عباس العلوي
بادىء ذي بدء اعتذر لجمهور القراء الكرام انقطاعي عن الكتابة لأكثر من عام ونصف بسبب الازمة القلبية / شكري وتقديري لكل من تفقدني اوسأل عني كما لايفوتني ايضا ان اشكر الاخ العزيز المهندس ضياء الحسن الذي احاطني برعاية واهتمام كبير / ابعدكم الله عن المرض
ــــــــــــــــــــــ
يوم ان انتهينا من صفحة النظام الدكتاتوري السابق/ كان الامل معقودا ان نأخذ الدرس والعبرة عما جرى لشعبنا من ويلات وكوارث وتخلف مدمّر ونبدأ البداية الصحيحة لأنقاذ البلد العريق فلا تنقصنا الموارد البشرية اوالمالية أوالعقول المبدعة في شتى الميادين فيما لو وضعت في موضعها الصحيح وما عزز هذا الأمل في وقته ان أكثر القيادات السياسية المعارضة كانت في اوربا وامريكا المتحضرة وعايشت تداول السلطة فيها بطريقة ديمقراطية دون تمييز بين الأديان والمكونات والأفراد !
لكن مالذي حصل ؟
اخرجوا لنا دستورا غريب الاطوار لايزيد عن كونه قنبلة موقوته ممكن لها في اي لحظة ان تفكك العراق الى دويلات صغيرة / جعلوه مطاطا يكمن الشيطان في تفسير معظم فقراته وأنا كمواطن عراقي لم افهم بعد مرور احد عشر عاما من عمر هذا الدستور البائس ان الدولة العراقية الحالية هل هي : دولة اسلامية / علمانية / ديمقراطية / قمعية / مدنية ؟
بعد الميزانيات الانفجارية في العراق الجديد اصبحت قضية الكهرباءعندنا تشبه قضية تحرير فلسطين / تبؤنا سنة بعد اخرى المراكز الاولى عالميا في الفساد وبفخر كسرت احزاب السلطة ارقام غينيتس في عدد حرامية البترو دولار وتحولت بغداد لأوسخ عاصمة في العالم وحال المحافظات ليس بأفضل منها
زاد الفقر الى 30% او اكثر مع ملايين النازحين والأرامل والايتام فضلا عن الجهل والامية والتخلف والعقول المهاجرة والمهجرة و التدهور الحاد في الخدمات العامة والبنى التحتية وهناك مازال من يلقى اللوم على صدام الذي قبر وانتهى قبل ثلاثة عشر عاما في انه كان السبب وراء كل ماحصل للعراق لاحقا !
شاهدنا من كان يعيب سابقا على صدام منح الرتب العسكرية العليا على انصاف الاميين من خواصه واذا بهم يعزفون على نفس الموال ليخرجوا لنا جيشا مهلهلا متخوما بالرتب العليا تباع فيه المناصب بتسعيرات معروفه تحت سمع وبصر رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وهو ذاته من اعطى الحصانة والحماية لكبار القادة العسكريين المنهزمين من ساحات القتال بطريقة مخزية كانوا السبب في خسارة العراق لاول مرة بتاريخه المعاصر40 % من اراضيه
انا شخصيا لاأعجب من هذا الدولاب الاعوج وعجبي الاكبر حينما عيّن رئيس الوزراء وبحسابات لايعرفها احد المصونة < ب ... الساعدي > مستشارة له للأمن والدفاع الوطني وتجيب على تساؤلي واحدة من كبريات الصحف الامريكية بقولها كيف لايسقط ثلث العراق ومصير القوات الامنية بيد سيدة عراقية لاتفهم من عملها شيئاً !!
ارجو ان لايستغرب القارىء ايضا اذا قلت له ان المذكورة التي < شكلها يشبه سيارة الدفع الرباعي 8 سلندر > شرهة في تناول الطعام تأكل في الوجبة الواحدة مايعادل ثلاثة اشخاص < الف عافية > !!
شاهدنا لصوص محترفين من صنف المعممين والأفندية والبعض من اولاد المراجع يلطشون المال العام ويتاجرون بالدين سرا وجهرا وهنا تذكرت مجبرا الشيخ الراحل محمد جواد مغنية خريج حوزة النجف بقوله : العاهرة اشرف من رجل الدين المزيف لأنها تتاجر بأقذر ما في بدنها ورجل الدين المزيف يتاجر بأقدس ماجاءت به رسالات الانبياء!!
شاهدنا امبراطورية الأحزاب وقد بلعت مؤسسات الدولة العراقية في وضح النهار وهي تؤسس اللجان الاقتصادية من خلال الوزراء الحرامية وكم من مرة ومرة تكرر علينا مشهد الوزير الحرامي وهو يهرب بالقناطير المقنطرة من الدولارات الى اوربا وسط تغطية وحماية مخزية من حزبه !!
الذاكرة العراقية لم تنسى مشهد العديد من صبيانهم من كان يوم امس يعتاش في اوربا على المساعدة البلدية واليوم اصبح متخوم البطن اصفر الوجه ينوء بثقل المال الحرام والاسماء واضحة للجميع .
شر البلية ان رأس الفساد في العراق الجديد يعشعش في الرئاسات الحكومية بدءا من رئيس الجمهورية ونوابه ورئيس الوزراء ونوابه والسلطة القضائية المسيسة التي تعيش الآن زمن انحطاطها فكل واحد من هؤلاء يملك قطيعا من الاقرباء والمستشارين الفاشلين في الانتخابات وجيشا آخر من الحمايات بقصد المباهاة وفوق هذا وذاك يتحدثون عن التقشف والتقشف عندهم ان الدائرة يجب ان تدور على رأس المواطن المطحون بشظف العيش بقضم راتبه وزيادة الضرائب وتحطيم مستقبل الطلبة المبعوثين للخارج وكشهود عيان لم نحصد نحن العراقيين من رؤساء وزراء الصدفة غير الثرثرة في الكلام والتخلف وشعارات الاصلاح والاعمار والتنمية الانفجارية وغض الطرف المتعمد عن حرامية الاحزاب الذين ينخرون الجسد العراقي طولا وعرضا !
في ظل النظام الديمقراطي شاهدنا ومازلنا محاصصة مقززة لأحزاب الحرامية اتت بأمعاتهم من النطيحة والمتردية لتدمر العراق وتعيده عشرات السنين الى الوراء وليس من العجب ان ترى بائع الخضرة في الدنيمارك يصبح وكيلا اقدم اوقائم مقام وزير الداخلية لسنوات عديدة ومن كان يبيع لعبا للأطفال في حي السيدة زينب يصبح محافظا للبنك المركزي ومن كان يوزع الطرشي على العراقيين في لندن يصبح وكيلا لاحدى الوزارات الامنية وزوج برلمانية تربطها صلة قرابة برئيس كتلة دينية يصبح وزيرا للسياحة وقائمة الفضائح طويلة !
وفي زمن الانحطاط الاخلاقي نجد هناك قاسما مشتركا واحدا يجمع كل هذه المافيات وهي اجادتها لعبة الشطرنج فطوال حقبة مابعد السقوط بقت الوجوه نفس الوجوه تارة في البرلمان واخرى في منصب وزاري أو استشاري أوسفير او رئيس لهيئة حكومة مستقلة وكأن العراق عقيما لايملك غير الخرفان والحرامية !
وبمناسبة الحديث عن امّعات الاحزاب اسجل للقارىء الكريم بعض المشاهد المخزية التي سجلتها عدسات الاعلام :
ــــ وزير الاسكان والبلديات الحالي يعلن القضاء على جرثومة الكوليرا !!
ــــ وزير السياحة السابق اطلق تسمية الأصنام على تماثيل المتحف العراقي !!
ــــ وزير الدولة لشؤون العشائر السابق يثني في لقاء تلفزيوني على ضخامة الرئيس جلال الطالباني !!
ـــ داعش البرلمان ظافر العاني يضيق ذرعا بالحشد الشعبي ولم يسأل من انجبه عن طهارة مولده !
ــــ خضير الخزاعي يعلن بصوت جهوري/ تعينه بمنصب نائب رئيس الجمهورية في دولة البطيخ واجب وتكليف شرعي !
ــــ أما حذاء عالية نصيف يبدو معقود بناصيته البركة فما ان صفع رأس النائب سلمان الجميلي تحت قبة البرلمان اصبح وزيرا للتخطيط في جمهورية العراق !!
ــــ الشهرستاني < من عالم ذرة الى كلاوجي > وعد العراقيين بتصدير الكهرباء بحلول عام 2013 < وما أن ادركه الصباح سكت عن الكلام المباح >!!
ــــ وزير من فئة خمسة نجوم متعدد المواهب وعلى حد قوله في لقاء تلفزيوني : < ولدت وفي فمي ملعقة ذهب > هو تاجر وابن تاجر مهندس ومقاول و صاحب عقليه امنية ومتابع جيد لأفلام ارسين لوبين ومونت كريستو واعلامي وسياسي ولحيمجي ومدرس قرآن وممثل بارع اشترك مع الفنان قاسم الملاك بالتمثيل / ليس بالكثير عليه ان يتبوّء لغاية الآن اربع وزارات في حكومات الحرامية !!
ــــ محافظ سابق < عبقري > يطالب ببناء مصنع للطائرات في محافظته التي مازالت تشكو من تراكم النفايات ومشكلة الصرف الصحي !
ــــ عباس البياتي < بطربكَة تلفزيونية > يطالب باستنساخ رئيس حزبه
ــــ اما وزير خارجية العبادي < صلوات النبي عليه وعين الحسود فيها عود > لايجيد غير الثرثرة عن القمقم المكتوي به تحت ملابسه الداخليه لكن هذه ليست المشكلة انما الطركَـاعة الكبرى عندما يكون مسطولا ويعلن في احدى تخريفاته ان دجلة والفرات ينبعان من ايران أويناقض نفسه بخطاب واحد امام وزراء الخارجية العرب مرة يقول : داعش تستولي على13% وفي اخرى على 17% من اراضي العراق وقبلها المسطول الذي اطلق على نفسه < انتخبوا القوي الامين > اخزانا في المؤتمر الصحفي المشترك مع الوزير الايراني ظريف عندما قال
< لابد لنا ان ننفتح على داعش >!!
للحديث بقية
السويد في
16 / 1 / 2016
911 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع