علاء الدين الأعرجي
لوحة رمزية نهديها إلى أرض الرافدين العريقة
زيتونةٌ من صَدْرِ حَبيبَتيْ
حبيبتي . . .
ذهبية ٌ تَسْبَحُ في بحر ِ الشفقْ
وتغطي فرعَها الفتـَّانَ في شال غَـمامهْ. [1]
وتـُداعبْ،
شعرَها المنثورَ فوقَ النهرِ ،
كفّ ُ الفجر في ظلِّ الغسَقْ[2]
حبيبتي،
يا خِصرَها النحيل، أضمُهُ فينثـني الحياء.
ألثمها بِوَلَهٍ ، أرشِفُها كخمرةٍ مُعَتـَّـقه ْ، فإنها عَرِيْقَـــة ٌ مُشَوِّقه ْ
حبيبتي . . .
يا شًعْـرَها المزروعَ بالزهورْ،
افترشتْ خِصْبَ الفراتينِ على شطِ العَرَبْ.
واحتضنتْ" أبا الخصيبِ" [3] باشتياقْ.
والتحفتْ سعفَ نخيلِ "الفَاوِ"،
يغفو[4] فوقَ موجٍ من عطورْ.
واقتطفتْ زيتونة ًمِنْ صَدرِها البَدِيعْ،
وبللتها بالقُـبلْ،
واستـَـزْرَعَـتْها بُـقْعَة ً بـ"الفاوِ" أغرَقـَها النَجِيعْ[5]
وأمْطَرَتـْها مَوْجَة ً من مَدْمَعِ الفـَخـَارْ .
فأضحتْ مَنَارا ً لروحِ الشهيدْ ،
وإكليلَ مجدٍ لشعبِ العراقْ.
[1] - المقصود بالشفق هنا أنوار الأصيل. شبهها الشاعر بالبحار التي تسبح فيها هذه الغادة الذهبية البشرة ، قبيل أن تأوي إلى خِدرها، بعد أن تأزرت بشالٍ أبيضٍ نسيجه من الغمام الناصع.
[2] - هنا تمضي اللوحة ، الغارقة في الرمزية، الموحية بصِور شعرية، ربما غير مألوفة،فتنتقل إلى فجر اليوم التالي، حيث راحت " كفُّ الفجْرِ" تداعبُ، شَعْرَ هذه الغادة الفاتنة، التي مازالت تغط في نومها اللذيذ؛ تداعب شعرها "المتناثر فوق شواطئ دجلة، وذلك في"ظلال أنوار الغسق"، قبل أن تستقبل بزوغ قرص الشمس.
[3] - أبو الخصيب: منطقة خِصبة معروفة بترعها ونخيلها الباسقة وبساتينها المثمرة، في جنوب العراق. وموطن شاعرنا الكبير: " بدر شاكر السياب". صاحب "إنشودة المطر ".
[4]- السعف يغفو فوق موج من عطور.
[5] - النجيع، الدم، الفاو، ميناء عراقي على الخليج، أُهْرِقتْ فيه دماءٌ غزيرةٌ، في حروب الخليج.
975 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع