د.طلعت الخضيري
ذكريات خمسه عشر سنه من ألعمر قضيتها في سويسرا ..صادفت خلالها أحداث و أشخاص مهمين في عالمنا هذا من ملوك وعلماء وممثلين عالميين أتى في خاطري اليوم أن أكتب بعضها تسليه وبغيرها عبره.. وكانت تلك سنين من ألعمر مرت علي مابين 1947 و1963
كانت مدينه لوزان مدينه يسكنها أو يزورها ألكثير من مشاهير ألعالم وهي ألمدينه ألتي عقدت فيها معاهده الدردنيل بعد ألحرب ألعالميه ألأولى وقبل أسابيع معاعده ألطاقه ألنوويه مع أيران وألمعاهدتين جرت في فندق بو ريفاج ألشهير ألواقع على ساحل بحيره ليمان أو ماتسمى أيضا ببحيره جنيف وأسمه أوشي.
نهايه محزنه لعطله مدرسيه
في عطله عيد ألميلاد في نهايه ألأربعينيات كنت أسير في منتجع Chateau d ,oex وكان ألجو باردا وألمنطقه مغطاه بالثلوج وصادفت أطفال أعمارهم تتراوح مابين ألسابعه وألأثنى عشر وهم يتجولون مبتسمين فرحين مما دفعني ألى أيقافهم وألتقاط صوره لهم ولم يكن بظني بأنهم سيموتون جميعا بعد يومين وذالك ليلا وهم نيام في أحدى ألشاليهات على أثر تفحم مناشف مبلله وضعت على مدفئات تحتوي ماء حار مما ادى آلى تفحمها وأختناقهم بالغاز ألمنبعث نتيجه ذالك..
سقوط طائره
في صيف سنه 1957 كنت أقضي عطله في منتجع كشتاد ألشهير وكان به مطار صغير تطير منه ألطائرات ألشراعيه تسحبها عند أقلاعها طائره صغيره يقودها رجلين وألتقطت لهما صوره..وبعد يومين عندما كنت أسبح في ألمسبح شاهدت طائره ألسحب تلك وهي تطير في أعلى ثم تتجه في ألأفق ثم لاحظت ألدخان يتصاعد من منطقه قريبه ثم علمت أن ألطائره سقطت واحترقت وقتل ركابها ألأثنين ولا زلت أحتفظ بتلك ألصوره.
ألديمقراطيه
ينتخب رئيس ألأتحاد ألسويسري من بين عده أعضاء مجلس حاكم وتكون ولايته لمده سنه واحده ولذا لا يعرف ألكثير من ألمواطنين حتى أسم رئيسهم.. وفي مطلع ألخمسينيات كان رئيس ألدوله بروفسور في جامعه جنيف أسمه بتي بييرو كنت في عطله في مطلع ألخمسينيات في منتجع ساسفيه وكنا في فصل ألخريف حيث يقل عدد السواح بها..وفي أحد ألليالي ذهبت ألى مطعم في فندق من ألدرجه ألمتوسطه لأستمع لفرقه موسيقيه..وعند دخولي ألصاله وجدت ألكثير من أهالي ألمنتجع ألذين كنت أعرفهم شخصيا ومنهم موظف ألبريد وسائق عربه ألبريد وعوائلهم وجميعم بالملابس ألوطنيه للمنطقه.. وفي ركن ألصاله لاحظت جلوس رئيس ألأتحاد وأبنته وقضى ألسهره كبقيه ألحاضرين ورقص مع أبنته كغيره.. مما جعلني أتأمل وأقارن.
تسلق جبل
منتجع ساسفيه يقع في جنوب شرق سويسرا ويقع على أرتفاع 1900 متر تحيطه جبال أرتفاع قممها حوالي 4500 متر ومنها قمه الالين allalin
التي ذكرتها في مقاله سابقه عن تواجد العرب في المنطقه ما قبل الف سنه واحتمال ان يكون اسمها عربي وهو على ألعين.. والقمه ارتفاعها كما ذكرت 4500 متر ومغطاه دوما بالثلج ومحاطه بنهر جليدي..وأغراني ألبعض بتسلقها ..فبدأت في ألسير وألصعود مع ألدليل ألسويسري وسائح اخر ولمده ثلاث ساعات ألى شاليه ونمنا تلك ألليله مع ألكثير من ألمتسلقين في صاله واحده على ألأرض ثم توجهنا ما قبل ألفجر نحو ألقمه بعد أن سجلنا أسمنا في كتاب وتوجه ألأخرون ألى قمم أخرى, وكان الضلام لا يزال مخيما..وحمل ألدليل فانوسا صغيرا وفأس..وعبرنا ألمنطقه ألجليديه حيث تكثر بها ألشقوق ألجليديه ألعميقه وهي مغطاه بالثلوج لذالك وجب على الدليل ألتاكد بصلابه موقع أقدامنا بالفأس ألذي معه.
وبعد ما يقارب من ألخمسه ساعات من ألتسلق وظهور أنوار ألفجر في تلك ألسماء ألصافيه بألوان مختلفه من ألأزرق وألوردي تنعكس على قمم ألجبال ألمحيطه بنا وصلنا بالسلامه ألى ألقمه.. وقد صور لي بأنها قمه فسيحه وأذا بها ممشى طوله بضع أمتار وعرضه لايتجاوز ألثلث متر..ومن تحته قمم كثيره منتشره حولنا فأصابني ألهلع وقلت لنفسي( ياخايب منو راح يكلك عفيه أذا سقطت من هنا) وأخذت أصرخ من ألخوف وأطلب من ألدليل بوجوب أخراجي من هاذا ألمأزق مع دليل أخر..وظهر أنهم متعودون بحصول مثل تلك ألحاله فناولني قدح من شراب شربته وشعرت بالدفء وبقوه خارقه وأزال عني ألخوف وألتقطت بعض ألصور ثم نزلنا سالمين..تجربه فريده وذكرىجميله.
حوادث مميته نجوت منها
في سنه 1959 قررت ألسفر ألى بيروت للقاء أحد أقاربي وحجزت تذكرتي على طائره مصر للطيران ألمتجهه من جنيف ألى القاهره ومن ثم ألى بيروت وقبل أسبوع من ألسفر أعتذر قريبي من لقاءي بسبب مرض ألم به مما سبب لي غضب بعد أن رتبت عطلتي في ألمستشفى ألذي كنت أعمل به في لوزان.. مما أضطرني لأالغاء ألعطله وموعد ألسفر ألذي كان في29-9-1959
وفي صباح أليوم ألتالي ظهرت ألصحف وبها خبر سقوط تلك ألطائره في مياه ألبحر ألأبيض ألمتوسط وعلى متنها ستته عشر راكب وعثر على جناحها طافيا قرب جزيره ألبا ألأيطاليه وألتي كا ن نابوليون قد نفي أليها قبل مائتي سنه.
أنهيار جليدي
كنت في عطله شتائيه في منتجع ساسفيه جنوب شرق سويسرا حيث تم ذكره. والقريه صغيره يقسمها جدول صغير وتحيط بها قمم ألجبال ألشاهقه وتكون ألقريه ,الجبال ألمحيطه بها مغطاه بالثلوج .
وفي مساء أحدألأيام بينما كنت أتعشى في أحد ألمطاعم وأذا بالنورينطفىء وسماع صوت كهدير أمواج ألبحر وأخبرنا بانه أنهيار جليدي من أحدى ألقمم ألمطله على ألقريه وطلب من جميع ألسواح ترك سكنهم في ألشاليهات ألخشبيه وألمبيت في ألفنادق ألمبنيه من ألطابوق وفي صباح أليوم ألتالي شاهدنا نهرين من ألثلج نزلتا من قمتين نحو ألقريه وأصطدمت ألواحده بالأخرى فأحاطه بالقريه ثم أتجهت نحو ألنهر. وبذالك نجت ألقريه ونجيت أنا من موت محقق.
أنهيار صخري
في نفس ألمنتجع ألذي ذكرته زرت مع أحد ألأصدقاء كهف جليدي على مشارف ألقريه.. تعلوه ألقمم ألتي سبق وأن ذكرتها.. وبعدأيام قليله ,اذا ونحن نقف مذهولين من مشهد عجيب وهو سقوط جدار صخري من أحدى ألقمم ألمطله على ألكهف وكنا نشاهد ألصخور تتساقط الى منطقه ألكهف بحجم صخور الأهرام وقدر وزنها بمئات ألآلاف ألأمتار ألمكعبه..
ولو حصل ذالك عند زيارتي للكهف ألجليدي لما أتيحت للقارء ألفرصه للأطلاع على ذالك ألحدث
5-شخصيات عالميه شاهدتها عن قرب
ألملك فاروق
زار ألملك فاروق سويسرا هو وزوجته ناريمان لقضاء شهر ألعسل بعد أن تمت زيارتهم لجزيره كابري في جنوب أيطاليا وكان من عاده حاشيه ألملك عند تواجده في أيطاليا أن يمنعوا تصويره من قبل ألصحافه وأذا حدث ذالك فانهم يسلبوا من ألمصور فلم ألتصوير ويعطوه فلما أخر بدله وتلت تلك ألزياره زيارتهما منطقه بحيره لوكانو في جنوب شرق سويسراوهناك حدث ألحادث ألدبلوماسي ألتالي حيث رفض صحفي سويسري تسليم فلم تصوير ألملك وعروسه ألى حاشيه ألملك ولم يستطع أنتزاع ألفلم من ألمصور لسياده ألقانون في سويسرا مما أغضب ألملك وترك سويسرا ليعود أليها لاجئا بعد ثوره 1952
لجأت عائله ألملك فاروق في فيلا في منطقه مدينه ففيه قرب مدينه لوزان وهي مؤلفه من بناته ألأربعه وولده أحمد فؤاد ومربيه بينما سكن فاروق بعد طلاقه من زوجته شقه في روما وكان يقوم بزياره عائلته بين حين وأخر
وفي ألعدوان ألثلاثي على مصر سنه1957
صادف أن ذهبت مساء أليوم ألثالث من ألعدوان ألى مطعم في مدينه ففيه وأذا بي أجد على قرب طاولتي ألملك فاروق وأربعه رجال ذو سحنه أجنبيه وسيده وكانوا يتكلمون فيما بينهم باللغه ألأيطاليه وكان ألملك في حاله أنشراح واستمر بالتكلم والقهقه ولم يتناول شيء /ن ألخمر بل شرب زجاجات كثيره من عصير ألعنب ألمركزوكان قد صرح عند حدوث ألعدوان بأنه سيرجع ألى ملكه أذا طلب ألشعب ألمصري ذالك فهل كان سبب أنشراحه في تلك ألليله ذالك ألأمل؟
6-ألأغا خان
وهو شخصيه باكستانيه وزعيم ألطائفه ألأسماعيليه في ألعالم ,سكن لوزان لفتره طويله وأمتلك بها أفخم فنادقها وهو لوزان بالاس ثم أنتقل ليعيش و ويستثمر في جنيف وكانت طائفته تزنه سنويا مقابل ألذهب ويقال في مناسبه وزنته بالألماس وتوزع أقيامها للمشاريع ألخيريه للطائفه ألمنتشره في ألعالم.
في صيف أحدأيام ألستينيات كنت أتناول طعام ألغداء مع لفيف من الطلاب ألعراقيين في مطعم يسمى كافيه ده باريس قرب محطه قطارات جنيف وشاهدنا قدوم ألأغا خان وزوجته ألبيغوم حيث جلسوا حول طاوله مجاوره لنا..وخلال اتناول غدائهم كانوا يبتسمون لنا وكانت البيغوم تقطع له شرائح أللحم وتقدمها له مبتسمه..حدث ذالك قبل أشهر من وفاته حيث توفىودفن في ألأقصر في مصروتلته زوجته بعد ذالك.
ألملك حسين ملك ألأردن
أود قبل أن أسترسل في كتابه ألأسطر ألتاليه أن أشرح للقارء ألكريم أن ألطلبه ألعراقيين في سويسرا في تلك ألحقبه , أي مابين 1947 و سنه 1958 كانوا جميعا يعيشون في بحبوحه من ألعيش في تلك ألحقبه من ألزمن حيث كان مسموح لأهاليهم تحويل مبلغ خمسون دينار شهريا بسعر تصريف سبعه عشر فرنك سويسري للدينار ألواحد وكانت أجور ألدراسه بسيطه وأسعار ألمطاعم ألممتازه لم تكن تتعدى ألخمسه أو ألعشره فرنكات للوجبه ألواحده مما سمح لنا بارتيادها مره أو مرتين خلال ألشهر ألواحد . وتمتاز تلك ألمطاعم بجوده ألطعام ألفرنسي وليس بتسابق عمل ألديكورات كماهو عليه ألحال أليوم.
وفي نهايه ألخمسينيات كان أحد أقرباء ألملك ألراحل ألملك حسين ملك ألأردن يتعالج في لوزان وكنا نسمع عن تواجد ألملك بين حين واخر هناك وفي أحد الأيام تناولت ألغداء في مطعم يسمى غراند شين وتفاجئت بوجود ألملك وبعض مرافقيه حول طاوله قريبه مني, وكان من ألعاده أن لايضايق ألحاضرون من يتواجد من ألشخصيات بالتطلع أليهم ومضايقتهم فكان وقتا جميلا حقا أن أرى ألملك ألشاب وهو يتصرف بذالك ألتواضع وألعفويه.
وحادث آخر أود أن أئكره حيث صادف أحد ألطلبه ألعراقيون وأسمه محمد ألعنبكي ألملك ألشاب في ساحه سان فرانسوا وهي ألساحه ألمركزيه في وسط مدينه لوزان فسلم على ألملك ألراحل وألتمسه في التقاط صوره معه فما كان من ألملك ألى أن توجه معه الى ستوديو مصور قريب وألتقط ألصوره معه ألتي شاهدتها بنفسي.
وفات ألأميره راجحه
بعد ثوره 1958 لجأ ألى سويسرا رئيس ديوان ألبلاط ألسابق ومن كانقد عاصر ألملك فيصل ألأول تحسين قدري وكانت لدينا مصاهره مع أسرته فتعرفت عليه وسكن قرب بيتي وفي سنه 1959 حيث كنت أعمل كطبيب في مستشفى كانتون لوزان ألجامعي طلب مني مساعده عائله عراقيه لديها مريضه في ألمستشفى ولم تكن تلك المريضه غير الأميره راجحه أبنه ألملك فيصل ألأول وأخت ألملك غازي وزوجه عبد ألجبار محمود وقد زرتها عصرا حيث كانت قد أجري لها عمليه جراحيه بنفس أليوم وأدخلني زوجها ألى غرفتها وتحدثت معي بلطف وبلهجه أي سيده عراقيه ثم توفيت خلال ألليله ألتاليه وساعدت عائلتها في أجرات نقل جثمانها ألى ألأردن حيث دفنت هناك وأستئذنت زوجها في أخبار ألقنصليه ألعراقيه للحدث لئلا يصلهم ألخبر عن طريق ألوشاه ومساعدتي لهم وأشهدأن لم يعاتبني أحد من حكومه ألثوره على ذالك.
7-وفاه ألملك محمد ألخامس
عملت بين سنه 1961 و1963 طبيب رسمي في فسم ألأذن وألأنف وألحنجره في مستشفى كانتون لوزان تحت أشراف ألبروفسور تايان وكنت مساعدا له في أجراء ألعمليات ألجراحيه ألمعقده ألتي قد تطول أربع ساعات وكان حاذقا في مجال عمله ولم تحدث له أي مشكله خلال ألثلاث سنوات من عملي معه.
وشاء ألقدر أن يكون قد أحيل له علاج ألملك ألعظيم ألراحل ملك ألمغرب محمد ألخامس وتم سفره ألى ألمغرب لعمل عمليه جراحيه بسيطه له ويشاء القدر ان يتوفى ألملك مباشرتا بعد نجاح ألعمليه
وبعد رجوع ألبروفسر أجتمع مع أطباء ألقسم كعادته صباح كل يوم وكنت ألأجنبي ألوحيد بينهم وقص لنا مأساه ألحادث وهو في حاله عصبيه واشاد بأخلاق ألعرب ونبلهم حيث دعي في مراسم ألتشييع دون أن يعاتبه أحد.
ذكريات وددت أن أوصلها للقارىء ألعربي ألكريم وأن لا أحتفظ بها لنفسي
970 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع