موفق محمد .. "شاعر الوجع" العراقي الذي خلدته الحلّة بتمثال

 تمثال الشاعر الراحل موفق محمد في العراق

مواقع التواصل:يرتبط اسم الحلّة في أذهان الكثيرين، بالمغني العراقي الراحل سعدي الحلّي، لكن التمثال المنصوب في المدينة الفراتية ليس له، بل للشاعر موفق محمد أبو خمرة.

ومع وفاته، أمس الخميس، عن 76 عاماً، في مسقط رأسه، الحلّة، بدا أن قصائده ستعيش طويلاً من بعده، وأن نَصب تمثال له بمبادرة شعبية خلال حياته، لم يكن إلا إشارة بأنه حِلّيٌّ آخر، بشهرة ومكانة سعدي الحلّي.

فعلى الرغم من الشعبية الكبيرة لمغني المواويل والغزل، سعدي الحلّي، في العراق والعالم العربي، فإن نجم شاعر الحلّة موفق محمد، سطع أيضاً في سمائها حتى من دون أن تغنى قصائده.

واختار الشاعر السوري، فايز العباس، الإشارة لذلك الترابط بين مدينة الحلّة ومغنيها الأشهر وشاعرها الأهم، وقال في رثائه للشاعر موفق محمد: "..اليوم ترجّل شاعر الحلة الذي قال يوما: (في الحلة قديسان لا يتعبان؛ الجسر القديم وسعد الحلي)، وكنت أتمّم جملته: وموفق محمد...".

ويطلق العراقيون على موفق محمد، لقب "شاعر الوجع العراقي"، وقد اكتسبت قصائده شعبيتها من كونها ذات طابع حزين في بلد عانى من سلسلة حروب واضطرابات أمنية رهيبة طوال العقود الماضية.

فقد خلد الشاعر الحليّ سيرة ضحايا تلك الحروب بأدق تفاصيلها وتأثير غيابهم على منازلهم وعائلاتهم، وهي تفاصيل تكاد تلامس كل بيت عراقي.

وزادت لغة تلك القصائد من شعبية مؤلفها الذي مزج في أبياتها بين اللغة الفصحى واللهجة العامية، وبين مزيج آخر من التاريخ والجغرافية والأمثال الشعبية التي يرددها الناس في يومياتهم.

وساهم غياب موفق محمد عن المناصب الأدبية والسياسية، وقلة ظهوره في عالم الإعلام والتواصل الاجتماعي ومقابلات "البودكاست" الطويلة، في تحويل قصائده لمنبر يحكي عنه وعن حياة الناس البسطاء.

لكن ذلك التماهي مع الناس في القصائد، لم يبعد موفق محمد عن مرتبة النخبة الشعرية، وكون قصائده مفضلة ومحل إعجاب في الوسط الثقافي والأدبي، ولا سيما بين الشعراء.

وبرزت مكانة موفق محمد في سيل الرثاء الذي دوّنه محبوه بعد إعلان وفاته، وهم جمهور الشعر في العراق والعالم العربي، بجانب الشعراء أنفسهم، ونعي رسمي من رئاسة الحكومة.

وقال الشاعر السوري محمد المطرود في وداع موفق محمد: "موتُ شاعرٍ حقيقي يعني تساقطُ نجومٍ كثيرةٍ كانتْ تزينُ جزءاً من سماواتنا..".

فيما جاء نعي الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق تحت عنوان: الشاعر القدير موفق محمد في ذمة الخلود".

يُشار إلى أن موفق محمد من مواليد الحلّة في العام 1948، ويحمل شهادة بكالوريوس في اللغة العربية، وعمل في التعليم مدرساً في عدد من مدارس مدينته.

وأصدر طوال مسيرته الشعرية التي تمتد لأكثر من خمسة عقود، عدة دواوين مطبوعة، وشارك في العديد من المهرجانات الشعرية داخل وخارج العراق.

ووصلت شهرته ومكانته عام 2020 إلى حد تتويج مسيرته الشعرية الطويلة بنَصب تمثال له في مدينته، وبمبادرة أهلية شارك فيها النحات العراقي طه وهيب، وبتمويل من طالب سابق للشاعر.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

974 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع