بدري نوئيل يوسف - السويد
ذكريات من مدينة السليمانية ايام سفر برلك : 1914 ـ 1918
المقدمة :
أحاديثُ الاجداد للأبناء مهما تكن بسيطة وممتعة وشيقة ، فهي تبقى في الذاكرة ذاك حال أحاديث شيخنا عن الدولة العثمانية اثناء النفير العام ( سفر برلك) في نهايات عهدها ، وكيف اندلعت الحرب العالمية الأولى وما تبعها من أحداث القحط والجوع والفقر في مدينة السليمانية .
كنت على موعد مع شيخنا الجليل ليروي لي ذكريات مثيرة عن مدينة السليمانية ايام سفر برلك ، وأنا في طريقي للقائه في المقهى الشعبي الصغير القابع في شارع صابون كران في مدينة السليمانية ، مررت على مقهى الشعب الذي يقبع في ساحة السراي ، فهو من المقاهي القديمة وملتقى للحركة الثقافية والفنية في المدينة .
بات المقهى بيتاً ثقافياً وملتقى السياسة والفن والفكر له شهرته ، يجمع المثقفين من شعراء وأدباء وفنانين وسياسيين وبقي كذلك حتى اليوم ، له أجواء خاصة والمقهى يحتوي على مكتبة تضم كتبا ثقافية وتاريخية وسياسة هدية من مؤلفيها لقرأتها من قبل رواد للمقهى ، على جدران المقهى يعلق صور الشخصيات الكردية والفنانين الكُرد ... والغريب ان تلاحظ بعض صور مجانين المدينة معلقة على جدران المقهى ... تبادلت أطراف الحديث واسترجاع الذكريات الجميلة والمواقف الطريفة مع بعض الاصدقاء القدامى . ثم ودعتهم على أمل لقاء آخر .
في المقهى الصغير :
في المقهى الصغير جلس شيخنا الذي تميزت شخصيته الرائعة بعفويته وحبه للبساطة والهدوء يحتسي آخر رشفة من فنجان الشاي وينفذ دخان سيجارته ينتظرني ويلاعب مسبحته الشعبية ، دخلت المقهى الذي احبه شيخنا ووقفت لحظات عند المدخل لكي ارصده واجلس حول طاولته ، لوح لي بيده وابتسم ، بعد الترحيب اعتذرت عن التأخير وقلت له زرت مقهى الشعب وأنا في طريقي الى هنا وتحدثت مع بعض الاصدقاء .
قال مبتسما : لا بأس .. فمقهى الشعب تراث وفلكلور ومحطة تجمع الكتاب والمثقفين ، انه مقهى يشبه كثيراً مقاهي بغداد المهمة كالزهاوي والشابندر.
قلت بهدوء واحترام :اشكرك لأنك لن تنزعج من تأخيري ، ثم قلت له : اتفقت معك في لقائي السابق ان تحدثني عن سفر برلك فهل انت مستعد .
تنهد واخذ نفسا عميقا ثم قال بهدوء :نعم انا هنا لكي احدثك عن حكاية عمرها مائة عام ، سمعت قصصها وآلامها ومآسيها من جدي الذي عاش زمنها ، لأنه استطاع الهروب من ايدي الجنود العثمانيون .
سفر برلك تتكون من كلمتان الاولى "سفر " يعني الرحيل أو تَركْ الديار ، والثانية " بر " يعني الارض او البرية ، و"لك" هي اداة وصل بالتركية تلحق البر وتعني الرحيل عن الديار أو السفرة الطويلة . وقد سميت في العامية العراقية او اللهجة الشعبية (الروحة بلا رجعة) ، استمرت الحرب اربع سنوات ، وثلاثة أشهر وأسبوع واحد .
صمت لحظات واخذ نفسا عميقا من سيجارته ثم تابع حديثه قائلا : الثامن والعشرين من تموز 2014 يصادف مرور مائة عام على اندلاع الحرب البرية الكبرى او الحرب العظمى وسميت في امريكا الحرب الاوربية باعتبار الحرب واقعة في اوربا ، وفي البلقان سميت حرب الخنادق لأنها كانت حرب دفاعية برية لكثرة الخنادق التي امتدت على جبهات القتال ، وفي مصر سميت حرب ترعة السويس لان اراد العثمانيون الحفاظ على ترعة السويس ( القناة) ويمنعوا الانكليز من دخول السويس ، ولم تسمى الحرب العالمية الاولى في وقتها لان الحرب الثانية لم تكن واقعة اثناء الحرب .
تابع حديثه قائلاً : وقع عدد كبير من الضحايا من كل الاطراف التي اشتركت بالقتال ،يقدر عدد القتلى بعشرين مليون قتيل ، واثنان وعشرين مليون جريح ومعاق ماعدا الهجرات الجماعية او الترحيل الجماعي او التهجير القصري او الإبادات التي تمت مع وقوع الحرب ، ولا يوجد في العراق احصاءات دقيقة او توثيق ميداني عن عدد الضحايا من القتلى والمصابين التي ذهبوا بهذه الحرب من العراقيين .
سألته كيف بدأت الحرب وما هي الاسباب التي ادت الى اندلاعها ومشاركة كل هذه الدول في الحرب.
صمت قليلاً .. ثم تنهد و قال :السبب المباشر لبدأ فتيل الحرب بعد اغتيال وريث العرش النمساوي سنة 1914 مع زوجته في سراييفو ، بدأت النمسا بهجوم على الصرب وعلى اثرها تحالفت الدول مع بعضها وأصبحت فريقان متخاصمان ، وهناك اسباب اخرى غير مباشرة منها النهضات الفكرية المتطورة اي تتطور وعي الناس والنزعات القومية بين الشعوب ، ومنافسة الدول على المستعمرات ، وزيادة انتاج السلاح لدى الدول بعد الثورة الصناعية ولا تنسى التحالفات العسكرية بين الدول .كما بدأت الشعوب لا تتحمل ادارتها من قبل السلاطين والقياصرة والإمبراطوريات ونقل العرش من الاب الى الابن كما ظهرت نظريات جديدة على سبيل المثال الشيوعية وسيطرة رجال الدين.
قلت له اشكرك على هذه المقدمة الرائعة لكن اريد اعرف منك ماذا جرى بعد ما دخلت تركيا الحرب .
اسند ظهره الى الكرسي قائلا : بدأت طبول الحرب تقرع مع تقهقر الدولة العثمانية التي سميت بالرجل المريض او الامبراطورية المريضة . هذه الحرب هلكت الحرث والنسل وقلبت النظم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وأنشأت دولا وألغت دولا.
عندما يسمع الرجال والشباب كلمة سفر برلك ، كأن صاعقة نزلت عليهم وهي كلمتان خبأت بين ثنايا حروفهما الرعب المخيف ودموع الامهات الثكلى ، وعندما يعلموا الاهالي ان الجندي العثماني اذا دخل القربة او المحلة يعني الرحيل قادم . قبل دخول الجنود القرية يطوقونها من جميع منافذها ويمسكون الرجال والشباب جميعا باستثناء رجل الدين لاعتبارات سياسية دينية ، ولذا كانوا الرجال يحصنون داخل بيوتهم أو يهربوا إلى البساتين والجبال خوفاً من الخطف المباغت من الجنود الأتراك ، ولم ينج من قبضة الجنود إلا القليل النادر ومنهم جدي حيث هرب الى قضاء حلبجة متخفيا بملابس نسائية .
كانت وسيلة التنقل في تلك الفترة الزمنية المشي للجنود ، والخيول للقادة العسكريين ولجماعة الضباط.
يرسل الرجال والشباب الى ساحة الحرب في أصقاع أوربا الى أتون حرب ضروس لا ناقة لهم فيها ولا جمل .
يقودهم ضابط تركي ويحرسهم عدد من الجنود بعد تكليفهم بالخدمة العسكرية متجهين نحو خارج المدينة في طريقهم الى المعسكرات وهم لا يعرفون طعماً للماء ولا شكلاً للطعام لعدة أيام ، وكان أهلهم يسيرون وراءهم يبكون ويَّولولون وهم يودعونهم ، يلحقونهم الى مشارف المدينة ، ثم تعود الاهالي أدراجها وهم يعلمون أنهم ودعوا اولادهم وداعاً لا رجاء لهم بعودتهم ، ومن يذهب لساحات تلك الحرب نادراً ما يعود ، كانت الامهات تنتظر ابنائها على عتبة باب المنزل تتوقع مجيئه في أي لحظة ، ولا أحد يعرف في أي مدينة أو دولة قد حارب ، ولا أين مات أو دفن .
سألته مبتسما : تستطيع ان تحكي لي كيف استطاع جدك الهرب من المدينة .
ابتسم بهدوء وقال : لم يقبل جدي رحمه الله ان تُحكى قصته لأنه يشعر بالخجل ، لكن سأقصها عليك ... كان لكل محلة مختار وهو أصغر مسئول أداري في المدينة بموجب الوثائق العثمانية ، هناك ثمة واجبات تقع على كاهل المختار و ابرز مهام المختار يقوم بتبليغ الأفراد المكلفين بالخدمة العسكرية .
في احد الايام جاء المختار بصحبة اثنان من الجنود العثمانيين ذو الطرابيش الحمر التي كانت في ذلك الوقت دليلا يكفي لإثبات ان من يضعها على رأسه شخص يفهم ومتميز عن غيره الى منزل جدي وطرق المختار الباب ، خرجت والدة جدي مستفسرة من الطارق ، وكانت امرأة فطنة شديدة الفراسة ذكية جدا قوية وشجاعة ، عندما رأت المختار ومن معه عرفت انه جاء يستدعي ابنها لأداء الخدمة العسكرية وسوقه للنفير العام .
سألها المختار عن ابنها إذا كان في المنزل فردت عليه بلباقة انه خارج المنزل ويعود مساء بعد انتهائه من عمله .اخبرها المختار ان ابنها بلغ سن الرشد وعليه الالتحاق بالخدمة العسكرية ولم يقل لها انه جاء لتبليغه للالتحاق الى النفير العام ، ابتسمت وزغردت وتظاهرت بالفرح ان ابنها سيلتحق بالجيش العثماني وأصبح رجلا ولو سمحوا لها ان تلتحق بالجيش لفعلت ووعدت المختار ان تسلم ابنها الى الدرك حال عودته من عمله علما ان جدي كان داخل المنزل . ودعها المختار بفرح وسرور قائلا لها : اتمنى ان تكوني نموذجا لبقية الامهات لإرسال ابنائهم الى جبهات القتال . بعد مغادرة المختار المحلة دخلت والدة جدي المنزل وأغلقت الباب خلفها وهي مبتسمة ترقص فرحا لخداعها المختار .
دخلت على جدي وهو مختفي في قفص لتربية الدجاج في فناء المنزل وقد اعتاد الاختفاء عند سماعه طرق الباب ، وأعلمته ان طارق الباب كان المختار الذي جاء يستدعيه الى الخدمة العسكرية واستطاعت ان تصرفه بخدعة ذكية ، طلبت من جدي ان يلبس ملابس أخته الزى الكردي النسائي ، وشدت رأسه بغطاء جميل مزركش بألوان جذابة ، وأحضرت حمارا وضعت عليه جرار الماء وخرجت مع جدي بحجة جلب الماء من احد الكهاريز حيث اعتادت ان تذهب مع ابنتها الى الكهريز كل يوم ، وكان السكان يعتمدون على جلب الماء من الكهريز إلى البيوت كل صباح ،او يقوم السقا بجلب الماء لهم مقابل أجر زهيد يتقاضاه في آخر كل شهر. حيث كانت حرفة السقا من المهن التي سادت في الماضي ، ولكن انقرضت تلك المهنة القديمة التي كان كثير من الناس يمتهنونها بعد توفر الوسائل الحديثة لتوصيل المياه إلى المنازل .
خرج جدي بملابسه النسائية مع والدته من المنزل متجهان نحو قرية قرگة الواقعه على مقربة من المدينة بعيدا عن اعين الدرك ،غير جدي ملابسه ولبس ملابس الرجال ، ودع امه التي عادت الى منزلها ، واخذ معه الحمار وما حمل من زاد واتجه بمفرده الى قضاء حلبجة
وبقى هناك يعمل بالزراعة عند اقارب له حتى انتهت الحرب عاد الى السليمانية .
بعد أيام عاد المختار مستفسرا عن جدي اعلمته والدة جدي انه سلم نفسه الى الدرك وقد وزعت الحلويات على الجيران لكون ابنها اصبح رجلا والفرح يغمرها وطلبت منه الانتظار لحظات حتى تدخل وتجلب له الحلوى وتقدمها له . شكرها المختار بعد ما اخذ الحلوى معه وودعها على امل ان يعود ابنها من الحرب بأسرع وقت .
قلت له : سأدونها في مقالتي مثل ما رويت الاخبار لي ، لكن اريد اعرف منك حكايات اخرى لسكان المدينة.
قال بهدوء: سأطلب قدحان من الشاي ثم نستمر بالحديث .
قلت: لا مانع لدي من احتساء قدح الشاي والسماع لحديثك الشيق والممتع .
رفع يده ونادى على النادل وطلب قدحان من الشاي .
قال مبتسما :سمعت من جدي بعض الحوادث الطريفة في تلك الفترة الزمنية وحيال الوضع المأساوي الذي ساد مدينة السليمانية ، كان لوالدة جدي جار وهو رجل هادئ الطبع وغير مُحب للعمل بعكس زوجته التي كانت تعمل منذ الساعات الأولى من الفجر وحتى وقت متأخر من الليل بحياكة ليفة الحمام ، ولم تكن الزوجة قادرة على إقناع زوجها لتقديم أية مساعدة لها بحجة أنه لا يستطيع الخروج من المنزل ، لأنه مطلوب للخدمة في صفوف العسكر العثماني وهو هارب من الخدمة أي فرار ، وفي احد الايام طلبت زوجته ان يشتري لها الزعرور (ثمار موسمي لنوع من الشجر البري) ، وألحت عليه ان يذهب للسوق لشراء ما اشتهت ، وكان الزوج يعلم ان لا يوجد زعرور في السوق لأن الفصل في غير موسمه . ولكنه لم يعير لها اهتمام ولن يرد عليها ، ولم تَعد زوجته تطيق صبراً ولكثرة غيظها وانزعاجها صعدت إلى سطح المنزل وراحت تصيح بأعلى صوتها ، يا عسكر يا جندرمة عندي هارب بالبيت ، يا مختار زوجي فرار من الخدمة العسكرية ، وكررت نداءها فسمعتها والدة جدي وصعدت مسرعة للسطح وطلبت منها السكوت وأقنعتها ان تنزل من السطح وكانت والدة جدي تعرف ان جارتها حامل و توحمت واشتهت اكل الزعرور ، وعندما عرف الزوج ان زوجته حامل و تتوحم سأل زوجته ببرود وفتور منذ متى وأنت حامل ؟
قلت له مستفسرا :هل هناك حوادث طريفة اخرى او محزنة ؟
قال بهدوء :نعم على سبيل المثال بعض النسوة اللاتي ينزعجنَّ من أزواجهن كنَّ يهددنَّ أزواجهنَّ بإعلام
المختار أو الجنود العثمانيون عن وجود أزواجهنَّ الفارين من الخدمة العسكرية والمتخفين عن الأنظار ، إذا ما خالفوا إرادتهنَّ أو تقاعسوا عن مساعدتهنّ يطورنّ التهديد إلى تنفيذ وهذا ( شر البلية ما يُضحك ) .
ثم قال لي اسمع هذا الموقف من احد الازواج بعد هروبه من العسكر العثماني واختفائه في المنزل ،كلفته زوجته بالقيام بواجبات المنزل من غسل الملابس وتنظيف وكنس وطبخ ، اطاعها وينفذ أوامرها بدون نقاش ، بعد عدة اسابيع ضاق ذراعا بزوجته وطلباتها وأوامرها فتمرد عليها ولا يلبي رغباتها ، فهددته بتبليغ العسكر بأنه هارب وفرار ، لكنه كان لبق وذكي جدا بدأ يذكرها بما حدث لبعض شباب المحلة الذين ذهبوا للحرب ولم يعودوا اي الذي ذهبوا الى سفر برلك ولم يرجعوا ، فندمت زوجته وشعرت بخطورة تهديدها ومنذ ذلك الحين كان الزوج لا يأت بأي عمل بل يكتفي بإملاء أوامره على زوجته التي عليها أن تطيع وتنفذ دون معارضة ودون عودة إلى التهديد خوفا من ذهابه بدون رجعة.
جاء النادل وقدم الشاي لنا ، وورث شيخنا سيجارته وقال :
ترافق سنين الحرب توقف الامطار وعَمَ جفاف الأراضي الزراعية وانتشر القحط والجوع بالإضافة لأزمات اجتماعية من فقر وعوز وبطالة اجتاحت المدن والقرى ، بدأ الجيش العثماني بمصادرة مؤن وأرزاق سكان القرى والفلاحين لإطعام وتجهيز الجيش العثماني ليخوض غمار حربه ، ولتمويل تلك الحملة فرضوا المزيد من الضرائب ، مات الكثيرون من الجوع فحصلت مجاعة رهيبة بلغت ذروتها عام 1916 ولا يزال الناس يسمونها سنين الجوع والقحط تحديداً خلال عام 1917 ، عمت مظاهر المجاعة في السليمانية ، أنتشر الجوع والبطالة بشكل مخيف.ثم اشتدت وطأتها اوائل عام 1918 .
أصبح من المناظر الطبيعية أن ترى الجثث في الشوارع والأزقة وداخل البيوت. وتبقى الجثث في تلك الاماكن لا تجد من يتبرع بدفنهم فباتت تهدد حياة الغالبية العظمى من سكان السليمانية على حد سواء. كانت مأساة بمعنى الكلمة وحوادث فاقت الخيال .
نفقت معظم الحيوانات ليبدأ الفقراء باصطياد الكلاب والقطط لتصل حد أكل القنافذ والأفاعي والحشرات ، وتحولت الحيوانات التي كانت تقتات اللحوم إلى حيوانات نباتيه ، وتحول لب الأشجار والأعشاب البرية إلى طعام للفقراء. في الوقت الذي أستغل عدد من التجار ( الجشعون ) تلك الحالة برفع أسعار الطحين والحبوب ، وأمسوا يبيعون حقه الطحين التي تساوي 1250 غرام بثلاثة ليرات رشادي ، وبذلك كونوا ثروات طائلة ولكنهم فقدوا سمعتهم وذويهم في نفس الوقت .
هبَ الخيرون من ابناء المدينة لنجدة اخوتهم الجائعين والمحتاجين وإنقاذ حياة الكثيرين منهم بالمال والطعام والملابس بدءوا بإعداد كميات كبيرة من الطعام يومياً بغية توزيعها على المحتاجين والجائعين .
يبرز الكلداني عبد الكريم علكة في هذه الظروف الصعبة الذي ضرب امثلة رائعة في السخاء والعطف ، فقام
بشراء كميات كبيرة من الحبوب ( القمح والشعير والرز ) من الاسواق المحلية والمدن المجاورة وخزنها في
مخازنه ووضع عليها حراسة مشددة كما انشأ مطحنة للحبوب والتي كانت تعمل ليل نهار لطحن القمح
والشعير وتوزيعه على الفقراء كما فتح مخبز لتزويد فقراء السليمانية بالخبز مجاناً ، و في كل مساء كان يأمر بطبخ كميات كبيرة من الطعام لتوزيعها على مئات الفقراء والمحتاجين ، وكان بإمكان الفقير أن يأكل عند مواقد الطبخ أو يأخذ حصة لأهله أيضاً ، انقذ آلاف من اهالي المدية والمدن والقرى المجاورة من الموت المحقق ولن يفرق بين أي طائفة دينية فالكل كان متساوين عنده ، في حين كان تجار السوق مستغربين متعجبين مندهشين من تصرفه وكرمه ولا يجدوا غير جواب واحد انه عبد الكريم علكة الشهم والكريم والوفي لأبناء مدينة .
بعدما بلغت الوفيات في بعض الاوقات حداً عجز القائمون على البلدية عن كفن ودفن الموتى ، قدم عبد الكريم علكة المبالغ اللازمة لدفن كافة الموتى وعلى حسابه الخاص بالنسبة للفقراء والمحتاجين والذين لم يتمكنوا من دفع مصاريف الدفن الذين كانوا يتساقطون في أزقة المدينة ، وقدم الكسوة الشتوية للعديد من الطلبة الفقراء و في كل ليلة كان يتفقد احوال الفقراء بنفسه ومساعدة المرضى وشراء الادوية لهم.
ومع ذلك فأن المواقف المشرفة لأبناء السليمانية الخيرين قد أسهمت في تخفيف حده ذلك الوضع المتفاقم وإنقاذ الكثيرين من كان يهددهم الجوع والبرد معاً.
سألته ماذا تعرف عن معاملة الجنود للمساقين للخدمة العسكرية .
قال بهدوء : سمعت هذا الكلام من جدي الذي ينقله عن ناجين من سفر برلك كان الجنود العثمانيون يحرقون من يسعُل وهو حي لاعتقادهم بأنه مصاب بداء السل خوفاً من تفشي الوباء بين صفوف الجيش . لقد
عانى الناس الكثير اثناء سفر برلك ، واحد الاسباب حالة التخلف التي كان يعيشها المجتمع على جميع الاصعدة ، لم يكن المجتمع قد بلغ مستوى كافيا من التقدم العلمي .
رن الهاتف الجوال الذي يحمله شيخنا في جيبه ، اخرج الهاتف ورد على المكالمة ، كنت انظر اليه بتعجب واستغراب وهو يهز رأسه بالإيجاب ويسمع حوار المتكلم مبتسما ، رد باختصار شكرا نحن قادمان . غلق هاتفه الجوال وقال لي : بنتي حضرت لنا طعام الغداء وهي تنتظرنا .
قلت له باندهاش . ولكن ..
قاطعني على الفور قائلا : بدون لكن انهض الكبة كردية (كبة صابون كران )تنتظرنا ...
قلت بهدوء واحترام : وهل انتهى حديثك عن سفر برلك .
قال مبتسما : لا سأقص عليك بقية الحوادث عن سفر برلك في المنزل بعد تناول الغداء .
قلت : لا مانع لدي طالما الكبة الكردية تنتظرنا .. ولي طلب هل تحدثني عن دور المختار الاجتماعي والإداري .
قال : بكل سرور بعد اكمال حديثنا عن سفر برلك .
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
إحداثيات: 33°20′36″N 44°23′15″E مقهى الزهاوي أو قهوة الزهاوي هو مقهى في بغداد، يقع بين الميدان والحيدرخانة. تأسس المقهى سنة ١٩١٧ م. سميت على اسم الشاعر جميل صدقي الزهاوي. ملتقى الشعراء والمثقفين والمفكرين واحتضن على مر السنين الادباء والسياسيين كونه منتدى لمختلف الافكار السياسية والشعرية
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مقهى الشابندر هو مقهى يقع في شارع المتنبي في بغداد. تأسس سنة 1917 م. فضاء عريق للثقافة والأدب ببغداد بعيدا عن ألعاب التسلية التي تنتشر في المقاهي ألأخرى والمقهى مفتوح للجميع من الذين يريدون الاستفادة من الأدب والثقافة والسياسة.
الحرب العالمية الأولى حرب عالمية نشبت بين القوى الأوروبية في 28 يوليو 1914 وانتهت في 11 نوفمبر من عام 1918.
في 28 يونيو 1914 في أثناء زيارة وريث العرش النمساوي الأرشيدوق فرانز فرديناند وزوجته سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك، تجمعت مجموعة من ستة قتلة في الشارع الذي سيمر به الموكب، والقتلة هم: نيديليكو كابرينوفيك، سيفيتكو بوبوفيتش، محمد باسيك، غافريلو برينسيب، تريفكو غاربيز وفاسو كبريلوفيك من حركة البوسنة الشابة المجهزة من قبل تنظيم اليد السوداء السرية.
كهاريز(جمع الكهريز) هي قناة جوفية (تحت الأرض) بعمق قليل عادة , تحفر في المناطق التي فيها نسبة تساقط الامطار قليلة أو عديمة لنقل الماء من الخزان المائى في المنطقة التي تكون منسوب المياه عالية إلى المناطق المسطحة والتي فيها منسوب المياه منخفضة وذلك لغرض الرى والسقى والزراعة وتتكون الكهاريز من عدة مكونات منها البئر الام والآبار
الدرك أو الجندرمة أو الحرس (بالفرنسية: Gendarmerie) هيئة عسكرية مكلفة بواجبات الشرطة بين السكان المدنيين. يطلق على أعضاء هذه الهيئة رجال الدرك. تستخدم أيضاً تسمية الشرطة .
من الصناعات التراثية بدأت تنقرض في مجتمعنا ومن الاعمال اليدوية التي لم يعد يمارسها إلا القلائل
بعد تحضير الليف يقوم الصانع بتفريقه عن بعضه ثم غزله بمغزل خشبي في رأسه قطعة حديد معقوفة وبعدها تنسج الليفة على خمسة عيدان وقديما كانت الليف تصنع من شعر الغنم ولكن الليف الحالية افضل المصنوع من الصوف
راجع جريدة الاتحاد العدد 3549 ليوم الاربعاء الموافق 04-06-2014
2357 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع