عبدالله عباس
نسمع ونقرأ ونرى على الشاشات ‘ حديث عن دور المثقف العراقي في التحولات الجارية في بلدهم ‘ وكل ما يجري حديث من هذا النوع من النقاش (كان أخرها على شاشة تلفزيون البغدادية المغدورة ) و دائماَ كلاماً وكتابتاً يبدأ النقاش بـ ( في الحقيقة والواقع .....!! ) ...
ولا أحد منهم له شجاعة ويقول : منذ التاريخ الحال الاجتماعي العراقي كما يرويه لنا الراحل العظيم علي الوردي في ( واعض السلاطين ..!) لم يكون لمايسمى بـ ( المثقف) أي دور سوى ( تابع) حتى وهو كان يمارس نشاطه تحت يافطة تنظيم سياسي ( مناضلاً ! ) أو ( مفكراً ) كان صدى التنظيم الذي يعمل في صفوفه ‘ وعندما يكون محمي من السلطة مارس مواقف كانت أقرب ألى (المخبر السري ) سيء السيط الذي له قدرة سحرية في التخريب في ظل الديمقراطية المصنوعة من قبل محررة الشعوب ( أمريكا العظمى) .... وعندما ينتهي دوره ضمن أحد من هذين الاطارين تراه أمام إختيارين لاثالث لهما : فأما يلطم و يركض وراء الهريسة أو يربي لحية وبيده سبحة ويبكي على أطلال ( معاوية) ...!!!
‘ لايزال المثقف عندنا ‘ هو ذلك الشخص ‘ عرفناه في الحكاية الشعبية التى تقول :
( كان يامكان ‘ خرج احد أبناء مدينة ما في هذه المنطقة الى خارج بلده طالباً للعلم ‘ وتعلم ‘ قرر العودة الى مدينته ويساهم في تعليم ابناءه ‘ عندما وصل وجد ان اكثرية الناس أميين ومتخلفين ‘ ألا نخبة ميسورة الحال ‘ و يشرف على مايسمى بالتعليم رجل دجال ‘ كان خوجة ‘ او ملا ...! ‘ لافرق ‘ يساهم في زيادة تخلف الناس عن طريق الشعوذة والخرافات ‘ فلجئ المتعلم الى المتنفذين في المدينة طالباً منهم منع هذا الرجل مما ينشره بين الناس لانه تخلف ‘طبعاً ان المتنفذين عرفوا ‘ اذا منعوا هذا الرجل ‘ هذا يعني فتح المجال امام الناس ليفتحوا عيونهم ‘ فقالوا للمتعلم : أن منع هذا الرجل ليس بسهل نظراً لان الناس يؤمنون به ...! فاقترحوا علية ان يدعون الناس و يجري الامتحان له وللخوجة ‘‘ أو ملا ‘‘ فجرى ذلك ‘ حضر المتعلم و الخوجة ‘‘ أو ملا ‘‘ واقترحت النخبة ان ان يكتب الاثنان كلمة امام الناس ويسألون الناس عن أيهما كتابته صحيحة وليكون الناس هم الحكم ! المتعلم وافق لانه واثق من مدى معرفتة بالكتابة ‘ فأقترح الخواجة ‘‘ أو ملا ‘‘ ان يكتبو كلمة ( حية ! ) على الارض !! كتب المتعلم الكلمة ‘ ولكن الخوجة ‘‘ أو الملا ‘‘ رسم خط ملتوى متعرج و صاح على الناس الاميين : بالله عليكم أي من كتابتنا (حية ) ؟ فصاح الناس : كتابتك يامولانا !! فهزم المتعلم وترك المدينة للدجال ...!!) هكذا حال المثقف الان لدينا مع تغير الحال وبقاء النتيجة ‘ فالمثقف هنا أمام أختيارات ليس لها صلة بالتقدم او تغيير المجتمع ‘ فهو :
- اما يترك البلد ‘ ويتفلسف كحال بعضهم في لندن يدعون أنفسهم بالتيار الديمقراطى وفي بلدهم يعاني الناس من التيار الكهربائي فما بالك بالتيار الديمقراطي أويجامل الجهات المتنفذة خوفاً من منع (مكافائتهم )
- اما اقصى ما يفعله يدافع عن إبقاء ( المشروبات الروحية ) في نادى الادباء لكي يسكر وينسى دوره ....
ولله في خلقه شؤون ...!!
1205 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع