أربيل: شيرزاد شيخاني «الشرق الأوسط» - وصل إلى أنقرة، أمس، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، وذلك في زيارة مفاجئة، لإجراء مباحثات مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، ورجحت مصادر كردية عراقية أن المباحثات «ستركز على أهم حدثين وتطورين تشهدهما المنطقة حاليا، هما انعقاد المؤتمر القومي الكردي بإقليم كردستان العراق، والثاني تطورات قضية الإدارة المستقلة بغرب كردستان السورية».
وبحسب مصادر مطلعة فإن زيارة بارزاني تأتي من خلال دعوة حملها القنصل التركي الجديد المعين توا بإقليم كردستان محمد عاكف إنعام، ويتوقع أن يجتمع بارزاني في تركيا أولا بوزير الخارجية أحمد داود أوغلو، ثم برئيس الوزراء أردوغان، وستكون المباحثات الأساسية حول المؤتمر القومي المرتقب في إقليم كردستان، وكذلك الشأن السوري.
وفي ما يتعلق بالشأن السوري توقع مصدر قيادي كردي طلب عدم الكشف عن هويته، أن يتباحث نيجيرفان مع الجانب التركي حول المبادرة التي أطلقتها الحكومة التركية بشأن فتح عدد من معابرها الحدودية مع الجانب الكردي بسوريا، وقد تحاول تركيا إقناع رئيس حكومة الإقليم بفتح معبر فيشخابور المغلق منذ فترة طويلة أمام مواطني غرب كردستان، حيث يتوقع أن تفتح تركيا ثلاثة معابر مع الجانب الكردي بسوريا، ولكن معبر فيشخابور بإقليم كردستان يعتبر أهم منفذ حدودي لأكراد سوريا للإطلالة على العالم.
وحول المؤتمر القومي الكردي المزمع عقده في أربيل، قال المصدر، إن «تركيا اشترطت أن يتولى رئيس الإقليم مسعود بارزاني رئاسة المؤتمر القومي الكردي لكي تتمكن من تقديم دعمها له، ومن دون ذلك فإن تركيا لن تقبل بعقد المؤتمر الذي يتوقع أن يوحد الجهد والخطاب الكردي بالمرحلة القادمة». لكن الدكتور فائق كولبي رئيس حزب الحل الديمقراطي السابق وهو الجناح العراقي لحزب العمال الكردستاني أكد لـ«الشرق الأوسط» أن القوى الكردية المشاركة بالمؤتمر لا تمانع أن تناط رئاسة المؤتمر برئيس الإقليم مسعود بارزاني، لكن بشرط أن تكون الرئاسة دورية وليست دائمة. وقال كولبي: «هذا نظام موجود ومتبع بكل دول العالم، واليوم حتى قيادة الأحزاب أصبحت بصورة دورية وبصيغة المشاركة للحيلولة دون تفرد أحد بالقرار السياسي، ونحن لا مانع لدينا بمنظومة حزب العمال الكردستاني سواء PKK أو PEJAK أو PYD أو الحل الديمقراطي بانتخاب رئيس الإقليم مسعود بارزاني لقيادة المؤتمر القومي بالمرحلة القادمة، لكن يجب ضمان عدم احتكاره لهذا المنصب إلى الأبد».
وبسؤاله حول وجود ضغوطات إيرانية لإفشال المؤتمر قال كولبي: «طبعا إيران ستبذل كامل جهودها لعرقلة عقد هذا المؤتمر، وهي حاولت منذ البداية أن تستحوذ على المقاليد فيه وفرض أجندتها عليه، لكنها لم تنجح، ثم حاولت بث الفرقة بين الأطراف المشاركة وتأجيج الخلافات بينها ولكنها فشلت أيضا، حيث تم احتواء مشكلة مشاركة حزب بيجاك وأعيد المقعد المخصص له، على العموم إذا كانت الأطراف الكردية برمتها متفقة على توحيد الجهد، فلا أحد يستطيع أن يفرقهم». وأشار السياسي الكردي إلى أن «هذا المؤتمر هو مؤتمر قومي مهم جدا، سيشارك فيه أكثر من 500 من الشخصيات الكردية من مختلف أنحاء العالم، وستكون لقراراته الأثر البالغ لتحديد مسار القضية الكردية بأجزاء كردستان الأربعة، وسيكون هناك مرجع سياسي موحد، وبتحقيق هذه المرجعية السياسية الموحدة ولن يبقى أي مبرر لكي يقال إن لكل جزء من كردستان خصوصيته، فخلال هذا المؤتمر ستتوحد الإرادة الكردية وسيكون المؤتمر هو المرجع للقرارات الكردية».
706 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع