العربية نت/لندن- كمال قبيسي:اسمها نينا سياهكالي مرادي، وهي إيرانية عزباء عمرها 27 سنة ومهندسة معمارية متخصصة أيضا بعلوم الكومبيوتر، وفازت في الانتخابات الأخيرة بعضوية مجلس بلدية قزوين، عاصمة المحافظة المعروفة بالاسم نفسه في الشمال الإيراني، لكنهم حرموها من المنصب لأنها "مثيرة" للشهوات وليس بالإمكان أن تعمل مع بقية أعضاء المجلس، وكلهم رجال وبعضهم من الملالي.
سموها ظاهرة، وكتبوا عنها الكثير في وسائل الإعلام الإيرانية، وآخره خبر ضج الخميس الماضي بعنوان متحفظ يقول: "رد صلاحيت عضو شوراى شهر پس از انتخابات بدليل عدم رعايت شئون اسلامى" ومعناه بالعربي المختصر مع التصرف: استبعادها من الفوز بالانتخابات البلدية لعدم مراعاة الشؤون الإسلامية.
نينا، الحاملة أيضا لشهادة تحكيم برياضة "الكونغ فو" وفق ما تذكر في صفحة لها باسم "وب سایت رسمی مهندس نینا سیاهکالی مرادی" على الإنترنت، وتعرفت "العربية.نت" إلى المهم منها مترجما، حققت فوزا ساحقا بالانتخابات البلدية التي جرت مع التشريعية والرئاسية في يونيو/حزيران الماضي "وفاجأت النظام القلق من أن تتكرر ظاهرتها" بحسب ما كرر معارضون إيرانيون بمواقع إخبارية لهم "أون لاين" وفي مواقع التواصل.
بيان كتبه الملالي ووقوعه، ولم ينفع
وحصلت نينا، العاملة في قزوين كمهندسة متخرجة ببرامج "مايكروسوفت" لهندسة وتصميم المواقع الإلكترونية، على 10 آلاف صوت واحتلت المرتبة 14 بعدد الأصوات بين 163 مرشحا، ممن ذاق معظمهم طعم الهزيمة، إلا من فاز مثلها، لكن جميع الفائزين تولوا مناصبهم قبل 10 أيام، باستثنائها هي بالذات.
وفي التفاصيل التي ألمت بها "العربية.نت" من ترجمة ما كتبوه في إيران وخارجها عن رفض فوزها، أن "مجلس المراقبة" سبق ووافق على ترشحها، وهو الهيئة العليا التي تحدد ملائمة المرشحين في الانتخابات للدستور والقوانين والشريعة، إلا أن أعضاء بلدية قزوين رفضوها، متذرعين بأنها استغلت جمالها لتحصل على الأصوات، عبر نشر "صورها" وتوزيعها أثناء حملتها الانتخابية التي خاضتها تحت شعار: أفكار شابة لمستقبل شاب.
ولم يرق لبعض الملالي الطبيعة الانفتاحية لحملة نينا مرادي الانتخابية، فكتبوا بيانا تنشر "العربية.نت" صورته مع هذا التقرير، ووقعوه وختموه وأرسلوه الى حاكم قزوين والنافذين في المحافظة، قائلين إن صورها في الإعلانات والأفيشات مبتذلة وفيها إغراءات منافية للدين.
ثم كثفوا الحملة ودعوا إلى منعها من الاستمرار في الترشح، لكن حملتهم باءت بالفشل، لأنه اتضح أن نينا لم تنشر سوى صورة واحدة لها في الإعلانات، وباللباس الشرعي كما هو في إيران. مع ذلك، فبعد فوزها نالوا منها وحرموها من المنصب تماما، لكن صدى حرمانها بدأ يضج في إيران، ووصل إلى الخارج.
878 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع