أ.فؤاد يوسف قزانجي
ترنو عيون الملايين من البشر من اليهود والمسيحيين والمسلمين نحو مدينة بيت المقدس او القدس او اورشليم موطن هيكل سليمان،ومؤل عيسى المسيح ،حيث ولد في بلدة مجاورة لها تسمى بيت لحم، كما تعد ثاني القبلتين عند المسلمين.
تعد هذه المدينة المحج الاول بالنسبة لليهود والمسيحيين، وينتظركثيرا من المسيحيين الشرقيين حلول السلام الذي يتيح لهم الحج الى تلك الاماكن المقدسة بحرية ،والتي عاش في ربوعها يسوع المسيح، حوالي خمسة سنوات، وهي سنوات دعوته المقدسة بعد ان بلغ الثلاثين وذلك قبل حوالي 2016 سنة.
تعد بيت المقدس من اقدم مدن العالم التي مازالت مسكونة الى جانب اربائيلو او حذياب التي سميت بعد ذلك اربيل .
كانت القدس مبنية على اربعة جبا ل هي صهيون ومريا واكرا وبرثيا، وفي شرق المدينة مرتفع يسمى جبل الزيتون الذي صعد منه المسيح الى السماء،بعد صلبه و موته على الصليب.
ان اسم المدينة الحقيقي هو اورسالم كما تبين ذلك من النصوص الاكدية لان اللغة الاكدية كانت سائدة انذاك . ان اسمها اكدي او ارامي ، ومن المرجح انها وجدت في اواخر الالف الثالث قبل الميلاد ولعل اسمها ( ساليم ) الذي يعني السلام . وكان ملكها اثناء مجيئ العبرانيين من مصر يسمى (ملكي صادق) وهو ملك صالح ورد اسمه في التوراة، اعطاه ابو الانبياء ابراهام عشرا من كل شيىء ، وبارك ملكي صادق ابراهيم (تك14) . ويبدوا ان اول من سكنها هم الاراميون والراجح ان ملكي صادق آرامي بدليل ان اسمه ارامي، وكان من المؤمنين بالله بدليل استقباله لابي الانبياء : ابراهيم .
حل في اورساليم اليبوسيون وذلك في الالف الثاني قيل الميلاد، وهم من الاقوام الكنعانية فاطلقوا على المدينة يبوس . وظهرت في التنقيبات الاثرية في بيت المقدس بقايا مدينة اورسالم التي تعود الى القرن الحادي عشر قبل الميلاد. ثم تلى ذلك زحف القبائل العبرية المهاجرة من مصر ومن ثمة صحراء سيناء ،وليس لدينا دليل تاريخي على زمن مجيئهم. وكانوا قد وصلوا الى مملكة اور-سالم . فسكنوا في اطرافها لكنهم لم يستطيعوا الاستيلاء عليها الا في عام 960 ق.م. وذلك في زمن النبي داود ملك اليهود.
ورد في التوراة وفي سفر قضاة 1/8عنها مايلي: “وحارب بنو يهوذا اورسالم وضربوها بحد السيف، واشعلوا المدينة بالنار”. وسميت حينذاك باورشليم وهو نفس التعبير والمعنى السامي للكلمة، لكن بالنسبة للعبرية فان معناها السلام المضاعف. وكان اليهود يسمونها ايضا مدينة الصلاح واحيانا مدينة الايمان ، كما سميت ارئيل. الا ان اليهود المحدثين يكتبوتها الان بشكل مختلف وهو يوروشالاليم كي يخفوا اصولها الكنعانية المعروفة لدى المؤرخين .
تقع القدس او بيت المقدس او اورشليم على هضبة عوفل وترتفع ارضها 2400 قدم فوق سطح البحر، ويطل عليها جبل الزيتون، وتبعد اكثر من 50 كم عن البحر الابيض المتوسط و25 كم عن البحر الميت. صارت في العصور القديمة مركزا للقوافل التجارية القادمة من دمشق او بصطرى شمالا وبطرى (بترا) غربا ورفحو وثيبة جنوبا. وكانت البلاد تدعى ارض كنعان، كما ورد في رسائل تل العمارنة، المكتوبة على الرقم الطينية وباللغة الاكدية، اللغة الدبلوماسية لبلدان الهلال الخصيب حتى القرن السابع ق.م .
كان ملك اور- سالم في القرن الحادي عشر ق.م.قد ارسل سبعة رسائل الى حلفائه المصريين ، قائلا : “ الى فرعون مصر مولاي ،هكذا يقول خادمك (عبدي هبة؟) انظر الى مافعله ملكو-ايلو وكذلك شو-ارداتا بارض الملك . ارجو ان تصغي الى خادمك (عبدي هبة) وترسل قوات لتعيد الاراضي لنا، والا اصبحت تحت رحمة العابيرو. ”
.وبحسب ماذكره النبي يوشع ان الكنعانيين كانوا يدافعون عن جبعون بقيادة ملك مدينة الصلاح (اورسالم) وهو ادوني صادق علما ان اخبار بيت المقدس مضطربة في التوراة. وظلت يبوس عصية على اليهود حتى استحوذ عليها الملك داود . وقام النبي سليمان بن داود بالثورة مع اخرين ضد ابيه، واستطاعوا الاستيلاء على اورشاليم .
كانت اورشليم عرضة لاحتلالات عديدة منها تلك التي قام بها ملك مصر شيشناك الذي استولى عليها وعلى كنوزها وذلك في عام 971 ق.م. كما استولى عليها الفلستينيون اللذين جاؤا عبر البحر المتوسط في الاعوام 913-907 ق م ، ومنذ ذلك الحين بدأ تسمى فلسطين .
تعرضت اورشليم الى التدمير عدة مرات في عهد يهورام ،كما نهبها من بعده يهواش احد زعماء اليهود. وفي عام 734ق م استولى سنحاريب على اورشليم وحاول ملك مصر انقاذها ولكن بدون جدوى . كما لم تذكر المصادر التاريخية ولا البايبلية (الكتابية) عما حل باورشليم اثناء استيلاء الملك اسرحدون على سوريا وفلسطين ومصر في عام679 ق م ،وكذلك الحال في عهد الملك اشوربانيبال الذي احتل ايضا الهلال الخصيب في عام 670 ق م واستولى على مصر لمدة 15 سنة.
في عام 610 ، وبعد سقوط الامبراطورية الاشورية التي كانت تصول وتجول في بلاد الهلال الخصيب لقرن من الزمن على الاقل، زحف فرعون مصر نخو نحو اراضي فلسطين وسوريا، فلاقاه جيش المملكة البابلية- الكلدية الفتية وهزمه في موقعة كركميش. قام الملك البابلي نبوخذنصر ايضا باحتلال اورشليم مرتين بسبب تايدها الى فراعنة مصر واخذ من اهلها اسرى قدر عددهم بنحو 40000 اسير وذلك في عام 586 ق م وهو ما سمي بالسبي البابلي.
اعاد النبي نحميا بناء هيكل سليمان بعد فترة من سقوط بابل على يد الفرس الذين احتلوا تدريجيا بلدان الهلال الخصيب حتى عام 332 ق م. ومن الجديربالذكر ان سقوط اورسالم مسجل في الوثائق الرافدينية وعلى النحو التالي:
1-حولية الملك سنحاريب (704- 681 ق م ) التي عثرعليها في قصره بنينوى حيث يتحدث في بدايتها عن نفسه قائلا:
سنحاريب الملك العظيم،الملك الشجاع، ملك اشور.
ملك الكون ، ملك الجهات الاربعة، الراعي الكفوء.
محبوب الالهة، ناصر الحق، محب العدالة، ومؤسس التعاون.
المتفقد لرفاهية المقعدين الذين ارجع اليهم السعادة.
الاله اشورالطود الشامخ، الذي اعطاني ملوكية لامثيل لها.
ساكن العرش في العلى (الذي) جعل سلاحي رهيبا.
من البحر الاسفل (الخليج) مشرق الشمس حتى البحر الاعلى (المتوسط) مغرب الشمس.
وهو الذي جعل جميع ذوي الرؤوس السود ينحنوا لي، وتخشى الملوك الاقوياء قتالي. فتركوا قصورهم مثل السودينو (الخفاش) عصفور الكهوف وفروا بانفسهم الى مكان قصي.
ثم تبدا اخبار حملته على فلسطين حيث بدأ بالاستيلاء على مدينة عكرون (عكا) ثم اتجه نحو اورسالمو قائلا :
وبالنسبة الى حزقيا اليهودي الذي لم يخضع لسيطرتي (في الحملة السابقة) ومعه 46 مدينة من مدنه القوية المحصنة ، وكذلك القرى الصغيرة المجاورة لها والتي لا حصرلها،فقد حاصرتها وفتحتها بمركبات حربية (شوكيوس ارامي) والات الحصار وكذلك بالمشاة وبسلالم تسلق الحصون حتى فتحتها واخذت الافا كبارا وصغارا رجالا ونساءا. اخذت خيولا وبغالا وحميرا وجمالا وابقارا واغناما بدون حصر . جلبتها منهم ومعهم حزقيا نفسه الذي اسرته كطير سجين في عاصمة ملكه اورسالمو Ursalmu )).
اما النصوص البابلية في عهد نبوخذنصر فتتحدث عن احتلالها اليهودية ومصير يهواقيم. وان ما يجلب الانتباه هو اجراء انساني قام به البابليون تجاه الاسرى اليهود وغيرهم مسجل على رقيم في المتحف البريطاني عثر عليه في بابل يستخلص منه انه هناك كميات من الزيوت سلمت الى اسرى الحرب اعتمادا على مسؤول الميرة في القصر الملكي مسجلة في قائمة معرفة باسماء الاسرى ومهنتهم وكذلك بلادهم التى جاءوا منها. وتشيرالمعلومات المدونة لآشخاص تسلموا حصتهم من الطعام لايعودون الى مدن اليهودية وحسب بل الى مدن اخرى مثل اشكلون وصور وصيدا، كما وزعت الاغذية الى بعض المصريين والفرس والليديين فضلا عن اليونانيين!
بعد ذلك جاءت الموجة الاوربية الاولى على بلدان المشرق بقيادة الاسكندر الكبير الذي استولى على سوريا وفلسطين ومصر اولا .
وفي عام 280 امر العاهل بطليموس الذي كان يحتل مصر وفلسطين بترجمة العهد القديم الى اليونانية لكي يضمه الى مكتبة الاسكندرية اليونانية العظيمة والتي بقيت تشع علما لمايقرب من عشرة قرون.
وفي عصر الاحتلال الروماني في القرن الاول ق. م ، تقاتل في اورشليم الرؤساء الدينيين اليهود ومعهم جمع غفير من المناصرين للفئات المتقاتلة، مما حمل الجيش الروماني في عام 63 ق. م على التدخل بالقوة لايقاف اعمال القتل، ووجد ان اثني عشرة الف يهودي قد قتل بايدي بعضهم البعض.
عين الرومان حكاما يهود على اورشليم ابرزهم هيرودتس الذ ي اعاد ما تهدم من الهيكل،وكان ذلك في عصر ولادة يسوع المسيح .
ولد بسوع المسيح في بيت لحم احدى قرى اورشليم في عام 5 او4 ق.م. والذي دعي بملك اليهود، وعلى هذا الاساس امر هيرودتس بقتل جميع اطفال قرية بيت لحم من الذين ولدوا حديثا، لكن العائلة المقدسة هربت من اورشليم الى ارض مصر، وعادت بعد ان توفي هيرودتس في العام التالي ، وكان العام الاول قبل الميلاد.
بعد موت السيد المسيح وقيامته وانتشار المسيحية اصبحت اورشليم معادية للمسيحيين وخاصة تلاميذ المسيح الذين كانوا في بداية الدعوة 12 تلميذا او رسولا،لكنهم بعد اربع او خمس سنوات اصبحوا سبعين تلميذا . وقد تعرضوا الى الاضطهاد واحيا نا الى القتل ،من بينهم يعقوب بن زبدي اول كاهن لاول كنيسة مسيحية، حيث تم القاء القبض عليه بتهمة التجديف وبعد محاكمة سريعة، حمله اليهود الى سطح الهيكل والقوا به على الارض، وذلك في عام34 ،كما قام اليهود بهدم الكنيسة المسيحية المتواضعة. بعد فترة قصيرة القوا القبض على استيفانوس او اسطيفان وحكم بتهمة التجديف ،فأخرجوه من اورشليم، ورجموه بالحجارة حتى الموت . وسعوا للبحث عن المسيحيين المبشرين الاخرين، فسار معظم المسيحيين الى جهة شرق الاردن. وهكذا تشتت تلاميذ المسيح وعوائلهم ، فذهبوا قي معظمهم الى دامشقي او دمشق و انطاكيا وافسس حيث بشروا في تلك المدن ايضا .
لما عاد الراباي شاؤول بعد ان اهتدى الى المسيحية، هجم عليه اليهود وارادوا قتله،ولكن الحاكم الرومانب ارسله الى روما لمحاكمته هناك.
كان المسيح قد قال عن اورشليم “بانها قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اللذين بعثوا من اجلها” ، كما تنبأ بخراب الهيكل ، وفعلا حينما ثار اليهود ضد المحتلين الرومان، قام الرومان بالاستيلاء على بيت المقدس وتدمير هيكل سليمان وحرقه في عام 70م. كما اخذ الرومان اسرى من رجالات اورشليم عددا هائلا حوالي (79000) اسير ورحلوهم الى مصر كعبيد ومات العديد منهم في الطريق . ويذكر ان المصادر اليهودية تحجم عن ذكر السبي الروماني لليهود الذي زاد فيه عدد الاسرى عن السبي البابلي ! وفي عام 130 قام الامبراطور هادريان ببناء مدينة جديدة بجوار اورشليم ، بدلا من اورشليم القديمة ودعاها ايليا- كابيتوليتا.
بعد ان اصبحت روما مسيحية وذلك بعد اكثر من ثلاثة قرون ،حيث تخلص المسيحيون من الاضطهاد الروماني البشع .(1) . فعاد بعضهم الى مدينة ايليا ،التي سميت منذ منتصف القرن الرابع بيت المقدس ، وبنوا فيها الكنائس والاديرة وانتشرت المسيحية فيها حتى غدت تشكل غالبية سكانها حتى النهاية القرن السابع . في عام 326 جاءت الملكة هيلانا والدة الامبراطور الروماني قسطنطين الذي يعد اهتداءه بالمسيحية من اهم احداث القرن الرابع للميلاد ، واخذت تبحث عن صليب المسيح حتى وجدته ،وبنت على مكان صلبه كنيسة القيامة . واصبحت مدينة بيت المقدس مركزا مسيحيا مهما مثل حدياب و نصيبين في العراق، والرها وانطاكيا في سوريا.(2)
ذكرت دائرة المعارف الاسلامية (مج13 ص80) ان بيت المقدس لم تستسلم صلحا للمسلمين سنة634 الا بعد حصاردام اربعة اشهر، بانتظار نجدة من الرومان بدون جدوى . وبعد ان فتحت ابواب مدينة بيت المقدس، تسلم المطران صفرانيوس لفافة من الرق فيها شروط الصلح من الخليفة عمر بن الخطاب والتي نصها على النحو التالي:
(( من عمر الى سكان ايليا، امرنا ان تكون لهم من قبلنا الحماية والعناية لانفسهم واموالهم. ولا تنقض كنائسهم ولهم وحدهم قضاء عباداتهم فيها ،ولكن ليس ان يمنعوا المسلمين من الدخول اليها نهارا او ليلا ولهم ان يفتحوا ابوابها للمارة والمسافرين ، وليس لهم ان يقيموا فوقها صلبانا او ان يقرعوا اجراصا، او ان يبنوا كنائس جديدة في المدينة او خارجا عنها. ولا يجبرون على ان يعلموا ابنائهم القرآن. ولا يسوغ لهم ان يغروا المسلمين باتباع دينهم ، ولايمنعوا اهلهم من تركه لاتباع دين المسلمين. وعليهم حرمة المسلمين . وان لا يرتدوا ازيائهم ولا ان يلبسوا غطاء للراس مثلهم او عمامتهم. ولا يفرقوا شعورهم كما يفرقها المؤمنون . ولايستعملوا اللغة العربية . ولا يركبوا الخيل مسرجة. ولايحملوا سلاحا. ولايبيعوا الخمر. ولايستخدموا من الخدم مسلما. ويؤدوا الجزية دون هضم شيىء. ويكونوا امناء للخليفة امانتهم لحبرهم ، ولاشيئا مخلا بخدمته تعمدا اوبوسيلة ما))(3)
بعد التوقيع على هذا العهد وهم مجبرين ،دخل الخليفة بعد التوقيع على هذا العهد، الى بيت المقدس وبجانبه البطريرك صفرونيوس وطافا في الكنائس، وحان وقت الصلاة وهو في كنيسة بيت المقدس(القيامة)، فخرج الخليفة من الكنيسة وصلى في موضع قريب من الارض التي ربما كان فيها هيكل سليمان . وبنى المسلمون لهم مسجدا في ذلك الموضع ، وقام باعادة تشييده بالحجر الخليفة عبد الملك بن مروان وهو اصل الجامع الاقصى اليوم. ثم زاد عدد المسلمين على مر القرون في المدينة التي اختصر من اسمها (بيت المقدس) الى القدس، واصبح اغلبية السكان فيها مسلمون ،ربما منذ القرن الثالث عشر وحتى زمن قريب . ويمثل الاسلام في القدس الصفحة الاخيرة من تطور القيم الروحية في الشرق ونمو وانتشار الديانات السماوية في واحدة من اقدم واشهر مدن العالم.
تعد القدس عند المسلمين ثاني القبلتين ومؤل الاسراء والمعراج . وفي عام 1078 في زمن الدولة الفاطمية احرقت كنيسة القيامة اكثر من مرة والتي تعد هي وكنيسة المهد اقدس مكانين عند المسيحيين . وعلى اثر ذلك قامت الحروب الصليبية التي استمرت خلال الفترة1099- 1187.
في عام 1948 قسمت القدس الى غربية اعطيت الى اليهود والى شرقية سلمت الى العرب الذين لم يستطيعوا الحفاظ عليها. ويقوم اليهود منذ عام 1967 بتغيير ديموغرافية القدس الشرقية بسياسة منظمة بالاستحواذ على اراضيها بمختلف الاساليب القانونية الملتوية التي تفرضها الاغلبية على الاقلية عادة في الدول الدينية ، وغير القانونية مثل عدم نقل الملكية الى الورثة، وكذلك الاستحواذ على الاراضي العامة والشوارع والطرق والساحات وجرف حقول ومزروعات اهالي القدس الشرقية، وفرض جدار عازل وبناءه على ماتبقى من اراضي القدس الشرقية.
اما ابرز الاماكن المقدسة المسيحية في بيت المقدس فهي:
1- كنيسة القيامة التي بنتها الامبراطورة هيلانة على الارض التي وجد فيها قبر المسيح في الاعوام326- 335 كما بني بجانبها ديرا كبيرا لكن هذا الدير خرب على ايدي الفرس، وفي عام 350 اعيد بناؤه ،لكن في عام 1009 اعترض الخليفة الحاكم بامر الله على ضخامته ، فامر بهدمه وتسويته بالارض . وكانت كنيسة القيامة قد بدات تتداعى ،ولما دخل الصليبيون بيت المقدس اعادوا ترميمها وزخرفتها في عام 1149 وبقيت شامخة حتى عام 1808 عندما شب فيها حريقا دمر جزءا منها
.2- كنيسة جشيماني، او كنيسة الالام، ففي هذا المكان التقى المسيح وتلاميذه اللقاء الاخير، حيث بنيت في هذا الموضع كنيسة على الطراز الايطالي- الروماني من قبل الايطالي بارلوتسي في الاعوام 1919- 1924 .
3- كنيسة الصعود وقد بنيت في الموضع الذي ظهر فيه المسيح بعد موته. وقد استولى عليها المسلمون في القرن الثالث عشر،وحولوها الى جامع.
4- كنيستان صغيرتان بنيتا على تلة الجلجثة وهي الموضع الذي صلب فيه المسيح.
5- بلدة الناصرة: وهي المدينة المقدسة التي عاش فيها المسيح منذ طفولته حتى بلغ الثلاثين من العمر حينما بدأ رسالته ،حينما انطلق الى اورشليم ومنها الى جميع جهات فلسطين داعيا الى الهداية والخلاص .
تقع الناصرة على مرتفع جبلي مفتوح على وادي عزرلون. بني فيها العديد من الكنائس والاديرة، وفي عام 1263 كانت لاتزال بلدة ذات اغلبية مسيحية حينما قرر الاتراك العثمانيين تدمير كنائسها واديرتها.
في القرن السابع عشر . بعد فترة وصل الى المدينة الرهبان الفرنسسكان فبدأوا يرممون بعض كنائسها واديرتها، وكانت كنيسة البشارة قد بنيت على انقاض البيت الذي كانت مريم العذراء قد ظهر لها فيه الملاك جبرائيل وبشرها بولادة المسيح،وكانت قد بنيت في عام 356 وآلت الى خراب وفي الاعوام 1955- 1969 بنيت الكنيسة من جديد ، وهناك كنيسة اخرى بقيت تسمى (السالزان). ويذكر ان الناصرة التي يعيش فيها المسيحيون حاليا معظم ابنيتها قديمة ،واما اليهود فيسكنون في البلدة الجديدة.(4)
اهم المصادر
1-- .Insight on Scriptures. International Bible Student Association. 1988.Vol.2 P.39- 49.
2- عبودي، هنري. معجم الحضارات السامية . طرابلس: جروس برس، 1991 ص154
3- الدبس، المطران يوسف. تاريخ سوريا الدنيوي والديني.بيروت: دار نظير عبود، 1899.الفصل 674 ص 556.
4- سركيس، خليل خطار. تاريخ القدس ، المعروف بتاريخ اورشليم . بور سعيد: مكتبة الثقافة، 2001 ص 321- 350
1026 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع