خواطر من الذاكرة البغدادية

    

          خواطر من الذاكرة البغدادية

      

   

سليمة مراد ومربع " سودة علية ماخذت حياوي"

ابي حياوي سودائي من أوائل من أكمل كلية الحقوق في بغداد فقد تخرج في الدفعة الثانية للكلية سنة ١٩٢٤ وعمره ٢٠ سنة وكان من عائلة ثرية. معظم اصدقائه كانوا من المسلمين والنصارى يقضي معهم كل اوقاته ويسهر معهم الليالي. هكذا تعرف على المغنية اليهودية سليمة مراد باشا في بداية حياتها الفنية وعاشت معه في دار استأجرها.
كانت والدته عزيزة (جدتي) امرأة قوية جدا ومن عائلة متمكنة مالياً، والدها كان يملك ألف جمل يرسلهم لبلدان الجوار لنقل البضاعة.

   

سمعت جدتي بعلاقة ابي مع سليمة وخافت من أن يتزوجها حيث كانت التقاليد آنذاك لا تسمح بالزواج من فنانة تختلط مع الرجال. فأملت عليه بأن يتزوج فتاة يهودية من عائلة محترمة بسرعة والا سوف تحرمه من الميراث.
فكر ابي حياوي بالأمر وقرر أن يسمع كلام والدته فخطبوا له امي وترك سليمة بدون ان يوضح لها السبب. في حفلة الحنة التي أقيمت كان كل كبار البلد من اليهود والاسلام والنصارى معزومين للحفلة. وكان هناك جالغي بغداد مع المغنية سليمة وكل الناس يعرفون قصة علاقة ابي معها.
بدأت سليمة بالغناء وقالت انها ستغني اغنية جديدة:
"خدري الشاي خدري والمن اخدره
شمالج يا بعد الروح......."
ثم تبعتها بغناء مربع آخر:
"سودة علية ماخذت حياوي"
تسمر ابي خوفا من غضب والدته حين وقفت وبدأت بالسير باتجاه سليمة. خاف الناس من ان تحدث معركة ولكن حين وصلت الى سليمة ابتسمت ووضعت 20 دينارا على رأسها فتنفس ابي والحاضرون الصعداء وضجت الساحة بالضحك.
في سنة ١٩٦٦ جاءت سليمة لتغني في نادي الاكروبليس وكنت جالس مع ابي وانا أصغر اولاده. فسلمت على الوالد وقالت له: حياوي هذا ابنَا وضحكت.

   

عائلة سودائي والسينما في العراق
تتكون عائلتي من جهة ابي من ٧ اخوة واخت. الثلاثة الكبار - عزرا، مئير (مهندس خريج فرنسا)، وأبي حياوي (محامي) كانوا شركاء وشيدوا اول معمل طابوق سيليكات في العراق يعمل على البخار.
ثم بدأوا ببناء دور السينما - الرشيد والرشيد الصيفي وكازينو الرشيد في شارع الرشيد مقابل اوروزدي باك .ثم بنوا مجمع روكسي المكون من سينمات روكسي ركس وروكسي الصيفي وملهى روكسي وكازينو روكسي وعمارة روكسي التي كانت تشغلها شركات الافلام مثل فوكس وكولومبيا وكذلك العديد من الشركات. وكلها مبنية بطابوق سودائي.
ثم قرر الاخوة انشاء "استوديو بغداد" للأفلام السينمائية مع شريكهم الارمني انطون مسيح الذي هو من عائلة مسيح اصحاب معامل عرق المسيح. ثم أسسوا استوديو قرب معسكر الرشيد بعد شراء ارض كبيرة مجاورة لمعمل الكوكاكولا.
اشتروا كل المعدات من فرنسا وبنوا أستوديوهات ومكائن واتفقوا مع مخرج من فرنسا " أندريه شاتان" لإخراج اول فلم عراقي "عليا وعصام" بطولة سليمة مراد. كتب حوار الفلم الاديب اليهودي المعروف انور شاؤل ووضع الموسيقي التصويرية له صالح الكويتي.

https://www.youtube.com/watch?v=B8hZPaWMwSw

لاقى الفلم نجاحاً باهراً ثم أنتج ستوديو بغداد فلماً اخر "ليلى في العراق" مثلت فيه عفيفة إسكندر. وبعد ١٩٤٨ وتأسيس دولة إسرائيل بدأت مضايقة اليهود تزاد وهكذا منعوهم من تصوير افلام لقربهم من معسكر الرشيد.

                            

كان لعائلتي الكثير من الأصدقاء اذكر منهم أنور شاؤل، مصطفى جواد، مصطفى الدليمي، رئيس بلدية بغداد أرشد العمري والكثير غيرهم.
غاني تكفا - اسرائيل

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

777 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع