لا للاحتلال التركي للأراضي العراقية،بيان من الاتحاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة الامريكية
يراقب الاتحاد الديمقراطي العراقي تطورات اجتياح القوات التركية للأراضي العراقية في محافظة نينوى ورفضها طلب الحكومة العراقية بالانسحاب، والذي يدل على استخفاف الجانب التركي بكل القيم والمعاهدات الدولية التي تحترم السيادة الدولية وحرمة الاراضي العراقية.
وتدخل القوات التركية الاراضي العراقية مستندة على معاهدات ومذكرات تفاهم تقول انها ابرمتها مع عراق صدام حسين في ثمانينيات القرن الماضي ومع الحكومة العراقية في عام 2007، وبحجة تدريب القوات العراقية والكردية. الرغم من ان هذه الاتفاقات لا تسمح لها بالدخول للعمق العراقي واقامة المعسكرات.
بعد اسقاط الطائرة الروسية، بدا جلياً الموقف التركي المساند للإرهاب والمنظمات الارهابية العاملة في سوريا والعراق، فالحدود التركية مفتوحة لدخول الارهابيين للمنطقة، والنفط العراقي والسوري يهرّب ويباع من خلال تركيا، والدعم اللوجستي والمادي والعسكري للإرهابيين يمر عن طريق تركيا. واليوم تقول تركيا انها تدرب العراقيين لمحاربة الارهاب!!
إن دخول تركيا في التحالف الدولي لم يكن لضرب الارهاب في المنطقة فنحن لم نرى طائرة تركية واحدة تضرب مواقع داعش او النصرة، ان دخولها كان لسبب واحد وهو ضرب اهداف حزب العمال الكردستاني، مستغلة الفوضى وعدم التنسيق وعدم وجود النية الصادقة لأطراف التحالف لدحر الارهاب بحجج المحافظة على التوازن السني الشيعي في المنطقة.
ولم يعد خافيا ايضا اطماع تركيا في العراق وخاصة في محافظة نينوى، فالأخبار تشير الى احتمال بدء معركة تحرير الموصل، وما سيعقبها من تغيرات ديمغرافية وجغرافية وصراعات سياسية، وتركيا تريد ان تلعب دورا اساسيا للدفاع عن مصالحها في محافظة نينوى والتي لاتزال تركيا تعتبرها جزء من الامبراطورية العثمانية.
ان هذا الضعف في حماية الحدود العراقية سببه الوضع السياسي العراقي المضطرب وسياسة المحاصصة الطائفية والقومية والمناطقية، وولاءات الاحزاب الاسلامية والقومية الحاكمة لدول الجوار المختلفة وحسب انتماءاتهم الطائفية، والتي ادت الى ادانة خجولة من قبل البرلمان العراقي للاحتلال التركي، بعد تقاطعات وانسحابات من قبل ممثلي الاحزاب الاسلامية والقومية.
وفي الوقت الذي تظاهر مئات العراقيين امام السفارة التركية في بغداد مستنكرين دخول القوات التركية إلى أراضينا دون مسوغ قانوني أو اتفاق مع الحكومة المركزية، يضم اتحادنا الديمقراطي العراقي صوته الى أصوات الالاف من جماهير شعبنا العراقي التي تخرج في مدن ومحافظات العراق منذ أشهر مطالبة بإصلاحات حكومية واقتصادية ومدنية، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، وإطلاق الحريات الشخصية، ومحاربة الفساد، وانهاء نظام المحاصصة الطائفية والقومية والمناطقية، ورفع شأن المواطنة، ومحاربة الارهاب. وتفعيل المصالحة الوطنية.
ان الحل للازمات العراقية المتعاقبة هو الاستماع لمطالب الجماهير وتحقيق الاصلاحات التي يطالب بها شعبنا العراقي من اجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية.
اننا في الاتحاد الديمقراطي العراقي نطالب الحكومة والبرلمان العراقي بأخذ موقف واضح وحاسم من التدخل التركي، ومنع دخول البضائع التركية للعراق، والاستعانة بالمحاكم الدولية والامم المتحدة لإجبار تركيا على الانسحاب الفوري من الاراضي العراقي واحترام السيادة العراقية، ونطالب المجتمع الدولي ادانة التجاوزات التركية على اراضينا، وتقديم الدعم للعراق في حربه ضد الارهاب.
الاتحاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة الامريكية
10 كانون الاول، 2015
1044 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع