التطرف سلاح أعداء الوطن

                                      

                       د. ضرغام الدباغ *

يلحظ كل ذي بصر وبصيرة، ونسمع تذمراً وشكوى، عن أفعال تنم عن التطرف والغلو. وهذه أفعال هي في الكثير منها مؤشر إلى بلوغ الحلم حده، والصبر منتهاه، ولكن في أغلبها هي فكر أنغلق على مرتكزاته الخاصة به، وأدار ظهره لحقائق كثيرة، فأبتعدعن الطريق العام، ودخل في متاهات الطرق الفرعية، ودهاليزها، وراح الغلو يستدعي غلواً أبعد وأعمق، والتطرف يتبعه تطرف مقابل في عملية تشبه سباق التسلح، ويثير ردود أفعال، أمر لا نهاية سلمية له على الأرجح، فالتطرف هو نتاج فكر أنغلق، وعين باتت لا ترى إلا مقترباتها القريبة منها جداً، ولا يعود يتقبل حتى المقربين له في الأمس القريب. ويستثير التطرف من حوله عاصفة الغلو، وفي ذروته، يصبح خطراً يهدد الآخرين ليس في أمور معيشتهم وأفكارهم، بل وفي وجودهم أيضاً.

وهنا تظهر أمامنا مجموعة من القواعد الفقهية : القانونية والسياسية والاجتماعية لا جدال في علميتها.

ــ الزيادة كالنقصان : قاعدة فقهية  قانونية. فالإفاضة في الأمر والمبالغة فيه يقود إلى خلل يخرجه عن طوره ويخلق إشكالات يصعب علاجها.
ــ لكل فعل رد فعل يعادله في القوة ويعاكسه في الاتجاه : قاعدة علمية دقيقة، فمن يريد أمراً معيناً يراه مشروعاً، ولكنه لا يستطيع أن يمنع ردود الفعل المعاكسة.
ــ كل زيادة في الكمية تؤدي إلى تغير في النوعية : قاعدة علمية تشير إلى أن في كل تطرف، خروج يبدو مستحب لفاعليه، ولكنه يغير من طبع الأشياء ويمنحها أبعاد جديدة.

المبالغة في الأدب السياسي صفة يذهب إليها بعض الناس لغرض تثبيت مؤكد لأمر يريده، ولكنه بقصد مباشر أو غير مباشر يضيف مزايا هو يراها طبيعية، ولكنها موضوعياً تغير من صفة الأشياء وطبيعتها، فيسيئ إلى الفكرة وإلى الهدف الذي يريد تحقيقه.

وقد شهدت الحياة السياسية العربية الإسلامية على مر عصورها، التطرف وعانت منها، وقادت إلى مشاحنات ابتعدت كثيراً عن نقطة الخلاف الأولى، حتى اتخذت لنفسها مسميات ونواميس وأساليب عمل، فأضحت بذلك مشكلة جديدة تضاف فوق تراكم المشكلة الأصلية.

وقد لاحظنا عبر دراستنا للتاريخ السياسي العربي / الإسلامي، أن التطرف والغلو، كان السبب الأول والرئيسي في نهاية حركات سياسية كان دورها مهماً وكان مقدراً لها أن تكون أكثر أهمية لو أنها ابتعدت عن التطرف والغلو. سأقتصر في مقالتيذكر  ثلاثة منها فقط هي أشهر تلك الحركات السياسية، المعتزلة والخوارج، والقرامطة. فهذه حركات لاقت رواجاً كبيراً بين الناس، ذلك أن أفكارها كانت تهدف إلى إقامة العدل الاجتماعي، وهي بشائر تهفو قلوب الناس إليها  ويتلهفون لها.

والحركات الثلاث بلغت شؤواً كبيراً في فضاءات السياسة العربية / الإسلامية، والمعتزلة في مقدمتها كتيار جذب المثقفين (بمقاييس تلك الأزمنة) من أدباء وشعراء وحتى رجال دين، إلا أنها تهاوت عندما باشرت العمل السياسي في زمن الخليفة العباسي المأمون، ثم عندما تحملت إساءات وأخطاء الدولة، قمعت معارضيها، وكانت فاتحة الانحدار، في تراجع لا يتوقف حتى انتهت أثراً بعد عين.

والخوارج كانوا أتقياء السياسة، وهم على نزاهتهم ونقاءهم استحقوا احترام حتى من خرجوا عليه، الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب (رض) وصلى على قتلاهم، ومنع الحديث عنهم بالسوء، ولكن منهج العدل والحق ما لبث أن وقع صريع آفة التطرف والغلو والتكفير بداع وبدون داع، ليقتلوا بفتاوى حتى أطفال رضع من خصومهم. وما لبث أن وضع الأزارقة وهي الفرقة الأكثر تطرفاً الخاتمة لهذه الحركة بما ذهبوا إليه من غلو وقسوة ودموية.

والقرامطة، الذين مثلوا أولى حركات المحرومين والفقراء في السياسة العربية / الإسلامية، ولكنهم ربطوا مصيرهم بفرقة دينية (الإسماعيلية)، وعلى أهمية المحتوى الديني للخطاب السياسي في ذلك الوقت، إلا أن ربط حركة القرامطة بفرقة الإسماعيلية بدا حتى في مقاييس ذلك الوقت تطرفاً وغلواً، ثم أن الصراعات السياسية على الأرض والنفوذ والكسب المالي أوقعهم في تناقضات وصراعات قادتهم إلى التطرف، ومن ذلك سلبهم للحجر الأسود من الكعبة، وممارستهم الأبتزاز المالي والسياسي، ثم تنافسهم مع الفاطميين في مصر الذي تطور إلى تنافس أنتهازي الطابع والمآل، ثم إلى صراع، ثم لحروب دموية، أخرجت الحركة من طبيعتها الاجتماعية، وأدخلتها صراعات حملت نهايتها لهذه الحركة.

وربما قائل يقول، إن العقل الشرقي مجبول بالعاطفة الجياشة، والمبالغة والتطرف. يحب ويتعاطف بشدة، ويكره ويخاصم بشدة، ولكن والحق يقال أن التطرف هو داء أصيبت به الكثير من الحركات في أصقاع العالم كله. والتطرف ليس حكراً على الشرق، بل هو مآل لا تستبعد منه مصير حركات سياسية ودينية عديدة في أوربا، ومن تلك التدهور والاضمحلال الذي أصاب حركة اللاسلطوية (Anarchist) الذين عرفوا بأسم الفوضويين، وهي تسمية لحقت بهم نتيجة لرفضهم أي سلطة ونظام. والبيوريتانيون (Puritan) لتعصبهم وأتجاهات دينية أخرى.

وفي تاريخ الشرق الحديث الحديث، مثلت الخمينية بتأسيها نظاماً سياسياً ثيوقراطياً (Theocracy) قائماً على نظرية ولاية الفقيه، استغلت توق الشعب الإيراني للحرية، فاستولت على الثورة، بل وأدخلت فقرة في الدستور الإيراني أن عقائد الشيعة الجعفرية الإثناعشرية هي الموجه للحكم والدولة، وبذلك وضعت الشعب كله في كفة، والأثناعشرية في كفة أخرى،وضع الفكر حبيس قالب لا مناص منه، بل ويرغم حتى على تقبل الخرافة.( المادة الثانية عشر: الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الإثنا عشر، وهذه المادة تبقى إلى الأبد غير قابلة للتغيير. (نص).
ومارست إيران الطقوس والنصوص العقائدية بكل صرامة، أودت بحياة مئات ألوف من أبناء الشعب الإيراني في إعدامات صادرة عن محاكم دينية، تذكر بمحاكم التفتيش الأسبانية، (Inquisition)، والملايين في حروب لا طائل منها، توسعية استخدمت الطائفية، فتبعث بقواتها المسلحة أو شبه المسلحة في أعمال اعتدائية في أقطار عديدة مدفوعة بعقائد تجيز التطرف والسيطرة والهيمنة بأسم الدين، واستخدام أقصى للحدود في الشريعة.
اليوم يكتسح المنطقة العربية لهيب التطرف، بحيث تجيز أي جهة لنفسها أن تشكل كياناً سياسياً تطلق عليه صفة (الجهادية) في تطرف يبدو كسباق محموم أشبه بسباق التسلح، والمبالغة في القسوة لأثبات القوة والسيطرة، وإثارة الرعب وإرغام الآخرين على قبول الأمر الواقع، وابتداع أساليب ومناهج ومقولات تجيز اضطهاد الغير، بتأويل خارج ما ينص عليه الكتاب (القرآن) والسنة. والتطرف يدفع لتطرف مماثل وفق القواعد العلمية للفعل ورد الفعل (مطلع المقال)، بل ربما يعتبره البعض دفاعاً عن الذات والوجود بأسلحة مماثلة.
ومنذ احتلال العراق 2003 صودرت مئات الجوامع ربما يقرب عددها من الألف، وهجرت الملايين لأسباب طائفية، وجرى تفجير جوامع ومساجد كثيرة وسط صيحات هستيرية طائفية، وهناك أنشطة تجري على قدم وساق لتجريف سكاني على أسس طائفية، بل وجلبت عناصر من خارج البلاد ومنحوا الجنسية وجرى إسكانهم في العاصمة ومدن أخرى، ولا يتواني مسؤول حكومي كبير (وهو يقود حزب طائفي) عن القول أن هذه امتداد لمعارك جرت عام 680 م أي قبل 1694 عاماً، ويضع بحوراً من الدم بينه وبين مواطني بلاده، وتنشط ميليشيات طائفية بأعمال قتل واغتصاب وسلب ونهب واختطاف، بل وتأسيس جيوش أهلية، وهي أعمال تجري منذ أحد عشر سنة ونصف، راح ضحيتها مئات الألوف، وما جرى بالتفصيل يخرج عن مهمة المقال، وما هذه إلا إشارات لمن يريد الاستدلال والإفاضة. ونحن في عصر يسجل الأحداث ويحفظها بدقة، وبداهة فإن كل الحقوق مسجلة غير قابلة للضياع، فليس بوسع أحد أن يدعي على الحقيقة أو ينكرها، والتاريخ، ومن يرتكب عملاً مخالفاً للقانون إنما هو يفتتح مرحلة جديدة من البطش والطغيان، وسيدفع ثمنها إن عاجلاً أو آجلاً.
وما دخول حركات سياسية إسلامية على خط النضال الوطني التحرري بأساليب غريبة باتت معروفة للجماهير الشعبية وبأهداف مشبوهة تتبع مسالك اعتدائية على حياة المواطنين، فتربك خططك الثورة وتحاول حرف مساراتها من ثورة وطنية / ديمقراطية الفحوى والمحتوى، إلى غرض بائس يتمثل بجر الجماهير الثائرة لأن تتناسى قضية الوطن المحتل المستباحة كرامته الوطنية وثرواته ومقدراته ومنجزاته، لأن تتناحر فيما بينها على أسس طائفية، بل ومارسوا حتى الاغتيالات بحق ثوار تشهد لهم ساحات العمل الوطني تصديهم لأعداء العراق والأمة، اغتيالاً وقتلاَ واختطافاً، ليحققوا ما عجز عنه الحلف الثلاثي الأمريكي الصهيوني الصفوي.

وفي هذه المساعي لا نستبعد أن يكون الحلف الثلاثي الأسود قد عمل بصورة مباشرة أو غير مباشرة على إدخال هذه المنظمات التكفيرية إلى العراق لإعطاب مسيرة الثورة الظافرة ولإصابتها بالوهن، وإحداث تأثيرات سلبية على المقاومة العراقية الباسلة التي هزمت المحتلين، ولإلحاق المزيد من الأذى والتدمير بالعراق، وفي ذلك ومن حيث المقاصد والأهداف النهائية لا نجد تبايناً جوهرياً بين الحركات الطائفية أي كان لونها، ومع الحلف الثلاثي الأسود: الأمريكي الصهيوني الصفوي، وإن اختلفت التكتيكات إلا أنها متحدة في الاستراتيجية، ومنبع هذه الحركات هي من خارج الوطن، وصياغتها في أدراج أجهزة الاستخبارات المعادية للعراق والأمة.
 
الطائفية وهي صنو التطرف بل منتج عنه، مرض وبيل يفتك بأعتى الدول والشعوب. ولا يتصدى لها إلا من يثبت ذلك قولاً وفعلاً. وبأسرع من المتوقع انكشفت أبعاد اللعبة سواء في العراق أو حيثما مدت خراطيمها النتنة، ونعترف أن ما رصد لإنجاحه كان كبيراً سواء لجهة التخطيط، أو رصد الامكانات، وتوزيع الأدوار، ولكن الخلل كان في التمثيل والإخراج، لذلك جاء الفشل مدوياً. وسيان من هي الجهة التي نصحت وخططت ونفذت، فالعملية كبيرة ومتعددة الأطراف، وهي حتماً على قدر كبير من الدراية بأوضاع المنطقة، ورغم أن الفكرة وضيعة، إلا أنها محكمة، ولكن من يتحدث عن الأخلاق هذا اليوم ...؟

الطائفي مريض نفسياً، ممتلئ بالأوهام والخرافات، القوة لعبته المفضلة، يعوزه المنطق والحجة التاريخية فيسعى لتصحيح المعادلة بالقتل وإشاعة الإرهاب، والدم يطلب الدم، الفعل يقود إلى رد فعل، تهديد الوجود يؤدي إلى دفاع مقابل عن الوجود، المطاردة تستدعي ردود أفعال، ومن يتطرف سيجد سياسيون ووطنيون يترفعون عن الطائفية، ولكنه سيقابل أيضاً من هو غير ذلك، أناس يريدون الدفاع عن وجودهم، يرفضون أن يكونوا هوامش في أوطانهم، يدافعون عن استقلال بلادهم، ويرفضون الاحتلال تحت أي مسمى كان ...! ونتساءل أليس من الغريب أن يكون أكثر من يلجأ إلى القتل والتصفيات الدموية والمجازر هم من يتخذون الدين غطاء لتلك الجرائم، مع أن الدين الإسلامي ينهى بصفة حازمة عن قتل البشر، ومن يعارض بالرأي والمذهب ...؟
•المتطرف في فعله المبالغ يريد أن يلفت الأبصار إليه، ولكنه سوف لن يخاطب العقول مطلقاً.
•يبالغ المتطرف في الانتقام والثأر، وفي ردة الفعل بما يخرج فعله عن الخطاب السياسي الرزين.
•المتطرف يصاب بقصر النظر فلا يرى سوى مصالحه، ويبالغ في منحها الشرعية، ولا شرعية لسواها.
•المتطرف مصاب بعمى الألوان، فتختلط عليه الرؤية بما لا يصح شرعاً وقانوناً وتقاليد وطنية.
•التطرف بأختصار آفة تلحق الضرر المميت بصاحبها أولاً، وسهم أفلت من يد مطلقه، فرد كان أو دولة، أو جهاز أستخباري ...!
•ثبت اليوم بالأدلة المادية والعقلي، أن الأجهزة الاستخبارية مستفيدة من تطور العلم الاستخباري والالكتروني، تعمد إلى تشكيل منظمات لها ظاهر يختلف عن الجوهر، بهدف التشويش ووضع خطة سياسية / ثقافية بهدف إحداث تأثير سلبي يلحق الضرر على مسار أحداث مطلوب حرفها عن طبيعتها. وفي العراق اليوم وسوريا، نشهد حرف لمسار الثورة الشعبية الساعية إلى استعادة الاستقلال وطرد المحتلين وقوى الهيمنة الاجنبية، وإلى إنها النظام الطائفي الديكتاتوري وإقامة النظام  الديمقراطي في سوريا.
•في معرفة هذه الحقائق، تتضح أبعاد المؤامرة الخبيثة التي لجأت إلى حرف الثورة الشعبية إلى صراعات طائفية، تقذف الجماهير الشعبية في أتونها لتتخلى عن أهدافها الوطنية والقومية والاجتماعية، فتحدث شرخاً في ولاء الجماهير الوطني، وأهدافها.
•وهكذا تلتقي، بل تتلاحم أهداف الطائفي والمتطرف، مع أهداف ومساعي الجهات المعادية للوحدة الوطنية والنهضة الاجتماعية وتحقيق أهداف مرحلة التحرر الوطني، ومنها استبعاد قوى الاحتلال والهيمنة، وتحقيق الوحدة الوطنية.
في المجلس السياسي العام لثوار العراق، نسعى إلى عراق واحد ديمقراطي، والمباشرة بعملية إعادة بناء وإعمار الوطن بأبعادها السياسية / الاقتصادية / الاجتماعية واسعة النطاق، بقيادة اختصاصيون (تكنوقراط)، المعركة التي تدور رحاها منذ احتلال بغداد هي معركة إحراز نفوذ طائفي، وهيمنة تديرها أيادي أجنبية كلعبة كراكوز، أرادوا لها أن تكون طائفية، ليسهل لهم تقسيم إرادة الإنسان العراقي، وما يدور في العراق اليوم من الأفعال الطائفية، إنما هي حصاد ما زرعته القوى الأجنبية.
النضال من أجل استعادة الاستقلال الوطني، وعملية إعادة بناء العراق سوف لن تستثني جهة، أو جماعة، أو طائفة أو حركة سياسية، أو شخصية وطنية، نريد لهذه العملية النجاح لأنها ستعيد بناء العراق على أسس ثابتة راسخة، تستبعد كافة أسباب وألغام التفرقة والصراعات التي أدمت العراق. عملية ستدرس بعمق وبمسؤولية كافة المراحل التي مر بها العراق منذ عام 1921  وحتى الآن، عملية ترحب كل من يتقدم للمساهمة في بناء الوطن ويمد يده مخلصاً.
الشعب العراقي وحد إرادته الوطنية الموحدة في المجلس السياسي العام، وهو يعرض عبر مؤسساته الوطنية والقومية والتقدمية والإسلامية المتنورة خارطة طريق ستكرس العراق وطناً ديمقراطياً، ومجتمعاً نظيفاً خالياً من الآفات والأمراض الطائفية، وسائر ما يفتك ويحول دون بناء مجتمعات عصرية. المجلس السياسي العام، الأمانة العامة والمكتب التنفيذي، أكدا عبر بياناتهما منذ تأسيسه في 1/ شباط / 2014 وحتى الآن عن رؤيته الموضوعية والمسؤولة للمشكلات على كافة الصعد والمستويات، وعن عزمه على التصدي لها بروح علمية وبوطنية عراقية مخلصة.
أيتها الجماهير العراقية ... اليوم تواجهون مصائركم ومستقبلكم ... الساحة السياسية مليئة بدعوات الفرقة والانقسام، ولكننا ندعوكم إلى توحيد الإرادة، لنكن كما كنا عبر تاريخنا شعباً واحداً يقهر من يريد له الشر. ندعوكم للألتفاف حول المجلس السياسي العام، لجانه الفرعية التي ستنصرف كل إلى متابعة مهامها في هذه الظروف الحاسمة. فهو الكيان السياسي الذي ستجدون فيه آمالكم وطموحاتكم في بناء وطن ودولة تقف من جميع المواطنين بمسافة واحدة.
المجلس السياسي يدعو جماهير الشعب العراقي للتلاحم، والترفع عن الشعارات الطائفية البغيضة، ونحذر الجميع بأنها سلاح الأجنبي المحتل وعملائه لتمزيق الوحدة الوطنية، كائن من كان وراء الشعارات والكيانات، مؤسسات أو دولاً، الشعب العراقي يتعرض إلى عملية خدعة كبيرة بأن يصفي نصفه نصفه الآخر، لتخلو الساحة له مدناً محطمة فارغة، ومقابر مليئة، وشباناً يحملون السلاح ليقتلوا بعضهم بدلاً من التوجه إلى المعاهد والكليات، وبناء أسر راقية تسعى للثقافة والعلم.
إننا نطلق التحذير وفي نفس الوقت الدعوة إلى التكاتف
يداً بيد وكتفاً لكتف من أجل بناء عراق المستقبل
"  اللهم لا تدعني في غمرة، ولا تأخذني على غِرَّة، ولا تجعلني من الغافلين "
ـــــــــــــــ
* الأمين العام للمجلس السياسي العام لثوار العراق

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1594 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع