بغداديات - - تعلوله رمضانيه
التعلوله هي الفتره الزمنيه التي تعقب صلاة العشاء والتراويح وينصرف فيها الناس الى السهروتنقسم الى تعلوله رجاليه وتعلوله نسائيه وتستمر من هذا الوقت الى وقت متأخر من الليل وفي بعض الاحيان الى موعد قريب من السحور .
تعود اهل بغداد في رمضان على نمط من الفعاليات اليوميه لغرض العباده والترفيه وخاصة بعد خروج الرجال الى العمل او الوظيفه حيث ينصرف النساء الى اعمال البيت وتهيئة مامطلوب لغرض التنظيف والغسيل والاعمال المنزليه التي توضع لها جدول غير مكتوب ومنها غسل الستائر وغسل الاغطيه واعادة ندف الفرش وتهيئة البيت تدريجيا لاستقبال العيد وهذه الاعمال لاتدخل في الاعمال اليوميه حيث يوضع لها جدول خاص ,,
يبدأ يوم ربة المنزل متأخرا نوعما في رمضان بسبب التاخر في السحور وتقوم بممارسة اعملها اليوميه من تنظيف روتيني وغسيل الملابس والصحون وتهيئة مواد الفطور قبل الطبخ وقد تحتاج الى التسوق من السوق بعض الحاجات لعدم توفر الثلاجه او المجمده الى ان يحين موعد الفطور ..
تعلولة الرجال
يعود الرجال والشباب من اعمالهم او وظائفهم او مدارسهم متعبين عطاشى وجائعين وكثيرا منهم يخلد الى النوم وتسمى نومة الظهر ( القيلوله ) وقسم منهم يقضي بعض الاحتياجات المنزليه كأن يصلح شيئا في البيت او يجلب حاجه ولكن الكثير منهم يخلد الى النوم في باحة الدار المبلطه بالطابوق الفرشي الاصفر والذي جاهدت ربة البيت في غسله وترطيبه ووضع الحصيره عليه مع المخده واذا كان متيسرا مروحه منضديه او يستخدم العاكول لتبريد المكان وقبل الفطور ينهض الرجل الى الاغتسال او السباحه في دجله ويتهيأ للذهاب الى المسجد لاداء صلاة المغرب وياخذ معه قليلا من التمر للافطار عليه وغالبا ما يجد التمر والماء البارد متوفرا من احد الكرام للمسجد كثواب واجر
وبعد اتمام الصلاة يعود الى البيت لاكمال الافطار وعندما يتنهي يروم الى الراحه وشرب الشاي من على المنقله والفحم وبعدها يحين موعد صلاة التروايح ليقضيها في المسجد وبعد اكمال الصلاة تبدأ تعلولة الرجال وكثيرا ماتكون في المقهى والشباب صغار السن في احدى الدرابين والاطفال الصغار عند احد البيوت بالقرب من احدى العجائز لتقص عليهم قصص جميله ,,
في المقهى تنقسم التعلوله الى عدد من الفعاليات فلعبة المحيبس تتصدر الفعاليات وقد يكون هناك فريق زائر من محله اخرى او السباق بين الدرابين ضمن المحله ويكون الرهان من صينية بقلاوه او زلابيه او حلقوم او من السما وحسب المتيسر وتجد عند مقهى اخر لعبة الصينيه وهي مشابه للمحيبس ولكنها بكؤوس تختفي تحت احدها خرزه وبعد انتهاء هذه الالعاب تبدأ فعاليه اخرى وهي القصخون
الذي يروي قصص خاصة بالكبار مثل ابو زيد الهلالي وشجاعته ومغامراته او عنتر وعبله او الزير سالم او قصص دينيه وقد تستمر هذه الفعاليات الى قرب موعد السحور حيث يقوم الجميع للسحور وصلاة الفجر والامساك .
تعلولة النساء
في الشتاء تجلس النساء وأطفالهن حول ( منقلة ) وهي الكانون ، أو الموقد المصنوع من الطين في إحدى الحجرات أو حول سماور. ويقدم الشاي وبعض المأكولات مثل الكليجه والزبيب والحمص والجوز واللوز مع التمر أو أي فاكهة متيسرة كالتين اليابس أو البرتقال والنومي (الليمون الحلو) .والبعض يعملن الشاي والكعك ويقدمن الحلويات مثل البقلاوه والزلابيه وفي بعض الاحيان تصلهم حصة من تعلولة الرجال عندما يفوز فريق المحله ..
أما في الصيف ، فينعقد المجلس في الحوش، أي في فناء الدار حيث تسكن مجموعه من عوائل الأعمام والأخوال ،ويعقد أحيانا على سطوح البيوت إذا كان البيت يتكون من أكثر من طابق واحد ،ولاسيما في الليالي المقمرة ويتداولن القصص والاحاديث وقد تنبري احداهن وهي القصاصه وتروي لهم بعص القصص او يتحول المجلس الى القشب او مشاكل البيت والزوجيه وكل منهن تروي حالها وتناقش الاسباب والمعوقات واخرها تحمد الله على نعته .
وينهضن لتهيئة السحور واستقبال الزوج العائد من تعلولته ثم بانتظار يوم جديد من ايام رمضان المبارك ..
الگاردينيا: هذه المادة أرسلها المرحوم عبدالكريم الحسيني( أبو عمر) قبل وفاته بعام..عثرت عليها ضمن مقالاته غير المنشورة.
الف رحمة على روحكم أيها الكاتب البغدادي الأصيل ، عهدا منا أن نظل ننشر كتاباتكم القيمة الى اخر يوم من حياتنا .
3013 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع