شفق نيوز/ ما تزال ذكريات الموصليين وعموم العراقيين تحن إلى المدينة السياحية في سد الموصل، حيث كانت أبرز المنتجعات والمرافق السياحية العراقية التي يقصدها العراقيون ولاسيما في مواسم الربيع والخريف والصيف خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
لكن المدينة السياحية في سد الموصل أغلقت أبوابها عقب الغزو الأمريكي عام 2003 وما رافق ذلك من تدهور أمني، وشمول المنطقة بالمناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، مرورا بأحداث داعش وسيطرته على الموصل وعمليات التحرير والتي تسببت جميعها بخراب المدينة السياحية.
وقبل أشهر قليلة، عادت الآمال إلى سكان الموصل بعد إحالة مشروع المدينة السياحية في محيط السد إلى الاستثمار، خطوة عملت من أجلها الحكومة المحلية في نينوى ووزارة الثقافة بغية إعادة الحركة السياحية إليها وإعادة المنطقة منتجعا سياحيا مهما على صعيد العراق.
ذكريات لا تنسى
في هذا الصدد، دعا محمد كريم (أحد أبناء الموصل)، إلى إعادة افتتاح المدينة السياحية في السد بأسرع وقت، مبينا أن نينوى تفتقر لهكذا منتجع سياحي بعد تعرضها إلى التدمير والإهمال طيلة العقدين الماضيين.
وقال كريم، لوكالة شفق نيوز، إنه "يستذكر مع الأهل والأقرباء والأصدقاء المواقف والذكريات الجميلة خلال رحلاتهم السياحية إلى السد فيي العقدين الآخرين من القرن الماضي"، مبينا أن العائلات كانت تتوجه إلى السد لقضاء عطلة الأسبوع أو أيام من العطلة الصيفية في المدينة السياحية في ظل الأجواء والفعاليات الجميلة التي كانت موجودة آنذاك، إلى جانب الرحلات المدرسية والجامعية التي كانت تتواصل خلال موسمي الربيع والخريف من كل عام.
وأشار إلى أهمية عودة هذا المرفق السياحي المهم للحياة، لافتا إلى أنه سيساهم في تعزيز الحركة الاقتصادية والسياحية في الموصل حيث ستكون هذه المدينة مركزا لاستقبال السياح من نينوى وعموم العراق بل وحتى السياح الأجانب من خارج العراق.
وتقع المدينة السياحية لسد الموصل على بحيرة السد التي انشئت في ثمانينيات القرن الماضي، وتقع تحديدا على بعد 40 كم إلى الشمال من مدينة الموصل، وتضم مئات المنازل الفندقية والحدائق العامة والأسواق والمرافق الترفيهية والملاعب والمسابح فضلا عن إطلالتها على بحيرة السد مباشرة.
ونهاية شباط عام 2024، وقعت وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية عقد تأهيل المدينة السياحية في سد الموصل، وتم توقيع العقد مع شركة الأستاذ للمقاولات والتجارة العامة والاستثمارات السياحية.
وتبلغ مساحة المدينة بنحو 300 دونم، ومن المفترض أن تشمل بحلتها الجديدة قاعات رياضية ودور سياحية ومسارح ومطاعم وكازينوهات ومدينة مائية والعاب حديثة.
أضخم مشروع سياحي
وأعلن محافظ نينوى عبد القادر الدخيل تحقيق خطوات متقدمة من العمل في المشروع والذي من المؤمل أن يكون من أكبر المشاريع السياحية والترفيهية على مستوى البلاد.
وقال الدخيل، خلال حديثه للوكالة، إن "نسبة العمل في مشروع المدينة السياحية بسد الموصل وصل إلى 40 بالمئة"، مبينا أن الجهة التي استثمرت في المشروع هي من محافظة نينوى وكذلك الجهات الرقابية والاستشارية كلها من مدينة الموصل وهذا كله يعطي ثقتة أكبر بنجاح المشروع وإنجازه بوقت أسرع وبمواصفات فنية أفضل.
وأضاف أن "المشروع بدأ يخطو خطوات سريعة وجيدة وأن نسبة الانجاز وصلت إلى 40 بالمئة وهو من أكبر المشاريع على صعيد المحافظات العراقية بالمجال الترفيهي والسياحي".
ولفت المحافظ، إلى أن المشروع يمتد على مساحة 300 دونم ويضم 300 دار سكنية فندقية والعديد من الفعاليات المختلفة السياحية والترفيهية، منوها إلى أن المشروع سيشارك في تحقيق الدعم والتنمية لمحافظة نينوى خلال المرحلة المقبلة، فيما رجح أنجاز المشروع خلال المدد الزمنية المحددة خلال العام المقبل.
مدة إنجاز المشروع
بدوره، كشف ممثل الشركة المستثمرة لمشروع المدينة السياحية في سد الموصل علي جمعة، عن أبرز الأعمال التي تتضمنها أعمال إعمار وتأهيل المدينة، مبينا أن العمل من المقرر أن يكتمل نهاية العام الحالي 2025.
وقال جمعة، في تصريح لوكالة شفق نيوز، إن "مدة التنفيذ التي وقع عليها في العقد هي 18 شهرا، ومن المتوقع إكمال المشروع خلال هذه المدة نهاية العام الحالي".
وأضاف أن "المشروع يتضمن العديد من الفعاليات أبرزها إنشاء 350 منزلاً سكنياً فندقياً، وكذلك أسواق وكافتيريات ومطاعم وملاعب ومسحطات خضراء ومدن ألعاب ترفيهية كبيرة ومدينة مائية ترفيهية وقاعة للاحتفالات ومسرح للفعاليات الثقافية وملاعب وقاعات رياضية ومتنزهات وغيرها من الأمور".
تحريك عجلة الاقتصاد
في المقابل، توقع أستاذ الاقتصاد في جامعة الموصل محمد مثنى، أن يساهم افتتاح هذا المشروع في تحريك عجلة الاقتصاد في محافظة نينوى، فضلا عن توفير العديد من فرص العمل.
وقال مثنى، للوكالة، إن "إعمار المدينة السياحية سيعيد الموصل مركزا سياحيا مهما على مستوى العراق لا يقل أهمية عن إقليم كردستان"، مبينا أن هذه الخطوة جاءت متأخرة ولكنها رغم جيدة.
ونبه إلى أن تطوير القطاع السياحي يتطلب المزيد من الإجراءات الحكومية وأبرزها تنظيم ودعم منطقة الغابات في مدينة الموصل وكذلك تنظيم وافتتاح المواقع الأثرية التي يجري العمل فيها حاليا ولكن بصورة بطئية.
وخلص مثنى، إلى القول إن عودة المرافق السياحية مع انتهاء العمل في إعمار المواقع التاريخية ومنها الجامع النوري ومنارة الحدباء وجامع النبي يونس وكنيسة الطاهرة والساعة وغيرها من المواقع سيعزز من القدرة على تحويل الموصل مركزا مهما على صعيد السياحة العراقية.
1052 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع