مكارم إبراهيم
مالالا استطاعت ان تعري المجتمع الاسلامي دون ان تتعرى في وطنها باكستان وبقيت في وطنها ,الذي يضطهد الفتيات بمنعهن من الذهاب للمدرسة للتعلم رغم تعرضها للاعتداء من جماعة الطالبان تصر على ان تذهب للمدرسة واكمال الامتحان وهي راقدة في المستشفى للعلاج ولكن علياء المهدي لم تعري مجتمعها بل عرت نفسها فقط وليس في وطنها بل في السويد حيث يمكنها ان تحصل على اللجوء الانساني في السويد حفاظا على حياتها!,
بينما الفتاة مالالا يمكنها ان تحصل على لجوء انساني في اية دولة تشاء اذا ارادت وليست بحاجة لادلة تثبت ان حياتها في خطر فكل العالم يشهد لها بذلك ولهذا اعتبرت شخصية عام 2012.لقد تحدثت العام الماضي حول تعري علياء المهدي وكنت ضده لانني ارى ان ربط التعري بالاحتجاج على اضطهاد المراة كانما تطفئ النار بالبنزين الاثنان التعري واضطهاد المراة المادتين كحال النار والبنزين.
مااريد الحديث عنه اليوم انه راينا في الاسابيع الماضية تظاهرات المصريون بكثافة للتصويت ب كلا على الدستور على اساس انه يمثل الشريعة الاسلامية وليس دستور بلاد تضم اقباط مع المسلمين وفوق هذا الذي اقترح الدستورمحمد مرسي بالاصل يمثل جماعة الاخوان المسلمين ورغم الاستفتاء الشعبي على الدستور تصرف تقدمي للتعبير عن رفضهم للدستور وهذا شئ نحترمه ولكن مالانستطيع فهمه انهم اليوم يرفضون التصويت بلا للدستور وذلك لان فتاة مصرية يقال انها ليبرالية اسمها علياء المهدي التي تعرت السنة الماضية ايضا احتجاجا على الاضطهاد الاسلامي للمراة واليوم كررت تعريها في استوكهولم عاصمة السويد مع فتاتين لجمعية الدفاع عن المراة حيث وضعن الفتيات اسماء الكتب المقدسة القران والتوراة والانجيل على المنطقة التي يمارس فيها الجنس, وهنا ياتي رفض المصريون التصويت بلا على الدستور لان التصويت بكلا يعني انهم يؤيدون سلوك علياء المهدي وهذا مايرفضه المصريون هذا ماقامت به فتاة مصرية احتجاجا على الدستور او الشريعة الدينية ولو انتقلنا الى باكستان نعيش حالة مختلفة تماما عن حالة علياء مهدي حيث نجد الفتاة ذات الخمس عشر ربيعا مالالا يوسف زاي التي تفتخر كل نساء باكستان بها حيث رفعن اسم مالالا على رؤسهن لانها دافعت عن حق الفتيات في التعليم في باكستان بدون ان تتعرى ووقفت بوجه الجماعات الاسلامية عصابة الطالبان رغم تعرضها للاعتداء هذه الفتاة الصغيرة كتبت عليها غالبية الصحف العالمية لدفاعها عن حق الفتيات في التعليم بعد ان ضربت من قبل جماعة طالابان لانها خالفت الاوامر بخروجها الى المدرسة.
الفتاة الباكاستانية مالالا يوسف زاي البالغة من العمر خمسة عشر ربيعا حصدت المرتبة الاولى في استفتاء موقع “يورونيوز” لشخصية عام 2012 وذلك لدفاعها عن حق الفتاة في التعليم دون ان تتعرى بعد اصرارها على الذهاب الى المدرسة رغما عن اوامر جماعات الطالبان كونها فتاة لكن اصرارها كلفها الاعتداء عليها ودخولها المستشفى للعلاج ومازالت تصر على الذهاب للامتحانات ايضا رغم كل هذا.
في الاسابيع الماضية عرض تلفزيون الدنمارك في الاخبار المظاهرات في الشارع المصري احتجاجا على الدستور الذي يقدمه الرئيس الجديد محمد مرسي واذكر ان المذيعة الدنماركية سالت المراسل الدنمركي في مصر لمذا يتظاهر المصريون على الدستور لماذا كل هذه الفوضى لماذا لايصوتون بكلا على الدستور من خلال استفتاء شعبي وينتهي الامر؟, فضحك المراسل الدنمركي وقال كلامك صحيح لو كان الامر في الدنمرك ولكن نحن نتحدث عن مصر التي لاتعرف الديمقراطية والغالبية فيها اميون لايعرفون القراءة والكتابة ثم ان الحكومة لم تعلن حتى الان عن استفتاء شعبي على الدستور " كان هذا قبل فترة قصيرة وبعدها نقرا عن ان الغالبية يرفض التصويت بكلا على الدستور في الاستفتاء الشعبي كي لايقال بان الفتاة العارية نجحت في حملتها خاصة عندما كتب احد المصريين وهو محمد محسن ابو النور مدير مكتب القاهرة مقالة تحت عنوان " عندما اصبح التعري رمزا لمعارضي الدستور" وبراي الشخصي هذه المقالة او العنوان جاء ليجبر المصريين على التصويت بتعم على الدستور رغما عنهم هذه الديمقراطية الليبرالية الجديدة ومالم تحسب له حساب الفتاة علياء المهدي ولم تحسب تداعيات فعلتها قبل الاستفتاء بان مؤيدي الحكومة سيستغلون تعريها لمنع المصريين من التصويت بكلا على الدستور وبهذا سيكون التصويت بنعم على الدستور .
ان تصرف علياء المهدي وكانه كل من يريد ان يعترض على شئ عليه ان يطلب من علياء المهدي ان تتعرى وتبدا الحملة لماذا نفس الفتاة دوما هل تخصصت بالتعري على كل احتجاج للشعب المصري ؟ لماذا لم تفعل ذلك فتاة اخرى او بطريقة اخرى الا يؤشر هذا الى سخافة الحملة ووضعيتها؟ اذكر فتاة ايرانية في النرويج حرقت القران مرة لاحتجاج على الشريعة الاسلامية ولكن فعلتها مرة واحدة ولم تكرر فعلتها لانه سيكرها الناس دوما فلاحاجة لتكرار افعال كهذه لانها تصبح رخيصة وتفقد قيمتها اذا تكررت خاصة من نفس الشخص.
المشكلة ان البعض يتصور بان الاسلاميين دفعوا علياء للتعري كي لايصوت الشعب بلا على الدستور والا ستكون الفتاة الليبرالية تمثل الاسلاميين تبدو احجية معقدة كلا ولكن هي الليبرالية الجديدة يد بيد مع التطرف الاسلامي كانت هذه نتيجة تعري علياء المهدي .
ختاما, اعترف ان تعري فتاة شرقية امام العالم خاصة وانها تعيش في مجتمع متدين ويعاني من مشاكل التحرش الجنسي بكثافة ويعلن بصورة مكررة عن حملات توقف التحرش الجنسي هذه الخطوة بالتاكيد هي خطوة جريئة للغاية ولكن ان تتعرى في كل المناسبات تصبح خطوة رخيصة جدا.
هل يستوي الاضراب عن الطعام والصيام وهل يستوي الثورة بالتعري والثورة بمواجهة الرصاص ؟
مكارم ابراهيم
هوامش
فيديو حول مالالا الباكستانية
http://ahewar.org/rate/sy.asp?yid=23762
مقالتي حول تعري علياء المهدية : الحرية وثقافة التعري لدى علياء المهدي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=284060
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=284462
مقالتي حول تعري علياء المهدية
مقالة محمد محسن أبو النور عندما اصبح التعري رمزا لمعارضي الدستور
http://www.m3arej.com/article/2011-10-20-14-53-54/5826-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-
1183 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع