د.عبدالستار الراوي
الدكتور خالد حبيب الراوي واحزانه الفلسفية (*)
ظل أول الأصدقاء مذ ولدنا تحت ظلال قمر الكرخ ، حتى آخرة الموت .إنقضت السنون ، وتعاقبت العقود ونحن معاً في الأزمنة والأمكنة ، مشينا المشوار نفسه عقلاً بعقل، وقلباً بقلب ، ضمتنا فى طفولة الكرخ واحة الصداقة ، وصلة الرحم وعلاقة القربى .
لعبنا في طرقات الفحامة ، وارتقينا هضبة ( بارودة ) حفاة بالدشاديش ، وحملنا الشمع والآس الى ( حبيب العجمي ) ، ونزلنا النهر، نعوم في المياه الضحلة ، خشية أن تطوينا ( السويرة ) ، أو تتخطفنا (السلعوة ) .
عبر خالد جسر الشهداء صبياً، فأقام في الأعظمية ، مجاورا (عنترة العبسي) ..
وعدنا مرة أخرى . قرأنا جاك لندن " تحت سماء الجليد " واجتزنا (الإعدادية) في المدرسة نفسها ، والتحقنا بجامعة بغداد ، فى الأول من تشرين الثاني 1967، وإخترنا الدراسة العليا في مصر في عصر جمال عبد الناصر، وعلى متن طائرة (الترايدنت العراقية) غادرنا بغداد، حلقنا بحلمنا الى القاهرة ، وضمتنا مصر الجديدة بالشقة عينها ( 34 شارع بغداد ) جوار كنيسة البارون .. كانت أفكارنا ، وأمانينا تنمو متدرجة على خط الصبا والشباب لتتحد وتلتقي عند الحلم العربي ، تشييد مدينة العقل والوحدة والحرية والمستقبل برفقة حشد كثيف من الابطال والفلاسفة والاصدقاء الخال فانيا والاخوة كرامازوف وزوربا البوناني وعبود حمادي وهبوبي وادموند إبليا، وهيدغر وسارتر وماركوز
أضفينا على فصل الصيف وموسم القيظ في بغداد مفهوما جديداً فإبتدعنا مسامرة (القيلولة) في الفلسفة والادب ، حواراً ، ثرثرة ، سجالاً ، نختلف في بعض التفاصيل، والهوامش، لكننا إحتفظنا بخط العقل والبرهان علمنا الخال عبود بعقله الماركسي المدرب آداب الحوار وتوقير الرأي الآخر، وشرعنا نقرأ ماركس ولينين ومكسيم رودنسون وفهد ، وبالحماسة نفسها أقدمنا على أدبيات جورج حبش ، ونايف حواتمة ، وميشيل عفلق ، والشيخ حسن البنا وسيد قطب وخالد محمد خالد .. وعلي الطنطاوي ..
وفي ميقات معلوم نحتسي (شاي العصرية) الذى تحسن إعداده ببراعة خالتي الراحلة بدرية (أم خالد) وعند حلول الليل نلتئم خالد ، ( ادمون ) ، ( حازم المدلل) و ( فالح قرة علي ) وأنا ، حول مائدة واحدة في مقهى العروبة بشارع عشرين في الاعظمية ، ملاذنا المسائي الاثير وعلى أرائكها المتناظرة يتواصل حوار الظهيرة وتستمر المناقشات ، هائجة مائجة حول الإلتزام ، الأدب ، الثورة ، الوحدة ، المرأة، الحب .. " ونعبر الليل إلى ساعات الصباح الأولى نختتم المسامرات المسائية . بلفات الجبنة و(شربت) الزبيب في مرفأ (حجي زبالة) في شارع الرشيد
خلال السنوات الثماني الأخيرة (90 – 1998) من حياة أبي زيد الراوي ، إتفقنا على تجديد اللقاءات الثقافية في صباحات (الجمعة ) ، صارت بعد فترة وجيزة طقساً إسبوعياً ثابتاً ، يجيء خالد برفقة ولده النابه المرح المحبوب أحمد فيتدفق بيننا مرح عجيب ، وطرائف بهيجة ، وظرف ندي ، وتتشعب الأحاديث عن الفن والأدب ، وعن جديد الكتب ومعارض الفن التشكيلي ، ونقف على أخبار الزملاء والأصدقاء ، وقد يعرض علي فكرة كتاب أو مشروع بحث ، أو اسمعه نصاً جديداً فى الشعر أو في الفلسفة .
عندما قرأت ( الجسد والأبواب ) مجموعته القصصية الأولى ، إستذكرت كتاباته الإبداعية الأخرى، طوال عقد الستينيات تحت عنوان: (خواطر)، وكانت كافية لتفصح بالتمام عن موهبته في فن السرد، وجمالية الاسلوب ، كاشفا فيها أسرار الضفة الأخرى من عالم خالد حبيب المفعم بالأحزان العظيمة ، تلك الأحزان التي تختبيء وراء ( الأبواب الموصدة ) .. ولم تكن أحزانه إلا من طراز راق لا تحظى بمثله إلا النفوس الكبيرة .
وأكاد الآن أسمع هتافه ونشيجه في رحلة ( القطار الليلي) تلك اللحظات القاسية التي إنسحق فيها قلبه تحت وطأتها الموجعة وهو يودع أحلامه الجميلة ، على رصيف المحطة الأخيرة، ليكتشف في النهاية ، أنه نزل في ( المحطة الخطأ ) وسيمكث ويقيم على قارعة ( الزمن الضليل)
في خواطره المكثفة ، كان خالد يتلفت صوب جهات النفس ليلقي بنداءاته الحميمية ، يهيب بالصحبة ومناشدة الأصدقاء أن لا يدعوه وحيدا في غابة الوجود الموحشة ..
فالغربة تنهش أكبادنا ، وتنتزع جماليات الوجود .
لكن أحداً من الرفقة تحت سماء بغداد ، المبثوثين على آرائك ( مقهى العروبة ) وفي طرقات الليل ، والأمكنة القصية وضجيج الأجساد ، لا أحد من هؤلاء أصغى أو سمع النداء الجريح " بعيدون عني ، لا يحسون بقدسية الخيال والتأمل . .
الحب في نصوص خالد ، لوحة متوهجة بدهشة العطش والأرتواء ، بالصخب المجنون . وهمسات الحرير ، إنها من ماء ونار. من بكاء البحر ورماد الأفئدة .
الحب كما الحلم ، دروشة وسحر ومواجد ، مطر وندى ، جفاء وتواصل ، وشقاء وغبطة .
إنها شجاعة السفر الأخير ، بطولة جلجامش الباذخة من التاج الى القدم الحافية . يقتحم خالد جهات الدنيا الأربع باحثاً عن ( أصابع العروس) . دون إكتراث لإيلام الرحلة ،. إنه ( النص الحلم الواقع ) ، ثلاثية الحب ، المرأة الأنثى . باب الجنة . وقارعة الموت .
.. لو كان قلبي زهرة لزرعته على باب بيتك " .
الحياة والموت .
الفرح . والأسى .
الأمل . الخيبة .
الوجود . العدم .
يقتجم خالد عبر ثنائياته الفلسفية ، المعضلة الوجودية، عندما تتحول حياة الإنسان بكل ضروبها وطقوسها ، وتجاربها الى محض ومضة عابرة ، فالعمر كما يقول : " ليس إلا قشعريرة من حناء ورعشة من فرح ، سرعان ما تخبو وتذبل كأوراق الخريف " ؟!
وتجيء تراجيديا ( الموت) ، (حرفاً إثر حرف ، وجرحاً تلو جرح ، ومن غربة موحشة إلى محطة السراب ، وهو يعاند الردى مصرا على نشر أشرعة الرحلة الأبدية ، يمزق تيار المحال ، متسلقاً وردة المحال ليموت بين وريقاتها .
هذا الإختيار الدرامي الذى يبدو بطولياً ملحمياً في الانتصار على الموت ، ينشد له خالد مرحباً به ،
وبملاقاته ، سعيد بمقدمه :
أيها الفارس المندحر
أهلاً بالرحلة إلى أمام،
أهلاً بالمجهول في الرحلة الختامية ،
إلق إليك نظرة خاطفة .. سيتلقفها ،
ويموت سعيداً : .
وفي خاطرة ( جدار الساعة الثالثة ) ، يعلن الفتى بأعلى صوته الإحتجاج على العاصمة التي ضاع في زحامها الأصدقاء ، يقف أمامها وجهاً لوجه متحدياً ويطالبها بالمنازلة .
(قفي يا بغداد ولنتصارع حتى الموت ) ؟!
هكذا تتشكل الخطوط الفلسفية لدى خالد حيال معضلة الوجود والعدم ، نتذكر هنا قول فولتير Voltaire: "الجنس البشري هو الجنس الوحيد الذي يعرف أنه سيموت، وهو يعرف ذلك من خلال التجربة ". وهناك من يقول أن الموت يسبق التجربة من خلال حدس أمر قبلي Apriori كما يعتقد ماكس شلّر.
السؤال عن الموت لا يغادرنا، بالرغم من التجافي معه: لكن هل في الحقيقة أن الموت هو نهاية كل شيء؟ أم أن الموت في هذه الحياة ما هو إلاّ نهاية نوع حياة ومن ثم بداية لنوع حياة جديد.
فالموت ليس بوصفه نهاية مؤكدة للكائنات أو حادثة عبثية فى الوجود ، بل هو مغامرة مجنون وتجربة شجاع ، هو الاستمرار الطبيعي في الحياة ... فكيف يمكن أن نكون شجعاناً دون أن نموت أو نجن ؟!
وكيف نستمر في الحياة دون أن نكون جبناء ؟! . هذه هى اللحظة الخالقة أو الخاتمة الشجاعة
إن هاجس النهاية المفاجئة ، أو الختام الوشيك، واحدة من بديهات الوعي الإنساني، لكن الفرق يكمن أن (الراوي) كما ( هيدغر) جعل من لحظة الموت لحمة الحياة وسداها . هكذا فعل خالد حبيب الراوي بإرادته الحرة عندما خاض تجربة النضال الميداني يوم قرر النزول فدائيا وسط ميدان النار وباختياره المحض،أراد أن يكون جزءا من حرائق المقاومة في زمن الثورة الفلسطينية .
فالكائن الموجود منذ أن يعي نفسه يصبح مرشحاً للموت ، وتبدأ حياته تنمو في ظل ( حداد مقيم ) ، هذا ما يجعل المرء في أية لحظة قائمة أو آتية كائنا معداً للغياب الأبدي ، غائصاً في لجة الإنتظار، يبحث عن معنى مفارق للحياة ، معنى يصب في فجوة العدم المرعبة والموحشة.
.. إن الموت إمكانية المستحيل هذه التي تشكل أفق الحياة ، بدل أن ينتشل حرية الإنسان أو يحول دون إختياراتها ، أو يرغمها على انتهاج لا مبالاة مطلقة بشأن الفترة التي تسبق الساعة الحاسمة ، كل هذا يعنى لدى خالد الراوي : ( الحرية ، الخلاص ، الشجاعة )
وإذا كان الفرح نقيض الحزن فهو أيضاً يعادله ويساويه ، لكن الحياة بالضد من ذلك، لأنها لا يمكن ان تتعادل بالموت !
فالموت نهاية ( فاشية ) لجسدنا الذى يمتثل للأرض وبالأرض ، يعمر بصخبها ورعبها وعنفها وجمالها أيضاً ..
.. في خاطرة أخرى تحت عنوان " نصائح ميت " . يقول خالد :
.. إن مسيرتنا مع حضارة العالم لا تكون بوضع قبعات فاخرة فوق رؤوس فخورة ، إنا تتم بوضع العلم في السواعد المصممة والمسؤولة . إن الميت لا يستطيع أن يصف للحي كيف يحيا .. ؟!
لذلك يقرر في " خاطرة رياضيات وهمية !! ..
.. إن الموت لا يخلق التاريخ ، التاريخ هو المستقبل .
من هنا ينتقل العقل الفلسفي من بطولة الموت الاغريقية ، إلى بسالة التاريخ ، الذى يعنى : حركة ، صيرورة ، إبداع تغيير القائم من (الكائن) الى ( اليكون) ، الأفضل ، الأرقى الذى يجد قيمته في القيم الإنسانية ، فى الإرادة المبدعة وإزدهار الوطن ، ويقظة الحرية . ولا تنهض هذه الإرادة أو تحقق مرادها ، إلا بالجهد الابتكاري ، ، والعلم الخلاق والعقل النقدي ، وليس عن طريق التقليد أو المحاكاة .
إنها دعوة للتخلي عن ( التشبه ) الساذج ، والنقل الميكانيكي ، الذى لا يشبع من جوع ولا يأمن من خوف، لأنه ليس إلا خطوة إلى الوراء. وبدلاً ، من الأنقياد الأعمى فليس ثمة من خيار إلا الاعتماد على النفس للوصول الى الاكتفاء الذاتي ، وإلتقاط الفرصة الخلاقة وخلق شروط التقدم وقوانين المستقبل .
يغوص خالد في مديات الروح المتقلبة ، لكنه لم يجد في رحلته تلك ، إلا ميتافيزياء الحقائق الأولى ، التي ننعدم فيها الرؤية أمام الاحزان العظيمة في أرض السواد .
إننا في العراق نشتري الحزن ، نفوسنا قاتمة ، نبحث عما يثيرها ويهزها ، ويجعل الدموع تتدحرج من العيون ..
ومن ( العام ) إلى ( الخاص) ، تقترب التجربة من التوحد والمطابقة . عندما ينتزع الموت أخاه عبدالله وصديقنا الخال عبود كل منهما آثر أن يضع حدا لشقائه الإنساني .
فلنسمع آهات خالد وبكائياته .
الدنيا لحن عذاب يقرع في صدري ،
ويدور الناعور يعزف من قلبي ،
وعلى أطراف السهول الحزينة ،
تتجمد الخيول والمسافرون .
ثقيلة هي الأحزان .
**
في ذلك الصباح أنطفأ الكون كله أصبح كما الظلمة العمياء، في ذلك الصباح اختطف الموت الوحشي زهرته الوحيدة (سماء) 1994 ، لم يعد من شيء ينشغل به الأب الجريح عقب الرزء الأعظم إلا المراثي المدلهمة ، وبكائيات الفرار . فقد بدأ العالم يطوق روح خالد ، المحاصر بالردى .. ولكن ألى أين ؟!
يقول :
.ـ ـ أخذت الحمامة قلبي وطارت إلى الله ،
يا حمامتى الجميلة ،
أيتها الحمامة الذهبية ،
وطارت الحمامة بعيداً ......
ترى هل يوسع رجل إنتزع قلبه أن يقف إلا مثل قصبة ؟!
وهل يستطيع أن يواجه عاصفات الريح والوحوش الكاسرة ؟!
هل يستطيع ذلك رجل أخذت حمامته قلبه وطارت به إلى الله ؟!
يتناثر خالد كحبيبات الدمع ، ويصيح متوجعا ؛ آه من قسوة الحب !
ترى هل يمكن للرجل أن يعزى نفسه ؟!
وكيف له أن يعزي نفسه ؟!
لم يعد بوسع خالد وهو يكتب مرثية حمامته الوديعة إلا الفرار بعد أن قضمت قلبه الفجيعة ، فانبثقت في عقلة الاسئلة تقرع وجدانه ، وتفجر كيانه ، وتملاً نفسه بعذاب مستطير .
حاول الخروج من شقائه الإنساني، بالطواف في طرقات الليل ، والانغمار في العمل، والانشغال بالكتابة . فيما اكتشف بأن الوجود كله أصبح قاعاً صفصفاً ، إنه يتوق لشيء آخر !
عاد خالد حبيب الراوي إلى دائرة أبطاله القدامى وكائناته الوجودية ، .. شاء قلمه المبدع أن يكون كل واحد منهم ، هو لا غيره ، هو ذا ظله قائما في ( الجسد) الهاوي ، يطرق كل (الأبواب).. عالقاً في ( القطار الليلي ) ، أو ينتظر الرحمة أن تأتيه من( العيون) !!
أبطال مغتربون ، يتهاوون في لجة العبث واللاجدوى هاهم يتساقطون واحداً واحداً وهم ينشدون للضياع والجنون والاسى .
خالد الوديع ، المرح ، كان أنيساً رائعاً ، وظل إلى الابد صديقاً وفياً . عندما ودعته في آخرة أيام عام 1998 ، بدا شاحباً وحزيناً .
**
في الليل في زمن الليل ، وإيلامات الليل ،
تنثال أسئلة الصمت الحائرة الكبرى .
أين مضى العاشق خالد ؟ الشاعر القائل :
خُذْ وجه الأرض في أسفارك وأرم الخط في وطن البؤس وتحرر ..
إغرس نارك في قلبي ،
واقطع عنى كل الأبعاد .
يا عابر أقصى الأرص المهجورة .
خذ زهرة قلبي وإزرعها تحت جليد .. .
أين مضى الراوي المتفلسف ؟!
الباحث عن قانون الغد ؟!
أين مضى؟!
هل ما زال يغنى تحت الشباك الكرخي ؟!
ينثر في طرقات المنفى أزهار الغربة ؟!
في أيّ الانحاء صديق العمر مضى ؟!
في الليل .. آخرة الليل،
تنثال الأسئلة الحائرة الكبرى ،
وجراح فاغرة في أعماق الروح تنبض بالذكرى ،
أين ، ولماذا آثر هذا الكرخى أن يمضى في هذا الليل ؟!
ليس لنا إلا هذا الصخب الأبدي ـ
.ـــــــــــ
(*) الدكتور خالد حبيب على الراوى (1944-1999) ، قاص واستاذ الأعلام في جامعة بغداد-كلية الآداب. ولد في الأعظمية ببغداد من عائلة اشتهرت بالعلم فوالده الأستاذ حبيب علي الراوي كان تربويا واستاذا للغة العربية في كلية البنات وكلية الآداب. نشر خالد أول مقال له عام 1962 وهو مازال في عمر الثامنة عشر في جريدة الأخبار خاصة انه اعتاد إرسال الخواطر والتعليقات إلى الجرائد. أكمل دراسته في إعدادية الأعظمية للبنين عام 1963 ودخل كلية الحقوق، جامعة بغداد وتخرج منها عام 1967. وفي عام 1964، بدأ خالد الراوي عمله الصحفي المنتظم، حيث كتب عموداً يومياً في صحيفة صوت العرب باعتباره المحرر الثقافي لأن موقع الجريدة كان الأقرب إلى المقهى. وبعد توقف صدور الجريدة، انتقل إلى جريدة الثورة العربية ليعمل محرراً فيها، لكن سرعان ما عاد إلى جريدة صوت العرب بعد معاودة إصدارها. وكان العديد من الكتاب والقصاصين والشعراء ينشرون أعمالهم في هذه الجريدة علاوة على الصفحات الأدبية لجريدة المنار والأنباء الجديدة والفجر الجديد ومجلة الطيران وأبناء النور ومجلة (العاملون في النفط)...الخ. واصبح خالد بعد نشره العديد من القصص الرائد في مجال القصة القصيرة جدا في العراق.
سافر إلى مصر ودرس الدبلوم العالي في التشريع الضريبي في كلية الحقوق، جامعة القاهرة عام 1967 وعمل حينها مراسلا لعدة جرائد ومجلات عراقية. رجع عام 1969 إلى العراق وتعين محررا في مجلة الشباب وسكرتير تحرير مجلة العلم والحياة التابعتين لوزارة رعاية الشباب.
انضم بعدها إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وعهد اليه مسؤولية الأبواب الأدبية لمجلة الهدف عام 1969 ـ
سافر إلى العديد من البلدان العربية بإسماء مستعارة لهذا الغرض من بينها الأردن ولبنان وسوريا. ثم تعين مديرا لقسم الإعلام والوثائق والترجمة والنشر في وزراة التعليم العالي والبحث العلمي عام 1971.
سافر بعدها إلى بريطانيا من أجل دراسة الدكتوراه في الإعلام عام 1978 من جامعة كييل وكتب أطروحته عن )التلفزيون والتنمية في العراق) وعمل حينها مراسلا ثقافيا لجريدة الجمهورية في بريطانيا. بعدما أنهى دراسته للدكتوراه عام 1983، رجع إلى العراق وتعين استاذا في قسم الإعلام- جامعة بغداد وترأس القسم أول مرة ما بين عام 1987-1989 وترأس تحرير جريدة الأعلام عدة مرات. حصل بعدها على لقب الأستاذية (بروفسور) عام 1993 ليصبح أول عراقي يحمل هذه الدرجة العلمية في وسائل الاتصال بعد أكثر من ربع قرن من تأسيس قسم الإعلام منذ عام 1964. ثم رشح لنيل لقب عالم عام 1993 المشمول ضمن قانون رعاية العلماء في العراق التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
توفي خالد الراوي في بغداد على اثر نوبة صحية ـ
مؤلفاته
الجسد والأبواب، قصص. النجف: مطبعة الغرى الحديثة، 1969.
القناع، قصص. بغداد: مطبعة الشعب، 1970.
منطلقات في الصحافة العراقية (1972.
اساليب الدعاية الأمبريالية (1973)
القطار الليلي، قصص. بيروت: مطبعة الحرية، 1974.
من تأريخ الصحافة العراقية. بغداد: دار الحرية للطباعة. سلسلة دراسات (158)، 1977.
العيون، قصص. بغداد: دار الحرية للطباعة، سلسلة القصة والمسرحية (64). 1977.
الشائعات حرب خفية. بغداد: وزارة الثقافة والأعلام، دار الشؤون الثقافية العامة، 1986.
تأريخ الإذاعة والتلفزيون. بغداد: دار الحكمة للدراسة والنشر، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، 1991.
الصحافة العربية في بلدان المهجر (مشاركة). الجزء الثالث – الموسوعة الصحفية العربية، 1991.
موسوعة أعلام العرب (مشاركة). الجزء الأول، بغداد: بيت الحكمة، 2000.
خالد حبيب الراوي: الأعمال الأدبية الكاملة. بغداد: مطبعة ايكال، 2006.
تأريخ الصحافة والإعلام في العراق: البدايات لغاية عام 1991 (غير منشور(.
اساليب الدعاية الأجنبية في الوطن العربي مع التركيز على العراق (غير منشور).
شخصيات وقضايا اعلامية عراقية (غير منشور(.
وله أكثر من خمسين بحثا منشورا في دوريات ومجلات متخصصة متعلقة بالإعلام وتأريخ العراق الحديث.
ــــــ عمل خالد الراوي صحفياً وناقداً فنياً وأدبياً وقاصاً وكاتباً مسرحياً ومحامياً وخبيراً إعلامياً وباحثاً ومؤرخاً وأكاديمياً ومراسلاً لعدة جرائد ومجلات. عاصر المؤلف جيل الستينات بالأخص، وهو يصنف عند نقاد القصة ضمن هذا الجيل بالرغم من معاصرته جيل السبعينات بكل ما فيه من تطورات واختلافات عن الجيل الذي سبقه. وأشترك في العشرات من المؤتمرات العلمية المتخصصة في داخل العراق وواحدة في جامعة العين في دولة الأمارات العربية المتحدة عام 1984. وأشرف ايضا على عشرات طلاب الماجستير والدكتوراه وناقش الكثير من الرسائل الجامعية في مجال الإعلام والتأريخ والفنون. وكان عضوا في الأتحاد العام للكتاب والأدباء في العراق ونقابة المعلمين ونقابة الصحفيين العراقيين ونقابة المحامين العراقيين.
راجع الدكتور أحمد خالد الراوي
موسوعة الويكيبيديا العالمية ـ
عبدالستار الراوي ـ قطر الندى (أيام الفلسفة في الوزيرية) القاهرة 2015
وقمر الكرخ ـ الجزء الثاتي (رحلة الطيور) ـ
621 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع