كيف كان نزار قباني يكتب قصائده؟

           

 كتاب "“شعر نزار قباني" للباحث طارق المجالي يتناول الأساليب الفنية في كتابة القصيدة عند واحد من أهم الشعراء العرب في القرن العشرين.

   

العرب/عمان - حضي شعر نزار قباني بدراسات نقدية كثيرة، لكن أغلبها ركز على مواضيعه، نظرا إلى الجدل الذي خلفته قصائد الشاعر المتحررة من رتابة المواضيع السابقة للشعر العربي، وهذا الجدل رافقته تحليلات نقدية تحاول تلمّس المناطق التي سارت إليها النصوص، وتحاول إن صح التعبير تبريرها، خاصة وكلنا نعرف الرفض الذي قوبلت به قصائد نزار من المحافظين.

المحافظون لم يتوقفوا عند مواضيع قصائد نزار بل كذلك حاولوا تغليف آرائهم برفضهم لأساليب هذا الشاعر، وهو ما يدعو إلى الوقوف مجددا لتبين طريقة كتابة القصيدة عند واحد من أهم الشعراء العرب في القرن العشرين، وهو ما يحاوله الباحث طارق المجالي في كتاب جديد.

   


كتاب من خمسة فصول تتراوح ما بين دراسة الاستعارات التنافرية والصورة الشعرية عند نزار قباني

وفي كتابه “شعر نزار قباني” يؤكد المجالي أنّ حداثة قباني متفردة أصيلة، لها سماتها واشتراطاتها الشكلية والأسلوبية، ولها طابعها الخاص، لأنها قدّمت للقارئ شعرا غير معهود، شعر كما يقول عنه المجالي “قريب المنال، رشيق القوام لفظا وإيقاعا، وبعيدا عن الإبهام والغموض دلالة ومعنى”.

وبينما ركزت معظم المقالات والدراسات على القضايا الموضوعية في شعر نزار بسبب مواقفه وأفكاره حول مواضيع مختلفة؛ ارتأى المجالي في كتابه الذي جاء في 306 صفحات، أن يتناول شعر نزار أسلوبيا انطلاقا من أن لعبة نزار الأساسية هي لعبة لغوية جمالية، فهذا هو سرّ تفرّده وانتشار شعره بين الجمهور قراءة وتداولا، وبين المطربين والملحنين غناء وإنشادا.

ويضم الكتاب الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون”، خمسة فصول؛ يتناول أولها الانزياح الدلالي في شعر نزار، فيحلّل فيه الناقد الاستعارات التنافرية وتراسل الحواس والإسناد النحوي والانزياح الإضافي والمفارقة وشعرية العنوان.

أما الفصل الثاني فيتوقف عند الانزياح التركيبي، ويحلل التقديم والتأخير ونقاط الحذف وحذف الأركان والفضلات. بينما يتطرق الفصل الثالث إلى التحولات الأسلوبية عند نزار، فيرصد الربط والتكرار ومفردات الحياة اليومية في مجمل أعماله.

رابع فصول الكتاب يحلّل الرمزَ والتناص في شعر نزار، فيرصد ظهور الرمز التراثي العام والرمز التراثي ذي الدلالة المفارقة والرموز الخاصة من أسماء أعلام ورموز حيوانات.

كما يرصد الناقد في هذا الصدد كذلك ظواهر التناص العام والخاص والبعدي، والإحالات ذات الدلالات المتشابهة والمتفارقة.

ويدرس الفصل الخامس الصورة الشعرية عند نزار قباني، فيحلّل أساليب بنائها، مفردة ومركبة وكليّة، وظهور اللون في الصورة الشعرية لديه.

ويقول المجالي في مقدمة الكتاب “جعل نزار من شعره خبزا يوميا للناس على اختلاف مستوياتهم الثقافية، كما جعل منه مادة للتداول اليومي دون أن يتخلى عن شعريته ورصانته التعبيرية وتماسكه البنائي، وعذوبته الموسيقية والإيقاعية التي أهلته للغناء وتسابق كبار المطربين والمطربات في الوطن العربي على غنائه”

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

617 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع