عبد الكريم قاسم في حوار نادر لمجلة مصرية
س/ كم عمرك؟
ج/ أنا مولود في عام 1914.
س/ في أي شهر؟
ج/ لا اذكر الشهر بالضبط، ان ميلادي الحقيقي في 14 تموز عام 1958.
س/ هل أنت من أسرة غنية؟
ج/ لا..
س/ هل والدك موظف حكومي؟
ج/ لا.. كان والدي مزارعاً متوسط الحال.
س/ هل لك أشقاء؟
ج/ لي شقيقان وشقيقتان وترتيبي الرابع بينهم.
س/ أين درست في المدرسة الابتدائية؟
ج/ سنتان في بغداد وسنتان في الريف.
س/ أي الدروس كنت تحبها في الابتدائية والثانوية؟
ج/ كنت أحب التاريخ والأدب العربي.
س/ ولماذا دخلت الكلية العسكرية ولم تدخل الآداب مثلاً؟
ج/ رأيت منذ شبابي أن خدمة بلدي ستكون عن طريق الجيش وقد كانت أمامي فرصة أن ادخل الكلية العسكرية قبل إنهاء التعليم الثانوي ولكني رأيت أن أكمل تعليمي الثانوي حتى لا اشعر بأي نقص في الثقافة.
س/ قلت لي أن والدك رجل متوسط الحال فهل كان يقدر على مصروفات الكلية العسكرية؟
ج/ الكلية العسكرية على حساب الدولة وكنا نحتاج إلى نفقات شخصية بسيطة تقدمها لنا عائلاتنا.
س/ كم سنة أمضيت في الكلية العسكرية؟
ج/ 3 سنوات بدلاً من 4 سنوات.
س/ لماذا؟
ج/ لأني امتحنت في مواد السنة بعد دخولي الكلية بعشرة أيام فقط ونجحت ونقلت الى السنة الثانية.
س/ كيف كنت تمضي وقت فراغك؟
ج/ في السباحة وقراءة الكتب الأدبية والتحدث مع زملائي.
س/ ما هي أحاديث شبابك؟
ج/ هي نفس أحاديث عمري، التداول عن الوضع العام في البلاد وانتشار الفساد وتطور الأحوال من سيء إلى أسوء.
س/ هل اشتركت في حرب فلسطين؟
ج/ نعم
س/ هل زاد اشتراكك في الحرب من شعورك بمرارة الوضع في البلاد العربية؟
ج/ الشعور موجود وقائم قبل حرب فلسطين والجذوة في القلب متقدة.
س/ ما هو سر نجاح الثورة العراقية؟
ج/ الكتمان.
س/ من علمك الكتمان؟
ج/ هذه طبيعة.
س/ بماذا تؤمن؟
ج/ بالشعب، أن الشعب باق والأفراد يرحلون.
س/ ما هي فلسفة الثورة؟
ج/ تحقيق مصلحة الشعب بطريقة يقبلها الشعب.
س/ ماذا تقصد؟
ج/ إنها ثورة على النظام البائد.. ثورة على الجهاز الحكومي الذي يسيطر على اقتصاديات البلاد ويستغل الشعب ويستغل موارد البلاد.. ثورة لإيجاد حياة حرة ورفاهية عامة..ثورة لرفع معنويات الشعب وإعزاز كرامته وجعله في مصاف الدول المتقدمة في كل شيء.
س/ ما هي أهداف الثورة الخارجية؟
ج/ جعل الدولة ذات سيادة كاملة مستقلة في تصرفاتها لا تقبل التدخل في شؤونها.
س/ قلت لي انك تفكر في الثورة منذ أن كنت في العشرين من عمرك.. هل كان تفكيرك مقصوراً على تغيير نظام الحكم السياسي أو كنت تفكر في الإصلاح الاجتماعي؟
ج/ أنا لم أفكر وحدي في الثورة، الشعب كله كان يفكر في الثورة ووضع العراق لا يختلف عن وضع أي بلد عربي آخر قاسى من تدخل الأجنبي وتحكم جماعة عابثة في مصيره ومصالحه فالفساد اجتماعي وسياسي وإذا وجد الفساد فأن أفكار الناس تتجه إلى البحث عن طريقة لقلب الأوضاع والتخلص من الحالة التي ترهق الشعب وتكبت حريته، اقصد ان أقول لك أن تفكيري كان منبعثاً من تفكير الجماعة في التخلص من الاستعمار الخارجي والفساد الداخلي.
س/ هل تستطيع أن تذكر لي أحداثا معينة بالذات أثرت في تكوينات الثورة؟
ج/ إنها سلسلة متصلة للفساد والطغيان أنا لا استطيع أن ابرز لك أحداثا معينة بالذات، فلا فرق بين يوم ويوم أو بين ساعة وساعة إنها قصة لم تنته ولم تقف عند حد، ومنذ نشأت وباشرت إدراكي للحالة السائدة في العراق عرفت هذه الحقيقة.
س/ ما هي فلسفتك في الإصلاح الاجتماعي؟
ج/ الإصلاح الاجتماعي يتطور بتطور الزمن.
مجلة المصور المصرية
آب ١٩٥٨
680 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع