عراقي يحضر التكة العراقية
أصبحت الوجبات الشرقية الرخيصة تجذب الزبائن الألمان مثل التكة العراقية والشاورما التركية ،والصراع يدور بين الأثنين على صدارة اكثر المأكولات الشعبية رخصاً ومذاقاً شهياً في ألمانيا.
إيلاف/ صلاح سليمان/ميونيخ: التكة العراقية هي عبارة عن قطع صغيرة من لحم الضأن، يتم رصها في أسياخ من الحديد ،ويفصل بينها حبات طماطم صغيرة ،وتشوى على الفحم ،وتقدم للزبون مع السلطة الخضراء، وعلى المائدة يتم إضافة قليل من زيت الزيتون مع قليل من الفلفل الحار وبعض البهارات الأخرى.
التكة في الصدارة
هذا النوع من الأطباق الشهية فرض نفسه وزادت شعبيته، ويكاد أن يتربع على عرش الوجبات السريعة الرخيصة متقدما على الشاورما والهامبورغر في مدينة عالمية كميونيخ علي سبيل المثال ،وهي المدينة التي تذخر بشتي أنواع وأشكال المطاعم العالمية، فالصنعة الجيدة، والمذاق الطيب، والسعر المناسب هم من اكثر العوامل جذبا للزبائن، وهذا بالضبط ما يتوفر في أطباق التكة التي أصبحت من أهم الأطباق المفضلة للعرب المقيمين في المدينة وبعض الألمان والسياح الذين اكتشفوا هذا النوع من الطعام .
دخلت التكة العراقية إلى المدينة مع نزوح أعداد من التجار العراقيين إلى ألمانيا إبان حرب الخليج الأولى والثانية واستقرارهم في عدد من مدنها ومنها بالطبع ميونيخ ، ففي احد شوارع وسط المدينة يقف الحاج "عبد الواحد" في محله وبجواره اثنين من المساعدين، ينهمكون جميعهم في إعداد وشوي أسياخ التكة .النادل يتحرك بصعوبة بين الطاولات الصغيرة ، فالمطعم صغير للغاية ويتسع لعدد محدود من الزبائن، المكان معبق برائحة اللحم المشوي ،الجدران مزينة بصور عائلة الحاج عبد الواحد التي تحكي زمن صناعة هذه الأكلة عبر سلسلة من الأجيال في العراق ،فهو قد ورث هذه المهنة أبا عن جد .تشعر في المكان وكأنك في قلب بغداد ،أنه شعور غريب يفصلك في التو واللحظة عن عالمك المحيط في ميونيخ، ربما لأن كل شيء في المطعم هو عراقي المنشأ .
مذاق شهي لا يقاوم
يرى الحاج عبد الواحد أن الإقبال على أطباق التكة يتزايد يوما بعد يوم ،ويقول: " أن من يتناولها مرة يأتي بعدها مرات"،ويضيف "بالنسبة إلى خصوصية بعد السياح العرب، نقوم بتوصيل طلبات التكة اليهم في محل إقامتهم ، ووقت الذروة بالنسبة لنا هو وقت الموسم السياحي العربي، فكثير من الخليجين يقطنون في بيوت مجاورة لنا ،وهم يطلبونها يوميا ،كذلك عندنا زبائن من كل الجنسيات العربية المقيمة في ميونيخ وأيضا زبائن ألمان، والسياح الأجانب الذين يقطنون في الفنادق المحيطة" .
في أحد أركان المطعم يجلس اثنين من الشباب العرب يقول أحدهم "اعتدت في كل يوم جمعة أن أتناول العشاء هنا، فهي وجبة جيدة ورخيصة الثمن" ،ويضيف:" إن خبز التنور الطازج هنا يفتح الشهية ويمكنك أن تأكل ما تشاء منه ،أما بعد الإنتهاء من تناول الوجبة فيمكنك تناول ما تشاء من أكواب الشاي العراقي هنا بالمجان رغم أن سعره قد يصل إلى 3 يورو في أي مقهى مجاور، وهذا بالطبع مناخ مناسب وملائم يعيدنا إلى بلداننا العربية وثقافتنا في بلد الهجرة .
سعر سيخ اللحم الواحد من التكة هو 3.5 يورو وهو سعر رخيص نسبيا في مدينة تعتبر من من اغلى مدن العالم ، أما الوجبة الكاملة فهي تتكون من سيخين يصلوا في مجموعهم إلى 400 جرام تقريبا والقيمة السعرية فيهم قد تصل إلى 370 سعرة حرارية .
أحد محال بيع الشاورما التركية
الشاورما تحقق مكاسب عالية
إذا هل ثمة خطر يواجه الشاورما التركية من هجوم التكة العراقية عليها وسحب البساط من تحتها ؟ للإجابة على هذا السؤال انتقلت إلى شارع مجاور حيث يقع أحد محلات الشاورما الكبيرة ، الزبائن أغلبهم من الألمان ،تشعر بدفء يغمرك مع تلك اللفحة من حرارة الشواء التي تلف المكان البارد ، مما يجعل تناول ساندويتش من الشاورما الحارة أمرا ممتعا في هذا الطقس السيء ، يضحك البائع "مصطفى عبد الرازق" وهو يقول"" لا خوف على الشاورما، فهي ما زالت سيدة الوجبات الرخيصة في ميونيخ "،لكنه في نفس الوقت يرى أن أطباق التكة العراقية تأخذ مكانها في هذه المدينة بسرعة فائقة ويقول:" انه يعمل فقط في هذا المحل، لكن في وقتا ما سيفتح عملا خاصا به وفي هذه الحالة سيقوم ببيع الصنفين معا في محله، حتى لا يجد الزبون مفر من الشراء، ويستطرد قائلا: إن المحل يقدم نوعين من لحوم الشاورما هما لحم الرومي، ولحم الضأن ،و اللحم مضاف له الكثير من التوابل ويتم شيه على الطريقة التركية، حيت تتراص طبقات اللحم فوق بعضها على سيخ حديدي يدور حول محوره ،وتشوي اللحم على نار هادئة.
الشاورما معروفة في ألمانيا باسم " الدونر كباب" وأدخلتها عائلة تركية متخصصة في هذه الصناعة إلى ألمانيا بداية الثمانينات من القرن الماضي ومنذ ذلك الوقت وهي تأخذ مكانها كواحدة من الأكلات الرخيصة والمفضلة عند قطاعات كبيرة من الشعب الألماني ،حتى أن حجم المبيعات منها يصل في السنة الواحدة إلى 2مليار يورو ،وحجم العمالة فيها يصل إلى 42 ألف عامل، وفي هذا السياق يقول مصطفى عبد الرزاق:" إننا نبيع في اليوم الواحد تقريبا 100 كيلو من الشاورما ،وحجم الساندويتش الواحد يحتوي تقريبا على 150 جرام لحم" وهو يرى كذلك أن أسياخ الشاورما الجيدة هي التي تقل نسبة الدهون فيها عن 25% .
في حالة التكة تستطيع أن ترى اللحم بنفسك قبل الشواء ،ويمكن أيضا أن تفحصه، بل ويمكنك أيضا في حالة عدم النضج الكافي أن تعيده لمزيد من النضج، أما الشاورما فتقوم شركات خاصة بتجهيز سيخ الشاورما المرصوص بشرائح اللحم المتبل وبيعه للمحلات. ربما كذلك أن أحد عناصرتفوق التكة يرجع الى زيادة أسعار ساندوتش الشاورما 50 سنت في الشهور القليلة الماضية .
745 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع