85 ثريًا يملكون ما يملكه 3.5 مليارات من فقراء العالم

 

     فندق إنتركونتيننتال دافوس الفخم في منتجع دافوس السويسري

ترجمة عبدالاله مجيد:لا يستخدم أثرياء العالم الحافلة، لكن إن قرروا ركوب الحافلة، فواحدة بطابقين تكفي لأغنى 85 ثريًا في العالم، تساوي ثروتهم ما يملكه نصف سكان العالم مجتمعين.

حذر تقرير، أعدته منظمة اوكسفام للمساعدات الانسانية، من أن أغنى 85 ثريًا في العالم يتقاسمون ثروة تبلغ 1.65 ترليون دولار، أو ما يملكه 3.5 مليارات انسان يشكلون النصف الأفقر من سكان العالم. واضاف التقرير أن ثروة 1 بالمئة من سكان العالم الأثرياء تبلغ 110 ترليونات دولار، أو ما يزيد 65 مرة على ما يملكه 3.5 مليارات انسان مجتمعين هم النصف الأفقر من سكان العالم.

ويأتي نشر هذه الأرقام التي تفضح عمق الفوارق في توزيع الثروة مع توجه زعماء العالم وممثلي شركات عملاقة وجمهرة من خيرة العقول الاقتصادية إلى قمم دافوس المكسوة بالثلج، للمشاركة في اعمال المنتدى الاقتصادي العالمي. والمؤكد أن لا أحد منهم سيصل إلى المنتجع الجبلي السويسري على متن حافلة، بل بطائرات خاصة.

فوارق عميقة

وقالت ويني بيانيماـ مديرة اوكسفام التنفيذية التي ستحضر منتدى دافوس: "من المريع أن يملك نصف سكان العالم أو 3.5 مليارات انسان في القرن الحادي والعشرين ما تملكه نخبة ضئيلة تكفي حافلة ذات طابقين لجلوسهم فيها مرتاحين".

ولاحظ تقرير اوكسفام أن هذه الفوارق المريعة ليست عارضة بل نتيجة اتساع اللامساواة مدفوعة بهيمنة نخبة ثرية على مفاصل السلطة، موظفةً العملية السياسية لتزوير قواعد النظام الاقتصادي لصالحها.

ونبهت اوكسفام في تقريرها الموسوم "العمل من أجل الأقلية" إلى أن المعركة ضد الفقر لا يمكن أن تُكسب ما لم تُعالج اللامساواة والفوارق العميقة في توزيع الثروة.
ونقلت صحيفة غارديان عن بيانيما قولها: "ان اتساع اللامساواة يخلق حلقة شيطانية مفرغة حيث الثروة والسطوة تتركزان بصورة متزايدة في أيدي قلة وتتركنا نحن الباقين نتقاتل على فتات من مائدة الطبقة العليا".

ودعت اوكسفام المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن يقطعوا على انفسهم تعهدًا شخصيًا بمعالجة المشكلة بالامتناع عن التهرب من الضرائب أو استخدام ثروتهم لشراء خدمات سياسية.

حلم تكافؤ الفرص

قال التقرير إن اللامساواة الاقتصادية، إلى جانب كونها مرفوضة اخلاقيًا، فإنها يمكن أن تفاقم مشاكل أخرى مثل اللامساواة بين الجنسين. ويتبدى تفاقم هذه اللامساواة في المنتدى الاقتصادي العالمي نفسه حيث انخفض عدد النساء المشاركات من 17 في المئة عام 2013 إلى 15 في المئة هذا العام.

وأظهر استطلاع أُجري بالارتباط مع تقرير اوكسفام أن غالبية سكان العالم بمن فيهم 66 بالمئة من البريطانيين يعتقدون أن لدى الأثرياء نفوذاً مفرطاً في تحديد الوجهة التي تسير فيها بلدانهم.

وقالت بيانيما: "اننا في البلدان المتطورة والنامية على السواء نعيش في عالم حيث تُعطى أقل نسب من الضرائب وأفضل الخدمات الصحية والتعليمية وفرص التأثير لا للأثرياء فحسب، وانما لأطفالهم ايضًا. ومن دون القيام بمجهود منسق لمعالجة اللامساواة، فإن سيل الامتيازات من جهة والحرمان من الجهة الأخرى سيواصل الانهمار على مر الأجيال. وسنعيش عمّا قريب في عالم يكون تكافؤ الفرص حلمًا فيه".

سطوة الثروة

وتوصل تقرير اوكسفام إلى أن الأثرياء نجحوا خلال العقود القليلة الماضية في ممارسة سطوة ونفوذ لتغيير السياسات لصالحهم، بشأن قضايا تمتد من الغاء الضوابط المالية على نشاطاتهم والملاذات الضريبية الآمنة والممارسات المضادة للمنافسة الاقتصادية، إلى خفض الضرائب على الدخول الكبيرة وتقليص الخدمات الاجتماعية للأغلبية.

ومنذ اواخر السبعينات، انخفضت نسبة الضريبة التي تُجبى من الأثرياء في 29 من اصل 30 بلدًا تتوفر بيانات عنها، كما جاء في التقرير. واظهرت استطلاعات أُجريت في اسبانيا والبرازيل والهند وجنوب افريقيا والولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا لغرض إعداد التقرير أن الغالبية في كل بلد من هذه البلدان ترى أن الأثرياء يمارسون سطوة مفرطة.

التعهد

ودعت اوكسفام المشاركين في منتدى دافوس إلى التعهد بدعم الضرائب التصاعدية وعدم التهرب من دفع ضرائبهم والامتناع عن استخدام ثرواتهم لنيل مكاسب سياسية، تقوض الارادة الديمقراطية في بلدانهم، والكشف عن كل استثماراتهم في الشركات والمؤسسات التي يكونون هم مالكيها في نهاية المطاف، وتحدي الحكومات أن توظف الايرادات التي تجنيها من الضرائب في توفير العلاج الطبي والتعليم والحماية الاجتماعية للجميع، والمطالبة بحد ادنى من الأجور يؤمن حياة كريمة في كل الشركات التي يملكونها أو يسيطرون عليها، وتحدي افراد النخبة الاقتصادية الآخرين أن ينضموا اليهم في هذا التعهد.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

680 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع