الگاردينيا في ضيافة الكنيسة الكلدانية في السليمانيه
(الكنيسة ليست بنيان الجدران .....الكنيسة هي بنيان روح الأنسان)
من ابرز الامور التي تدعو الكلداني ان يفتخر بامته الكلدانية وبإنتماءه القومي الكلداني وتجعله متباهيآ بذلك الانتماء بين الامم والشعوب، هي تلك الخصال التي ترتقي من حيث قيمها وجوهرها الانساني والحضاري الى درجة استحالة الكلام في التاريخ والحضارات العريقة التي عرفها الانسان من دون ذكر الامة الكلدانية وحضارتها وعلومها وثقافتها العريقة التي اغنت الحضارة الانسانية وطورتها لما هو خير البشرية . فكانوا الكلدانيون موجودين في الازمنة القديمه ، وتمتد جذورهم الى ما قبل التاريخ المدون للبشرية ، و يكاد التاريخ الرافدي القديم بهم يفتتح صفحاته ، وبهم ايضآ ختمها في 539 ق . م كآخر دولة او نظام وطني حكم وادي الرافدين ، فبكل رحابة صدر ندعوكم لكي نستأنس معآ بتلك الخصال الكلدانية الراقية التي يتحسسها الفرد الكلداني ويتمتع بها عندما تلقى على مسامعه ،وسوف نبحر الى شمال العراق مدينة السليمانية التي تداخلت فيها الأديان والطوائف المختلفه ،ولم يشعر الفرد في ايام الزمن الجميل سوى ،المحبة،والتآخي ،والقرب من الآخر ،شاعرا بأن من كان موجودا حوله هو أخيه باختلاف الدين او الطائفه التي دخلت ،نتيجة السياسات والتخلف الاجتماعي الذي مر على شعب العراق في عموم محافظاته ،
واليوم زيارتنا ،نفتش فيها عن قرب من هم الكلدان في السليمانيه ،ولقائنا مع ( القس أيمن عزيز هرمز ) راعي الكنيسة الكلدانية في السليمانيه ..
باسم مجلة الگاردينيا نبدأ بتوجيه بعضا من الاسئله للسيد القس أيمن عزيز
س: متى تأسست كنيسة مار يوسف للكلدان في السليمانيه ؟
ج: تأسست كنيسة مار يوسف الكلدانية سنة/2003م لكن كنيسة مريم العذراء القديمة في محلة (صابون كةران) تاسست سنة/1862م ، وبعد مازاد عدد الكلدان والمسيحيين في السليمانية ولم تعد كنيسة مريم العذراء كافية لأستيعاب العدد من المسيحيين ثم تاسس كنيسة مار يوسف الكلدانية .وبما يخص كنيسة السليمانية عموما فإنها قوميا كلدانية وطائفيا كاثوليكية لكنها تقوم بتقديم الخدمات لكل المسيحيين في السليمانية لكونها الكنيسة الوحيدة .
س: ماهي نشاطات الكنيسه فيما يخص الأخوة الكلدان ؟
ج: نشاطات الكنيسة فيما يخص الكلدان هي القداس وكل الخدمات الروحية والدينية بالأضافة الى تقديم نشاطات تعليم اللغة الكلدانية ودروس دينية للأطفال والشباب وبعض الأمسيات التي تلم شمل الكلدان والمسيحيين في هذه المدينة .
س: هل هناك تنسيق بينكم وبين الكنائس الأخرى ،وكيف ؟
ج:فيما يخص الكنائس الأخرى هي الكنيسة الإنجيلية في محلة (رزگارى) وكنيسة الأقباط في محلة (ضوارضرا) وهما لايملكان رعية هنا في السليمانية ولذلك لايوجد تنسيق معها لكن العلاقات جيدة .
س: نود ان نعرف اين هي أقدم كنيسه في العراق خاصه بالكلدانيين ؟
ج: أقدم كنيسة كلدانية في العراق هي كنيسة (كوخي) جنوب بغداد ويرجع تأريخ إنشاءها السنة 90م .
س: ماهي وجهة نظركم بصدد مايحدث للاخوة المسيحين في العراق ،علما ان الظلم وقع ليس عليكم وحدكم بل على عموم العراقين بكافة اطيافهم ،ودياناتهم ؟
ج: وجهة نظرنا أن السياسات غير الوطنية وغير النزيهة التي تعاقبت في حكم العراق هي التي أوصلته إلى هذه النقطة من الحروب والظلم والكوارث بحق كل الأديان والقوميات ، فيما يخص المسيحيين وبكل طوائفها الوضع مقلق لأن مسيحيي العراق قد أنخفض عددهم إلى (000 250) تقريبا في الوقت الحالي بعد أن كان(000 500 1) في تسعينيات القرن الماضي .
س: القس أيمن عزيز ،كم هي مدة بقاء القس في الكنيسه لكي ينتقل الى مكان آخر ،ومن هو المسؤول عن النقل والتعيين ؟
ج:مدة بقاء القس في خدمة الكنيسة غير محددة ممكن أن تكون لعدة شهور أو لعدة سنوات بحسب حاجة الكنيسة والمكان وأيضا بحسب أوامر سلطة الكنيسة المحلية المتمثلة بمطران الأبرشية أو المدينة الذي له الصلاحية .
س: وردت تسمية الكلدانيين في الكتاب المقدس باسم (كسديم او كشديم ) ومعناها ( الجبابره او المنتصرين ) وترجمها العرب الى الكلدانيين ،هل هذا صحيح وماهو رأيك ؟
ج: ورد اسم الكلدانيين في الكتاب المقدس العهد القديم فسفر التكوين الذي هو اول سفر في العهد القديم اليهودي يتكلم في الفصل 15 و 11 ايضا عن اور الكلدانيين التي خرج منها ابراهيم ابو الآباء والأنبياء اما تسمية كسديم او كشديم فهي في اللغة العبرية وتحمل نفس المعنى لنفس الشعوب الكلدانية التي كانت ساكنة في منطقة جنوب مابين النهرين سنة 1000 ق.م
س: ماهي علاقتكم مع الأخوة في الدين الاسلامي وكيف ؟
ج: علاقتنا مع الأخوة المسلمين تمتد جذورها الى الآباء والأجداد وهي ليست وليدة اليوم وهي جيدة . هناك البعض من يحبنا ويحترمنا ويتقبلنا كشركاء في الأرض والوطن وهناك البعض من يتعامل معنا بخشونة وبأسلوب جاف ويعتبرنا كفرة ولايتقبلنا ، وهذا بسبب الجهل والثقافة الضعيفة بالدين المسيحي وعدم تقبل الآخرين المختلفين .
أتصور اليوم رسالتنا كرجال دين القس والملا واي رجل دين آخر اساسية في زرع السلام والمحبة بين الناس وثقافة تقبل الآخر المختلف عني بل وأحترام قناعات الآخرين لأن اليوم زمن الحرية وعلينا عدم فرض وجبر الآخرين أن يسيروا مثلنا .
وقبل ختام لقائي مع القس أيمن لابد الاشاره عن ماورد في المصادر التاريخيه ومنها ( مجلة لغة العرب / للأب أنستاس الكرملي / المُجلَّد الأول ) بأن الكلدان عموماً ، كانت ممالكُهم تَزهرُ بوضعٍ اقتصادي مُزدَهِر ، لا يعرف الفقرُ إليها سبيلاً ، يجنون أرباحاً هائلة مِمّا تَدُرُّه عليهم أراضيهم الوافرةُ الخِصب بفضل المياه التي يَرفُدُها النهران الخالدان دجلة والفُرات ، فكانت غِلالُ مزروعاتهم وأشجارهم غَزيرةً ومناطقُ الكلأ واسعةً ، أتاحت لهم اقتناءَ أعدادٍ كبيرة جداً من قطعان الماشية والأبقار والبِغال والحَمير والخيل ، ولم تَكُن تجارتُهم أقلَّ ازدهاراً مِن زراعتِهم ، فكان أبناؤهم يركبون البحر بمهارةٍ لا يُجاريهم بها مُنافسٌ ، وتًشيرُ بعضُ اللوحات الآثارية المُكتشفة الى تجارةٍ رائجة كانت تجري مع الأقطار الشرقية بصورةٍ متواصلة ، تتبادلُ بها البضائعُ عن طريق مُقايضة مُنتجاتِها الزراعية والحيوانية بالمعادن المتوفرة لدى تلك البلدان . لقد حافظت هذه الممالكُ القبلية على استقلالها وديمومَتِها زَمناً قارب الخمسمائة عاماً
919 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع