بقلم جمهور كركوكلي
من ذاكرة قلعة كركوك / يوم لم يكن الحقد موجودا ..(( دايا )) أيقونة قلعة كركوك ...
لم تحض اية أمرأة بحب أبناء القلعة شيبا وشبانا ، مثلها قط .. الكل ينادونها ( دايا ) وهي تجيبهم بوجه طلق بشوش :
جان .. دايا ....!!
اجزم ان الكثيرين من أبناء جيل الستينيات وحتى السبيعنيات من القرن الفائت لا يعرفون أسمها الحقيقي .. وصار اسم ( دايا ) عنوانا لحب متناه سيظل لزمن طويل ملازما لسيرة تلك المرأة الكردية ( أسمر ) وهذا هو أسمها الحقيقي ، والتي غدت جزءا عزيزا لا يتجزأ من تأريخ قلعتنا الشماء..
كانت ( دايا ) ومعها زوجها الستيني ( كاكمند ) تقوم ببيع الباقلاء واللبلبي واللوبياء المسلوق امام بوابة مدرسة القلعة والمحمدية الابتدائيتين ، والتي كانت تقوم على سفح بوابة الحلوجية من جهة الشرق من القلعة ..
مع تباشير الصباح من كل يوم كانت جموع التلامذة والمارة يتحلقون حول عربة ( دايا ) لتذوق الباقلاء واللبلي اللذيذ المعد من قبلها ..
لكم كانت حلوة تلك الايام الجميلة التي أضفت على جمالها طيبة المرأة الطيبة ( دايا ) ووجهها المشرق النوراني ، جمالا اخر ،يوم لم تكن التسميات الطائفية المسمومة و( المسلفنة في الخارج )، قد عرفت طريقها الى ارضنا ..!
وأنا أستذكر تلك المرأة الوادعة الحنونة ، أتسائل مع نفسي ، كم نحتاج قلوبا خيرة ، صافية ، مثل قلب ( دايا ) حتى نعيش كما كنا أخوة متحابين لا يفرقنا عرق ولا مذهب ولا هوية .
طيب الله ثرى ( دايا ) وزوجها الطيب ( كاكمند ) ...!!
الگاردينيا:بعد غياب طويل بسبب التزاماته مع برامجه التلفزيونية في كركوك يطل علينا الزميل العزيز اللامع( جمهور كركوكلي) بهذه المادة الجميلة.. سررنا بوجوده في حدائقنا.. زارتنا البركة..
907 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع