قصيدة القيامة (لافيج) الكردية بالحرف السرياني وقصتها للمفريان المانعمي

  

                    

                          موفق نيسكو

   

 

تعتبر قصيدة القيامة أو أباطيل العالم (لافيج) باللغة  الكردية التي انشدها مفريان طور عبدين السرياني باسيليوس مار شمعون الثاني المانعمي (1710-1740م) من روائع أدب الآباء السريان في التاريخ، ناهيك عن مدلولها الإيماني والديني، فما هي القصيدة وما قصتها؟.

ملاحظة: المفريان لفظة سريانية معناها المُثمر، وهي رتبة أقل من البطريرك وأعلى من المطران، وسابقاً يُسمَّى جاثليق ومعناها العام.
ولد شمعون المانعمي في قرية بيث منعم الواقعة 15 كلم جنوب مذيات في منطقة طور عبدين سنة 1670م، ترهب وتروَّض في النسك والزهد في أديارها، وسنة 1695م زار دير مار متى،  رُسم مفرياناً في كنيسة القدّيس توما الرسول في قرية قطربل سنة 1710م، لكنه عاد إلى نسكه وخلوته في دير مار يعقوب، وسنة 1927م استئناف  رعاية مفريانته بهمة ومثابرة.
 في سنة 1740م كان في منطقته عبدال آغا الكردي وله غلام سرياني اسمه كلو يعمل خادم عنده، وهذا الغلام كان يحب ابنة أحد أقربائه المُحرَّمين في الزواج (ابنة عمه أو من عائلة قريبته في المعمودية)، وكان المفريان يرفض تزويج الغلام السرياني لأنه مخالف للقوانين الكنسية، فطلب الغلام من عبدال آغا الضغط على المفريان، فأرسل عبدال في طلب المفريان، وحضر المفريان فطلب منه عبدال تزويج الغلام، فرفض المفريان.
اغتاظ عبدال آغا واشتكى لدى أمير الجزيرة  في بوتان محمد بك البختي، قائلاً إن المفريان أهانه ولم يلبي طلبه، فاستدعى محمد بيك المفريان، فوصل إلى قصره (برجا بلك)، أراد محمد البختي إهانة وامتهان المفريان فطلب منه الرقص والغناء في مجلسه، فاعتذر المفريان عن الرقص، لكنه قال أنه سيغني بعد دقائق، فارتجل أروع ما جادت به قريحته وابتدأ ينشد باللغة الكردية قصيدته المشهورة (لافيج)، ذاكراً فيها يوم البعث والحساب وعذاب المنافقين، فتأثر الأمير جداً وأُدعمت عيناهُ، فأكرمهُ وأعاده إلى ديره معززاً مع هديا.
 لكن عبدال آغا عاد مرة أخرى بعد مدة قصيرة وطلب منه نفس الطلب، فرفض المفريان لأنه مخالف لقوانين الكنسية، فاعتقله وصفده بالسلاسل، وفي نيسان سنة 1740م، زاره المطران رزق الله الموصلي والشماس دنحا من قرية دير الصليب، فقال لهما: غداً سأُقتل في الساعة التاسعة فأنجيا بنفسيكما، فأجاباه، لسنا خيراً منك، ونحن معك في الحياة والموت، في اليوم الثاني، أوعز عبدال إلى رجاله فتلوه وطرحوا جثته من أعلى السطح للأسفل، ثم طلب عبدال آغا من المطران رزق الله نفس الطلب فرفض هو الآخر، فقَتله أيضاً، ويُقال إن وعبدال آغا ورجاله ندموا جداً، ودفن  باسيليوس شمعون المانعمي في كنيسة مار دودو في قرية باسبرين قرب مذيات، بينما دُفن المطران رزق الله في كنيسة مار ديميط في  قرية  أربو.
كان باسليوس عالماً كبيراً بالسريانية، وكتب شعراً ونثراً، وصنَّف كتب لاهوتية ودينية، علم اللاهوت، مركبة الإسرار، سلاح الدين وترس اليقين، تراجم وخطب وديون شعر ومدارش في التوبة بلحن قوم فولس، وقاموس وعظات وغيرها.
- قصيدة لافيج مؤلفة من 51 مقطع أو بيت مرتبة بالأرقام السريانية.
- القصيدة الأصلية مكتوبة باللغة الكردية ولكن بالحرف السرياني الغربي (كرشوني).
- القصيدة بالكردي مشهورة جداً في طور عبدين والقامشلي والعراق وتُغنى من قِبل كثيرين إلى اليوم ومسجَّلة.
- كان الراهب بولس بهنام +2011م من دير مار متى للسريان الأرثوذكس رحمه الله يجيدها وبصوت رخيم جداً، واسمعني مقاطع منها أكثر من مرة، وعلمتُ أنه قبل أن يتوفى الراهب زار الدير أحد القادة العسكريين الكرد بصحبة مرافقيه، فأنشدها المرحوم أمامه، فأُدمعت عينا القائد.
- القصيدة الأصلية مكتوبة وبنسخ كثيرة منتشرة في كنائس وأديرة طور عبدين ولدى بعض الكهنة والشمامسة، وأخبرني الكاهن ملكي القس داود من مذيات أن ابن عمه يحتفظ بنسخة لعلها الأقدم وتعود إلى حوالي 70 سنة بعد استشهاد المفريان، واعداً إياي بتزويدي بصورة منها مستقبلاً.
 - سنة 1939م قام دير مار ما كبرئيل للسريان الأرثوذكس في طور عبدين، بنشرها في المجلة البطريركية للسريان الأرثوذكس في عدد 6 شباط 1939م.
-  سنة 1941م / حزيران نقلها عن المجلة البطريركية لسنة 1939م  الكاتب هركول عزيزان ونشرها بالحرف الكردي اللاتيني الذي يكتب به كرد تركيا لغتهم الكردية ونشرها في مجلة هاوار الكردية في سوريا.
- سنة 1965م ترجمها للعربية صمؤئيل عبد الأحد في عمان ونشرها في المجلة البطريركية عدد شباط سنة.
- سنة 1971 ترجمها للسريانية وكتبها بالسريانية كاهن كنيسة القحطانية سليمان يوسف حنو.
- سنة 1995م ترجمها للانكليزية الباحث الهولندي المهتم بالتاريخ والتراث الكردي philip G.keryenbroek ونشرها في مجلة journal of kurdish studies ص29-53.
- نُشرت القصيدة في عدد من المجلات والنشرات الكنسية، وبعناوين مختلفة مثل  الراهب عيسى جيجك الذي نشرها في كتاب تنهدات من طور عبدين بالسريانية، وكتاب (ܟܦܐ ܕܗܒܒܐ ܡܢ ܣܝܡܐ ܕܐܒܗܬܐ ܕܥܕܬܐ ܩܕܝܫܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐ، باقة ورد من تأليف آباء الكنيسة السريانية المقدسة)، في 12 آذار 1977م في عندما كان راهباً في ديترويت- أمريكا.
- تُرجمت معاني القصيدة إلى السريانية والعربية والانكليزية، وقد حاولتُ أن يكتبها لي أحد المثقفين  باللغة الكردية ولكن بالحرف العربي وليس اللاتيني، لكي انشرها في كتاب يتمكن الكرد الذين يكتبون الكردية بالحرف العربي كما في العراق وإيران من قرأتها ايضاً، ولكي يستطيع من يجيد العربية قرأتها ولو بشكل عام لأن الحرف الكردي هو عربي ووعدني كثيرون، لكنب لم أحصل على نتيجة،  لأن الأمر يتطلب لمن يريد كتابتها بالحرف الكردي أن يجيد قراءة الحرف السرياني الغربي واللغتين السريانية والكردية نطقاً وكتابةً بصورة جيدة جداً، ، وأحب أن أشير إلى أنه ممكن كتابتها أيضاً عبر شخصين، الأول يجيد السريانية والحرف الغربي مع لا باس من اللغة الكردية، لكي يتمكن من لفظ الكلمة بصورة مقبولة ومفهومة للشخص الثاني الذي يتطلب أن يجيد الكردية لفظاً وكتابةً بصورة جيدة جداً ليكتبها.
والمهم على من يرى فيه نفسه القدرة أن يقدم هذه الخدمة مشكوراً خدمةً للثقافة العامة والأدب السرياني والكردي أن يتصل بي عبر البريد الالكتروني أو عن طريق الموقع أو أية طريقة.
 وقد حاولت كتابة المقطعيين أي البيتين الأول والثاني من القصيدة بالحرف العربي في الرقم 2 أدناه وفي الصورة المرفقة، ليكون للقارئ الكريم فكرة لمن يريد كتابتها بالحرف الكردي.
أنشر المقطعين الأول والثاني من القصيدة
1: باللغة الكردية بالحرف السرياني الغربي
2: باللغة الكردية بالحرف العربي (المفروض هنا أن تكون بالحرف الكردي بدل العربي).
3: باللغة الكردية بالحرف الكردي اللاتيني
4: ترجمة معني القصيدة باللغة العربية ( إضافة للمقطعيين 2،1، ولأهمية المقاطع الأخيرة انقل ترجمة المقاطع 47-51 أيضاً).
5: ترجمة معاني القصيدة باللغة السريانية
6: ترجمة معاني القصيدة بالإنكليزية
7: نرفق القصيدة لمن يتكرم مشكوراً بكتابتها بالحرف الكردي.
وشكراً
موفق نيسكو

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1914 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع