمحادثه ألدوتشي قبل أن يزعل ويتركنا بعد أن واعدناه بالحضور في وقت معين).
ألجلسه ألثانيه
انتضرنا بعض الوقت في ألغرفه حتى شرف ألزعيم ألسابق ، فحييناه بحترام كان يتوجب علينا أن نفعله ، وبعد ألمجاملات ألمعروفه همس- تفظلوا بأسئلتكم لأن وقتي ليس ملكي هنا.
س- وصلنا في مقابلتنا الأولى معك إألى ما بعد ألحرب ألعالميه ألأولى ، تفظل بشرح ما حصل لك بعد ذالك؟
- بعد إجتماع مدينه ميلانو في 23 مارس سنه 1919 أصبحت ألفاشيه حركه سياسيه وبقيادتي وتمكنت من دخول ألبرلمان سنه 1921 فشكلت ألفاشيه فرق مسلحه من ألمحاربين ألقدامى وقد سميت (سكواد ريستي) لإرهاب ألفوضويون والإشتراكيون والشيوعيون.
لقد قمت باستغلال ألفراغ ألسياسي وألإيديولوجي بسبب هزيمه بلدي في ألحرب ألعالميه ألأولى، ففي سنه 1922 زحفت إلى روما ومعي أربعون ألف من ماشكلته من أصحاب ألقمصان ألسود وهم من ألمضللين ألذين يحملون هويه ألحزب الفاشي وينعمون بالأمتيازات ، بينما كان غيرهم يعيشون في أوضاع ماديه مترديه ، وصار حزبي، وقد تحول من ألإشتراكيه إلى ألفاشيه ، بديلا للدوله ، ألتي لم يعد لها وجود أصلا ,وقمت بحمله ديماغوجيه حركت من خلالها ألغرائزألمتطرفه لعدد كبيرمن ألعاطلين عن العمل من ألجنود ألمسرحين ومن ذوي ألسوابق ألإجراميه ومن أفراد ألعصابات ألإجراميه ألمنظمه(ألمافيا)فخلقت لهم إيديولوجيه متطرفه ملأت بها ألفراغ ألسياسي وألأديولوج والروحي ، والذي كان سببه كما ذكرت هزيمه بلادي في ألحرب ألعالميه ألأولى ،وقمت ،وبدعم من ألصناعيين , وبوجود حكومه ضعيفه وعاجزه ،إستخدام قواتي في ضرب ألإضرابات وإفشالها,والقضاء على ألإنتفاضات ألثوريه.
فاستجابت إيطاليا لي بصوره سحريه ، وعاد ألعمال لمصانعهم ،والطلاب إلى مدارسهم ،وأصبحت أنا ألدوتشي موسليني ألحاكم ألمطلق لبلادي والذي لا يخضع إلا للملك.
في 2 أكتوبر سنه 1922 سرت أنا ومعي ألآلاف من أتباعي نحو روما وقد إستقلوا ألقطار والحافلات,و أصاب ألذعر ألحكومه ألضعيفه ، وفزت بقرار من ألملك عمانوؤيل ألثالث بتعييني رئيسا للوزراء وكنت في سن 39 من العمر ، وأصغر سنا من جميع من تقلد ذالك ألمنصب من قبل.
س- هل تحدثنا بإسهاب عماحصل في في بلدكم وتحت زعامتكم مابين ألحرب ألعالميه ألأولى و الثانيه؟
ج- سأكون صادقا معكم من هنا ، لا مجال للكذب أوألتمثيل أو ألضحك على ألذقون.
س- إذا حدثنا بصدق عن ألحزب ألفاشستي ألذي تزعمته وأدبياته وأهدافه.
ج- نعم أنا دعوت إلى اجتماع بعض الرفاق وأسست ألحزب ألفاشستي سنه1921 وكنت أحلم بإعاده مجدألدوله ألرومانيه , ومع ألأسف لم نتصرف بصوره حضاريه وإنما إتخذنا سبيل ألعنف ، وقمنا بأعمال أفراد ألعصابات ، وأسست فرق أصحاب ألقمصان ألسوداء ، وقلت لهم أن مشاكل أيطاليا ستحل بسواعدكم ، ويجب أن تكونوا رجالا أقوياء . وتم تنفيذ ذالك كما يجب ، فعندما كان هناك إضراب للعمال ، يذهب أفراد القمصان ألسوداء ويوسعون ألعمال ألمضربون ضربا ، وهاكذا ينتهي ألأضراب. ومن ألطرافه أن طلب ألأغنياء مني حمايتهم ، ونجحنا في ذالك، وقد هزما ألشيوعيون في ألشوارع.
وفي سنه1926 إستمريت وحزبي في قمع من عارضنا ، وقتل قادتهم ، وحرمت ألإضرابات ، وأصدرت قوانين عمل جديده.و قمت بإلغاء جميع ألأحزاب ، وأبقيت نضام ألحزب ألواحد ، أي ألحزب ألفاشستي ، وركزت على تعليم ألشباب مبادء ألحزب ، وكنت أقول لهم(أن تعيش يوما واحدا مثل ألأسد خير لك من أن تعيش مائه سنه مثل ألخروف) وكان على الصغار ألإلتحاق بمعسكرات ألتسيس ألفاشيستيه ، وكنا نعدهم كجنود صغار و شعارنا( ألإيمان ، ألطاعه ،ألقتال).
ولم يتعدى سيطره حزبنا ألفاشيستي على ألمدن فحسب ، وإنما قام أتباعي ألفاشيون ينظمون ألغارات في ألأرياف، فيقتلون ألناس في ألمزارع ألتي كانت معروفه بالأشتراكيه ،أو يعذبوهم ، وشتتنا أعضاء ألحزب ألشيوعي ، وتم تصفيه وقتل ألعديد من قادته ، وقضينا على مؤسساته ألنقابيه ، وجمعياته ألتعاونيه ،ثم بدأنا بحربنا ألثقافيه في تغيير كل ألنزعات ولإتجاهات والأساليب في ألأدب والفن ،وجعلناها تتجه في هدف واحد مغلق ، ومعاد لأي قوميه لاتتطابق مع فكري.
س- إنك ذكرتنا بأفعال بعض ألزعماء ألذين عاشوا وحكموا بعدك وكأنهم إستلهموا من أفكارك.
ج- نعم أن تسلط ألأنسان عندألمقدره يتشابه في كل زمان ومكان، وأرجو أن لا تقاطعني حتى أكمل ما أريد أيصاله لك ولضيفك ، ونحن هنا لا نعرف ألكذب ،نعم لقد ملأت ساحات بلادي بتماثيلي ، وبجداريات كبيره تخلد أفعالي ،كما بدأت بحمله كبيره لتدريب ألأطفال والفتيان وطلاب ألمدارس والجامعات على إستخدام ألسلاح ، وحفظوا لأناشيد ألقوميه ألفاشيه ، وأمرت بتجريد ألكثير من ألصحافين من هوياتهم ألنقابيه ألصحفيه ، كماأغلقت جميع ألصحف والمجلات ألأدبيه ، وأمرت أن توضع صورتي في غرف ألنوم , وأن توقد ألعوائل ألشموع في عيد ميلادي ، وجعلت ألنساء يتبرعن بحليهن ألذهبيه ،وأصدرنا قائمه سوداء بأسماء ألمثقفون والكتاب والأساتذه ألذين كانوا معادين لأفكارنا ، كذالك أمرت بحرق ألكتب ألمعاديه لنا .
س- إنك كنت إذاأستاذا لمن قلدك فيما بعد ، فهل تشرح لنا أيضا سياستك ألخارجيه ؟
ج- عندماإستلمت السلطه ، تجنبت في ألسياسه ألخارجيه إختيار السلام ، واعتبرته ظاهره متعفنه ، ودعمت بالمقابل فكره ألأمبراطوريه ألرومانيه ألقديمه ، وإعاده مجدها وطمحت لتوسيع نفوذ إيطاليا ، فقمت باحتلال ألحبشه( أثيوبيا) سنه 1936 وهرب ملكها هيلاسلاسي إلى بريطانيا، ألذي يعتقدون أتباعه أنه من سلاله زواج بين ألملك سليمان وألملكه بلقيس ملكه سبأ، وساعد ألحلفاء في ألحرب ألعالميه ألثانيه‘ وحاربت مع نظام فرانكوألفاشي مابين سنه 1936 و سنه 1939، واحتلت جيوشي ألبانيا سنه 1939 ، ولكي أحقق طموحي أتجهت للتحالف مع زعيم ألمانيا ألنازي رودولف هتلر، ووقعنا مع ألمانيا واليابا ن تحالف ألمحور في سنه 1939.
لم تكن أحلامي تقف عند حد ، فكنت أعتبر ألبحر ألأبيض ألمتوسط بحيره إيطاليه ،وحلمت بامبراطوريه تمتد من الحبشه إلى ىساحل غينيا ألغربي في غرب أفريقيا ،وكنت أدعو لزياده ألنسل لأمكن ألأيطاليين إستعمار واستوطان أراض أخرى في ألعالم , وغيرت ألسياسه أللينه ألتي كان يتخذها من قبلي في ليبيا ، وكانت أيطاليا قد أستعمرتها قبل مجيئي للحكم ، فنقضت ألإتفاقات ألتي كانت معقوده بيينا وبين ألليبين ، وأعطيت سلطه مطلقه لحاكمها ألأيطالي بعد أندلاع أعمال مقاومه بها ، أستطعت إنهائه سنه 1932 وقتلت من الليبين خلال ثلاث سنوات من القمع ، حوالي نصف مليون شخص وأعدمت زعيمهم عمر ألمختار في 16 سيتمبر 1931 وهوفي سن ألخامسه والسبعون سنه ، وصادرت ألأراضي ألليبيه من أصحابها ، وشجعت إستيطان ألعوائل ألأيطاليه في ذالك ألبلد ، واعتبرته جزءمن أيطاليا ومنحت سكانها ألجنسيه ألأيطاليه.
س- أرجو أن تحدثنا ألآن عما حدث لك ولبلادك في ألحرب ألعالميه ألثانيه.
ج- إنها ذكرى مؤلمه لي ، ولكني كما وعدتكم ، سأتطرق إلى ذكرما حدث.
س- نشكرك على ذالك ويتذكر كبار السن في ألدول ألعربيه تفاصيل تلك ألحرب ، وبالأخص ما كان يدور على جبهه شمال أفريقيا وعلى ألأراضي ألمصريه عندما أوشك ألمارشال رومل على دخول مدينه ألأسكندريه.
لنختصر إذا ما دار في ألحرب ألعالميه ألثانيه ونتحول إلى نهايتها ونهايتك معها أيضا، فقد نزلت جيوش ألحلفاء في جزيره صقليا ، ومنها إلى جنوب إيطاليا ألتي دارت بها حرب ضاريه ,وصار ألجيش ألألماني تدريجيا هو ألمحارب ألأساسي في جبهه ألقتال ، وأخيرا أستسلمت أيطاليا على يد ألمارشال بادوليو وبمشاركه صهرك ألكونت شيانو ، ألذي كان وزير خارجيتها ، والذي أعتقله ألألمان وأعدموه بعدأن طلب منك ألألمان توقيع وثيقه إعدامه ، وقد إعتقلك ألملك عمانوؤيل ألثالث ووضعك سجينا في قلعه على قمه جبل شاهق في شمال إيطاليه ، وأنقذك صديقك ألفوهرر هتلر بمعجزه ، حيث قام طيار ألماني بالنزول على تلك القمه ، ألتي لم يكن بها مدرج طيران ،وبواسطه طائرتين شراعيه حملت جنود كوماندوس ألمان ، تم تحريرك ثم نقلت إلى برلين و أستقبلك هتلر بكل حفاوه ، وظهرت في ألصور ألتي نشرت هزيلا بملابس وقبعه سوداء ، ثم طلب منك ألرجوع إلى شمال إيطاليا ، وأقمت بفيلاعلى جزيره صغيره في بحيره كومو شمال مدينه ميلانو مع زوجتك راشيل ، ألتي ذكرت في مذكراتها، أنك قضيت أياما حزينه وبائسه ، وكنت تعاني من مرض قرحه في ألمعده ، وقدلاحظت ألمك ويأسك عندما أجبرك ألألمان على توقيع أمر إعدام صهرك ألكونت شيانو كماذكرنا.
ج- نعم لقد جرى كل ذالك كماذكرت ، وأضيف إنني قررت وبنصح أصدقائي ألألمان ألهرب إلى سويسرا ، وفي يوم 26 نيسان1945 غادرت الجزيره متوجها إلى ألحدود ألسويسريه وأنا متنكرا بزي جندي ألماني جريح ،وقد لفوا رأسي بضماد حتى لا يتم ألتعرف على هويتي ، ووضعت ورفيقتي كلارا بياتشي ،وهي أيضا متنكره كجندي ألماني ، ومع جنود ألمان آخرين ، على متن شاحنه نقل عسكريه ألمانيه ، تصحبنا بعض ألسيارات ألأخرى ألعسكريه للحراسه والتمويه ،وتم إيقاف ألرتل في إحدى ألقرى ألقريبه من الحدود ألسويسريه والتي كانت قد سيطرت عليها قوات ألمقاومه وكانت تسمى ألبارتزان ، و كانت قد رصدت هروبنا مقدما واعتقلتني لليله واحده ووضعتني أناورفيقتي كلارا بياتشي في غرفه كان يقف بباها حارس طوال تلك ألليله ، وفي صباح أليوم ألتالي تمت محاكمتي من قبل ألثوار، وتم إعدامي ونقل جثتينا إلى مدينه ميلانو حيث علقنا من أرجلنا مع جثث أخرى في سقف محطه للبنزين في إحدى ساحات ميلانو ، وكان أفراد شعبي يعتدون على ألجثث ، يبصقون عليها ويشتمون والرمي بطلقات ناريه عليها ثم دفنت في قريتي وسرقت ألجثه ثم أعيدت إلى القبر.
س- نود أن نقص عليك ماذكره لنا ضيفنا ألدكتور طلعت أنه زار سنه 1948 مدينه ميلانو وصور ألكراج ألذي ذكرته ، وعند عودته إلى سويسرا ، صادف أن كان معه في ألقطار رجل كهل إيطالي وتبادلا ألحديث كما يحصل عادتا بين الركاب، فأخبره ألرجل أنه إيطالي وكان عضو في ألمقاومه ، وبين من إعتقلوك، وقد حضر محاكمتك ، وسمعك وانت تدافع عن نفسك وتطلب من أعضائها ألعفو عنك كما هي تعاليم ألسيد ألمسيح ، وعند إعدامك إقتربت منك حبيبتك كلارابياتشي ألتي تصغرك 28 سنه من العمر ، ولما طلب منها ألأبتعاد عنك ،لأنها لم يصدربحقها حكم ألإعدام , رفضت وأجابت أنها تريد أن تموت معك، فما صحه ذالك ألقول؟
ج- لا أستطيع أن أأكد ذالك لأنني كنت معصوب ألعينين وفي حاله نفسيه مضطربه ،وليس لي شيىء أضيفه وأستودعكم الله لأعود إلى صلواتي وأستغفر ربي.
س- مع السلامه لقد أتعبناك بسرد تلك ألذكريات.
ألمصادر : ويكيبيديا ألموسوعه الحره ، مذكرات زوجه موسوليني راشيل موسيليني، مقالات ومقابلات تلفزيونيه قديمه،إعتراف أحد رجال ألمقاومه ألأيطاليه.
1095 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع