بغداد/اور نيوز:اكدت امانة بغداد انها مستمرة بالاجراءات الاصولية والمتعلقة باستملاك منزل بيت شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري في بغداد وتحويله الى متحف. وقال مدير عام العلاقات والاعلام بامانة بغداد حكيم عبد الزهرة :
"ان عملية الاستملاك للمنزل هي جزء من مشروع للامانة بغية استملاك عدد من بيوت الفنانين والشخصيات العراقية المعروفة وتحويلها الى متاحف تكون جزء من ارث العراق الثقافي من بينها استملاك منزل الشيخ الراحل احمد الوائلي وحسين علي محفوظ".
واضاف:"ان هذا الاجراء هو جزء من سعي الامانة للحفاظ على الارث العراقي وتخليد شخصيات كان لها دور في نهضة العراق الثقافية والفنية والتي من المفترض تكريمها وتخليدها وهناك اجراءات تقوم بها الامانة وفقا للقانون بغية اكمال عملية الاستملاك تمهيدا لتحويل المنزل الى متحف يضم مقنيات الجواهري الفنية الثقافية والشخصية".
يذكر ان محمد مهدي الجواهري ولد بمدينة النجف في السادس والعشرين من تموز عام 1899 وكان ابوه عالما من علماء النجف واراد لابنه ان يكون عالما دينيا فالبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة من العمر وترجع اصول الجواهري الى عائلة عربية نجفية عريقة .
ويرجع لقبه الجواهري الى احد اجداده وهو الشيخ محمد حسن النجفي الذي الف كتابا قيما اسماه "جواهر الكلام في شرح شرائع الاسلام" ولقبت اسرته بآل الجواهري ومنه جاء لقب الجواهري .
أظهر الجواهري ومنذ طفولته ميلا كبيرا إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر ، ونظم الشعر في سن مبكرة متأثراً ببيئته ، واستجابة لموهبة كامنة فيه وكان قوي الذاكرة ، سريع الحفظ ، ويروى أنه في إحدى المرات وضعت أمامه ليرة ذهبية وطلب منه أن يبرهن عن مقدرته في الحفظ وتكون الليرة من نصيبه فغاب الفتى ثماني ساعات وحفظ قصيدة من (450) بيتاً واسمعها للحاضرين وقبض الليرة .
كان أبوه يريده عالماً لا شاعراً ، لكن ميله للشعر غلب عليه وفي سنة 1917، توفي والده وبعد أن انقضت أيام الحزن عاد الشاب إلى دروسه وأضاف إليها درس البيان والمنطق والفلسفة.. وقرأ كل شعر جديد سواء كان عربياً أم مترجماً عن الغرب .
شارك الجواهري في ثورة العشرين /عام 1920م/ ضد الاحتلال البريطاني وعمل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق وكان لا يزال يرتدي العمامة ثم نزعها وترك العمل في البلاط الفيصلي وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد، فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة (الفرات) وجريدة (الانقلاب) ثم جريدة ( الرأي العام ) وأخذ يوالي النشر بعدها في مختلف الجرائد والمجلات العراقية والعربية وانتخب عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين .
اختار دمشق واستقر فيها واطمأن إليها واستراح ونزل في ضيافتها وتوفي فيها في السابع والعشرين من تموز عام 1997 عن عمر ناهز الثامنة والتسعين ونظم له تشييع رسمي وشعبي مهيب بالعاصمة السورية دمشق ودفن في مقبرة الغرباء بمنطقة السيدة زينب بضواحي دمشق تغطي قبره خارطة العراق المنحوته على حجر الكرانيت وعليها كلمات تقول " يرقد هنا بعيدا عن دجلة الخير " .
1083 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع