د.طلعت الخضيري
الحلقة الرابعة
ألتخطيط للأنتقام
نحن في سنه 1835 وفي مدينه روما ،حيث يتوافد عليها أثرياء أوربا ،للمشاركه في كرنفالها, ومن بينهم شابان من باريس، أحدهما ألفيكونت ألبير أبن ألكونت مورسيف ،وألذي عرفناه في بدايه ألروايه بأسم فرناند ، ألفقير ومن سكنه قريه ألصيادين في مارسيليا ، وألذي تزوج فيما بعد مرسيدس ،وأنجب ألأبن ألوحيد ألبير..وقد أختارى ألأقامه في أشهر فندق في روما, حيث صادف ألأقامه به ، أحد كبار أغنياء ألعالم واسمه ألكونت مونت كرستو, ألذي أمتلك جزيره قرب ألساحل ألأيطالي بهاذا ألأسم. ولم يعرف أحد بلده ألأصلي ما قبل ذلك.ولم يكن في حقيقه ألأمر , إلا أنه هو دانتيس متخفيا في تلك ألشخصيه ألجديده ، ولديه كنزه في ألجزيره يسهل له كل أمر يرغبه.
وأختصر أحداث ألروايه ..حيث تعرف ألكونت على ألبير وصديقه ، وأسدى لهم بعض ألمساعدات ألترفيهيه ..وأنتهت بأنقاذ ألبير ،بعد أن خطفه أشقياء روما ثم تم تحريره بنفوذ ألكونت مونت كرستو وسطوته على زعيم خاطفي ألبير.. وتلى ذلك دعوه ألكونت مونت كريستو لهم ، وألأبحار معه في يخته إلى جزيرته ،حيث قضوا ليله في قصر له بني في أحد كهوف ألجزيره , حيث تم قبل ألزياره وبعدها تخديرهم بشراب مخدر ، ليجهلوا موقعه وبعد قضاء ليلتهم في ذلك ألقصر، حيث توفرت به مشاهد ألبذخ وحضور ألجواري وعازفي ألموسيقى..
عادوا إلى باريس ، بعد أن ودعهم ألكونت مونت كرستو ، وقبل دعوه ألبير في باريس له ،أعترافا بجميله ، وذلك في موعد حدد مونت كريستو يومه وساعته.
ألكونت مونت كريستو في باريس
أنتظر ألقيكونت ألبير وأصدقائه في بيت والده، وصول ألكونت مونت كريستو ,ألذي حضر فعلا في أليوم وألساعه ألتي حددها من قبل..ثم توجه معه إلى حيث قدمه إلى والده ووالدته ـ ولم يظهر مونت كريستو معرفته بهم من قبل..وتوجه بعد ذلك إلى قصر فخم ،أجره له خادمه ألمطيع ألجديد ألمسمى برتيشيو من قبل , ويقع في جاده ألشانزليزيه ألشهيره.. ومن خدمه صبي أفريقي أسمه علي ، أشتراه ودربه على ألطاعه ألعمياء وألأخلاص له.. وكما شمله هو بعطف أبوي.
لم يتراجع مونت كريستو لحظه واحده من ألأصرار في ألتخطيط للأنتقام من من أساؤوا أليه..وحطموا سعادته وآمله.. وهم بالتحديد فرناند ألذي خدم في ألجيش في أليونان في حربهم ضد ألأتراك وأدعائه أن أحد ألبشوات ألذي خدمه فرناند حسب أدعائه بأخلاص ، وقتل خلال ألمعارك قد وهب له قبل موته ثروه كبيره ، وهكذا تمت ترقيته في ألجيش ألفرنسي حتى وصل ألى أعلى ألدرجات ، ثم أصبح عضوا في ألمجلس ألتشريعي في باريس بأسم ألكونت مورسيرف. وكذلك خطط ألكونت مونت كريستو تدمير عدوه ألآخر دنكلاار ألمحاسب ألسابق في سفينه ألفرعون ، وصاحب بنك في باريس بعد ذلك..وأستهدف ايضا فلفور ألمدعي ألعام في باريس وأخيرا أنتظر ألظربه ألقاضيه وألأخيره لجار والده كدروس ألهارب من وجه ألعداله.
وكما ذكرنا أن ألكونت مونت كريستو أختار لخدمته ألسيد برتوشيو ..فهل أختاره بطريق ألصدفه..لنرجع قليلا إلى ألوراء لنتقصى خلفيه حياته..
فقد ولد ونشأ في جزيره كورسيكا ، موطن ألأمبراطور نابوليون بونابورت ولكنه خلاف ألشخصيه ألتاريخيه ألتي أنجبتها ألجزيره ألفرنسيه.. لم يكن برتوشيو إلا مهرب ,حوكم وسجن في مدينه نانت فيلفور..
وزاره في سجنه كاهن أيطالي ، يدعى ألأب بسوني، يتكلم ألفرنسيه بلكنه أيطاليه واضحه ولم يكن في ألحقيقه إلا هو ألكونت مونت كريستو متخفيا بتلك ألشخصيه ،لعلمه أن صاحبنا لديه سر ما أراد أن يكتشفه.وتم كشفه كليا إلى ألكاهن ألمزيف عند جلسات ألأعتراف بألذنوب ألمعتاده.. وأظهر له ألشفقه وألرحمه وسلمه بعد أنتهاء عقوبته ، كتاب توصيه إلى ألكونت مونت كريستو في باريس ، شارحا له ماضي صاحبنا ورغبته في التوبه وألعمل ألصالح ,.
دار أوتيه وألسر ألرهيب
كان من عاده أثرياء باريس شراء دور سكن خارج باريس .. علاوه على دورهم في ألمدينه ، للراحه وألأستجمام في قرى صغيره جميله.. لذا أشترى ألكونت مونت كريستو دارا في قريه أوتيه قرب باريس ..ولم يكن أختياره لذلك ألدار أعتباط ، وإنما لخطه رسمها بدقه وصبر..ولاحظ لدى خادمه برتوشيو علامات ألخوف وألتجهم كلما ذكر أسم ذلك ألدار.
وبعد توقيع عقد ألشراء ، ذهب ألكونت مع خادمه لزياره ألدار..وبعد أن طافا بأرجائه، وجدوا أن إحدى ألغرف كانت قد صبغت بأللون ألأحمر..وأنتهى ألتجوال بحديقه ألمنزل ألخلفيه.. وطلب ألكونت من برتوشيو أن يحفر تحت جذع أحد ألأِشجار..وكان ألوقت ليلا..فتوسل برتوشيو من ألكونت أن يعفيه من ذلك وهو في حاله رعب شديده.. وأخيرا و بعد أن هدده ألكونت بكشف ماضيه ألأجرامي وأرجاعه للسجن مره أخرى..جثى برتوشيو باكيا معترفا بسره ألرهيب.
سر برتوشيو
كنت أحد أهالي جزيره كورسيكا ألفرنسيه ، وكان عملي هو عمل ألكثير من أهاليها وهو تهريب ألبضاعه في زورق كنت امتلكه ما بين سواحل ألجزيره وألسواحل ألأيطاليه وألفرنسيه .. وخدم أخي في قوات نابوليون بعد هربه من جزيره ألبا ورجوعه إلى فرنسا ، حيث ألتف حوله مريديه ليكونوا جيشا سار إلى باريس ثم أندحر ،وقد فر أخي إلى مدينه نيم مع غيره من ألفارين من جيش نابليون ألمندحر,,وكان أهالي نيم من أتباع ألملكيه فبدأوا بقتل جنود نابليون أألذين وصلوا إلى مدينتهم في طريقهم في ألرجوع إلى أهاليهم في ألمدن ألأخرى.. وكان أخي قبل أن يقتل ، قد أستنجد بي لأغاثته في تلك ألمدينه..وبعد أن وصلت أليها وعلمت بمقتل أخي , ذهبت إلى ألمدعي ألعام فيها ولم يكن هو إلى فيلفور قبل نقله إلى باريس..وتوسلت إليه بالقبض على قتله أخي ومعاقبتهم، وذلك هوعادتنا في بلدنا حيث يجب أن نثأر لمن يقتل من أقاربنا، وتسمى لدينا ألفنديتا ، ولما كان فيلفور من أتباع ألملكيه فقد أستهزء مني وقال أن أخيك نال عقابه لمساعده ألمدعي للحكم نابوليون.. فما كان مني إلا أن حذرته كعادتنا في بلدنا وقلت له أنني سأنتقم منك وأنتظرمني الفنديتا أي ألأنتقام . وتركته وأنا مصمم على ذلك.
وبعد مده رجعت إلى باريس ، واخذت أتربص فيلفور عن بعد. وأراقب ذهابه وإيابه في ألمدينه، حتى أكتشفت أن له علاقه خاطئه بسيده متزوجه وأن أللقاء يتم بينهما في هذا ألبيت ألذي أشتريته ألآن يا سيدي ألكونت, وفي ليله ضلماء أنتظرت فوق ألسور ألخلفي للبيت, وكان ذلك في ليله لقائهما ألأسبوعي ألمعتاد , ففوجئت بسماع صراخ طفل ولد تلك ألليله في ألمنزل, وخرج بعد قليل فيلفور حاملا ألطفل ووضعه في صندوق دفنه تحت ألشجره..أما أنا فانقضضت عليه وطعنته بسكين طعنات مميته وتركته ممددا على ألأرض متوقعا موته بين لحظه وأخرى.. وأشفقت على ألطفل ألوليد ألمسكين ..فأخرجت ألصندوق من ألحقره و كان قد لف بقطعه من ألقماش كتب عليها ألأحرف ألأولى لشخص ما..ورجعت به إلى ألجزيره حيث حنت عليه أختي ..وحاولنا أن ينشأ نشأه صالحه ولكنه أصبح بدل ذلك ،أحد أكابر مجرمي ألجزيره وتركنا ولا أعرف ما حل به بعدذلك.
للراغبين الأطلاع على الحلقة الثالثة:
http://www.algardenia.com/maqalat/17054-2015-06-05-22-11-15.html
380 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع