علي الزاغيني
لم يمر بالعراق بمرحلة حرجة كما يمر به اليوم رغم الحروب التي خاضها النظام السابق واستمرت لسنوات التي وخرجنا منها مثقلين بالديون والخسائر المادية والمعنوية والاف من الضحايا وجيوش من المعاقين والأرامل والأيتام ,
الا أننا لم نكن بهذا الموقف المحرج بعد ان تكالب الأعداء وحاكوا المؤامرات من كل جانب , وخصوصا ان ساسة اليوم أصبحوا مكبلين بالدولار و منافعهم شخصية ,كل منهم يبحث عن لقمة سائغة يتلقفها قبل غيره بينما العراق في موقف لا يحسد عليه ولاسيما بعد ان كان للإرهاب وصانعيه الدور الأكبر في اللعب على وتر الطائفية والقومية البغيضة التي خطط لها اعداء العراق وحاولوا ان تكون هي اللعبة التي يمزقوا من خلالها وحدة الصف الوطني العراقي .
لماذا الإرهاب ارتبط بالإسلام او حاولوا ان يشوهوا صورة الاسلام من خلاله ويربطوا بينهم بصورة وأخرى وهذا ما أساء للإسلام بدرجة كبيرة جدا , على الرغم ان الإسلام هو رسالة للبشرية وهو دين تسامح ومحبة الا البعض من المحسوبين على الإسلام والمتشددين زرعوا بذور الفتنة بطريقة وأخرى وحاولوا ان تكون لهم يد البطش والإرهاب وتشويه صورة الإسلام الحقيقي الذي أنار البشرية برسالته السماوية السمحاء .
لا يمكن للتاريخ ان ينسى العمليات الإرهابية والمجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في صبرا وشاتيلا وغيرها من المدن الفلسطينية عندما ارتكبوا مجازر ارهابية وعمليات إجرامية وحشية بحق الشعب الفلسطيني من اجل الاستيلاء على أراضيهم بالقوة وترهيبهم من اجل الهروب من مدنهم وبالتالي التمهيد للسيطرة عليها , نتساتل هنا لماذا صمت العرب ازاء تلك المجازر ؟
ونتسائل ايضا لماذا هذا الصمت ايها الساسة العرب تجاه المجازر والعمليات الارهابية التي يرتكبها الإرهابيون من عناصر داعش اليوم في العراق ؟
على الباغي تدور الدوائر , اذا كان الارهاب اليوم في العراق فانه غدا سوف يطرق ابواب بلادكم بعد ان كنتم ملاذا أمن لهم وكنتم عونا له من اجل يعم الخراب والدمار في العراق , ماذا كسبتم وماذا تكسبون من وراء هذه اللعبة القذرة التي تمارسونها وتنفقون ملايين الدولارات لأجلها , لكل شئ نهاية ولكن للتاريخ أقول السبب الرئيسي في كل ما يجري في العراق هو اعتلاء البعض من ساسة الصدفة بعض المناصب واختلافهم فيما بينهم ليس من اجل مصلحة العراق وانما من اجل مصالحهم الشخصية ومصالح من أوصلوهم الى مناصبهم من الدول الإقليمية ودول الجوار , وهذا ما خططوا له ومازالوا يحيكوا المؤامرات واحدة تلو الاخرى من اجل ان تمزيق وحدة الصف الوطني .
ان ما يرتكبه داعش وعصابته الاجرامية من عمليات قتل وترهيب وما ترافقه من عمليات نزوح وتهجير جماعية انما هو نتيجة الاختلاف السياسي وما تتبعه الدول الكبرى من سياسة فرق تسد لفرض هيمنتها وبسط نفوذها ولتسويق ما تنتجه من اسلحة ومعدات عسكرية لتبقى ساحة الصراع مشتعلة في الدول باشعال نار الفتنة داخل هذه البلدان المتخلفة .
علينا هنا ان لا ننسى موقف ايناء الحشد الشعبي الابطال الذين لبوا نداء المرجعية الدينية في الدفاع عن ارض الوطن وقدموا التضحيات ولا زالوا يقدمون التضحيات ويساندوا القوات المسلحة العراقية وهم يقاتلون الارهاب ويتصدون له في تحرير المدن التي سيطر عليها .
المؤامرات على وطننا مستمرة ولا يمكن لها ان تنتهي ما دمنا متفرقين ستبقى تلك المؤامرات تنهك قوى وطننا وتستنزف كل الطاقات ونكون صيدا سهلا لكل من يريد بنا شرا , لذا علينا ان نكون يداً في مواجهة كل التحديات وان نترك كل الخلافات جانباً من اجل العراق وشعبه الصابر.
876 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع