زيد الحلي
ثلاث خصال وجدها عند رجل الأعمال العراقي البارز ، وديع الحنظل ، رئيس رابطة المصارف الخاصة في العراق .. هي ( سعة افق اقتصادي ، ميل نحو عمل الخير والمُروءة ، دبلوماسية مسؤولة ) وقد تجسدت هذه الخصال امامي ، في جلسة عفوية حضرتها مع عدد من المتخصصين في المجال الاقتصادي منهم د. ماجد الصوري ، وباسم جميل انطوان وعدنان الجلبي الى جانب السيدة سوزان عارف رئيسة منظمة تمكين المرأة التي سعت من خلال لقاءاتها مؤخرا مع لجنة المرأة في مجلس النواب العراقي ، ومن ثم مع رابطة المصارف العراقية الخاصة ، الى القيام بمشاريع تسهم في ايجاد فرص عمل وتشغيل النساء العراقيات لاسيما المهجرات منهن ..
ادار السيد الحنظل الجلسة ، بطريقة حضارية ، بالطلب الى ضيوفه تقديم اسماءهم ومسؤولية عملهم ، فكسر بذلك حاجز الضيافة التي تصاحب عادة الاشخاص المدعوين ، لاسيما الذين يلتقي بعضهم ، البعض الآخر للمرة الاولى ..!
كان محور النقاش ، البحث في كيفية معاونة المصارف العراقية الخاصة ، للنساء العراقيات اللواتي تعرض للتهجير مع عوائلهم ، او النساء اللاتي يشكون العوز لأسباب شتى ، من خلال تأسيس مشاغل وورش صغيرة تكفل للمرأة عيشة كريمة.
هذا الموضوع الإنساني استحوذ على الجميع ، فالمعروف ان العراق يمر حاليا بمرحلة غاية في الحراجة ، واكبر المتضررين فيها ، النساء لأسباب عديدة .. وقد لمستُ من خلال مداخلات الاستاذ الحنظل ، شغفاً ومُروءة في تقديم المساعدة من خلال موقعه ، راجيا الحضور الى دعم هذا المشروع الانساني ، واسع الطيف المجتمعي ، فمثل هذه المشاريع الصغيرة ، كما اكد ، وبالخصوص حينما تكون هادفة الى خير المرأة ، ودعمها ، تعتبر ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الانساني فيه ، كما ان السعي الى مد يد المُروءة والخير هو ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معاني النبل والشهامة والعمل الصالح عند كل المجموعات البشرية منذ الأزل ، رغم اختلاف حجمها وشكلها واتجاهاتها ودوافعها من مجتمع إلى آخر، ومن فترة زمنية إلى أخرى ، فمن حيث الحجم تقل في فترات الاستقرار والهدوء، وتزيد في أوقات الكوارث والنكبات والحروب ، ومن حيث الشكل فقد تكون جهداً يدوياً وعضلياً أو مهنياً أو تبرعاً بالمال أو غير ذلك ، ومن حيث الاتجاه فقد تكون تلقائياً أو موجهاً من قبل الجهات المعنية في أنشطة اجتماعية أو تعليمية أو تنموية.
وتمنى رئيس رابطة المصارف الخاصة ان يلعب الإعلام دورا أكثر تأثيراً في تعريف أفراد المجتمع بأهمية المشاركة بمثل هذه المشاريع ، ومدى حاجة المجتمع إليها وتبصير مختلف الشرائح ، رجال مال واقتصاديين واعلاميين ، واصحاب مهن ، ودور تلك المشاريع النسوية الصغيرة في عملية التنمية ، لتكسب هذه الشريحة التي تمثل نصف المجتمع ، او تزيد الاحترام الذاتي ، بدل المعاناة التي اصبحت سمة لواقع حال في بلدنا نتيجة الظروف المعروفة .
لقد ناقش المجتمعون ، موضوعة دعم المرأة العراقية في الظرف الراهن ، من خلال رؤية اقتصادية ، بحتة ، تتمثل في آلية القروض التي تقدمها المصارف للورش والمشاغل المقترحة ، وهامش الفائدة فيها والضمانات المطلوبة للإقراض ، وهي بالتأكيد نقاط مهمة ، لكن ، في هذه الجزئية من النقاش ، كان الجانب الانساني ، والمُروءة طاغ عند السيد الحنظل ، مؤكدا ضرورة أن تلجأ بعض المؤسسات أو المنظمات غير الحكومية للاستعانة بأفراد للقيام بأعمال تطوعية ، وذلك لأسباب محددة ، كمحدودية الموارد أو وجود حدث ضخم ومفاجئ ، أو غير ذلك من الأمور، إلا أنها لا يمكن أن تضع العمل في هكذا مشاريع انسانية كجزء من استراتيجيتها، أو كهد ف بالرغم من معرفته بان العمل التطوعي يعاني من مشكلات كبيرة أهمها صعوبة الالتزام من قبل اللواتي يستهدفهن المشروع ، وعدم الاستمرارية ، وضعف في الكفاءة، وارتفاع الهدر، مما يجعل هذه المشاريع مصدر إنفاق أكثر مما هو مصدر معيشة ، لكن كل ذلك يصبح يسيرا امام المُروة والفكرة الانسانية التي ينبغي ان تنجح لتجاوز الظروف التي تعاني منها المرأة العراقية .
واشار في هذا الجانب الى تجارب ما يسمى بـ (مصارف الظل) التي شهدت انتشارا كبيرا في العالم ، والتي تقدم خدمات انسانية وتنموية ،بعيدة عن القيود التي تفرضها الجهات المختصة على السيولة أو على طبيعة الأدوات التي يجب أن تتعامل بها المصارف التقليدية ونسبتها إلى ميزانيتها أو توزيعاتها القطاعية أو الجغرافية إلى آخر هذه القائمة من القيود ، كي تتمكن بنوك الظل من خلق الكثير من الفرص للمساعدة المجتمعية ، وفق ضوابط تضمن الحق العام وحقوق المستثمرين والمساهمين ..
حيا الله كل من يسعى الى المروءةُ وفعل الخير ... ولو كنتُ في موقع مسؤولية قيادية في الدولة ، لاقترحت السيد الحنظل ليكون وزيرا لحقوق العدالة الانسانية في العراق ، ففعل الخير هو الباقي والجميع الى زوال !
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
3269 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع