عبدالله عباس
• مقـــــدمــــــة
ككثير من المواضيع السياسية التي اتطرق اليها بين الحين والاخر ‘ احاول في هذا الموضوع بالذات ان اطرح وجهة نظري ( كوردوعرب اخوة في التاريخ والمصير : والدليل معاهدة سايكسبيكو ) وكذلك وعد بلفور الذي نفذ بحذافيره و وعود تأريخية كثيرة اعطيت لهم ولم ينفذ ( ويبدو انه ليس هناك تراجع في مسيرة المتنفذين الاشرار في السياسة الدولية يؤشر الى امكانية التراجع والتفكير بتنفيذ اي من تلك الوعود ) ‘ احاول اطرح وجهة نظري باسلوب مبسط يفهموه البسطاء ولا اهتم بوجهة نظر محللين متفلسفين الغربين الهوى رغم شرقيتهم ....!! وهم اثناء حدوث كل ازمة في المنطقة يبشرون بان الغرب سيعيد النظر بـ ( جريمة ساسكسبيكو ) ويتوجه الى معاهدة اخرى عادلة لصالح شعوب المنطقة ....!!
قبل ان ندخل في صلب الهدف في الموضوع ‘ نذكر ( كما يروى في التاريخ ) وجه تشابه الوضع البدائي الى يوم (سايكسبيكو) للقوميتين الكورد والعرب لنفتح بذلك الباب امام من يشك ( بـأخوة القوميتين ..مصيرياً ) ان يناقش ..وعسى بعد ذلك ان يقتنع ...!! :
•الكـــــورد
يروى في التاريخ أن الكورد هم شعوب تعيش في غرب آسيا شمال الشرق الأوسط بمحاذاة جبال زاكروس وجبال طوروس في المنطقة التي يسميها الكورد كوردستان الكبرى، وهي اليوم عبارة عن أجزاء من شمال شرق العراق وشمال غرب إيران وشمال شرق سوريا وجنوب شرق تركيا و على تلك المساحة ( كما يروى في التاريخ) كانت تعيش شامخاً امبراطورية كوردستان الكبرى ( ميديين ) الى عام ( 550 ق . م ) عام الذي خان ( هارباك) من الاسرة الحاكمة الامبراطور الحاكم ( أستياك ) وتعاون مع الفرس وتاسست امبراطورية الكورش (الفارسية ) على اطلال الاميراطورية الكوردية ‘ والتاريخ يروي انه وبعد هذا السقوط الناتج عن خيانة اهل البيت لم يعد للكورد ( مع الاسف ) قيامها كدولة بمعناها التاريخي والمعاصر ليومنا هذا ‘ عدا ظهوربعض ( الامارات – عائلية أو مناطقية ذي توجهات اقطاعية) حسب التحالفات والضغوط الخارجية والصراعات الداخلية بعد ظهور الاسلام ‘ ومن الأمثلة على هذه الامارات : ( أمارة تكية المروانية ‘ الاردلانية ‘ الدوستكية‘ السورانية ‘ والبهدينانية وأخيراً قبل سقوط العثمانيين أمارة بابانية )
•العـــــرب :
وجاء في التأريخ حول العرب ‘ أنه من الناحية التاريخية. فإن أقدم ذكر للفظ عرب يعود لنص آشوري من القرن التاسع قبل الميلاد ، وحسب نظرية أكثرية الباحثين فإنه يعني أهل البادية ، قسم جغرافيو اليونان الجزيرة العربية إلى ثلاثة أقاليم رئيسية وهي بلاد "الحجر العربية" وتقع بشمال شرق الجزيرة وتقع ما بين جنوب الشام وشرق فلسطين ‘ و بلاد "العرب السعيدة" وهي جنوب الجزيرة العربية اليمن وأجزاء من عمان وبلاد "العربية الصحراوية" يضم بقية شبه الجزيرة العربية خصوصا نجد ‘ درج المؤرخون العرب حتى الأيام الراهنة بقسمة تاريخ العرب إلى قسمين، قبل الإسلام والمدعو جاهلية، وبعد الإسلام الذي تمكن فيه العرب من سيادة إمبراطورية واسعة ومزدهرة حضاريًا، خصوصًا في العهد الأموي - سواءً في دمشق أم الأندلس - والعهد العباسي - خصوصًا العهد العباسي الأول وحاضرته بغداد - هذه السيادة أفرزت أنماطًا حضارية غنية، وتمازجت مع الشعوب الأخرى المعتنقة للإسلام، وانتشر الاستعراب في عدة أقاليم أهمها الهلال الخصيب ، وشمال ووسط وادي النيل ، والمغرب العربي ، والأهواز ، وبشكل أقل سواحل القرن الأفريقي ، وتعرف هذه الأقاليم باسم الوطن العربي، ويعود لمرحلة النهضة العربية في القرن التاسع عشر، بروز ملامح الهوية العربية المعاصرة التي لم تساعد لحد الان ( بداية الفية الثالثة )
في تكوين القوة العربية حسب طموحهم القومي ( وهي مشروعة بالتاكيد ) حيث ومنذ استلام الخلافة الاسلامية من قبل القومية غير العربية ( الاتراك ) لم يعود للعرب وحدة باية صيغة دولية منظمه وكحال الكورد ( مع فارق في تسمية الامارات ) كانت لهم ولايات تحت رعاية الامبراطورية العثمانية التي تحول في مراحلها الاخيرة من الخلافة الاسلامية الى امبراطورية تفرض التتريك على رعاياها في المنطقة ..! مما ادى الى زيادة نقمة شعوب المنطقة على العثمانيين .
أ ثناء ظهور مرض الامبراطورية العثمانية ‘ في جانب الاخر من الارض ‘ الغرب ( اوروبا ) اكتمل اهداف النهضة فيها من جوانبها السياسية والعلمية والاجتماعية ‘ فظهر طموح التوسع لدى الاوروبين باتجاه الشرق وبدء حملتهم اولاَ عن طريق المستشرقين و التجار ‘ وعند بدء الحرب العالمية الاولى و وقوف العثمانين مع المانيا استغل الحلفاء الاوروبين غضب شعوب الشرق ضد العثمانين و قدموا لهم دعم مباشر لكي ينتفضوا ضدهم ‘ فكانت ثورة الحسين بن الشريف على امل ان يساعدهم الغرب بعد سقوط العثمانين لتاسيس الكيان العربي المتحد في منطقة الهلال الخصيب والجزيرة العربية ‘ وهكذا فعلوا مع الكورد في كوردستان ‘ جزء الجنوبي على وجه الخصوص ( ثورة الشيخ محمود الحفيد ) ‘ ورغم كثافة دخان الحرب العالمية الاولى ‘ الكثير من تفاصيل التوجهات لكل الاطراف المشاركة كانت واضحة ‘روس والانكليز وبريطانيا يحاربون لاسقاط الرجل المريض (حكم العثماني ) و استلاء على ممتلكاتها ‘ والطورانين في حدود تواجدوهم قريب من السلطنة يعملون لانقاذ مايمكن انقاذه من بقايا ورثة السلطنة ليأسسوا للترك مكانه متميزة في المنطقة كأنه امتداد لحياة امبراطوريتهم ولكن بثوب جديد ملائم مع العصر ‘ وكذلك الإيرانيون ( مركز الامبراطورية الفارسية ) التي كانت في حروب طويلة مع العثمانين ايضاً ‘ ‘ وبقى في تلك المنطقة الملتهبة سمي بعد ذلك بـ ( الشرق الاوسط) القوميتين الكوردية والعربية ‘ كان عليهم البدء من الصفر وكان لايمكن لهم ذلك الا من خلال إبداء استعداد من قوة اتية من خارج المنطقة ...!‘ لذلك بقايا حماسهم القومي شجع اكثريتهم للوقوف مع الثلاثي الروسي الانكليزي والفرنسي ( هناك وثائق تؤكد وعود الحلفاء للعرب – الشريف الحسين – لتكوين كيان عربي موحد و وعد الانكليز بضمان حقوق الكورد ) ومن المعروف ‘ ماكان في المنطقة غير تلك الاعراق : الكورد العرب والفرس والترك .... وسقط الامبراطورية العثمانية ‘ وبعدها حدث ثورة اكتوبر وكشفت المستور : تم كشف عن خارطة سايكس -بيكو 1916 كما هي في كتاب المؤرخ السوفيتي لوتسكي :"تاريخ الاقطار العربية الحديث " ...هذه الخارطة التي فضح اسرارها البلاشفة الروس بعد ثورتهم 1917 رسمت بعد اتفاقية بريطانية -فرنسية لاقتسام المشرق العربي بعد انهيار الدولة العثمانية وقعها مارك سايكس عن بريطانيا وجورج بيكو عن فرنسا وهي التي اصطنعت الحدود وقسم الكورد والعرب في الشرق الاوسط ‘ نصت اتفاقية سايكس بيكو على تقسيم الشام الى ثلاث مناطق المنطقة (أ) الزرقاءوهي العراق وتخضع للادارة البريطانية والمنطقة الحمراء (ب) وهي سوريا وتخضع للسيادة الفرنسية اما المنطقة السمراء (فلسطين ) تخضع لادارة دولية وياتي ذلك كمقدمة لتسليم فلسطين لليهود ‘ حيث اعلنت بريطانيا في تشرين الثاني 1917 وعد بلفور وهو الوعد الذي اعلنه لندن لإيجاد ( وطن أمن لليهود ..!!) وهو مكمل ( بل أساس ) لساكسبيكو ..! وفي كل هذه الاعيب المنتصرين الغرب كان حض الكورد كحض العرب : خداع خطوة خطوة الى ان وصل حال القوميتين منذ بداية العشرينات القرن العشرين متشتتين ضمن خريطة سايكسبيكو : الكورد بين ايران والعراق وتركيا وسوريا و العرب المشاركين في اسقاط العثمانين تحت رحمة قرارات من بريطانيا وفرنسا وهم يعملون لتاسيسات ماسمية بدول العربية بدات بالعراق و سوريا و الاردن ولبنان وخطط لخداعهم بضرورة تاسيس ( جامعة الدول العربية ) بديلاً لطموحهم القومي ‘ اما حديث عن حقوق الكورد المصيرية بعد عصر العثماني كتب في عهود ومعاهدات سيفر و لوزان ولكن بقيت حبر على ورق ولم ينفذ ...
•وأين الـــــــــــكورد وأين العـــــــــــرب الأن ؟
بعد السرد البسيط لما كان ‘ منذ فجر التأريخ ‘ وماحصل منذ نهاية الحرب العالمية الاولى لحد عقد العشرينات القرن الماضي ‘ نحن الان في عشرة الاولى لقرن الواحد العشرين ‘ ووااقع الحال الكورد و العرب ‘ إمتداد مزري لتلك البداية التي بدأت من بعد سايكسبيكو ولايظهر فيه اي ضوء في نهاية النفق ‘ القومية الكوردية لاتزال مقسمه كما كان منذ ذلك التأريخ ورغم نضال هذا الشعب الشجاع على المستوى القومي العام ‘ وعلى المستوى الوطني كل جزء ضمن البلد الذي الحق وطن الكرد به ‘ من أجل حقوقة المشروعة ‘ ولكن ومع كل الاسف أن نضالها احبط بكل وسائل العنف والمؤسف في الصورة أن تناحر اطراف الكوردية كان له الدور في عرقلة الوصول بالنتائج المرجوة على المستويين القومي والوطني ‘ وكثيراً ما حصل فرص امام الكورد كان من الممكن إستغلالها بطريقة صحيحة يجبر الاخرين ( كرهاً أو طوعاً ) احترام اختيارهم لتقرير مصيرهم ‘ ذلك لأن القيادات السياسية الكوردية كثيراً مايخطئون في الاختيار الوقت و المكان في اخذ الموقف والتصرف نحو تحقيق اهداف شعبهم ‘ وعندما يواجهون يخطئون في اختيار الصديق حيث كانوا ( ولايزال ) يراهنون على تناقضات بين الدول وزع سايكسبيكو ارضهم ومصيرهم عليهم ..! فكان هذا الاختيار يضر اولاً بطريقة النضال الوطني وكذلك القومي لهم وماحصل عام 1975 ليس تجربة الاولى ادى الى اكبر انتكاسه بالحركة الكوردية في كوردستان العراق ‘ عندما جدد القتال بناءً على توقيت ايران الشاه وليس الارادة الكوردية ‘ وعندما انسحب الرئيس العراقي صدام حسين قواته و كل مسؤولين حكومة المركز من اقليم كوردستان العراق بداية التسعينات القرن الماضي ‘ ونادت القاعدة الشعب الكوردي لإختيار استفتاء لتاسيس الفدرالية للاقليم ‘ استبشر الخيرين ( حتى بين اتجاهات السياسية العربية ) بأن ذلك يفتح افق الاقتراب الكورد من إقرار مصيره ‘ ولكن لم يمضي شهور اندلعت معارك دامية بين الاطراف السياسية جرحه ( داخلي ..!) لايزال ينزف بالإضافة أن القوى الاقليمية ( أيضاً لايزال ) يراهن على اثرها لعرقلة توجهات القومية للكورد على أجزاء الكوردستانية الاخرى ,,! ومثال اخر فرصة التي خلقها الوضع السوري ‘ راءينا بدلاً من أن يدفع كافة الاتجاهات القومية الكوردية إلى التوحد واتخاذ موقف تجاه ثورة الشعب السوري وإستفادة منها لفتح الطريق موحدين لتحقيق طموحاتهم القومية المشروعة ‘ تاثر كل جهة بالموقف الاقليمي والدولي بحيث اصبح كل جهة يتربص بالاخر بدلآ من اختيار توحيد الموقف ‘ ولايزال هكذا الحال بين كافة الجهات الكوردية مع الاسف دون ان نرى اي بادرة عملية مؤشراً بناء اتحادي لمستقبل هذه الامة المظلومة حقاً ...! بحيث ان بعض القادة واتجاهات السياسية يلعب بعواطف الناس على انها تعمل لاعلان استقلال كوردستان دون ان يكون هناك اي ادلة على بناء ابسط مستلزمات هذا الوعد ولايمر فترة الا ويظهر انه خداع لتمرير صفقة ما لصالح امور ليس له اية علاقة باستقلال كوردستان ..!
أما الامة العربية فحدث بلاحرج ‘ كأن زمن سايكسبيكو قائم ‘ لانرى ولانسمع اتخاذ موقف قومي عربي مستقل تجاه اي حدث يحدث ضمن شعوبهم او في منطقتهم إلا أذا تم تنسيق مسبق مع ( احفاد سايكسبيكو ) وفي مقدمة ألد أعداء هذه الامة ( الإدارة الامريكية ) ويرفضون حتى تنسيق مع ايران وتركيا في اصغر او اكبر قضية تخص مصيرهم أذا لم يضمنون ضوء الاخضر من الغرب وأمريكا بذات ‘ لذلك راءينا ان عدد دول العربية بعد سايكسبيكو لايتعدى عشر دول ‘ والآن اصبحو اثنان وعشرين دولة : ( أدارة ‘‘ توجة ‘‘ موقف ) مختلف بل بين بعضهم عداوة لحد استعداد لسفك الدماء ‘‘ لايأمل في اقواهم اي موقف مستقل متطابق لمصير وطموح الامة العربيه وحتى الإسلام ....!! منذ عقد ثلاثينات و بعض الاطراف القومية العربية يعلنون تمسكهم بالعمل من اجل الوحدة العربية ‘ ومنذ ذلك التاريخ ولحد الان لم يحصل اي نوع من بناء الوحدة سوى تجربيتين المصرية السورية انتهى بالانقلاب العسكري عمق مشاكل الامة والتجربة الثانية التي جرى بالقوة عندما احتل العراق دولة ( الكويت) بالقوة تكالب حلفاء الامة العربية بقيادة منقذ الشعوب ( امريكا ) مما ادى الى تدمير العراق ثم احتلاله ....!!
والآن وبعد مرور اكثر من مئة عام ( 1916 – 2015 ) على صياغة وتطبيق معاهدة سايكسبكو وهي معاهدة استعمارية بضد من طموح شعوب المنطقة تمت بين القوى العظمى بشكل سري ، وكان نتيجتها الخاسر الأول هما القوميتين الكوردية والعربية ، صحيح ان المعاهدة أضرت ايضا بمصالح القومية والوطنية لايران والاتراك ‘إلا أن البلدين استطاعوا نهوض بما يلاءم مصالحهم القومية كقوتين اقليميتين لهم مواقف وتصرف مستقل لصالح وجودهم القومي والوطني رغم تداخل مصالحهم الاخرى مع الغرب في بعض انعطافات التاريخية المعاصرة ‘ كموقف الشاه و نشاط تركيا في حلف الناتو ‘ ولكن لايختارون اتخاذ الموقف يضر بقوتهم الوطنية والاقليمية وعلى عكس من ذلك ان العرب وكياناتهم رغم ان الغرب اضرو لايزال يضر بمصالحهم القومية ‘ بل حتى وجودهم من خلال اصرارالغرب الاستراتيجي لدعم الكيان العبري الذي يعرف كل العرب ‘ اسس هذا الكيان بضد تماماَ لمصالح الوجودالعربي القومي وحتى الايماني ( ألاسلام ) ‘ ولكن نرى ان ادارات الدول العربية ( وكذلك متنفذين الكورد في كوردستان العراق ) ليس لهم موقف وتصرف تجاه مايحدث في منطقتهم الا يكون صدى لموقف وتصرف الغرب عموماً والادارة الامريكية الخبيثة الخالية من كل مقومات الاخلاق وحرية الاختيار الاكذباً ونفاقاً ‘ على سبيل المثال وليس حصراً لاتسمع ولاتقرأ عن تقسيم العراق وسوريا وبشكل منظم الا من الاعلام الامريكي وتسمع اعادة الحديث عنه من كل الاعلام العربي والمتنفذين الكورد في كوردستان العراق ‘ وكما تحدثنا في موضوع اخر ‘ أذا نريد أن نتحدث عن قراءة بعض المحللين والكتاب عندنا بوجهت النظر الكوردي والعربي ، نرى مع الأسف أن القراءة عند الكورد تأتي من باب التمني ، وينظرون إلى المشهد بمنظار العاطفة وليس الواقع ، والقراءة العربية تدخل في إطار البكاء على الأطلال ، والخوف من إدامة المشهد ، وعدم وجود رؤيا لمستقبل مشرق !
وعندما نطلع على القراءة الكوردية نرى أنهم يعتقدون بأن ما يحدث سيؤدي إلى إلغاء معاهدة ( سايكس بيكو ) ويتم رسم خارطة جديدة للمنطقة ، ويؤشرون بأن ظهور ( كيان كوردستاني مستقل ) سيكون أحد نتائج هذه الخارطة ، إن هذه وكأمنية ( أمل وهدف ) ليس فقط لأهل إقليمنا ، بل هي أمنية كل منتمي للقومية الكوردية في أجزاء كوردستان المقسمة إلى أربعة أقسام ، وهي أمنية مشروعة دون شك ، ولكننا لا ندري من أين جاء التفاؤل في ضوء ما يحدث من الأحداث التي تجري بسرعة غريبة ، بحيث لا تعطي فرصة لتقييم ما حدث بالأمس وما نتوقع أن يحدث غداً ، أو معتمدين على أي عهد موثوق من قوى متصارعة ومتنفذة ومؤثرة في الساحة ؟
• خــلاصـة الـكلام :
اتمنى ان لايستغرب احد عندما اقول ان مادفعني لكتابة هذا الموضوع هو اولاً الوضع الراهن الذي نعيشه نحن اهل منطقة الشرق الاوسط بكافة شعوبه الكورد والعرب و الفرس والترك والاقليات العرقية والاثنية بحيث اصبح منطقة ملتهبة يحرق الناس و ( ينفخ الاشرار من كافة الصنوف ) ويعرف القاصي والداني ان وراء هذا الحريق ليس ضعف الامم العايشة على هذا الارض ولا نصوص الرسالات السماوية التي نزلت على الانسان من هذه المنطقة ‘ وأن منطقة الشرق الاوسط ليست منطقة الوحيدة على الارض يعيش فيها الاقوام و الاعراق والمذاهب متنوعة ‘ اقول ان مادفعني لكتابة الموضوع هو ان متابعة يومية لما يحدث ذكرني بكلام بسيط وصريح و واضح من رجل عجوز في تسعينات القرن الماضي التقيتة في مدينة كركوك في العراق وهو من موطنين العرب سكنوا في تلك المدينة بدفع من السلطة منذ نهاية الستينات حيث كانت السلطة تدفع لهم عشرة الف دينار وقطعة ارض في محاولة لتغيير واقع المدينة ‘ والغريب في الامر ان الناس عندما سكنوا وانسجموا مع واقع المدينة حدث حالات معاكسة تماماً لهدف السلطة ‘ حيث ان عدد غير قليل من هؤلاء العرب الوافدين انسجموا مع الكورد في كركوك وتعلموا اللغة الكوردية بل ظهر بينهم من اتخذ موقف معادي للسلطة والتحق بالحركة الكوردية في الجبال ‘ هذا الرجل جاء لبيت صديقي الصحفي الراحل محمد عبدالرحمن زنكّنه وكنا نناقش مغامرة النظام العراقي بدخوله الكويت ‘ وتشبع الحديث الى العلاقة الكوردية العربية وماينتظر المستقبل للقوميتين في ظل مايحدث في المنطقة ‘ فابد الرجل رايه بكلمات شعبية بسيطة ( أحاول هنا أعيد صياغتها ليكون مقبولاً ‘ لأن رجل بين كل نقطة ورأس السطر كما يقولون يطلع من لسانه صلية شتايم و تعليقات لاذعة ....!! على حكام واولياء أمور ذلك الزمان ....) قائلاً :
اساس البلوه ان من يقودون الكورد (.سطحيين لاياخذون الدرس يسمعون كلام الاجنبي اكثر من الاصدقاء القريبين) ومن يقودون العرب ( لايزال مغرورين بالماضي رغم انه لم يبقى منه غير الاطلال وساذجين لدرجة يعتقدون ان الغرب يحترم التأريخ ....) يا اخوان لاعيب في القوة و وجود القوميتين ‘ ولوكان يقودهم قادة يهتمون بمستقبل امتهم مثل قيادات العقلاء في العالم لكانوا اسياد هذه المنطقة ومحو كل اثار سايكسبيكو ..... هذين الامتيين ضحية لقيادات فاشلة اما طامعة فقط في السلطة او طايش يريد ان يغامر دون العقل او منطق ......!! هولاء الحكام يتمنون ان يبقى الناس ( أطرش بالزفة ...!! ) حتى يتحققون ما يتمنون ..
اعتقد ( والله اعلم ) انه تحليل من صميم الشعب ..! اكثر صدقاً من تحليلات الذين يخدعون الناس مره بان الغرب يكفر عن سيئات سايكسبيكو ‘ ويعد صياغته لصالح المظلومين ومرة يبكون على اطلال تركه تلك المعاهدة ...لو للإرادة الوطنية وجود في المنطقة كما يتمناها أهلها عموماً والشعبين الكوردي والعربي على وجه الخصوص في الاستقلال ، لواجهت ما يحصل في المنطقة بوحدة الإرادة ، ولكن ومع الأسف لحد الآن لا وجود لهذا الموقف ‘ والحل ؟ ومالعمل فيما يخص الطموح المشروع للقومية الكوردية والعرب والآخرين ومستقبل الدولتين لهم تأريخهم الماضي ( إيران وتركيا ) ؟ كما وضحنا في بداية هذا الموضوع أن القوى الغربية المنتصرة بعد الحرب لإسقاط الإمبراطورية العثمانية ، لم تقدّر نهائياً تطلعات شعوب المنطقة في التعامل مع نتائج الحرب ، بل تعاملوا بغرور المنتصر وبعد انتهاء الحرب تصرفوا بالعنجهية مع شعوب المنطقة بل حتى مع الذين سهّل لهم طريق الانتصار في الحرب من القادة وأهالي المنطقة أيضاً ، وركزت قوة الغرب على بناء أسس لهيمنة طويلة الأمد لذا لجأت إلى التقسيم وكان الهدف الأول منه ( فرق تسد ) وفتح الباب أمام تنفيذ أكبر تآمر على العالم الإسلامي من خلال تنفيذ وعد بلفور المشؤم ..!
894 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع