اول هاتف ارضي في العراق...
منذ ان وطئ الانسان على سطح الارض كان يكافح من ضمن متطلباته العديده والضروريه الى وسيله للاتصال بينه وبين الاخرين وكانت اللغه التي تطورت الى الاشارات ومن ثم الى طرق تخاطب مباشر ثم اشارات عن بعد وهكذا كانت البدايه لاسلوب المواصلات .
على مر التاريخ، استغل الإنسان نمو معرفته بالبيئة المحيطة، واكتشافه لقوانين الطبيعة المختلفة، في تطوير وسائل الاتصال، حتى اشتملت على البرق السلكي والهاتف السلكي، وبرق كاتب، وهاتف لاسلكي وهاتف خلوي، وشبكات الحاسب الآلي، والاتصال عبر الأقمار الصناعية ..
تحسن الاتصال بين الأشخاص والجماعات، مع ظهور اللغات واللهجات. واستحدث الإنسان أول نشرة أخبار عرفها التاريخ، تمثلت في شخص المنادي، الذي ينتقل من مكان إلى آخر، ويجذب انتباه الجماعة، بإلقاء الأخبار أو المعلومات، التي كلف بتوصيلها. وبالأسلوب نفسه،
استمرت وسائل الاتصال المباشر: الصوتية والمرئية، بواسطة الإنسان، مستخدمة أسلوب إعادة الإذاعة في نقل الرسائل المرئية من مكان إلى آخر؛ فاستخدمت، مثلاً، المرايا العاكسة في نقل الإشارات والرموز المختلفة، واستخدم الأسلوب، الذي أطلق عليه "سيمافور"، والمتمثل في أعمدة خشبية مرتفعة، على قمتها أذرع ميكانيكية بألوان مختلفة، تعبّر حركاتها، والفواصل بين الحركة والأخرى، عن رموز تراسل محددة. وتتكرر إذاعة الرسائل من عمود سيمافور إلى العمود الذي يليه، حتى تصل إلى المستقبل النهائي.
وما زالت فكرة استخدام الانتقال في تحقيق الاتصال المباشر متبعه إلى الآن. فإنسان العصر الحديث، يستخدم وسائل الانتقال الحديثة من سفن وطائرات، لنقل رسالة شفهية، بين الأشخاص، أو للتفاوض وعقد الصفقات التجارية. وتطور الاتصال المباشر بين الأشخاص والجماعات تطوراً جوهرياً مع اختراع الكتابة.
استمر الإنسان في سعيه الدائب، لاستحداث وسائل الاتصال وتطويرها؛ فبعد اكتشاف الكهرباء، فكر العلماء في كيفية تطويعها لتحقيق الاتصال، واختصار المسافة والزمن.
وفي عام 1837، اخترع البرق الكاتب، التلغراف، في كلّ من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، حيث نجح صموئيل مورس Samuel Morse، الأمريكي، والسيدان البريطانيان: وليام كوك Sir William Cooke، وشارلز ويتستون Sir Charles Wheatstone، في تطوير إرسال الرسائل بأسلوب كهربي، في لحظة، عبر عدة أميال.
وأُنشئت أول شبكة برق كاتب في الولايات المتحدة الأمريكية، امتدت أعمدتها موازية لخطوط السكة الحديدية، لتربط بين جميع أنحاء البلاد. وسمحت الشبكة الجديدة بتبادل الرسائل، خلال أسلاك البرق الكاتب، عبر آلاف الأميال، في ثوانٍ معدودة. وفي عام 1858، مد أول كبل بحري للبرق الكاتب، عبر المحيط الأطلسي، ولكن هذا الكبل تحطم خلال أسابيع قليلة؛ وتكررت المحاولة، بنجاح، في عام 1866، وقد جعل هذا الكبل نقل الرسائل، عبر المحيط الأطلسي، خلال دقائق قليلة فقط، أمراً ممكناً.
وقبل نهاية القرن الثامن عشر، أصبحت الاتصالات، داخل الولايات الأمريكية، تعتمد اعتماداً رئيسياً على البرق الكاتب، الذي أصبح منافساً لنظام البريد الأمريكي؛ وسريعاً ما انتشر استخدامه، في أنحاء متفرقة من العالم. ومنذ عام 1851، أسهم البرق الكاتب في نمو الأسواق الاقتصادية العالمية، حيث ربطت بشبكاته السلكية بورصات كلّ من لندن وباريس. وقبل نهاية القرن التاسع عشر، أصبحت مراكز الأعمال والمكاتب الحكومية، مرتبطة بشبكاته، كما كان تبادل الرسائل الشخصية أمراً ميسوراً، عبر مكاتبه التجارية المنتشرة في كلّ مكان.
إضافة إلى التأثير: الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لاختراع البرق الكاتب، فقد أثر تأثيراً مباشراً في الأعمال العسكرية؛ إذ استُخدم، خلال الحرب الأهلية الأمريكية، في توجيه القوات، وتوفير الإمدادات والمعاونة، وإبلاغ معلومات الاستخبارات المرتبطة بأعمال القوات المعادية وتحركاتها. ولأهمية البرق الكاتب، عسكرياً، أقر الكونجرس الأمريكي، عام 1862، تشريعاً، مكن الرئيس لينكولن Lincoln من السيطرة على جميع خطوط التلغراف في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد أدى هذا إلى إنشاء القوة المدنية للتلغراف العسكري، التي استخدمت أكثر من ألف عامل تلغراف، والعديد من العمال المعاونين لهم؛ وسرعان ما أصبح هذا الكيان سلاح الإشارة، التابع لقيادة الجيش الأمريكي.
وفي عام 1861، نجح العالم الألماني، جوان فيليب رايس Johan Philip Reis، في صناعة أول آلة هاتف، تنقل الصوت كهربائيا ولكن يُنسب الاختراع الفعلى العملي لجهاز الهاتف، إلى العالم ألكسندر جراهام بل Alexander Graham Bell، الذي اكتشف، عام 1876، هو ومساعده توماس واطسون Thomas Watson، وسيلة لنقل الصوت بواسطة التيار الكهربائي. ومثله مثل البرق الكاتب، حقق تأثيراً بالغاً في الاقتصاد، والأداء: الحكومي والعسكري، والسياسة الخارجية، وكلّ مجال من مجالات النشاط الإنساني.
وبحلول عام 1900، أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية، تستخدم أكثر من مليون جهاز هاتف، ترتبط فيما بينها من خلال شبكة الهاتف الوطنية. كما عملت الدول الصناعية الأخرى على بناء شبكات الهاتف الخاصة بها، وكان معظمها، في هذا الوقت، شبكات تملكها وتتحكم فيها الحكومات. ونظراً إلى المعايير الأمنية، تأخر عبور خطوط شبكات الهاتف للحدود السياسية لمعظم الدول. وفي عام 1939، فاق عدد المكالمات الهاتفية، في الولايات المتحدة الأمريكية، عدد الرسائل البريدية. ولم يمض أكثر من 25 سنة على اختراع الهاتف، حتى أصبح شائع الاستخدام في مختلف أنحاء أوروبا وأمريكا. وخلال اواخر القرن التاسع عشر، مُدت مسافات طويلة من خطوط الهاتف، كونت شبكة ضخمة، ساعدت على تحقيق الاتصالات الشخصية.
ومنذ بداية القرن العشرين، أصبح جهاز الهاتف موجوداً في كلّ مكان، خاصة في الدول الصناعية. ففي مجال الأعمال والاقتصاد، أسهم الهاتف في تقليل الزمن، الذي يستغرقه عقد الاتفاقات وتنسيقها وتنفيذها، بفاعلية أكثر من التي أتاحها اختراع البرق الكاتب. أمّا بالنسبة إلى المجال: العسكري، والدبلوماسي، فقد ساعد الهاتف والبرق الكاتب، على توفير الاتصال الشخصي، لضمان المزيد من التنسيق والتفاهم في المواقف المختلفة؛ وأسهما معاً، وخاصة في المجال العسكري، في زيادة سرعة إيقاع الأعمال العسكرية، وتقليل زمن رد الفعل، وزيادة المرونة في استخدام القوات والإمكانيات.
وقد واكب اختراع الهاتف اختراع آخر، استغل شبكات خطوط الهاتف، التي أصبحت تغطي معظم سطح الكرة الأرضية، وهو اختراع الفاكس Fax، الذي ينقل سلكياً صورة الوثائق المختلفة، من مكان إلى آخر. وقد عاون هذا الاختراع، إضافة إلى الهاتف والبرق الكاتب، على تغلب الاتصالات على عقبات الزمن والمسافة والموقع.وكانت تسمى هذه الصور ( المنقوله بالاسلكي ) او بالراديو ..
العراق والهاتف
كانت المواصلات في العراق تعتمد على ما تقدمه الدوله العثمانيه والتي كانت اساسا تعتمد على اوربا في موضوع الاتصالات وكان في العهد العثماني خط برقي كاتب يربط بين الولايات وبعض المدن حتى فترة متأخره من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين واستخدم العراق البرق بواسطة المورس كوسيله للتخاطب وحتى منتصف القرن العشرين .
كان دخول أول خدمة هاتفية إلى العراق عام 1910 لأغراض معينة ومحدودة جدا. وفي عام 1919 نصبت في بغداد بدالة يدوية صغيرة في جانب من جامع الإمام الأعظم ربط بها عدد من الهواتف الخاصة بالدوائر الرسمية، ونصبت بدالة في البصرة وكانت أوتوماتيكية وعرفت ببدالة العشار.
وبعد تأسيس الحكومة العراقية الملكية عام1921 كان أول بيت دخله الهاتف في بغداد بيت توفيق السويدي، وقد حصل على رقم (1) وكانت طريقة الاتصال بالأشخاص تتم من طريق تدوير القرص لكي يتصل بالبدالة ويكون مأمورها مسؤولاً عن الحصول على الرقم المطلوب. أما عن المكالمات التلفونية العمومية فقد وضع لأول مرة في بغداد دائرة بريد باب الأغا، قرب جامع مرجان بتاريخ 15 نيسان 1927 بسبب عدم إقبال المواطنين على نصب الهواتف في مساكنهم ومتاجرهم ...
عملت مديرية البريد والبرق العامة على تشجيع الأهالي على نصب الهواتف في مساكنهم، فأصدر أرشد العمري، المدير العام للبريد والبرق منشوراً برقم 23 وبتاريخ 15 آذار 1931 قرر فيه منح مبلغ نقدي مقداره 10 روبيات حوالي 750 فلساً عراقياً مكافأة لكل موظف بريدي يقنع مواطن على نصب هاتف في مسكنه أو محله. فأصبح عدد الهواتف المركبة في عموم العراق عام 1932 حوالي 1876 هاتفاً وحدث تطور في مدّ خدمة الهاتف إلى الألوية، والمدن العراقية المهمة، ففي عام 1924 مُدّت أسلاك الهاتف بين الناصرية وسوق الشيوخ. وفي عام 1929 مدّت أسلاك الهاتف بين بغداد والحلة. ونظراً لأهمية الهاتف فقد سعت الدائرة إلى مدّ خدمة الهاتف إلى الدول المجاورة للعراق، ففي عام 1935 مدت أسلاك بين العراق، وسوريا، ولبنان، وفلسطين ، وشرق الأردن، ومصر.
ولتحفيز الناس على الاستفادة من خدمة الهاتف فقد خفضت أجور المخاطبات للمسافات البعيدة داخل العراق وأصبحت هذه الأجور بسعر موحد للمخاطبات وقسم اليوم إلى ثلاثة مدد لكل منها تسعيرة خاصة المدة الأولى من الساعة السابعة صباحاً حتى الساعة الثانية ظهراً، والثانية من الساعة الثانية ظهراً حتى الساعة السابعة مساء، والثالثة من الساعة السابعة مساء صباحاً وحتى الساعة السابعة مساءً، وأصبحت وحدة المخاطبة في المدة الثالثة، خمس دقائق بدلاً من ثلاث دقائق.
ونتيجة للتطورات العالمية للاتصالات أدركت وزارة الأشغال والمواصلات أهمية الأخذ بالتطورات التكنولوجية الحديثة، ولاسيّما مع تزايد الشكوى من الارتباكات التي تحدث في أثناء الاتصالات فقررت استبدال البدالات اليدوية بالبدلات الأوتوماتيكية، ورصدت المبالغ لهذا المشروع، ونصبت أول بدالة أوتوماتيكية في عام 1938 في الكرادة الشرقية ذات 350 رقم سميت بدالة الجنوب. وبعد إكمال مد خط السكة الحديد بين الموصل وتل كوجك قررت مديرية البريد والبرق مَدّ أسلاك هاتفية وبرقية من تل كوتشك إلى الموصل بمحاذاة سكة القطار لربط المحطات، ومخافر الشرطة بعضها ببعض وقد وضعت الترتيبات اللازمة لتجهيز خط تلفوني منفصل إلى الحدود السورية يوصل العراق بسورية بلا توسط فلسطين بعد إكمال الخطوط في داخل حدودهم، وقد أوفدت مديرية البريد والبرق هيئة خاصة للقيام بمدّ الخطوط المذكورة تحت إشراف الشعبة الفنية في الموصل.
استمرت الوزارة بالتوسع في مجال الخدمة الهاتفية، فبدلت بدالة الصويرة ذات 25 خطاً بالقديمة ذات 18 خطاً، وانجز نصب بدالة ذات ستة خطوط في حمام العليل. وأنجز نصب بدلات في المدن العراقية الأخرى. وفي 18 كانون الثاني 1938 أجرى أول اتصال لاسلكي مباشر مع لندن، وكندا، والولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 1939 نصبت 14 بدالة في بغداد بلغت سعتها 1085 خطاً هاتفياً ..
كانت جميع البدالات والتجهيزات من مناشىء غربيه وعلى الاخص الانكليزيه حتى تموز 1958 حيث جرت محاولات لتبديل الاجهزه من مناشيء شرقيه ومنها البدالات البولونيه ( الكروس بار) ولكنها فشلت بسبب الحراره ومن ثم غيرت الى النوع الامريكي وتتطورت الى الهواتف الرقميه وبدلت الاجهزه باحدث مما كانت عليه ودخلت الصناعه العراقيه على الخط وبدأ انتاج اجهزة الهاتف في شركة الصناعات الالكترونيه وتطورت معها وسائل الاتصال ودخلت خدمة المايكروويف في منتصف السبعينات وانشأت المحطات الفضائيه وخدمة التلكس والفاكس والهاتف اللاسلكي الى ان اصبحنا نحمل اكثر من عشرين جهاز بحجم كبير ووزن ثقيل في ايدينا عبارة عن هاتف صغير نتحدث به مع كل اقطار العالم من اي مكان نحن فيه ولاندري الى اين سيصبح التقدم العلمي في هذا المجال بعد ان كنا نسجل على مكالمه للبصره او الموصل من الصباح حتى المساء لكي تتم وتسمع صوت المتصل يصل الى سابع جار هذا اذا تمكن من الاتصال اصلا ؟؟؟
خالده بابان
المصادر: عربية وأنگليزية والمانية
2934 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع