علاء الدين الأعرجي
يذكرُ المؤرخ علي المسعوديّ في كتابه "مروج الذهب ومعادن الجوهر"إنَّ الزُّبَير بنَ العوامّ كان يملكُ ألفَ عبدٍ وألفَ أمَة. كما ترك52 ألف ألف دينار (أي 52 مليون دينار) (أحمد أمين،" فجر الإسلام"، ص 88).
وترك عبد الرحمن بن عَوف ألفَ بعيرٍ وثلاثةَ آلاف شاة، كما ترك ذهَبًا كثيًرا قيل إنَّه قُطِّعَ بالفؤوس. وترَك طلحة ثلاثين ألف ألف درهم (30 مليون درهم) من الناضّ (أي نقداً)، ومن الأموال الأُخرى "العَين" (أي عَيناً) ، ما يُساوي ألفَي ألف دينار.(الطبقات الكبرى لابن سعد) ويَذكر ابنُ الأثير "أنَّ طارقًا، خليفةَ خالد على الكوفة، لَـمّا ختَنَ ولدَه، أهدى إليه خالدٌ ألفَ وصيفٍ ووصيفة سوى الأموالِ والثياب."
كل ذلك مع أن القرآن الكريم حرم اكتناز الثروة فقال" والذين يكنـزون الذهبَ والفضَّة ولا يُنفقونها في سبيل الله فبَشِّرهم بعذابٍ أليم" (التوبة34).
و يقول المؤرخ أَحمد أَمين، صاحبُ "فجر الإسلام": "لمَّا فُتِح العراق وسمعَ العربُ بغِناه، رغبوا في الرحلة إليه." ونقلاً عن الطبريّ، سأل عُمر مبعوثَ أحدِ عُمّاله في العراق: "’كيف المسلمون؟‘ فقال: ’انثالتْ عليهم الدنيا، فهم يهيلون الذهبَ والفضَّة.‘ فرغب الناسُ في البصرة فأتَوها." لذلك ترك عُمَر الأرضَ في أَيدي أهلها ووضعَ عليها الخراج. ويُقدَّرُ العائدُ من ذاك بمئةِ مليون درهم سنويًّا، فضلاً عن عوائد الِجزية التي تتراوحُ بين 48درهمًا و12 درهمًا، حسب الثروة. "فترى من هذا مقدارَ ثروة العراق وغِناه، مِمَّا حبَّب إلى العرب سُكناه"، كما يقول أحمد امين.
----------
- - أمين، "فجر الإسلام"، المرجع السابق، ص180. أنظر للتفصيل أيضًا "العراق في التاريخ" (بغداد: دار الحرّية للطباعة، 1983). ويذكرُ هذا الكتابُ أنَّ الخراج هو ضريبة وضعَها عُمَر على أرض العراق الزراعيَّة. وكانت وحدة المساحة التي يقدر عليها الخراج هي "الجريب" الذي يبلغ 3600 ذراع مربَّع (أي ما يعادل 1540مترًا مربَّعا).وتختلف ضريبةُ الخراج حسب نوع المنتوج الزراعيّ: مثلاً جريب الحنطة 4 دراهم، والنخيل والكروم 6 دراهم... وكلّ درهم يُساوي 1/12 من الدينار، وهو عملة أو قطعة من الفضَّة الخالصة تزِنُ مثقالاً واحدًا.
764 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع