من حقيبة الزمن ايام وذكريات الكرخ الجانب الغربي لبغداد الخالده ... محلات وأهل..( محلة التكارته ..نموذجا )
وقعت بطريق الصدفة على احد مواقع الشبكه العنكبوتيه حمل موضوعا تحت عنوان ( الكرخ .. احياؤها .. عوائلها .. رجالها ) كتبه ابن محلتنا الاخ ( مثنى محمد سعيد الجبوري ) وهو ( مثنى ابن محمد سعيد الحاج سلمان الجبوري ) وسناتي على تفاصيل تخصه فيما بعد ..
ويعترف الاخ مثنى في بداية موضوعه بصعوبة الخوض فيه خشية ان لايحالفه التوفيق في تغطية الامر من كافة جوانبه كون المنطقه( الكرخ ) بصورة عامه لها ثقلها وتأريخها وعوائلها وابنائها..
وقد ابتدأ جزاه الله خيرا بتناول مناقب شقيقي المرحوم احمد عبدالستار الجواري في بداية عرضه للشخصيات التي انجبتها عوائل المنطقه .. الا انه جمع بين ابناء محلتنا ( التكارته ) وابناء المحلات المجاوره وهي متداخلة ولا يستطيع تمييزها الا ابناؤها ..
ووجدتني مدفوعا بحب المنطقه ( والحب للحبيب الاول ) وللتذكير بها وبرجالاتها وعوائلها لتعريف ابنائها الذين لم يتسنى لهم معرفتها عن كثب اما لأنهم او عوائلهم تحولوا عنها مبكرا الى مناطق اخرى من بغداد .. او لأن ما جرى عليها من هدم وتغيير لمعالمها وحدودها الجغرافيه وطابعها الديمغرافي
تركهم امام واقع جديد لاصلة له بالمنطقة وأهلها تقريبا ..وكان الدافع الاقوى هو .. انني وجدت المرحوم انور عبدالحميد التكريتي بكتابه الموسوم :
( سوق الجديد .. محلة مضيئة من الجانب الغربي ببغداد ) بأجزائه الثلاثة أشارالى محلتنا ( التكارته ) التي ذكرها عند تعداده لمحلات صوب الكرخ الاثنتين وعشرين محله وذلك في الصفحة (46) من الجزء الاول من كتابه بأعتبارها واحدة من تلك المحلات الا انه لم يتطرق اليها بذكر التفاصيل التي تخصها كما فعل مع الاخريات .. وجاءت مقالة الاخ مثنى الجبوري لتضيف لي دافعا آخر للخوض في هذا الموضوع لاسيما وأنني كتبت عن محلتنا وجوارها عندما تمت عملية الهدم والتغيير في حينه بجريدة ( العراق ) ..في تسعينيات القرن الماضي.
وقبل الخوض في تفاصيل محلة التكارته لابد من تناول جانب الكرخ الذي يشكل الجناح الغربي لبغداد المنصور ويشكل الرصافة جناحها الشرقي وهما اللذان خلدهما ( علي بن الجهم ) ببيت الشعر المعروف:
عيون المها بين الرصافة والجسر جلبنا الهوى من حيث ادري ولا ادري
فهذا الجانب من بغداد أمد العراق الحديث برجالات أسهموا ببناء الدولة العراقية الحديثة الى جانب اخوانهم من ابناء الرصافة ومناطق العراق الاخرى .. فقد كان من ابناء الكرخ عوائل ترك ابناؤها ذكرا حسنا ان كان في مجال الخدمة العامه او على صعيد شخصي .. وسأذكر مايرد على الخاطر من اسماء اذانني اكتب من الذاكره ولذلك ارجو معذرة من سهوت عن ذكرهم مع جم الاحترام للجميع فكلهم اخوة ..
والكرخ كما نعرفها جغرافيا تبدا من محلة ( الجعيفر) شمالا الى (الصالحيه والكريمات ) جنوبا ومن نهر دجلة شرقا الى مقابر( الشيخ معروف الكرخي والجنيد البغدادي ) غربا...
ولكن لابد من التنويه بأني سوف اتناول بالذكر العوائل والابناء لمن كان يسكن في المنطقة الممتدة بين جسر الشهداء ومحلة الجعيفر ومن عوائلها:
آل الشواف ( عبدالسلام وعبدالعزيز وعبدالملك واللواء الطبيب الوزير فيما بعد محمد وعبدالوهاب احد قادة 14 تموز 1958 والشاعر خالد ) .
آل المدلل ( عبداللطيف وعبدالجبار والحاكم سالم والقاضي مؤيد والطبيب الجراح صائب وسعدون وهشام وحازم وابراهيم )
توفيق السويدي
آل السويدي ( ناجي وتوفيق وعارف وشاكر ومؤيد وسعد ولؤي ) ....
آل دراغ ( علوان ورشيد وحميد وعلي ومحمد وجبار وصبار ومنعم وحميد ومضاء وحراء)
آل قدوري الحداد (محمود وقيس ومنذر )
آل المختار ( محمود واحمد وعبدالرزاق وتوفيق وعبدالقادر وعبدالعزيز وحسين وسالم وشهاب وهاشم وسعد وقيس ومصطفى )
آل مصطفى الخليل ( السيد محمد سعيد وقصي ولؤي )
آل الدره ( الصحفي خالد والدكتور صباح وابراهيم )
آل النواب ( السباح العالمي القاضي علاء والدكتور ضياء )
آل الضاحي ( شاكر وعبدالجبار )
آل هندي ( رشيد ورفعت وخالد وجودت )
آل قدوري ( عبدالرزاق وعبدالجبار وياسين وعبداللطيف وشفيق(الكمالي) وفخري وثابت وطارق وعبدالستار )
آل القشطيني ( ناجي ومحمد والصحفي خالد )
آل ذياب ( فالح والدكتور محمود )
آل الدهان ( عبدالجبار وعبدالحميد وعبدالرزاق وساجد )
آل الوهب ( عبدالعزيز وعبدالرحمن وطارق )
آل القصاب ( عبدالعزيز وعبدالمجيد وعبدالله وعلي وابنائهم )
آل الخانجي ( توفيق الحسن وعبدالرزاق واللواء عبدالوهاب وعبدالجبار ووفيق )
آل يونس ( عبدالغفور وامين وزهير وفيصل ومناف ويونس وعصام ومحمد )
آل الجعفري ( الحاج بكر والحاج عبدالله والد الفريق صادق وعبدالستار وعبدالجبار )
آل الخوجه ( رشيد اول امين للعاصمه وصادق والاستاذ عزت وحسين العلي السلمان وسعدون ومامون )
ومن عوائل الكرخ التي عرفت بتميز ابنائها ::
بيت السيد نعيم ( نعمان ) والد الساده فاضل وعبدالحميد وشاكر ..
وبيت السيد عبد الحيالي ومنهم الاستاذ صالح الكرخي والد المحامي هشام .. وكذلك..الدكتور سعدون رشيد وخالد رشيد وطارق رشيد .
وبيت الاسطه الحاج ابراهيم العبطه والد الاستاذ محمد احد قادة حزب الاستقلال ومحمود الكاتب الاديب ووالد المرحومه الدكتوره زوجة الدكتور عمر الكبيسي ..
وبيت العم ابو عبدالله ( احمد الملا ياسين ) والد الاستاذ عبدالملك الوكيل الاقدم لوزارة الخارجيه وطاهر وعبدالوهاب واكرم وخالد وصادق .... و الذي كان بيته ملاذا لكل قادم حديثا من تكريت ..
وبيت الزنكي ( الحاج ابراهيم وخليل وصالح وصائب )
وبيت الوسواسي ( الحاج عارف وعلاء وغسان )
وبيت ( الكبر ) فاضل وعبدالقادر
وبيت الاسحاقي عبدالحميد ومحمود وعبدالرحمن وعبدالسميع..
وبيت ( شميط ) وبيت الرشودي ومنهم الكاتب والمحقق الاستاذ عبدالحميد وبيت البغدادي ومنهم السيد عباس بغدادي مؤلف كتاب بغداد في العشرينات ...
وبيت اللواء محمد سعيد التكريتي وبيت النائب عبدالرزاق منير والد المعماري هشام منير وبيت الدكتور عبدالرزاق الحسن .. وبيت الحاج علي الكحيمي والد سفير السعوديه السابق في بغداد المرحوم عبدالعزيز وبيت الحاج عبدالرزاق الملا هجو وبيت خلف الجواد وبيت الشيخ عبدالغفور الشيخ ياسين وبيت الشيخ احمد الداود وبيت الحاج سعودي وعبد الحاج خضير وبيت الباججي المشهور الحاج حسن الطوبان وبيت عياش الحاج عبدالواحد واخوته وبيت صالح العمر والشيخ الطيف والد المقدم محمد الشيخ الطيف مرافق الامير عبدالاله وبيت اللواء علاء الدين محمود وبيت اسماعيل الصفار والد الدكتور احمد صميم
وبيت البزاز ومنهم المرحوم عبدالرحمن البزاز وبيت الحاج عارف البزاز ومنهم المرحومين عبدالسلام وعبدالرحمن وكذلك السيد محمد الصدر رئيس مجلس الاعيان..
مجلس الاعيان العراقي لسنة 1933
الجالسون من اليمين: الحاج محمد الأستربادي , علوان الياسري, الحاج حسن الشبوط, محمد الصدر,محمد علي بحر العلوم, نور الياسري, عداي الجريان . الواقفون من اليمين: عزرا مناحيم دانيال, عبدالله الصافي, فخري آل جميل, قاسم أغا, ياسين الخضيري, أحمد عثمان, مولود مخلص, طه الراوي
وكنا كلما يمر بسيارته (الكليسلر) نأخذ له التحية ونحن فتية صغار... وبيت الحاج علي الدلال وبيت الصكير وبيت المكاوي والبراك وبيت طرفه وبيت الجوخجي وبيت الشرباتي وبيت عبدالله الحمدوالد الاسطى نجم والاسطى حمد وبيت (خساره) ومنهم الحاج يوسف والد حامد وخالد وعلاء وبيت الحاج سلمان الجبوري جد الاخ مثنى السالف ذكره واولاده داود ومحمود ومحمد سعيد وبيت الملا حمادي والد الحاج محمود امام جامع ( ثريا )...
وبيت ( عفاره ) ومنهم عبدالفتاح و وعبدالحميد وصباح وسعدون وعبدالواحد وبيت الحاج ناصر واولاده حمزه وشعلان وفاضل وابنائهم ناصر وعبدالوهاب وعبدالرزاق وبيت الحاج عبدالكريم العلوجي والدالاستاذ الموسوعي عبدالحميد واخوته عبدالغني وعبدالعليم وعبداللطيف وقاسم وبيت القاريء المعروف عبدالفتاح معروف تلميذ الملا عثمان الموصلي وخدنه واولاده عبدالوهاب ومحمد وبيت عيسى ابراهيم وعبدالحسين وكريم وابن عمهم ستار صاحب القهوة المعلقة على نهر دجلة في منطقة الجعيفر وغيرهم وهذا ليس الا غيض من فيض .. واكرر اعتذاري لمن فاتني ذكرهم فكلهم اخوة اعزاء على القلب ..
أما محلة التكارته فالحديث عنها له خصوصيته فهي مربع الطفولة والصبا والشباب ففيها ولدت وفيها عشت حتى مرحلة الرجولة وغادرتها مكرها اول الامر لدواعي العمل في السلك الدبلوماسي العراقي وثانيا عندما تقرر تغيير معالمها هي وجاراتها ( الجعيفر وسوق حماده وخضر الياس والست نفيسه ) ..وهي تقع بين محلة الجعيفر شمالا ومحلة الست نفيسه جنوبا ونهر دجلة شرقا ومحلات سوق حماده والنجاجير شرقا...
وكنا نسكن الزقاق (دربونه ) المجاور لجامع ( ثريا ) وهي جدة والدي لامه وكانت ميسورة الحال فبنت الجامع المشار اليه والذي جدد بنائه الحاج عبدالجبار الدهان والد الوجيه البغدادي المعروف عبدالحميد .. كما تم تجديده من قبل الاوقاف على زمن المرحوم الرئيس عبدالسلام محمد عارف ..
وكانت عائلتنا تعرف ببيت محمود النصيف الجواري...... وكان يجاورنا السكن آل حسن الحمادي المعاضيدي جد الاستاذ عبدالرحمن عبداللطيف الحسن ( البزاز ) رئيس وزراء العراق الاسبق وابنائه عادي وابراهيم ومحمود وشقيق الاستاذ البزاز السيد امين وأخوته صبري ومنعم وحافظ والدكتور حسن وعادل .. وكذلك آل عياش الجوعاني جد الصحفي المعروف غازي العياش وهم الطيف وابنائه مولود وعبدالغفور وعبدالودود واخوانه ارحيم وكريم وعبدالرزاق وعبدالواحد..
وبيت الاسطه يوسف شقيق الفريق الاول الركن صالح صائب الجبوري وبيت (فضيل ) وهم ابناء خؤلة جدتي لابي وابناء عم مفتي العراق يومذاك الحاج نجم الدين الواعظ خال الاستاذ عبدالرحمن البزاز ووالد السيدة ام عامر زوجته..
وكان الحاج نجم الدين يسكن الزقاق الذي يقع خلف زقاقنا وبقربه منزل الحاج عارف البزاز والد الرئيسين عبدالسلام وعبدالرحمن ويقابل دار الحاج نجم الدين منزل آل القيمقجي ومنهم مدرب فريق العراق لكرة القدم يومئذ المرحوم فهمي ..
وبيت الحاج علي الدلال واولاده صادق وعبدالحميد وداود وصلاح وبيت الشرباتي واحمد الريشان وبيت الجوخجي وبيت الحاج (دنكو) مكي واخوانه وبيت عبدالجبار العطار والد مصطفى وخليل وعبدالودود وبيت الحاج شاكر العاني وبيت ياسين جدو وبيت الحاج عبدالحميد الناصري والد العقيد الركن خيرالدين وبيت السيد علي القصاب والد المهندس عدنان .. وكذلك الشاعر محمود المعروف وشقيقه المذيع سليم المعروف....
ويقطع شارع (السكه ) كما كنا نسميه أي شارع الامام موسى الكاظم المنطقه الى نصفين الغربي الذي تحدثت عنه آنفا والشرقي الملاصق لنهر دجله وفيه كانت تسكن عوائل كريمة اخرى منها بيت خلوصي وبيت الزنكي وبيت احمد السيد محمد وبيت الهايس خالد واحمد وعبدالمنعم...
الصف الأول من اليمين إلى اليسار: سامي الخوري ، وزير لبنان المفوض في مصر - توفيق دوس باشا - مصطفى النحاس باشا ، رئيس وزراء مصر - محمد علي الطاهر - علي المؤيد ، وزير اليمن المفوض في مصر.
الصف الثاني من اليمين إلى اليسار: أسعد محفل ، وزير سوريا المفوض في مصر - فائق السامرائي ، زعيم المعارضة البرلمانية في العراق .
واهل السياسي العراقي المعروف الاستاذ فائق السامرائي اذ كان عمه عبد الحاج خضير مختارا لمحلتنا بعد ان كان مختارها الحاج عبدالرحمن الدوري والد احمد وعبدالحميد..
وبيت توفيق الحسن السامرائي والد مظهر وعامر.. وبيت الحاج عبدالغفور الدهان والد جودت و المرحوم ( احمد الحجيه ) وبيت الحاج عبدالكريم امام جامع الشيخ علي وبيت الدبو وبيت محمد السبتي وبيت اللوز وبيت كريم الحمد والد الفنان محمد والمهندس المعماري صبحي .. وبيت الحاج حبيب ومنهم العم حسن واولاده قاسم وحمد وعبدالرحمن وبيت عمر العطيه جد القاريء المعروف الحافظ خليل وهم اسماعيل وحمادي والتتنجي المشهور في المنطقه محمد العمر.. والاسطه سلوم حمادي الملقب ( حجي چلوب)..وبيت حميد المصطاف والد جاسم ومجيد وحمد ووليد وخالد .. وبيت احمد زيدان والد الدكتورعادل احمد زيدان كما كان يسكن الى جوارنا بيوت توفيق البدور ومجيد العاصي وعزيز الحمد ومحمود الفوريه وبيت علوان الشهيب ..
كما سكن محلة التكارته عائلة حسن الياسين واولاده مجبل وحاتم ومحمد ومشحن ومن ابنائهم سعد وليث ... وبيت محمد العبدالله والد عزاوي ومجيد وسعودي وحمودي وفوزي.. وكذلك كان من سكانها شاكر ومحمد وشقيقهم (علي مامه ) والاخر ( صالح كروعه) ...
وشرطي المرور احمد التكريتي الذي كان يتقدم موكب الملك فيصل الثاني بدراجته النارية واولاده شهاب والدكتور محمد... وبيت رمضان عبدالله واسماعيل .. وبيت سلمان الجواري وفليح الجواري وبيت عبدالحسين الحاج مسير وبيت ( الجيال )..
وغيرهم ممن لايرد على البال ذكرهم لاسيما وانني ذكرت في بدايتي انني اعتمد على الذاكرة في هذا السرد .. والغاية من ذكر هذه الاسماء التوثيق والحفظ ولاطلاع الذين فاتهم ذلك كيف كانت هذه المحلة الصغيرة مساحة, كبيرة بابنائها النجب فقد خرج منها روؤساء للجمهورية وروؤساء وزارة ووزراء ونواب واساتذه في مختلف صنوف الحياة ..
الفعاليات والنشاطات
لو كان لدينا اديب بمقدرة نجيب محفوظ الروائي المصري الاشهر لسجل مجريات الحياة في محلتنا ولاخرج منها روايات كما فعل محفوظ..فقد حفلت باحداث عشنا بعضها وشخصيات عرفنا عددا منها....
فعلى صعيد الفكر والعلم خرج من ابنائها الكثيرون رفدوا العراق بعلمهم وامكاناتهم الفكرية والثقافيه ولتعدادهم نحتاج الى الكثير من الوقت والمجال فيكفي ذكر الحاج نجم الدين الواعظ مفتي الديار العراقيه و الاطباء صائب المدلل وعبدالمجيد القصاب واحمد صميم الصفار والاستاذ عبدالرحمن البزاز والدكتور احمد عبدالستارالجواري ومن الصحفيين ابراهيم حلمي العمر وعبدالقادر البراك ورفيق الجراح وابن شقيقته الصحفي الانيق صبيح الغافقي و سلمان الشيخ داود والمحامية والقاضية اللامعه صبيحه الشيخ داود..
صبيحة الشيخ داود
ومن الضباط اللامعين الذين خدموا الجيش العراقي ممن لايحصى عددهم ..
وكانت المحلة تستقبل المناسبات الدينيه بما تستحقه من تبجيل واهتمام يتبدى في المظاهر التي تكتسبها المحلة في هذه المناسبات , وكذلك الحال فيما يتعلق بالاحداث التراثيه او ما اصطلح عليه بالفولكلوريه
نبدأ بزيارة حبيب العجمي حيث تتوجه بنات المحلة والمحلات الاخرى لزيارة مرقد حبيب العجمي في آخر اربعاء من شهر رجب وهن حاملات الشموع ويرددن ( جينا نزورك يا حبيب العجمي .. شمعه بطولك ياحبيب العجمي) ويقع هذا المزار في مسجد مجاور لثانوية الكرخ في المنطقه المقابله لمحلة الشيخ بشار وعلى شارع الامام موسى الكاظم ..
ثم الزكريا .. وهواول يوم احد من شهر شعبان حيث تهتم العوائل بالاحتفال به بوضع صينية مليئة بالشموع على عدد الاولاد ومعها اباريق فخارية صغيرة واعواد من نبات ( الياس) والمكسرات وخليط السمسم بالسكر والزردة والحليب ويغني الاولاد ( يازكريا عودي علي كل سنه وكل عام )..
وبعد ذلك (المحيا) وهي ليلة النصف من شعبان وقبلها تبدأ الفعاليات الخاصة بهذه الليلة المباركه ولكن باسليب شعبيه اذ يبدأ باعة البارود ببيع بضاعتهم تمهيدا لعمل ( البوتاس والزنابير) التي تستخدم في تلك الليلة من قبل الاولاد والشباب .. كما تتزين محلات المحلة بوضع السجاد الملون والشراشف الملونة والاضوية ويتميز محل العم ( كريم الحمد ) عن غيره بما يضيفه من ديكورات شعبية واضوية ملونه وما يعرضه في هذه المناسبة من حلويات خاصه بها مثل ( الساهون والحلقوم والمكسرات ) ويتم الاحتفال ليلا بها بطريقة بغدادية خاصه حيث يتجمع شباب المنطقه وهم يهزجون باهزيج خاصة بالمناسبة ويدورون على المحلات المجاورة ويرددون ( ابو الهبزي وگع والخيل داسنه ) وابو الهبزي واحد من شقاوات المحلة ايام زمان..
ويستمر اللعب بالبوتاس والزنابير حتى ساعة متاخرة ولا يخلو الحال من اصابات اوحوادث غير محمودة وقد ذهب بعض الشباب ضحية لانفجار البارود عليهم عند تحضيرهم له لصنع البوتاس بشكل خاص لانه يتم تصنيعه من خلال جمع حصى ناعم يخلط مه البارود ويلف بخرقة ويشد بخيوط قوية وبقوة الامر الذي يؤدي الى تفجيره ..
ويأتي رمضان وهو شهر الخير والبركات والصيام والصلاة لمن يتذكروها في رمضان وهم معروفون بالمحلة حيث يشهد جامع ثريا ازدحاما لايألفه في الايام الاخرى وتقام الصلوات جميعها فيه ويتم القاء درس ديني خلال ايامه بعد صلاة العصر حيث يكون قداخذ البعض من ابناء المحلة قيلولتهم في داخل المسجد المبرد بمراوحه ايام الصيف..
وعندما يأتي وقت الافطار تقوم بعض العوائل الميسورة بأرسال صواني ملاءى باكلات بغداديه لافطار الصائمين كسبا للاجر ...وعند حلول وقت صلاة العشاء والتراويح يغص المسجد بالمصلين ويقوم العم عبدالكريم الحمد رحمة الله عليه بترديد الدعاء بين الركعات بصوته العذب النابع من ايمان وتقوى..
وبعد ذلك تبدا السهرات في مقاهي المحلة ( مقهى ابراهيم اليتيم ومقهى نجم ومقهى عزاوي ومقهى محمود الكيتاوي ومقهى مهدي الدونكي ) ويتخلل ذلك رهانات من الحلويات ( الزلابيه والبقلاوة ) التي يبدأ باعتها وضع طاولاتهم على ناصية الشارع من قبل غروب الشمس للتبضع العوائل منها قبل الفطور
ولاستخدامها في رهانات لعبة ( المحيبس ) أو لعبة ( الصينيه ) حيث ترد المحلة وفودا من المحلات الاخرى او من مناطق بغداديه غير الكرخ لاسيما في لعبة الصينيه التي كان يديرها الحاج عبدالواحد العياش ابو معتز رحمه الله فكان يستخدم علاقاته الاجتماعية لدعوة اصدقائه الذين يشاركونه هذه الهواية من ابناء محلات بغداد والكاظميه للحضور وممارسة المنافسة في هذه اللعبة ..
أما شخوص المحلة...فحدث ولاحرج ..فقد شهدنا اشخاصا تميز كل منهم بخاصية لاتوجد عند غيره .
فكان العم عبدالله العطار مثال التقوى والايمان مفطورا على حب المصطفى وآله الكرام وكان صبية المحلة يستغلون هذا الحب الشريف للحصول على بعض العلكة منه بذكهم الرسول الحبيب امامه مقرونا برجاء الحصول على العلكه..
أما العم عباس الخالد ( عباس جفطه ) فكان يشتم من يطلب منه ( شوية علج عمي عباس ) حيث يتلقى الطالب سيلا من الشتائم..
أما ابو انور ( مهدي الاوتجي ) فكان مثالا لمرتجل النكتة والاهزوجة الساخرة وشاءت الصدف ان يحل بالمحله (كبابچي ) ايراني اسمه ( بخشي )فوجد العم مهدي ضالته فيه فركب له اغنية تعلمها ابناء المحلة واخذوا يرددونها امام محل بخشي وهي: عيونه تنطي موجات بخشي وصاير فحل للجاجات بخشي
ولعمنا ( داود الحاج سلمان ) قصص وحكايات يندر مثالها .. وكان يملك محلا للبقالة ... ففي احد الايام نادى على احد ابناء المحلة ( الوكحين ) وقال له :
تعالى يا ابن اختي اريدك تؤدب هذا العصفور ب(مصيادتك ) لاءنه اكل ( دغار تمن )!!!!!! فما كان من محمد وهذا اسمه الا ان وجه مصيادته نحوالعصفور لكنها بدلا من ذلك اصابت زجاجة المحل .. وهنا حلت المصيبه واخذ العم داود ينعى طلبه من محمد ويكيل له الانتقاد بطريقة لايعرفها غيره ..وعندما تتأخر ام صادق بائعة (الگيمر ) عليه صباحا ولو لدقائق تراه يحلف اغلظ الايمان عليها بأن لاتنزل بضاعتها ولكنها بحكم معرفتها بطيبة قلبه تجلس سكنه وتضع يدها على خدها فينكسر خاطره لذلك الموقف ويبدا باسترضائها وتعود الميام الى مجاريها ويبدأ العم ابوناجي بتقطيع الكيمر لزبائنه.. ولاينقطع الحديث عن قصص ومواقف داود الحاج سلمان رحمه الله تعالى لانها كثيرة الى درجة لا تصدق ..
ومن ابناء المحلة من كان يشتهي السكر في بارات الصالحيه وياتي بعدها بواسطة (الربل) وقد انتشى بما شربه فكان هذا مجازا له لشتم الساسيين والحكام الى ان يصل الى القرب من بيته حيث يتم جره من قبل الاصدقاء او الاهل وادخاله داره خشية العواقب ..
ومن الشخصيات التي لايمحي ذكرها ( محمد الملثم ) وهوبلام وكان يسكن دارا على النهر مباشرة ولاينزع لثامه صيفا اوشتاء ويقال ان سبب ذلك يعود لاصابته بمرض ادى الى تاكل جزء من وجهه..
وكذلك مؤذن جامع ثريا ( رحيم الدونكي ) الذي كان يرد على المتحرشين به وهو يصدح بالاذان بالقيام بحركات بذيئة بيديه .. فقد كان هؤلاء المتحرشون يرددون بعده ( ازعر ) وهي كلمة تقال للحمار لدفعه لمواصلة السير الامر الذي يغضب رحيم رحمه الله ولايجد وسيلة للرد عليهم سوى تلك الحركات ..
هذا مالدي الان عن محلنا التي عاش فيها ابائي واجدادي وعشت فيها احلى سنوات العمر وبصحبة لايمكن ان اجد مثيلا لها هذه الايام ... فسقيا لتلك الايام واهلها .. رحم الله تعالى من غادر هذه الدنيا واطال بعمر الباقين .
عبدالوهاب عبدالستار الجواري
في الرابع من تشرين الثاني 2012
782 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع