فلاح ميرزا
الحديث عن ايهما كان على حق فى موضوع احتلال العراق وسقوط نظامه الذى كانت له صولات وجولات فى قطار السلطة امتدت الى خمسة وثلاثون عاما وبسرعة وبدون الحاجة الى تفكير فى الاجابة على السؤال فالكل اخطأ واولهم اصحاب النظام اذا جردناه مما قيل عنه بانه كان سببا لما حصل لقناعته بان الوضع الدولى لايتحمل ماسى اخرى بعد تقسيم يوغسلافيا وسقوط الاتحاد السوفيتى وتلاه الانظمة الاشتراكية الاوروبية وبشئ من الوهم
ولان مثله كالذى يرسب فى اختبار البكلوريا فحججه كثيرة فى حين انه لم يكن متهيئا لاداء الامتحان والاخر هو المحتل الولايات المتحدة التى بشرت قبل قدومها بأعلى معانى الحرية والرفاهية والديمقراطية وحقوق الانسان ..الخ من الاوصاف والمسميات ولكنها كانت تخفى وراء ذلك هو العكس تماما واولها تضيق الحريات وتجويع الناس وقتلهم على الهوية انها بالضبط الحالة التى تسببهاا عملية التفجير فانها تاكل الجميع دون استثناء فيروح بها السنى والشيعى والكردى والمسيحى,وبالتاكيد لكل شئ سببا وراءه اى ان لكل داء دواء فالنظام قبل الاحتلال اوضح للعرب اولا والعالم ثانيا بان المنطقة مقبلة على مشروع امريكى صهيوني خطير يستهدف بنيتها وكياناتها وكان ذلك فى مؤتمرات القمة ومجلس التعاون العربى واللقاءات الثنائية ولكن كان ذلك للتوضيح فقط دون ان يرافقه اى فعل او خطوات على طريق التحوط ودرء الاخطار التى سوف تتاتى عنها تلك المشروعات رغم ان المسافات الزمنية كانت كافية للخروج بموقف؟ واستمرت الخلافات بينه وبين العالم الغربى والعربي وبنفس الوقت تجاهل النظام موضوع الاكراد وتركه يسير باتجاه ان يكون حاضنه للامريكان وممن اطلق عليهم المعارضة وحين وقع الفأس على الراس فى 2003 بقيام الولايات المتحدة بعدوانها الهمجي على العراق واحتلاله تكرر نفس الخطا حيث ترك النظام ملايين العراقيين المنتمين اليه بدون راعي ولا توجيه ولا استعداد للقيام باى شئ يثبت للامريكان قوتهم فى داخل المدن الامر الذى جعلهم فى موضع الشك لما حدث اظافة الى عدم استعدادهم لمقاومة الاحتلال دون ان يكون لهم من يعطيهم هذا الراي فاصبحوا كخراف النذورجاهزين للذبح فى كل وقت وفعلا وقع ذلك تباعا ومنذ سنوات الاحتلال الاولى وقبل الاعلان عن الانتخابات الاولى التى اظهرت قوة الاعداء وضعف مؤيدى النظام الوطنى بينما كان العكس لو مارسوا هذا الحق باشتراكهم بالانتخابات لانهم كانوا ومازالوا الاقوى وهذا مما اوصل هؤلاء الذين ليس لهم بالوطنية اى شئ يربطهم بالوطن وبذلك اصبح العراقييون وعاء لتلقى الوافد والاستنساخ الاعمى للاخر ودخلوا مرحلة السبات المديد وبقى العقل العربى القومى على حاله مقيد الحرية تسوده الطائفية والانتقام لواتتفق اهواءه كما وان المجتمع العراقي اصبح بلا نظام سياسي واحلت الفوضى والفساد محيطه.
يتحدث البعض عن الاوضاع التى تشهدها المنطقة بلغة تتباين فى معانيها ومفرداتها من حين الى اخر ولكنها فى حقيقتها تعبر عن مدلولات متشابهة فيما ترمى اليه فالوضع الراهن للاحتراب الطائفى الذى تمر به المنطقة وما يرافقهامن توترات مذهبية فى العراق وسوريا وليبيا واليمن وقبلها لبنان ما عاد يفيد فيها التثبت بالمبادئ بقدر القيم الوطنية والاخلاقية وان اولى الخطوات الصحيحة التى يتوجب قطعها لمعالجة الخلل تبدأ بارجاع الطوائف الى حجمهاووضعها الطبعيين باعتبارها مدارس كلامية وليست كتل دينية او هويات اجتماعية سياسية مغلقة اتخذت من الفقه قواعد واسس للتعامل مع الواقع فالمشكلة لاتكمن فى الانتماء لهذا المذهب او ذاك بل فى تحويل المذاهب الى طوائف مغلقة على نفسها تتربص الدوائر بعضها ببعض مثلما يتم تحويل القبائل الى القبلية المقيتة وصحيح ان هناك خلافات فقهية واصولية وتاريخية بين السنة والشيعة لم تحسم بالماضى البعيد والقريب مثلما هى لم تحسم اليوم او غدا ولكن هذه القضايا يجب ان تظل موضع تحاور بين علماء المسلمين ومفكريهم بدلا ان تكون بديلا للمساجلات العقيمة والتنازع بالالقاب خاصة وان كثير من القضايا التي يثار حولها الضجيج هى من مخلفات التاريخ وصرعات الماضى اكثر مما هي تعبير عن مشكلات الحاضر, انه لامر محزن ومخجل فى ذات الوقت ان تتورع بعض جماعات التخلف عن سب الصحابةوتجريحهم وان تقدم جماعات التعصب على استدعاء مقولات وماشابه ذلك من مصنفات جارحة فالحرب اولها كلام على ما قالت العرب ومهما كان موقفنا من المذاهب والعرقيات فسيظل هناك سنة وشيعة ومسيحيون وعرب وكردوترك وغيرهم فى العالم العربي نعم هناك مظالم ارتكبت او قد ترتكب بحق هذه الجماعة او تلك ولكن المدخل للعلااع لايقوم على تاجيج الصراعات بل الالتزام بميزان العدل وترسيخ عرى الوحدة بين الجميع فالجماعات الطائفية لاتتورع عن ممارسة عن العنف والقتل الطائفي بحجة الدفاع عن المذهب او الطائفة انها تعجل الخطى قبل غيرها نحو التخلى عن الثوابت والتمسك بالعلمانية وهىى الحالة المشابهة لما مرت بها الكنيسة المسيحية فى القرون الوسطى فعلا انها مقاربة عجيبة التى اسماها الفيلسوف الالماني هيغل بمكر التاريخ ان تصبح اكثر الجماعات المناهظة للعلمانيةوالعلمانيين هى اول من يستدعى الحل العلماني ماحصل فى العراق قد يتطابق مع هذا الراي وقد يسير عليه تباعا كما وان المجتمع العراقي اصبح بدون نظام سياسى ولكن من المؤكد ان الامم الحية التاريخية هى التى يجعل من ميراثها وتاريخها مساعدا لها على مد جسورالتواصل ونسيج خيوط هويتها فى حين تبقى الامم المأزومة تعمل على نبش تاريخها عما بفسد حاضرها ويهلك مصيرها وصحيح ان الوضع العربي المتراجع لايزال يلقى بظلاله على هزال قواه وهو جانب لايمكن انكاره كما ان ضعف مواقف قادته لايزال عنصر اساسى فيما يجرى من تدخلات فى شؤونه واحيانا السعى لتدمير هويته الوطنية وبنيته الاساسيه تحت غطاء القضاء على الارهاب الذى لم تعرفه المنطقة الا عندما سقطت انظمتها واحتلت اراضيها وابتداءا من افغانستان ونشوء القاعدةالى العراق وسوريا واليمن وليبيا يضاف اليها محاولات ايران وتركيا لبسط سيطرتها على تجارتها وجزء من ثراواتها النفطية ولازلنا نبحث عن حل دون ان ندرى اننا لازلنا فى بداية القرن الذى اطلقت عليه الولايات المتحدة انه قرن امريكى وبين هذا وذاك تبقى احلامنا ترى الماضى بانه الافضل
1040 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع