عبد الله عباس
كشف "التقرير العالمي عن الاتجار بالأشخاص" الذي أعده مكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات ، أن ملياري شخص حول العالم مورست عليهم جريمة الاتجار بالبشر دون أن يتعرض الجناة للعقاب ، مشيراً إلى أن 70% من الضحايا نساء وفتيات ، و30% منهم رجال وصبية .
وحمل المكتب الأممي في مؤتمر صحافي بالعاصمة المصرية القاهرة ، تنظيم الدولة الإسلامية مسؤولية كبيرة عن تنامي الظاهرة .
وقال التقرير : إن بعض النساء أصبحن يتاجرن بالبشر بنسبة تصل إلى 30% ، في حين يمثل الجناة الذكور نسبة 70% و78% من المتاجرين المدانين يوجدون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .
وتضمنت أشكال استغلال الضحايا التي عرضها التقرير الاستغلال الجنسي للنساء بنسبة 79% و14% للعمل القسري وسرقة الأعضاء ، في حين يتعرض 83% من الضحايا الرجال للعمل القسري ممثلًا في التنظيف والبناء والخدمات الغذائية والمطاعم والعمل المنزلي وإنتاج النسيج ، و8% للاستغلال الجنسي و1% لسرقة الأعضاء .
الملفت في مضمون هذه المعلومات والمعلومات والتقارير مشابهه هو اختتام عرض هذا الكابوس ودائماً ينتهي بأن من يمارسون هذه الجرائم متواجدون في الشرق وتحديداً الشرق الأوسط ، وهنا لإضافة : شمال أفريقيا حيث الإسلام ..! دون أية إشارة حتى بشكل عرضي أن المشتري والرابح والمستخدم من البضاعة هم قادة المافيا الغرب وتحت مختلف الشعارات والعناوين هم قاطبةً من الغرب .
قامت المنظمات الدولية المعنية بحملة واسعة ضد عمليات هدم الآثار التاريخية في العراق وسوريا من قبل ( داعش ) وهي جريمة بكل المقاييس ، ولكن لم نسمع ولم نقرأ شيء عن تفاصيل تلك العمليات ولماذا تأخر هدم متحف الموصل بعد فترة طويلة من سيطرة داعش على المدينة ..؟ ذلك لأن لـ ( داعش ) زبائن في الغرب يتاجرون بالتحفيات المسروقة ، واشتروا كثير منهم وبعد ذلك قاموا بهدم نماذج من تلك التحفيات المعروضة في المتحف .
إن تجارة ( المخدرات ، التحفيات المسروقة ، الاتجار بالبشر ، غسيل الأموال كل تلك التجارات الوسخة ) مهنة من المهن ابتدعتها مافيات الغرب ، وما يحصله صغار المافيات في الشرق لا يتجاوز الملاليم ! مقارنةً بما يحصل عليه زعماء مافيات الغرب ( لأنهم وسطاء أغبياء مهمتهم إيصال البضائع فقط ..!!) .
لذلك وبتخطيط وإشراف مباشر من مافيات الغرب ، يرى بعض المحللين أن ( الجماعات الإرهابية ومافيات الاتجار بالبشر والأسلحة ) الآن باتت أكثر شبهاً بشركات كبيرة تضم مؤسسات إعلامية ومصرفية إلى جانب الخلايا والمجاميع المقاتلة ، فيما غدا الإرهاب في الحال الحاضر مكوناً جديداً من مكونات الاقتصاد الرأسمالي فضلا عن كونه عقيدة وسياسة وليس لجائعي الشرق والمضطهدين من قبل أكثر من جهة قدرة على تأسيس هكذا مؤسسات وشركات ، وبحسب هذه الرؤية يرتبط نشاط الإرهابيين ارتباطاً وثيقاً بميادين اقتصاد الظل غير المشروع ، مثل تهريب المخدرات وتجارة السلاح والأحجار الكريمة ، ولا يقتصر الأمر على ذلك ، فإن التفجيرات الإرهابية المدوية تسفر عن تذبذب واضح للأسعار في البورصات ، مما يجعل مدبري العمليات الإرهابية ومن يقف وراءهم يكسبون أموالاً طائلة .
لذلك لا يستغرب أحد عندما يطلع على تقرير يؤكد أنه وخلال متابعة زيادة مساحات زرع المخدرات في أفغانستان بعد الإحتلال الأمريكي ظهر أن 70% من تلك المساحات تقع تحت إشراف المخابرات المركزية الأمريكية وموساد الدولة العبرية و30% فقط تحت إشراف التجار المحليين ! لاشك أن الغرب وبقيادة أمريكا خلق الإرهاب المنظم و مهد له طريقه ، وهذا الشيء السيئ الذي صنعه ، إنما هو خطوة مدروسة من تخطيط الفكر الرأسمالي الجشع ليكون طريقاً لتنفيذ عمليات أكثر سوءاً على الحياة البشرية من أجل الربح وتنشيط الاقتصاد الخفي من خلال المافيات وتجارة المخدرات ، وأن رفع شعار محاربة الإرهاب وضمان الأمن والاستقرار في الحياة البشرية ومن خلال بناء الديمقراطية وحرية الإختيار والعمل الصاخب تحت هذه العناوين ، نرى نتائجه الفوضى الخلاقة لهؤلاء الإنسانيين (الأشاوس) ، باختصار ، أن ما سميت بالحرب على الإرهاب هي صناعة أمريكية وصناعة غير أخلاقية تحت الغطاء الأخلاقي أصبح العالم مع مرور الزمن يكشف ملابسات هذه اللعبة القذرة وليذهب ملايين من البشر ضحية محارق تلك العناوين البراقة التي بدأت تحتها تلك الحرب ... ولله في خلقه شؤون .
1236 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع