أشجار الكلمات ..مختارات من قصائد عدنان الصائغ
عرض: اسراء يونس:في السطور الاخيرة من المقدمة الموسومة (قلق القصيدة وشغب الشاعر) التي كتبها كل من أ. د. حاتم الصكر، د. حسن ناظم عودة. وهم المختارون لهذه المجموعة من القصائد الصادرة عن دار الشؤون الثقافية العامة بعنوان (أشجار الكلمات) للشاعر: عدنان الصائغ يضم "380" صفحة من القطع المتوسط.
انها ثبتت في تاريخ شعرنا بالمثابرة والحرص على ابراز الصوت الشعري الخاص. ولعل مادفع المختارون لهذه المجموعة الشعرية هو ابداعية النص، وغزارة المادة الشعرية التي قدمها الشاعر في طوال مسيرته الشعرية.
لقد انبثقت تجربة عدنان الصائغ في زمن الاستبداد والحرب والفقر فعبرت قصائده عن ذلك الخوف بان كان يعيش تجربة الكتابة وهو جندي في الجبهة إبان الحرب العراقية الايرانية. او هو محرر في المجلات والصحف في ذلك الوقت ومن بين هاتين التجربتين كان الشاعر يراقب المشهد الشعري العراقي الذي توزع مابين القصيدة العمودية التي تمجد الحرب وقصيدة النثر التي كان يكتبها عدد من الشعراء العراقيين المولعين بالتجريب واللعب في الماورائيات وتغليب اللغة على المعنى بحسب المقولات الحداثية التي سادت مرحلة الثمانينيات.
ولعل الشاعر عدنان وجد ممرا مابين تلك الانعطافتين يتمثل بكونه إتخذ لنفسه اسلوبا بلاغيا بديلا فلم يخضع شعر الصائغ الى مواصفات مرحلة الثمانينيات شديدة الوطأة. فتجنب اغراء التهويم الذي تفنن به شعراء مرحلة الثمانينيات من كتاب قصيدة النثر.
لقد نأى الشاعر بنفسه عن العالم الذي كتبت فيه القصائد الشعرية في عراق الثمانينيات بكل عنفه ودمويته واقترب من عالمه الخاص وهو معاينة اليوم حدثا وشعورا، وضع كل ذلك في قصيدة واضحة بلغة سهلة اراد من خلالها ان يقول مقولاته المترفة بوضوح تام.
مرت تجربة الشاعر عدنان الصائغ فنيا باربع مراحل تطورية
الاولى / تظم ديوانه الاول "انتظريني تحت نصب الحرية" 1984 وديوانه الثاني "اغنيات على جسر الكوفة" 1986، وقد بدت على شعره في هذه المرحلة تأثيرات جيل الرواد في بناء القصيدة واستعماله الصيغ اللغوية والبلاغية التي تنتمي الى القاموس الشعري لذلك الجيل.
اما المرحلة الثانية فتظم دواوينه (العصافير لاتحب الرصاص) 1996، و(سماء في خوذة) 1988 و(مرايا لشعرها الطويل) 1992، و(غيمة لصمغ) 1993 وهي قصائد ليست عن الحرب وانما من داخل تجربة الموت في الحرب.
وتظم المرحلة الثالة دواوينه تحت (سماء غريبة) 1994 ومختارات (خرجت من الحرب سهوا) 1994، و(تكوينات) وتمثل معاناة الغربة والتشرد، في البلدان العربية قبل المنفى الاوربي.
اما المرحلة الرابعة فهي تظم (نشيد اوروك) 1996 وهي قصيدة طويلة (549) صفحة تعد من انضج مطولات الشعر العربي الحديث فنيا استعاد من خلالها القلق المرعب الذي أطبق على المجتمع العراقي في زمن الحرب والحصار.
1159 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع