من وارشو اكتب عن احلى الايام ، في ضيافة الملك جون الثالث(الحلقة الثانية)
كثيرون أشاروا عليّ ان اغتنم في زيارتي لوارشو ، أن أزور المتاحف التي يزدحم بها هذا البلد الجميل . فكان أن زرت متحف القصر، وحدائق الملك جون الثالث.
القصر يبعد عن مركز المدينة بحدود نصف الساعة ، تصله بواسطة حافلة (باص) مريحه وفيها تدفئة جيدة وبسعر زهيد جدا.
البوابة الرئيسية للقصر
وصلنا الى البوابة وبعد استشارة من استعلامات عند بداية القصر، عبارة عن غرفة أنيقة تطل عليك خلف الزجاج، أمرأتان تجلسان أمام أجهزة حاسوب ، بعد تبادل التحايا..
تذكرتي الدخول للقصر و حديقة القصر
علمنا أن سعر التذكرة لغرض دخول المتحف هي " 25 " زلوتي أي مايعادل حوالي( خمسة دولارات) للشخص الواحد، ونفس الشىء بالنسبة لزيارة حدائق القصر.
كان لابد من ان تقطع بحدود 200 مترا لتدرك باحة القصر.
في الطابق ألاسفل(سرداب) تتفاجأ بمضيفات استقبال بزي موحد و أنيق يرشدن الزوار، بكلمات ترحيب وأبتسامات جميلة.
بمقدورك التحدث بالأنجليزية، لكون أحداهن على ما يبدو المسؤولة الأولى، كانت تجديد الأنكليزية بطلاقة.
بعد الترحيب أخبرتنا :
في القصر عشرات الغرف ولكل غرفة رقم ، فبأمكانكم أن تحصلوا على جهاز صغير وسماعة مقابل نفس سعر الدخول.
هذه الاجهزة تنطق بعدد من اللغات عدا العربية!!.
سألتها لماذا لاتوجد اللغة العربية؟؟
أجابت " زوار العرب الى هذا المتحف لايذكر حيث عددهم قليل في كل سنة!!".
هنا قهقهت في سري وتذكرت ان اخواننا العرب ، يزدحمون في المواخير والشقق واللهاث وراء النسوان. كما تذكرت حادثة الطالب العراقي في عقد التسعينات او قبلها ربما، كيف رمى بفتاة بولندية من شقته العالية الى الارض. ما خلق أزمة بين حكومتنا وحكومة بولندا وقتذاك.
أخترت جهازا ينطق بالالمانية كوني(مكمل) في الأنجليزية وبدأنا الخطوة الأولى:
رأيت العجب من لوحات ومرايا و ثريات وأثاث وغرف نوم و طعام وأستقبال و مكتب الملك كلها توحي للزائر بأنك في اروقة قصر من قصور ملك من ملوك اوروبا بلا جدال.
ما ان تدخل أي غرفة لابد ان تضغط على رقم الغرفة ، حينئذ يبدأ الجهاز بشرح واف عن محتويات الغرفة من لوحات وأثاث الخ .
الذي لاحظته في كل غرفة وجود دليلة، وهي على أهبة الأستعداد للرد على أي سؤال. والذي جلب أنتباهي أنهن جميعا كبيرات في العمر لم أرى شابة واحدة في كل تلك الغرف ( ما أد ري ليش) !! . فضولي لم يتوقف عند هذا الحد ، فبعد السؤال اكتشفت بأن خبرتهن الطويلة في خدمة القصر يحتم عدم التفريط بهن .
كل شىء ملوكي و جميل في هذا القصر. كل غرفة و ما تحتويه أجمل من الأخرى. أثاث و لوحات وأنتيكات وأخشاب مطعمة بالعاج و الفضة و الذهب تبهر الناظر .
غرفة نوم جلالة الملك
طوابق و طوابق و الغرف المتداخلة مع بعضها لاتنتهي، حتى أنني شخصيا جلست أكثر من مرة لأخذ قسطا من الراحة.
حيث هناك أماكن بأستطاعة الزائر أن يأخذ دقائق من الأستراحة قبل تكملة المشوار.
أستمرت الجولة لأكثر من ساعة والغرف لاتنتهي. تعبت ولكن أي تعب وأنا ضيف عند الملك جون الثالث أذ لابد أن أكحل عيوني بهذا القصر و محتوياته وإلا قد يعاتبني جلالته أو قد يظن الظن بان قصره لم يعجبني !!.
بعد أن أنهيت الجولة أعدت الجهاز وأخذت معطفي وأنا في حيرة من أمري، ياترى:
" كم صرفوا من الجهد وألأموال حتى رتبوا أمور قصر جلالة الملك؟؟"
"أي شعب عظيم هذا الذي لم يغفل ملوكه ويناسهم" . بينما نحن في العراق لم نترك اثرا لملوكنا اللهم الا مقبرتهم البائسة في الاعظمية؟؟.
" كيف حافظوا على كل هذه اللوحات و ألأثاث وبقية محتويات القصر؟؟؟ ".
بعد أخذ كوب شاي من الكافتريا في باحة القصر توجهنا الى حدائق القصر المطلة على بحيرة جميلة، تنساب مياهها وتنحدر بهدوء..
حيث طيور الماء بألوان زاهية تسبح و تتبختر، كأن كل طير يقول أياكم الأقتراب فنحن طيور جلالة الملك جون الثالث!.
أشجار باسقات وممرات منسقة وعدد كبير من التماثيل موزعة بأتقان في زوايا الحدائق.
أما الورود وألأزهار فهذه حكاية أخرى تتعجب من هذا التنسيق في التوزيع و الألوان.
بسبب التعب وبرودة الجو لم أتحمل أكثر من نصف ساعة لذلك قررت أنهاء الجولة وتسجيل ما شاهدته لأعمل منها هذه الذكريات التي اشارك بها أحبابي قراء الگاردينيا الأعزاء.
معلومات سريعة عن المتحف:
شقراء بولونية ترحب بالگاردينيا ..اهلا وسهلا
متحف قصر الملك جون الثالث في wilanòw في العاصمة البولندية .
يعتبر من احد اقدم المتاحف في بولندا.
و مستودع التراث الملكي و الفني للبلاد ، حيث يحتوي على أشياء ثمينة كانت لملوك حكموا بولندا من هذا القصر أمثال ملك بولندا جون الثاني و الثالث. بالإضافة الى العائلات النبيلة التي عاشت فيه. كانت مقتنيات المتحف في البدء عبارة عن الأدوات اليومية التي كان يستخدمها الملك جون الثالث بالإضافة الى اللوحات الشخصية التي رسمت له آنذاك بالإضافة الى قطع من الاثاث و السجاد و الخزف الصيني لزوجة الملك .
في عام ١٨٠٥ افتتح هذا القصر ابوابه للجمهور كمتحف عندما انشأ صاحب القصر (stainstaw potocki ) و زوجته ألكساندرا متحفاً داخل القصر و حققت شعبية كبيرة في وقتها لإنها كانت سابقة من نوعها في بولندا و بعدها توارثتها العائلات التي سكنت القصر .
بعد الحرب العالمية الثانية تم ترميم القصر لإن معظم مقتنيات القصر كانت قد سرقت من قبل ألمانيا النازية و من ثم أعيدت هذه المقتنيات تحت جملة من إصلاحات الحزب الشيوعي و أصبحت فيما بعد ملكاً رسمياً للدولة عام ١٩٥٤
في عام ١٩٦٢ افتتحت الحديقة و القصر كفرع للمتحف الوطني في وارشو.
في عام ١٩٨٣ و بمناسبة الذكرى ال٣٠٠ لمعركة ڤيينا نظم المتحف الوطني معرض يوبيل المجد و الشهرة جون الثالث في الأدب و الفن .
و في عام ١٩٩٥ سُجل المتحف و القصر ككيان مستقل في إطار وزارة الثقافة و التراث الوطني .
في أيلول ٢٠١٣ تمت اعادة تسمية المتحف كقصر متحف الملك جون الثالث.
مكتب جلالة الملك
الى اللقاء في حلقة جديدة بأذن الله تعالى..
مع تحيات جلال چرمگا
للراغبين الأطلاع على الحلقة الأولى:
http://algardenia.com/ayamwathekreat/21898-2016-02-19-16-55-52.html
773 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع